الثقافة و الفن
تنافسية عالمية في جائزة الشارقة للاتصال الحكومي.. والسعودية الأعلى تحقيقاً للجوائز
تعد جائزة الشارقة للاتصال الحكومي حدثاً سنوياً مهماً، يعزز من ثقافة الاتصال الحكومي الفعّال لتكون منصة عالمية
تعد جائزة الشارقة للاتصال الحكومي حدثاً سنوياً مهماً، يعزز من ثقافة الاتصال الحكومي الفعّال لتكون منصة عالمية لتبادل الخبرات في الابتكار والإبداع في ممارسات وآليات الاتصال. وفي مايو الماضي، فتح المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة باب الترشح للجائزة التي سيعلن عن الفائزين بها في سبتمبر القادم وأثناء فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة. وعاماً بعد عام، تزداد قوة المنافسة على الجائزة من آسيا وأفريقيا وأوروبا، وبشكل خاص من الوطن العربي ودول مجلس التعاون الخليجي، ويبرز من بينها مساهمات المملكة العربية السعودية التي حصدت 17 تكريما في مجموع دورات الجائزة السابقة. وفي هذا الحوار مع مدير عام المكتب الإعلامي سعادة طارق سعيد علاي نقف على تفاصيل الدورة الـ11 من الجائزة وأبرز ما يميزها.
• تحمل دورة هذا العام لجائزة الشارقة للاتصال الحكومي بعداً جديداً في رفع مستوى التنافسية العالمية عليها، كيف عملتم على ذلك؟
•• استطاعت الجائزة على مدار العقد الماضي أن تكون مبادرة ريادية تصنع فارقاً محورياً في أساليب وآليات الاتصال بين الحكومات والجماهير، ومن خلال تكريمنا السنوي للمبدعين والمتميزين في مجال الاتصال الحكومي محلياً وإقليميا وعالمياً، فتحت الجائزة المجال أمام الجميع لتبادل الخبرات والارتقاء بالممارسات الاتصالية وفق أعلى المعايير العالمية والأكثر تماشياً مع التطورات الاتصالية المعاصرة المصاحبة لمتغيرات الإعلام الجديد. وفي عامنا الأول من العقد الثاني للجائزة، ارتأينا أن نرفع من سقف المنافسة بالاستغناء عن نظام التقسيم الجغرافي الذي اعتمدناه سابقاً، والذي يخصص فئات للمنافسة عربياً وأخرى عالمياً، واعتمدنا في توجهنا على بناء مساحة متكافئة للمنافسة على الفئات من جميع أنحاء العالم، وفق شروط محددة ومعايير دقيقة، تنبع من الإيمان الراسخ بأننا اليوم نعيش وفق منظومة اتصال عالمية تشكل شبكة معقدة ومتشابكة من البنى التحتية والتقنيات التي تربط الناس والأجهزة والمؤسسات في جميع أنحاء العالم.
• كيف انعكست منظومة الاتصال العالمية على الجائزة؟
•• عندما نتمعن في هذه المنظومة العالمية فإننا نجد فيها سلسلة من القنوات الاتصالية المستخدمة، فهي تتشكل من شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية للهاتف المحمول والإنترنت، والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومراكز البيانات، فضلاً عن البرامج والتطبيقات، مثل برامج التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة وتطبيقات التجارة الإلكترونية، إضافة إلى المحتوى الرقمي، فجميع هذه القنوات تستند إلى مجموعة من المعايير والبروتوكولات التي تُتيح للناس التفاعل والتواصل وتبادل المعلومات والخدمات والتعليم والترفيه.
من هذا المنطلق، حاولت الجائزة من خلال 22 فئة موزعة على قطاعات «جوائز الجهات الحكومية والمنظمات والقطاع الخاص» و«الجوائز الفردية» و«جوائز التحدي والمسابقات» و«جوائز لجنة التحكيم»، أن تلامس مجالات مختلفة يكون الاتصال فيها ركيزة أساسية في بناء فكر اجتماعي ورؤية مجتمعية قائمة على معايير عامة تترجم الأهداف وتبني التصورات وتعزز الإبداع والابتكار من خلال مضامين تواصلية تفاعلية تخلق حالة من الإيجابية والمشاركة العامة استناداً لحس المسؤولية المجتمعية، لذلك ارتأت جائزة الشارقة أن تستهدف مكونات منظومة الاتصال الحكومي بفئات على غرار «أفضل ابتكار في الاتصال الحكومي» و«أفضل توظيف لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الاتصال لخدمة المجتمع» و«أفضل محتوى اتصالي وإعلامي» وغيرها من الفئات التي نتوقع أن تشهد هذا العام منافسة قوية بين القطاع الحكومي والمنظمات الدولية من جهة، وبين القطاع الخاص من جهة أخرى، والأفراد أيضاً.
• هذا على المستوى العالمي، فماذا عن المستوى الإقليمي، وكيف تقيمون مساهمات المملكة العربية السعودية في الجائزة؟
•• ما قلناه عن المستوى العالمي ينطبق على المستوى الإقليمي مع مراعاة خصوصية كل ساحة فيما يتعلق بثقافتها وطموحات مجتمعاتها ومدى تطور مفهوم الاتصال لدى مؤسساتها الرسمية والخاصة. لقد أكدنا في أكثر من مناسبة أن على الاتصال في كل بلد أن يتبنى ويدعم الطموحات الخاصة ومساعي التنمية والرفاه الاجتماعي في ذلك البلد مع الأخذ بعين الاعتبار ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة وهي واحدة في كل منظومة اتصال من أي مكان في هذا العالم، وقد ساهمت الجائزة بشكل كبير في ترسيخ هذه الحقيقة لدى منظومة الاتصال الحكومي على المستوى الإقليمي.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فالمساهمات والمنجزات تأتي على قدر الطموح، وانعكست التطورات المتلاحقة التي تشهدها المملكة على عملية الاتصال في المؤسسات العامة والخاصة وفي الجهات الرسمية. الملفات التي تصلنا من السعودية تتسم بالحرفية العالية والثراء المعرفي والوعي حول دور الاتصال في تحقيق المصالح الكبرى والتي تتمثل في رؤية السعودية، 2030، وعلى مدار السنوات فازت المشاركات من المملكة بـ17 جائزة وتم تكريم عدد من الجهات الرسمية والخاصة، ومن الملاحظ أن نشاط عمل هذه الجهات يشمل الاقتصاد والقطاع غير الربحي والموارد البشرية والإعلام والصحة، ما يعكس تنامي منظومة الاتصال الحكومي وازدياد أهميتها في دعم مساعي التنمية.
• لماذا تعتبرون أن القطاع الخاص يستطيع المشاركة في المنافسة على جائزة متخصصة بالاتصال الحكومي؟
•• يعد القطاع الخاص شريكاً إستراتيجياً في دعم الرسائل الحكومية، بإيصالها إلى جمهور أوسع وبتأثير فعال. إذ يتعاون القطاع الخاص مع الحكومات في دعم الرسائل الحكومية عبر نشر الوعي حول قضايا معينة وتقديم الدعم للمبادرات الحكومية، يمكن للشركات أيضا تقديم خبراتها ومهاراتها لمساعدة الحكومات في تنفيذ برامجها وخططها، انطلاقاً من حس المسؤولية المجتمعية.
ويعمل القطاع الخاص على المشاركة في الحوارات العامة بما يساهم في دعم السياسات الحكومية في تحقيق التنمية المستدامة، كما يستخدم تقنيات وأدوات الاتصال الحديثة من تطبيقات وذكاء اصطناعي وواقع افتراضي لتطوير منصات تفاعلية ذات مضامين جاذبة تساهم في إيصال الرسائل الحكومية. لذلك جاءت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي لتضيء على مبادرات القطاع الخاص الرائدة في تعزيز الاتصال الحكومي.
• ما هي فئات الجائزة لهذا العام التي تتوقعون أن القطاع الخاص سيشارك فيها بقوة؟
•• في الحقيقة، سعت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي في دوراتها العشر السابقة لترسيخ دور القطاع الخاص في الاتصال الحكومي، وهذا ما زاد من مشاركتهم فيها. ومن المتوقع هذا العام أن نستقطب مشاركات مميزة للجهات والمؤسسات الخاصة في فئات أكثر ارتباطاً بالابتكار والتكنولوجيا والمسؤولية المجتمعية، ومنها «أفضل توظيف لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الاتصال لخدمة المجتمع» و«أفضل استثمار في القوة الناعمة لدعم برامج الاتصال» و«أفضل محتوى اتصالي وإعلامي» و«أفضل ممارسات اتصالية وإنسانية لدعم المسؤولية الاجتماعية»، وغيرها من الجوائز التي يوجد شرح تفصيلي عنها في الموقع الإلكتروني www.igcc.ae، والذي يستقبل ملفات المشاركة في فئات الجائزة المختلفة حتى 1 أغسطس القادم.
• من فئات الجائزة الملفتة للانتباه، خصوصا أنكم اشترطوا فيها مشاركة موظف حكومي لا يكون مديراً ولا رئيساً في جهة عمله وهي فئة «أفضل متحدث رسمي»، لماذا هذا التوجه؟
•• تركز الجائزة على تقييم مهارات التواصل لدى المشاركين، بإضافة معايير جديدة تقيّم قدرتهم على الإقناع والتأثير والتواصل بوضوح وفعالية. كما لطالما سعى المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة إلى بناء جيل من المتحدثين الرسميين من موظفي الجهات الحكومية لتحقيق معيار السرعة في التواصل مع الجمهور بفاعلية كبيرة، وتمكنا في إمارة الشارقة من العمل على هذا التوجه من خلال برنامج تدريبي مميز تحت مسمى «المتحدث الرسمي»، وهذا ما ساعد على وجود متحدثين رسميين قادرين على توصيل المعلومة والتأثير في الجمهور بما يخدم انتشار الرسائل الحكومية بسرعة وبعيداً عن التخوف من انتشار المغالطات والشائعات، مما يساهم في مكافحة الأخبار الزائفة بشكل كبير.
وفي فئة «أفضل متحدث رسمي» يمكننا أن نطلع أكثر على تجارب عالمية رائدة في هذا المجال، ونفتح آفاقا رحبة للتفكير في أفضل آليات التواصل المباشر وغير المباشر بين الجهات الحكومية والجمهور.
• كيف عملت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي هذا العام على توسعة شراكاتها لخدمة الإستراتيجيات الاتصالية العالمية الداعمة للنفع العام؟
•• تُعدّ جائزة الشارقة للاتصال الحكومي جائزة مرموقة تحظى بتقدير كبير على المستوى العربي والعالمي، مما يمنح الفائزين بها اعترافا دوليا بتميزهم في مجال الاتصال الحكومي. وتساهم في تعزيز ثقافة الاتصال الحكومي الفعّال وتشجيع الابتكار والإبداع في هذا المجال. هذا ما يجعل الجائزة قادرة على استقطاب شراكات عالمية جديدة كل عام مما يعكس السعي الدؤوب للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة نحو تعزيز الروابط بين الجهات التي تدعم منظومة الاتصال بكافة أشكاله.
في هذا العام تمكنا من استقطاب ثلاثة شركاء مهمين، فجائزة «أفضل ابتكار في الاتصال الحكومي» تأتي بالتعاون مع Apolitical الشركة الأوروبية المتخصصة في تقديم المشورات للحكومات من أجل تطوير سياساتها ورفع كفاءة ممارساتها وترسيخ علاقتها مع الجمهور. أما «جائزة أفضل ممارسات اتصال للتعامل مع التطورات التنموية» فهي بالتعاون مع CSONETWORK، الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني التي تعمل على تمكين منظمات المجتمع المدني في قطاعات متعددة من معالجة التحديات التي تواجه الاستدامة. ومن شراكاتنا المميزة أيضاً التعاون مع إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة UN DESA في «جائزة أفضل مبادرات اتصالية مبتكرة ومرنة». وهذه الشراكات المميزة دليل على أن الجائزة في عقدها الأول تمكنت من وضع بصمة خاصة ومتطورة في مجال الاتصال الحكومي تواكب كل ما نشهده من متغيرات متسارعة، كما تحافظ على الرؤية الهادفة والنبيلة للرسائل التواصلية بين الحكومات والمجتمعات.
• في الختام، من هي الجهات أو الشخصيات المكرمة في الجائزة لعام 2023، ترى أنها ستبقى محفوظة في الذاكرة؟
•• شهدت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي في دورتها العاشرة، التي أقيمت في سبتمبر 2023، تكريم العديد من الجهات والأفراد المتميزين في مجال الاتصال الحكومي. ومن أبرز الفائزين سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي الذي حصد جائزة شخصية العام، كما حصلت هيئة الشارقة للتعليم الخاص على جائزة أفضل حملة تستهدف تعزيز الثقافة العربية. وقد فازت الشركة الوطنية للإسكان من المملكة العربية السعودية بجائزة أفضل حملة لدعم المسؤولية الاجتماعية.
ولا يمكننا أن ننسى فوز اللجنة العليا للمشاريع والإرث من دولة قطر في فئة أفضل استثمار في الرياضة لدعم برامج الاتصال. وكانت مفاجئة العام الماضي لجمهور الجائزة والمنتدى تكريم القاضي فرانشيسكو كابريو «القاضي الرحيم» وحصده جائزة أفضل شخصية ذات أثر اجتماعي إيجابي.
الثقافة و الفن
كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية
تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.
رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء
لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.
رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث
يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.
الأثر الثقافي والانطباع العالمي
إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.
ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.
الثقافة و الفن
مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.
سياق الاحتفال والخلفية التاريخية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.
دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030
تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.
الأهمية الثقافية والدولية للحدث
لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.
وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.
الثقافة و الفن
السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.
أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً
يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.
رؤية 2030 ودعم التراث الوطني
تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.
ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟
من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.
الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع
إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية