الثقافة و الفن
تمظهرات «التّثنية» في اللُّغة الشِّعرية
التَّثنية -كما يقول المؤلف- مظهرٌ من مظاهرِ جمالِ اللغة العربية، فهي ترتبطُ بجرْسِها الإيقاعي، وبدلالاتِها المتعدّدة.
التَّثنية -كما يقول المؤلف- مظهرٌ من مظاهرِ جمالِ اللغة العربية، فهي ترتبطُ بجرْسِها الإيقاعي، وبدلالاتِها المتعدّدة. وقلّما احتفتْ لغةٌ من اللغات بالمثنّى، كما احتفتْ به العربية.
ومعظمُ اللغاتِ الحيّة لا تملكُ صيغاً خاصّةً بالمثنى، إنما تنتقلُ مباشرةً من صيغة المفرد إلى صيغةِ الجمع؛ لذا سعى المؤلف إلى أن يدرسَ فَاعِليّة «التَّثْنِيةِ» في اللُّغةِ الشِّعريّةِ العربيّةِ؛ التي تعنى بدلالاتها الوفيرة، وتفسيراتها الكثيرة، فالتثنية -بحسبِ رؤيته- تحملُ دلالاتٍ نفسيّةٍ واجتماعية ولغويّة وجماليّة وفلسفيّة، وكشف اللثام عن تلكم الشعريّة والدلالات، وعن كيفيةِ توظيف التّثنية في النصوص الإبداعية؛ لما تختزنه من جمالياتِ التشكيلِ الصوتي والجرْس الإيقاعي.
فجاءت دراسته هذهِ من مقدمةٍ، وتمهيد، وخمسةِ فصول هي: الفصل الأول: «التَّثْنِية» ومظاهرُها الأسلوبيّة. والفصل الثاني هو: «التَّثْنِية» والأنساق الوزنية، وكان الفصل الثالث بعنوان: «التَّثْنِية» والمُعادل الموضُوعيّ، وتلاه الفصل الرابع بعنوان: «التَّثنية» من التفسير النفسيّ إلى التفسير الوجوديّ، وأما الفصل الخامس فكان عن: هندسة «التَّثْنِية» وجَماليّة المشْهد.
وقد قدّم له «د. إيّاد الحمداني» تقريظا بديعاً ماتعاً يُضفي على الكتاب رونقاً، ولمسةً فنيةً جميلةً، ومنه قوله:
رصدَ كتابُ «فاعليةُ التَّثنية في اللّغة الشّعريّة العربيّة» مظهرَ التّثنيةِ بوصفِهِ مُولِّداً للشّعريّة يُعطي اللّغةَ أصالةً وجمالاً وإيقاعاً، فالتّوظيفُ الفنّيّ لآليةِ عملِ المُثنّى في العربيّةِ يُسهِمُ في إضفاءِ أجواءٍ إغرابيةٍ فاعلةٍ تحقّقُ نمطاً فريداً من التَّصويريّة، ولاسيّما عندَ توظيفِ التَّثنية المجازيّة، وأنّ هذا الكتابَ أصلٌ مهمٌّ من أصولِ الكشفِ عن خصوصيّة اللّغةِ الشّعريّةِ العربيّةِ ومتعلقاتِها الأسلوبيّة: فالشّعريّة والأسلوبيّة عُنصرانِ متلازمانِ، يرتبطُ الأولُ بالإبداع، ويرتبطُ الثاني بالإجراءِ النّقديّ، وقدْ سلكَ الدكتور أيّوب الجَدَدَ فأمِنَ العَثار. (ص5-8)
ويوضّح الناقد «د. كريم ناجي-العراق/الكوت» أن المؤلف انطلق في دراسته هذه من مصطلح لغوي نحو آفاق أدبية ونقدية وجوانب أخرى، ويمكن أن تعد هذه الملاحظة من محاسن هذه الدراسة. وعندما نتقدم في القراءة نلمس جهداً بحثياً ونقدياً يستحق التقدير، يتضح ذلك في جوانب عدة: منها تنوّع المداخل وتعددها، ومنها المنهجية والخطة التي سار عليها، يشهد على ذلك العناوين وتنوعها وترابطها وحسن صياغتها.
لقد تضمن الكتاب مضامين ثقافية ونفسية واجتماعية فضلاً عن المضامين النقدية والأدبية واللغوية، وتضمن شواهد واختيارات موفقة، ووقفات جميلة لتحليلها والكشف عن جمالياتها، نذكر منها: سورة الرحمن، ونونية عروة بن حزام وقصيدة السياب وغيرها. وقد جاء كل ذلك منسجماً عبر صياغة محكمة وعبارة رشيقة.
فمن النصوص التي تتميز بهيمنة أسلوب التَّثْنِية في مشهد الانهيار النفسي: مقطع من: «نونية عروة بن حِزام»، فيقول:
خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ..
بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني
أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا..
فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ
ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا..
بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لا تَقِفَانِ
وفي نص عروة تظهر التثنية ظهوراً مائزاً تتكثف في بؤرة المعنى الذي يحيل على الانهيار النفسي لذات الشاعر المتشكلة في بنية المشهد. (فاعلية التثنية ص18)
ومثله: حين يخاطب الجواهري «الضفادع» وهي تستحوذ على جماح قلبه، بهتافاتها أو برسائلها البريدية المغلفة بالغزل:
سلامٌ على جاعلاتِ النَّقيقِ..
على الشَّاطئينِ، بَريدَ الهوى
لُعنتنَّ مِن صِبيْةٍ لا تشيخُ..
ومن شِيْخَةٍ دَهْرَها تُصطبى
فهذا مشهد مثير وفريد من نوعه في رسم صورة للضفادع التي يسمع نقيقها، وهو قريب منها، وهي صورة قد لا تجد لها مثيلاً في الشعر العربي صياغةً وديباجةً وحسّاً شعرياً رائعاً.
فهي صورة غريبة تتمركز حول «الشاطئين» مرتبطة بهواجس بصرية غريبة، تحولت إلى صورة سمعية متمثلة بنقيق الضفادع الذي استحال إلى جو غزلي غريب، وقد هيمنت التَّثْنِية، فجعلت الصورة إلى طرفين ناطقين، وتراسلت عند الحواس مولدةً خيالاتٍ متعددةً لها أثر في المحاكاة وتكامل الصورة. فضلا عن أنها خففت من بشاعة صوت الضفادع، فالصورة جمّلت قبيحاً وأصبح رقيقاً مستساغاً. (فاعلية التثنية ص 26-27)
وفي فصل «التَّثنية من التّفسيرِ النفسيّ إلى التّفسيرِ الوجوديّ» يتحدث عن «التَّثْنِية» والانفتاح النفسي:
فقال: إن استعمال التثنية وإن كان يرجع إلى الموروث الشعري العربي الذي سار عليه الشعراء منذ العصر الجاهلي، فاستفتحوا قصائدهم بالنداء «خليليّ، صاحبيّ»، والأمر والنهي: «قفا، عوجا، لا تعذلا..» وغيرها من ألفاظ التثنية تأتي لأغراض شتىً، تتواشج مع تفسيراتٍ عدّة: نفسيّة، واجتماعيّة، ووجوديّة.
نرى من خلال رصدنا لأسلوب التثنية أنَّ الشاعر يتكئ عليها؛ لتحقيق غاياتٍ تنفتحُ على اتجاهاتٍ عدّة، منها:
1- البوح بؤرة المشاعر: يبوح المتكلم بمشاعره وآلامه وأحزانه، وغربته ووحشته، نحو قول عمرو بن الأهتمّ:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَأَطلالِ ..
بِذي الرَضمِ فَالرُّمّانَتَينِ فأَوعـالِ
وُقـوفاً بِـها صَــحـبي عَــلَيَّ مَـطــِيَّهُــم ..
يَقولـونَ لا تجـهَل وَلَســتَ بِجَهّــالِ
وقول كُثيّر:
خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا..
قلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِ
وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها..
وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ
وَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُما..
ذُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِ
فالتثنية لها دلالة نفسية؛ لارتباط الشاعر بماضيه، فهو يعيش حالة نفسية متأزمة، ولا يريد أن يفارق إحساسه بهذا الارتباط، وهو إحساس وجداني بديمومة النسغ العاطفي الشعوري.
إنّ نزعة الحزن قديمة قدم الإنسان، تصطبغ بإحساس الشاعر غالباً، فاحتوت أشعارهم عبارات الشكوى والفراق والشوق ثم صروف الدهر، وتشير دلالات الحزن إلى الذات القلقة وهو يعالج ظروف الحياة، قد يجابه، وقد يستسلم، وقد يصاب بمصاب أعظم فيضاعف الألم في نفسه، وقد يضعف وينهار فلا يملك قدرة على فعل أيِّ شيء إلا البكاء، وهي حالة اضطرارية يلجأ إليها للتنفيس عما يشعر به، يقول امرؤ القيس:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ..
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم..
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
وقد نلحظ أنّ معلقة امرئ القيس مثلاً تغوص في شجن الذات، في آمالها وآلامها، فالموقف الشعوري الذي تنبعث منه القصيدة هو الإحساس بالضعف والانكسار: في زوال «مملكته»، ومطاردة «المنذر» له حتى وصل القسطنطينيّة، فامتلأت نفسه بالتوتر والضيق وبلغ به الإحساس بالعجز حداً عطل قدرته على تجاوز وضعه المتأزم، ولم يجد سبيلاً إلا الحُلم الذي تتمثل فيه القوة والانتصار؛ ليعوض ما افتقده من قوة تمكنه من تحقيق ما يصبو إليه.
ويتعلق بالماضي الذي يرى فيه القوة والصلابة، أو يسرح مع الحُلم فيتحقق له بالخيال ما لا يقدر عليه في حاضره المشهود، وذلك ما يفسره علم النفس، ويسميه بظاهرة «التعويض»، فيلجأ إلى مخاطبة صاحبيه، فتارة يشعر بالضعف والانكسار، وتارة يتقوى بعض الآليات؛ ليشعر بالقوة والانتصار، ولم يستطع كبت عواطفه، لكنه حاول إشراك صاحبيه للتخفيف مما هو فيه ولمواساته أيضا كما قال السيرافي: «أمر صاحبيه بأن يقفا عليه، وينتظراه لمّا مرَّ بالدار التي كان من يهواه فيها، حتى يبكيَ على فقده، فيخف ما به من الحزن لفرقته».
وقال امرؤ القيس:
وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ..
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
وظاهرة الحنين إلى الماضي «الديار، والأحبة» متجذّرة في أعماق العربي، وهذا ما نلحظه عند امرئ القيس مثلاً حينما يقول: قفا نبكِ.. ويظهر أنّ أسلوب التثنية في النصوص التي مرّت مرتبط بمعاني الأسى والتوجع، والحزن والتفجع، الذي تشكل في البكاء أو عدم العذل أو طلب المشاركة في أمر ما.
التَّثنية والحوار والأحزان: قد يلجأ الشاعر إلى أسلوب الحوار بينه وبين الآخَريْنِ إنسانين كانا أم كائنا آخر معتمداً على التثنية غالباً؛ ليشاركاه همومه وأحزانه، فيقيم الشاعر حواراً داخليّاً، فمن ذلك قول امرئ القيس:
خَلِيلَيّ مُـرّا بــِي عَـلىَ أمّ جُـنْـدَب
لِـتُقْضَي لُبَانَاتُ الفُؤادِ المُعَذّبِ
فَإنّكُمَا إنْ تَنْظُرَانـِي سَاعَةً
مِنَ الدّهْرِ تَنْفَعْنِي لَدَىَ أمّ جُنْدَبِ
ألَمْ تَـرَيـَانـِي كُـلّـمَا جـِئـْـتُ طَـارقَــاً
وجَدْتُ بــِهَا طِـيـبـَاً وإنْ لـَمْ تـَطَـيّـبِ
عَقِيلَةُ أتْرَابٍ لَهـَا لا دَمِيمَةٌ
ولا ذَاتُ خَلْق إذا تَأمّلْتَ جَانـِبِ
وقول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
أَلاَ لا تَلُومَانِي كَفى اللَّوْمَ ما بِيَا
وما لَكُما في اللَّوْم خَيْرٌ ولا لِيَا
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفْعُها قليلٌ
وما لَوْمِي أَخِي مِن شِمَالِيَا
فهنا يتوجَّه الشاعر بحواره إلى رجلين كانا معه، إذ جرَّد الشاعر من نفسه صاحباً أو أكثر لا وجود لهم في الحقيقة إلا في مخيلته، موجِّهاً حواره إليهما، ملتمساً منهما المشاركة الوجدانيَّة لما نزل به من الهموم والآلام التي حلَّت به من خلال هجرة الحبيبة وخراب الديار.
وفيه يُحاور الشاعر صاحبه الذي لا وجود له إلا في خياله، وهو من باب التجريد؛ ليتخيَّل الشاعر من نفسه شخصاً آخر، فيُحاوره فيما يشبه الانشطار الذاتي، وهذا الأسلوب يتمركز في أعماق النفس الإنسانية، إذ تنشطر نفس الشاعر إلى شطرين، شطر مخاطِب وشطر مخاطَب.
فيكشف الحوار المتوشح بالتثنية عن طبيعة الصراع القائم بين طرفي الحوار الثلاثة في نسق درامي، فيعمل الحوار بين الشخصيات على إثارة الصراع وديمومته، ويؤلف الوقائع الصغيرة ويدخلها في سياق الحدث، لتنمية الحدث وتطويره، لتكون جزءاً منه.
وقد يكون الحوار مع كائن آخر: «غراباً، ناقة، ثوراً، غزالاً»، فمن ذلك قول مجنون ليلى وهو ينادي حمامتين:
أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما
عَلَيَّ الهَوى لَمّا تَغَنَّيتُما لِيا
وَأَبكَيتُماني وَسطَ صَحبي وَلَم أَكُن
أُبالي دُموعَ العَينِ لَو كُنتُ خالِيا
مجنون ليلى ينادي حمامتين ويقول: لقد أهجتما وحركتما الحب في نفسي بغنائكما لي وتغريدكما، لكن جعلتماني أبكي وأنا بين أصحابي -وليس من عادات الرجال البكاء أمام الآخرين- ولو كنت بكيت وحدي من حب ليلى لم أبالِ، ولم أتحرج من بكائي عليها، ولا من تساقط أدمعي بسبب شوقي إليها.
2- وقد يستنجد الشاعر بخليله؛ ليبين ما به من تباريح الحب، وعذاب الأهل والعشيرة، كما فعل قيس ليلى، فاستنجد بخليليه من لوعة الهوى، وعذاب الأهل، وذلك في قصيدته الشهيرة التي قالها بعد أن أخذه أهله إلى الحكماء، الذين كووه كيّاً، كي يخرج حبّ ليلى من روعه، يقول:
خليليّ هيا ساعداني على البكا..
فقد جهدت نفسي وربِّ «المثانيا»
خليليّ إنّي قد أُرِّقت ونمتما..
لبرق يمانٍ، فاجلسا علّلانيا
خليليّ لو كنتُ الصحيحَ وكنتما..
سقيمين، لم أفعل كفعلكما بيا
الثقافة و الفن
السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.
أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً
يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.
رؤية 2030 ودعم التراث الوطني
تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.
ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟
من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.
الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع
إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.
الثقافة و الفن
السعودية تستعد للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تعرف على استعدادات السعودية للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو، ودور ذلك في إبراز التراث الوطني والحرف اليدوية ضمن رؤية 2030.
تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، الذي يعد أحد أبرز وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية، والمقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، وإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة أمام الجمهور الأوروبي والعالمي.
أهمية المشاركة في المحافل الدولية
تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» منصة عالمية فريدة تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو». وتعد المشاركة السعودية فرصة ذهبية لاستعراض التنوع الثقافي الذي تزخر به مناطق المملكة المختلفة، من فنون السدو والقط العسيري، إلى الصناعات الفخارية والخشبية والمشغولات اليدوية الدقيقة التي تعكس هوية الإنسان السعودي وارتباطه بأرضه.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
تأتي هذه التحركات متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. وتسعى الهيئات المعنية، مثل هيئة التراث ووزارة الثقافة، من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الحرفيين السعوديين وفتح منافذ تسويقية عالمية لمنتجاتهم، مما يساهم في تحويل الحرف اليدوية من مجرد موروث شعبي إلى صناعة ثقافية إبداعية تساهم في الاقتصاد الوطني.
تعزيز التبادل الثقافي السعودي الإيطالي
على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، تمثل هذه المشاركة جسراً للتواصل بين الشعبين السعودي والإيطالي، اللذين يجمعهما تقدير عميق للفنون والتاريخ. فإيطاليا، بكونها عاصمة عالمية للتصميم والفنون، تعد البيئة المثالية لتقديم الإبداع السعودي بصورة عصرية. ومن المتوقع أن يسهم الجناح السعودي في جذب الانتباه نحو الوجهات السياحية التراثية في المملكة، مثل العلا والدرعية، من خلال بوابة الفنون والحرف، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مكانتها كمركز إشعاع حضاري في المنطقة.
الثقافة و الفن
الثلث الأول من رمضان في نهاية الشتاء: مميزات الصيام والأجواء
تعرف على خصائص تزامن الثلث الأول من رمضان مع الأيام الأخيرة للشتاء. كيف يؤثر الطقس المعتدل وقصر النهار على الصائمين؟ قراءة في الأجواء الروحانية والفلكية.
يشهد العالم الإسلامي في هذه الفترة ظاهرة فلكية ومناخية مميزة، حيث يتزامن الثلث الأول من شهر رمضان المبارك مع الأيام الأخيرة من فصل الشتاء، مما يضفي على الصيام طابعاً خاصاً يجمع بين الروحانية العالية والأجواء المناخية المعتدلة. هذا التزامن ليس مجرد صدفة عابرة، بل هو نتاج للدورة الفلكية للقمر التي تجعل الشهر الفضيل يطوف عبر فصول السنة المختلفة.
الدورة الفلكية وتغير مواسم الصيام
من المعروف فلكياً أن السنة القمرية (الهجرية) أقصر من السنة الشمسية (الميلادية) بحوالي 11 يوماً. هذا الفارق الزمني يؤدي إلى تراجع موعد شهر رمضان كل عام، مما يجعله يمر بجميع فصول السنة الأربعة في دورة كاملة تستغرق حوالي 33 عاماً. وفي هذه الأعوام، يحل الشهر الكريم ونحن نودع فصل الشتاء ونستقبل بدايات الربيع، وهي فترة انتقالية تعرف بالاعتدال الربيعي، حيث يتساوي الليل والنهار تقريباً في العديد من المناطق، وتبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي مع بقاء نسمات البرودة اللطيفة.
ميزات الصيام في نهاية الشتاء
يعتبر صيام رمضان في الأيام الأخيرة للشتاء وبدايات الربيع من أيسر أوقات الصيام مقارنة بأشهر الصيف القائظة. وتتمثل أبرز الميزات فيما يلي:
- قصر ساعات النهار: في فصل الشتاء وبداية الربيع، يكون النهار أقصر نسبياً من الليل، مما يعني ساعات صيام أقل، وهو ما يخفف من مشقة الجوع والعطش على الصائمين.
- اعتدال الطقس: تساهم الأجواء الباردة أو المعتدلة في تقليل فقدان الجسم للسوائل، مما يجنب الصائمين الشعور بالإعياء أو الجفاف الذي قد يحدث في مواسم الحر الشديد.
- النشاط البدني: يساعد الطقس اللطيف الصائمين على ممارسة حياتهم اليومية والعبادات بنشاط أكبر، حيث لا يستنزف الحر طاقتهم.
الثلث الأول: أيام الرحمة في أجواء لطيفة
دينياً، يُعرف الثلث الأول من رمضان بأنه “أيام الرحمة”، وفقاً للأثر المروي: “أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”. ومع تزامن هذه الأيام المباركة مع وداع الشتاء، تتجلى الرحمة الإلهية أيضاً في تخفيف المشقة البدنية على العباد. تتيح هذه الأجواء للأسر الخروج ليلاً للتراويح والزيارات العائلية دون عناء الحر أو الرطوبة، مما يعزز من الروابط الاجتماعية والروحانية التي يتميز بها الشهر الفضيل.
الاستعداد الصحي والغذائي
مع برودة الطقس النسبية في ليالي آخر الشتاء، ينصح خبراء التغذية الصائمين بالتركيز على الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة والدفء خلال وجبتي الإفطار والسحور، مثل الحساء الدافئ والأطعمة الغنية بالألياف، مع عدم إغفال شرب كميات كافية من الماء، حيث أن الشعور بالعطش يقل في الشتاء مما قد يؤدي لنسيان شرب الماء.
ختاماً، يمثل تزامن بداية رمضان مع نهاية الشتاء فرصة ذهبية لاغتنام الأجر في ظل ظروف ميسرة، حيث يجتمع صفاء الروح مع اعتدال الجو، ليكون موسماً مثالياً للطاعة والعبادة.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية