Connect with us

الثقافة و الفن

تقييم الأدب بذائقة المتلقي أو معيارية المصطلحات ؟

كثيراً ما يتردد مصطلح النخبة والشعبوية، بين النقاد والمعنيين بدراسة الأدب، إما على سبيل التصنيف، أو التوصيف،

Published

on

كثيراً ما يتردد مصطلح النخبة والشعبوية، بين النقاد والمعنيين بدراسة الأدب، إما على سبيل التصنيف، أو التوصيف، أو المعيارية، ولأن ذائقة المتلقي هي المسؤولة عن استمزاج أدب ما، أو عدم استمزاجه، فإن المعيارية ربما تغدو طرحاً نظريّاً يتداوله الدارسون في أبحاثهم، فالأصل هو الأدب، دون تعصّب لنخبة، ولا استنكاف من الشعبوية، فالعبرة بما يتركه النتاج الأدبي من أثر ثقافي واجتماعي، وهنا نطرح السؤال على عدد من المثقفين، لاستجلاء آرائهم حول قضية متجددة، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي:

فيرى الناقد محمد السحيمي، أنه استناداً على قراءة التاريخ فإن الأدب نخبوي من حيث الإنتاج (الإرسال) وشعبوي من حيث التلقي (الاستقبال)، ونادراً ما كان نخبوياً شعبوياً في آنٍ واحد، إلا أنه لا تستمر هذه النوادر طويلًا؛ إذ سرعان ما تخذلها تقلبات الظروف الزمانية السريعة!. وأوضح أن من أبرز النوادر ظاهرة (المتنبي): الذي ظلّ شعره في مرحلة السيفيات -نسبة إلى سيف الدولة الحمداني-؛ التي امتدّت نحو عشرة أعوام (نخبوية) وأدت إلى الارتقاء بالذائقة الشعبية العربية إلى مستوى كاد يلغي الحدود النسقية بين النخبة والشعب؛ إلا أنه بانتقاله البراغماتي (الميكافيلي) إلى المرحلة الكافورية المصرية بلغ ما أسميه «العمى الفرعوني»، فاعتقد أن الشعوب أصبحت ملك هواه الشخصي يقلبها يميناً أو شمالاً، وأن النخبة رهينة رضاه أو سخطه، فمن يمدحه يرتفع وإن كان وضيعاً، ومن يهجوه يسقط وإن كان رفيعاً! وأضاف السحيمي: وفي العصر الحديث ظل الصراع محموماً بين النخبوية التي مثّلها أحمد شوقي، والشعبوية التي مثّلها بيرم التونسى، إلى أن جاء أحمد رامي فكان الجسر الآمن بين الضفتين، فكانت ظاهرة أم كلثوم خالدة كالأهرامات إلى اليوم! مؤكداً أن طغيان النخبوية على الشعبوية، مدمر كطغيان الشعبوية على النخبوية! وأن الفن وحده هو الضامن للتوازن الجميل الناعم بينهما!! وخير مثال لذلك هو الأديب السيناريست أسامة أنور عكاشة في (ليالي الحلمية) وغيرها.

فيما يذهب الناقد محمد الحرز، إلى أن الأدب باعتباره نتاج القيم التي ترتبط بالإنسان وبثقافته وتاريخه على هذه الأرض، سابق على هذه التصانيف (شعبي أو نخبوي)، وتاريخ تحولاته في جميع مسارات أشكاله من شعر وسرد وغناء ومسرح وحكايات شعبية وملاحم أسطورية لم تخضع عند أغلب المصنفين والباحثين القدماء لمثل هذا التصنيف المعياري الذي يعيشه الأدب في الثقافة المعاصرة، موضحاً أن هذه التصانيف المعيارية ارتبطت منذ أواسط القرن التاسع عشر، بشيوع مصطلح (الشعب) الذي انتقل من الحقل السياسي والفكري إلى الحقل الأدبي وانتقل معه بعض دلالاته، وبالأخص ما يتصل منه بمفهوم البسيط والعفوي والسطحي والأغلب الساذج وسُمي تحته الأدب الشعبي، ما استدعى بالمقابل نشوء أو ظهور مفهوم آخر هو (الأدب النخبوي) أو الأدب الرفيع، الذي يحتوي على دلالات تتصل بالطبقة الاجتماعية التي تدّعي لنفسها المعرفة والأدب والثقافة والعلم والتحضر والتقدم، ويعبّر عنها بالطبقة المخملية التي لا ترى في عامة الناس سوى أناس وضيعين وهامشيين لا ينتجون أدباً بالمعنى العميق الذي يسعون إليه للتأثير من خلاله، ويرى أن حصر مفهوم الأدب بين هذين التصنيفين المعياريين في الثقافة المعاصرة، ظلّ مؤثّراً زمناً لا بأس به على صورته عند أجيال عدة في مختلف المجتمعات والثقافات العربية والعربية، إلا أن نشوء الدراسات الثقافية الغربية مدعوماً بالدراسات الأنثروبولوجية أعاد الاعتبار للأدب الشعبي المهمش ووضعه موضع القيمة الجديرة بالدراسة، وسلّط الأضواء عليه، إضافة إلى الدراسات الاستشراقية التي أعادت الاعتبار للجانب المهمش من الأدب العربي، ووضعته موضع الاهتمام، ولفتت إليه الأنظار، مشيراً إلى (ألف ليلة وليلة) و(مقامات الحريري) و(الوهراني) وغيرها من أدب الحكايات الشعبية، التي لم تحظ عند النقاد والدارسين القدماء بأهميتها بالنسبة للأدب العربي، ويؤكد الحرز أن ما يمكن استخلاصه من النظر في ارتباط الأدب عبر تاريخه بهذا الثنائي التصنيفي المعياري هو أن الأدب نفسه يتعالى على مثل هذه التصانيف، فهو بحكم كونه المعبر الحقيقي عن انفعالات الإنسان وعواطفه وتحولاته الثقافية والاجتماعية والفكرية والدينية، يعتبر قيمة ذات شأن مهم بالنسبة للشريحة الاجتماعية التي تنتجه، بغض النظر عن التصورات التي يطلقها الآخرون عنه، مهما كان هذا الآخر مختلفاً عنه أيدولوجياً أو فكرياً أو دينياً أو اجتماعياً، وأضاف: التاريخ يخبرنا أن الأدب دائري الحركة، وتختلف حركته من مجتمع لآخر حسب الظرف المكاني والاجتماعي والثقافي والتاريخي، فما يطلق -على سبيل المثال- على الأدب الشعبي في تاريخ الأدبي العربي باعتباره أدباً مهمشاً إزاء مركزية الشعر، أصبح في العصر الحديث هو الأكثر مركزية وأهمية إزاء الشعر، ويكفي النظر إلى موقع القصة والرواية أو الشعر الشعبي على مختلف لغاته عند المجتمعات العربية، لتتأكد مقولة إن الأدب بالنهاية لا يخضع لقيمة ثابتة حتى نضعه بين مزدوجين ونقول هذا التصنيف أو ذاك.

ويذهب الشاعر أحمد آل مجثِّل، إلى أن هذه الفكرة ليست من صميم وظيفة الأدب (نخبوي أم شعبوي)، بل هي دخيلة على أدبنا العربي وجلبها إلينا بعض الدارسين والباحثين العرب الذين امضوا فترةً من حياتهم العلمية في بعثات وعادوا إلى أوطانهم يحملون الفكرة ذاتها، وكان من أهم أهداف التقسيم في تلقي الأدب هو شعور بعض الدارسين للآداب بعلو مكانتهم وفوقيتهم وأنهم لا يقبلون بالأدب الذي يحاكي عامة الناس (الشعبوية)، بل ويوجبون أن يكون لفئة من البرجوازيين (النخبويين) ويرى أن هذا الاتجاه لا يخدم القضية الأدبية في شيء، بل إنهم يرون احتكار هذا الأدب لتلك النخبة في التلقي، وأوضح أنه من خلال تجربة حياتية، لا يؤمن بفكرة الأدب النخبوي، لأنه يفتقد لأبسط التعريفات العامة، وهي أن الأدب محاكاة الناس في همومهم وحياتهم وما بوجدانهم من الحب والآلام والحزن والكمد. وأضاف: لو اقتصر الأدب على فئةٍ معينة لما أصبح له قيمة في حياة المجتمعات، فالكتاب مثلاً يشبه الوجبات الغذائية يتناولها الفقير والغني والمقتدر والمحروم. ولفت آل مجثِّل إلى أن تعريف الأدب: أنه انعكاس للمجتمع وتعبير صادق عنه، برؤيةٍ فنية واعية تطرح الإبداع في لفظه وبيانه وفنونه وإيقاعه وبلغةٍ عالية الجودة خاليةً من الهنات والضعف، مؤكداً أن وظيفة الأدب، تكمن في الارتقاء بالذائقة وإعمال التفكير والتأثير والتفاعل، مشيراً إلى أن الأدب (الشعبوي) أكثر الفنون تأثيراً وقبولاً وحصداً للجوائز، ولو افترضنا صحة المقولة بنخبويته فإنه تسقط عنه القيمة الفنية والاجتماعية وقبل ذلك قيمته في التأثير والتفاعل. وعدّ الأدب الخالد أدب الناس، لأن عموم المتلقين للآداب يقتربون من الأدب الذي يشبههم ويرون فيه أنفسهم.

وذهب الشاعر عبدالعزيز حمود الشريف، إلى أنه لا ينبغي الخلط بين دور الأدب النخبوي في التنوير المجتمعي، وبين الدائرة الشخصية الضيقة للأديب نفسه، إذ تحور مصطلح النخبوية من القيمة الرفيعة للأدب، إلى التسطيح والشخصنة، وكأن المشتغل بالأدب هو من يصنع النخبوية ويوجه بوصلتها لوحده وكأنه مركز الكون وهذا يحدث للأسف وفي عالمنا العربي تحديداً، مشيراً إلى أن مثل هذه الأحكام، تهبط بقيمة الأدب الرفيع إلى دائرة الذاتية والعاجية المقيتة والاستعلاء بشخصنة يتباهى بها بعض الأدباء على المحيط المجتمعي، وأصبحت حالة تطلق على الأشخاص وليس على الأدب نفسه، ويرى الشريف أنه تم استسهال كلمة النخب لتكون صفة دارجة بين الناس تطلق على كل من هبّ ودبّ بشكل ممجوج، وأكد أن الأدب الرفيع كلما ارتفع في فضاءات الإبداع والصفاء الفكري أصبح عملاً نخبوياً -أي عملاً إبداعياً تراكمياً منجزاً- لا يضره إلى أين يتوجه، ولمن يوجه؛ فكم من الآداب العالمية برزت من خلال قوة التلقي الشعبي، بل إنه خلّدها ولم يحجبها كون «النخبوية» مصطلحاً شاملاً لجوانب الفن الحياتي الذي نستطيع أن نطلق عليها عملاً إبداعياً نخبوياً فريداً كل في مجاله، وعدّه ملكاً للمجتمع الذي يحدد معاييره، وليس فلان من الناس ممن يوهم بأن ما يطرح من منجز مختلف في الشكل والمضمون، وبالتالي ينسى دوره الحقيقي في إنجاز عمل أدبي محترم، ويصبح تركيزه على الذات النرجسية، عبر أشخاص ينتخبون شلة لهم تحت مسمى النخبة، ويعقدون لقاءات لا يحضرها إلا من يتفق معهم في كل شيء، وعدّه أمراً مخجلاً يصدم أي بناء أدبي تصنعه المجتمعات الحية التي تنسج البناء النخبوي لكافة الفنون والعلوم الخالدة الأخرى، مشيراً إلى أننا لم نصل بعد إلى مصطلح الصفوة النخبوية..!!.

العناد: لا تفصلوا الذائقة الأدبية بتحميل الأدب ما لم يحمله تاريخه

يذهب الكاتب بندر العناد إلى أن هناك من يقسم الأدب إلى نخبوي معقد بعيد عن القارئ، وشعبوي سطحي للعوام، ويتساءل: لكن هل الأمر بهذه الحدّية؟

ويجيب: قرأنا المعلقات فكان الشعر أصالة وجزالة، وقرأنا للمتنبي فوجدناه متفرداً في مجده، ولأبي نواس فاستكشفنا المجون والفلسفة، ثم سرنا مع الأندلسيين حيث الألفاظ تنساب كالماء، وجاء المهجريون فحملوا حنين الغربة والإنسانية والعشق، وأهل الديوان وأبولو فصبغوا الشعر بالحيرة والتجريب، ثم قرأنا لدرويش والجواهري ودنقل فلامسنا الثورة والإنسان والقضايا العربية، لا سيما درويش. قرأنا كل شيء، حتى الأدب الشعبي بمختلف لهجاته الخليجية والعراقية والشامية، ففهمنا تجارب شعراء رواد، واطلعنا على مدارس شعرية وتجارب متنوعة، حتى مسرحة الشعر، وما زلنا نقرأ، لأن الشعر لا ينتهي.

وأضاف: وفي السرد وجدنا متعة في قصص نجيب محفوظ بواقعيته الاجتماعية والتاريخية، وكذا حنّا مينه الذي اتخذ من البحر والصراع الطبقي محوراً لرواياته، وحيدر حيدر الذي قامت أعماله على ثيمة التمرد السياسي والتقاليد بلغة شعريّة، وعبدالرحمن منيف الذي فضح الاستبداد وتحولات المجتمع والحداثة، وغسان كنفاني الذي حملت كلماته روح المقاومة والهوية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه ورغم تنوع الموضوعات واختلاف الأساليب، ورغم هذه الفوارق، فإن لكل جنس أدبي حظه وجمهوره من القراء، ولكل أديب وكاتب بصمته التي تميزه، مؤكداً أنه لم تفسد هذه التنوعات متعة القراءة، فلماذا نُحمّل الأدب ما لم يحمله تاريخه؟

أخبار ذات صلة

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة

مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.

Published

on

في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.

سياق الاحتفال والخلفية التاريخية

يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.

دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030

تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.

الأهمية الثقافية والدولية للحدث

لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.

وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

Published

on

تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.

أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً

يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.

رؤية 2030 ودعم التراث الوطني

تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.

ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟

من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.

الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع

إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعد للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تعرف على استعدادات السعودية للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو، ودور ذلك في إبراز التراث الوطني والحرف اليدوية ضمن رؤية 2030.

Published

on

تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، الذي يعد أحد أبرز وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية، والمقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، وإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة أمام الجمهور الأوروبي والعالمي.

أهمية المشاركة في المحافل الدولية

تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» منصة عالمية فريدة تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو». وتعد المشاركة السعودية فرصة ذهبية لاستعراض التنوع الثقافي الذي تزخر به مناطق المملكة المختلفة، من فنون السدو والقط العسيري، إلى الصناعات الفخارية والخشبية والمشغولات اليدوية الدقيقة التي تعكس هوية الإنسان السعودي وارتباطه بأرضه.

التوافق مع رؤية المملكة 2030

تأتي هذه التحركات متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. وتسعى الهيئات المعنية، مثل هيئة التراث ووزارة الثقافة، من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الحرفيين السعوديين وفتح منافذ تسويقية عالمية لمنتجاتهم، مما يساهم في تحويل الحرف اليدوية من مجرد موروث شعبي إلى صناعة ثقافية إبداعية تساهم في الاقتصاد الوطني.

تعزيز التبادل الثقافي السعودي الإيطالي

على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، تمثل هذه المشاركة جسراً للتواصل بين الشعبين السعودي والإيطالي، اللذين يجمعهما تقدير عميق للفنون والتاريخ. فإيطاليا، بكونها عاصمة عالمية للتصميم والفنون، تعد البيئة المثالية لتقديم الإبداع السعودي بصورة عصرية. ومن المتوقع أن يسهم الجناح السعودي في جذب الانتباه نحو الوجهات السياحية التراثية في المملكة، مثل العلا والدرعية، من خلال بوابة الفنون والحرف، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مكانتها كمركز إشعاع حضاري في المنطقة.

Continue Reading

Trending