الثقافة و الفن
تفكيك مشروع أدونيس ريادةً وتنظيراً
عندما ينشأ الإنسان مصاباً بعقدة ما، تصبح هذه العقدة بمرور الزمن جزءاً من شخصيته حتى يكون من الصعب بمكان أنْ تفصل
عندما ينشأ الإنسان مصاباً بعقدة ما، تصبح هذه العقدة بمرور الزمن جزءاً من شخصيته حتى يكون من الصعب بمكان أنْ تفصل هذه العقدة عن شخصيته، وبالتالي تكون ملازمة لها، وبمرور الزمن وكأنّها تتحول إلى (جين) يحدد ملامح شخصيته (فيسلو-ساكولجي) تفكيراً وتطبيقاً، وهي -بلا أدنى شك- مسألةٌ مرضيّةٌ يعاني منها كلُّ من ينشأ أو يكتسبُ عقدة النقص هذه، ومنذ فجر التأريخ والإنسان ما فتئ يصاب بمثل هكذا عقد، فمنذ الألف الثالث قبل الميلاد بدأت (عقدة جلجامش) وسعيه للبحث عن الخلود، إلى عقدة أوديب إلى عقدة فرويد حتى نصل إلى عقدة أدونيس (الريادة)، فعلى سبيل المثال من يصاب بعقدة الكذب فهذا مرض يكذب مرة وأخرى وأخرى حتى يصبح الكذب جزءاً من شخصيته لا يستطيع الانفكاك منه، حتى إن حاول مرة سيجد نفسه مرغماً (فيسلو-ساكولجي) إلى العودة إلى عقدته القديمة في الكذب، حتى إن شعر مرة أو اثنتين بتأنيب الضمير لكنّه لا يستطيع الانفكاك من هذه العقدة؛ لإنّها طبعت شخصيته وعُرف بين الناس بها، وبالتالي من الصعب التراجع أو التنصل عنها حتى إن حاول هذا.
لم أضع يدي على مقولة أو رأي لأدونيس ألا ورأيتُها منتحلةً أو مسروقةً، ولم أستعرض رأياً تنظيريّاً واحداً له إلا وجدتُه وقد تراجع عنه، إنّ التنظيرَ عمليّةٌ معقدةٌ جداً كجراحة معقدة في القلب أو الدماغ، تتطلب مهارةً فائقةً وخبرة كبيرة جداً لإجرائها، ولا يمكن أنْ تخضع لأهواء أو نزوات أو تجارب عابرة. التنظير يتطلب وعياً متقدّماً وعقلاً يستشرف البعيد يزن الأمور بمهارةٍ فائقةٍ وعقلية متفتحة، التنظير بحاجة إلى عقلية لها رؤية فيلسوف ورأي حكيم وذهن صافٍ يستشرف البعيد ويقرأه بدقة ووعي، ببساطة التنظير ليس تجريباً، فعندما يتراجعُ المنظّرُ عن آرائه هذه يعني إنّه قد أدرك خطأها، وإلا لماذا يتراجع عنها؟ منطقيّاً أليس هو من نادى بها وتبناها؟ وحتى أبرهنَ على فشل مشروع أدونيس منظرّاً وشاعراً سأضع الأدلة بين يديّ القارئ وأترك الحكم له:
1- نظّر أدونيس (40 عاماً) إلى الغموض على حساب الوضوح، ثم ترك الغموض وعاد إلى الوضوح!
2- نظّر أدونيس (40 عاماً) إلى اللفظ على حساب المعنى، ثمّ ترك اللفظ وعاد إلى المعنى!
3- نظّر أدونيس (40 عاماً) إلى الشكل على حساب المضمون، ثمّ ترك الشكل وعاد إلى المضمون!
وعندما أقول الشكل أنا لا أقصد هنا اللفظ، بل أقصد تلك الترسيمات التي كان يرسمها لتهشيم البيت الشعري التقليدي (سواءً من الشعر العمودي أو من شعر التفعيلة) كما ورد على سبيل المثال لا الحصر في ديوانه (الكتاب)، إذ كان يدخل القارئ متعمدّاً في متاهة لا يعرف لا النقاد الأكاديميون أو النقاد المهنيون الكيفيّة التي يقرأون بها هذه الترسيمات الهندسيّة! لكننا وجدنا بعد (40 عاماً) من اللُهاث وراء هذه الترسيمات والأشكال الهندسيّة وهذا التنظير وهذا التجريب، فجأةً يتخلّى عن كلّ هذا ويعود إلى الطريقة التقليدية في الكتابة، وخلال هذه الرحلة الطويلة (40 عاماً) ضلّل أجيالاً بأكملها وأساء أيّما إساءة إلى الشعر العربي والأدب العربي معاً، حيث قلّد أسلوبَه الكثير من الأجيال في الوطن العربي، مستلهمين طريقته سواءً في انحيازه إلى اللفظ على حساب المعنى، أو استنساخ طريقته في الغموض المطلق، بل وفي تناول تلك الترسيمات الهندسية، هذه الأجيال انقطعت تماماً عن جمهور القراء الذين أصبحوا في وادٍ ثانٍ ولم يعد يقرأ لهؤلاء إلا أنفسهم؛ أي أنهم يقرأون لبعضهم فقط، لأنّ الهوّة أصبحت كبيرة جداً بين الشاعر والقارئ، ولم تعد القصيدة لها جمهور بالمطلق، كل هذا نتيجة اتباعهم لأدونيس وتنظيراته ودواوينه الشعرية ولسان حالهم يقول «إذا كان الغراب دليل قوم.. مضى بهم إلى دار الخراب».
ترجمة مصطلح قصيدة النثر
1- كان شوقي أبو شقرا قد استخدم مصطلح قصيدة النثر بتأريخ 28-4- 1959 في قصيدة قام بترجمتها منشورة في جريدة النهار البيروتية بعنوان ربُّ البيت الصغير، حيث وضع تحتها تسمية قصيدة نثر.
2- لكن بعد تقريبا تسعة أشهر قام أدونيس باستخدام هذا المصطلح، كجزء من ترجمته للفصل الأول من كتاب سوزان برنار (قصيدة النثر من بودلير إلى أيامها)، ونشرها في مجلة شعر البيروتية بالتسمية ذاتها (قصيدة النثر) عام 1960، وادّعى أنّه هو أوّلُ من ترجم المصطلح عن سوزان برنار، متجاهلاً ما قام به شوقي أبو شقرا من استخدامه السبق في إطلاق هذا المصطلح أولاً، وهو ما أشعل الخلاف بين الرجلين، الذي قاد إلى الصدام والتشهير بينهما.
3- في لقاء تلفازي موثق عبر التلفاز السوري برنامج تدق الساعة الكلمة تدقُّ، حوار مع محمد رضا نصرالله، يتحدّثُ أدونيس عن قصيدة النثر والشكل الجديد للشّعر، حيث قال: «أنا أول من سمّى هذا النوع من الكتابة قصيدة النثر، وهذه العبارة قصيدة النثر أنا شخصياً وضعتها، أخذت كلمة قصيدة لأمّيز هذا النوع من الكتابة عن النثر العادي لا أكثر»، هذا نص ما قاله في هذا اللقاء، وهو هنا طبعاً يتحدّثُ عن ابتكار هذه التسمية ولم يتحدث عن ترجمتها هذه المرة، لكن الغريب أنّ أدونيس قد نسي أنّه قد ادّعى ترجمة المصطلح وليس ابتكاره في عام 1960.
سرقات أدونيس
يقول الكاتب جهاد فاضل في مقال له في صحيفة الراية القطرية في 25 يناير عام 2014: «أدونيس المنتحل الأوّل وصاحب السرقات الأشهر في القرن العشرين، ويزيد في جسامة ما فعل أنّه ساعٍ وراء أعظم جائزة أدبيّة في العالم وهي جائزة نوبل، فهو ما فتئ من حوالى ربع قرن يدسُّ اسمه في عداد مرشحي هذه الجائزة، لعلّ وعسى، وقد زار السويد، عاصمة جائزة نوبل، مرّات لا تحصى خلال ربع القرن الماضي للاجتماع بأعضاء اللجنة المانحة دون أن يحصد النجاح الذي توقعه».
من الصعب أن أحصي عدد الذين كتبوا عن سرقات أدونيس، لكن منهم على سبيل المثال لا الحصر: كاظم جهاد، عبدالقادر الجنابي، د.عبد الواحدة لؤلؤة، المنصف الوهايبي، جهاد فاضل، د.رسول عدنان، عادل عبدالله، صلاح نيازي، والقائمة تطول، وهنا أتذكر حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه: «ما اجتمع الناس على حمد رجلٍ إلا وكان محموداً، وما اجتمع الناس على ذمّ رجل إلا وكان مذموماً»، فلا أعتقد أنّ كلّ هؤلاء المفكرين والأدباء والأدلة الدامغة الواضحة، يمكن أن تكذبْ أو يتمّ القفز عليها، وسآخذ جزءاً من هذه الأمثلة وبما يسمح به المقال:
1- عام 1978 نشر شاعر عراقي اسمه عادل عبدالله مقالاً في مجلة الطليعة الأدبية عنوانه «من كتب تحوّلات العاشق: أدونيس أم النفري»؟ المقال يثبت لأوّل مرة عبارات ومقاطع كثيرة يأخذها أدونيس حرفيّاً من النفري.
2- 1987 المنصف الوهايبي يقول: قول أدونيس مخاطباً القارئ: «وأنت أفهمني أيّها الضائع، أيتها الشجرة المنكوسة، يا شبيهي» من ديوانه مفرد بصيغة الجمع من قصيدة تاريخ ص 554) إن هو إلا إدغام لبيت بودلير الشهير «أيها القارئ المرائي، يا شبيهي ويا أخي» (قصيدة إلى القارئ في أزهار الشر).
3- كتاب أدونيس منتحلاً لكاظم جهاد.
4- كتاب عبدالقادر الجنابي رسالة مفتوحة إلى أدونيس في الصوفيّة والسوريالية ومذاهب أدبية أخرى.
بعد صدور كتابين غاية في الأهمية حول سرقات أدونيس وهما (أدونيس منتحلِاً) لكاظم جهاد و(رسالة مفتوحة إلى أدونيس) لعبدالقادر الجنابي، وأيضاً أطروحة الدكتوراة للمنصف الوهايبي، تم فضح جميع سرقات أدونيس في شعره وفي طروحاته وفي مقولاته، ممّا دعا أدونيس إلى (إعادة صياغة لقصائده)، وقام بحذف هذه السرقات التي أشار إليها الشاعران العراقيان في كتابيهما أو تحويرها وما جاء في أطروحة المنصف الوهايبي، وهكذا سيجد قارئ أدونيس أنّ هنالك صياغتين في شعره، الصياغة القديمة وهي المسروقة والصياغة الجديدة وهي التي قام بإعادة كتابتها تحت مسمى (صياغة نهائية) وهي حيلة أو أسلوب أو محاولة منه للتنصّل من السرقات والفضيحة، حتى وصل الأمر بي الى تتبع أشهر بيت لأدونيس الذي طالما تباهى به قوله: «قلْ كلمتَكَ وامضِ زد سعةَ الأرضِ».
ولأنني ليس لي أيّة ثقة به أو بأيٍّ من أقواله مطلقاً، قمتُ بتتبع هذا البيت فوجدتُه مسروقاً أيضاً وكما يلي: قاله أوّلاً الفيلسوف الروماني لوكيوش سينكا، ثمّ أمين الريحاني، وقاله الألباني، وأخيراً قاله الشاعر التركي ناظم حكمت، ثمّ أخذه أدونيس وادّعاه لنفسه بعد أن زاد ثلاث مفردات.
وبعد أن تمّ اكتشاف السرقة، قام أدونيس بإعادة صياغة لهذه المقطع فحوّرها من:
«قلْ كلمتَكَ وامضِ زد سعةَ الأرضِ» إلى
«عِش ألقا وابتكر قصيدة وامضِ، زد سعة الأرض».
هل هذه هي الحداثة؟ هل هذا هو التحديث؟ أم أنّه تخبّطٌ وسرقاتٌ وفضائح، كيف يمكن أن يكون شخصاً كهذا شاعراً حداثويّاً وقد بنى مجده الشعريُّ على النقل وليس على الخلق؟
الثقافة و الفن
مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.
سياق الاحتفال والخلفية التاريخية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.
دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030
تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.
الأهمية الثقافية والدولية للحدث
لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.
وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.
الثقافة و الفن
السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.
أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً
يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.
رؤية 2030 ودعم التراث الوطني
تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.
ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟
من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.
الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع
إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.
الثقافة و الفن
السعودية تستعد للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تعرف على استعدادات السعودية للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو، ودور ذلك في إبراز التراث الوطني والحرف اليدوية ضمن رؤية 2030.
تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، الذي يعد أحد أبرز وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية، والمقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، وإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة أمام الجمهور الأوروبي والعالمي.
أهمية المشاركة في المحافل الدولية
تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» منصة عالمية فريدة تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو». وتعد المشاركة السعودية فرصة ذهبية لاستعراض التنوع الثقافي الذي تزخر به مناطق المملكة المختلفة، من فنون السدو والقط العسيري، إلى الصناعات الفخارية والخشبية والمشغولات اليدوية الدقيقة التي تعكس هوية الإنسان السعودي وارتباطه بأرضه.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
تأتي هذه التحركات متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. وتسعى الهيئات المعنية، مثل هيئة التراث ووزارة الثقافة، من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الحرفيين السعوديين وفتح منافذ تسويقية عالمية لمنتجاتهم، مما يساهم في تحويل الحرف اليدوية من مجرد موروث شعبي إلى صناعة ثقافية إبداعية تساهم في الاقتصاد الوطني.
تعزيز التبادل الثقافي السعودي الإيطالي
على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، تمثل هذه المشاركة جسراً للتواصل بين الشعبين السعودي والإيطالي، اللذين يجمعهما تقدير عميق للفنون والتاريخ. فإيطاليا، بكونها عاصمة عالمية للتصميم والفنون، تعد البيئة المثالية لتقديم الإبداع السعودي بصورة عصرية. ومن المتوقع أن يسهم الجناح السعودي في جذب الانتباه نحو الوجهات السياحية التراثية في المملكة، مثل العلا والدرعية، من خلال بوابة الفنون والحرف، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مكانتها كمركز إشعاع حضاري في المنطقة.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية