الثقافة و الفن
تحامل المبدعين تجريد من المزايا والمنجزات
لا يجد معظم المثقفين تفسيراً موضوعياً؛ لتحامل بعض الأدباء والنقاد على بعضهم البعض، فالأسباب والدوافع يمكن رصد
لا يجد معظم المثقفين تفسيراً موضوعياً؛ لتحامل بعض الأدباء والنقاد على بعضهم البعض، فالأسباب والدوافع يمكن رصد بعضها إن كانت مادية، بينما يتعذر الإحاطة بها في حال كانت معنوية أو نفسيّة، ولم يكن مفاجئاً تصريح أدونيس بحق أمير الشعراء أحمد شوقي بنسفه لشاعريته، وتشكيكه في إمارته للشعر، فيما لم يتورّع الناقد الدكتور سعد البازعي، عن التعريض، بصاحب حكاية الحداثة الناقد الدكتور عبدالله الغذامي ليلة مشاركته بورقة عمل في مقهى تكوين، ما حدا بالبعض لقراءة المشهد من زاوية، لا تستبعد حنين البعض إلى المعارك الأدبية، بينما عدها البعض شيفرة أغيار أو صراع رؤى وأفكار، وهنا استطلاع لرأي عدد من المعنيين بالمنافسة الثقافية.
فيرى الشاعر هاشم الجحدلي أن التحامل في حالات كثيرة تكون ظاهرة شبه صحية، عندما ترتبط بالاختلاف في الرؤى، وكيفية تبني خطابٍ دون آخر، وتكريس وجهة نظر معينة نحو الإبداع وكيفية تشكله وآلية نقده، ولكنها تقف عند هذا الحد الذي لا يتحول إلى ضغينة ولا يتكثف إلى حسد، وعدّه الجحدلي موقفاً جمالياً ونقدياً، لتبني ذائقة ورؤية دون أخرى، وأضاف وحول هذه المواقف والرؤى غالباً يكون هناك اصطفاف من مجموعة مع أخرى وليس ضد أخرى، إلا أنه عندما يتجاوز هذا الحد، ويتحول إلى موقف عدائي ووسيلة تشهير وضغينة صريحة، أو يمتد إلى ساحة المنابر الثقافية العامة ويحجب ويمنع ويمنح هذا ضد ذاك، فعلينا أن ندق ناقوس الخطر، كون المأزق أخلاقياً قبل أن يكون إبداعياً أو فكرياً.
بينما تذهب الشاعرة سمر الشيخ إلى أن المبدع يغار على إبداعه، والبعض يتجاوز شعوره الغيرة، ويخرج من هوية المبدع الخلاقة التي تجعله يرتقي روحانياً، ويهبط لماديته البشرية فتديره مشاعر غريزية أصلها في النفس، ومع ذلك تجد مبدعين متصلين بأرواحهم مرتقين وفي مؤلفاتهم ما يسبق الزمن لأن الروح غير محدودة، وتجد مبدعين مقيدين بحبال النفس ويحاولون خلق إبداع إلا أنه مكرر ولا حياة فيه، ولو علموا لفكوا قيد النفس وارتقوا وسمعوا صوت أرواحهم لنبأتهم وكشفت لهم ما لا يصل إليه محدودية العقل والنفس.
ويؤكد الناقد الدكتور حسين المناصرة، أن المبدعين، يتحاملون على بعضهم بعضاً، مشيراً إلى أن التاريخ الثقافي العربي خصوصا، والعالمي عموماً، مليء بالصراعات، والتناقضات، والتنافس، والخلافات، والشتائم بين المبدعين؛ أدباء، ومثقفين، ومفكرين، لافتاً إلى ما تضمنه التراث العربي من النقائض بين جرير والفرزدق، وإلى الصراعات بين الأدباء التي كانت تحدث في مجالس علية القوم، كما كان يحدث بين المتنبي وخصومه في مجالس سيف الدولة الحمداني. كما في الصحافة منذ مطلع عصر النهضة إلى اليوم، فهناك شواهد كثيرة يمكن استحضارها للصراعات والتناقضات بين المبدعين والمثقفين، وكثيراً ما نجد مقالات لمبدعين، يجردون أي مشهد أدبي أو إبداعي من الأدب أو الإبداع الحقيقي في منظورهم. ويرى المناصرة أن تعدد أوجه التحامل والتحاسد والتباغض، أسهم في تكوين (شلليات)، تروج كل (شللية) لمكونها الإبداعي، وفي الوقت نفسه تنتقص أو تستلب الإبداع من الآخرين. وربما يكون ذلك علانية في الصحف أو في الفعاليات الثقافية، وكثيراً ما تكون المجالس الخاصة والحوارات في الكواليس شتائمية، وأحياناً مقذعة في وصف الآخرين، ومن الصعب جداً أن تستل من فم مبدع، خصوصاً إذا كان شاعراً، أوصافاً إيجابية عن مبدع آخر، ومن السهل جداً أن يسهب هذا المبدع في وصف الآخرين بأنهم ليسوا شعراء، أو روائيين، وأحياناً كثيرة تكون الأوصاف مزاجية مشبعة بالشخصنة!.
وعن أسباب التحامل، أو التباغض، بين المبدعين، عزا المناصرة ذلك إلى أسباب كثيرة، لعل من أبرزها: أن المبدع لديه إحساس نرجسي اعتدادي بذاته، ما يعني أنه يشعر بدونية الآخر، فلًا يعده شاعراً، أو قاصاً! كما أن التنافس في الإبداع الأدبي يفضي إلى الكره والحسد، وقلّ أن يكون التنافس (نظيفاً) على أية حال. وتعد (الشللية)، مهما كان نوعها، من أسهل الطرق لإطلاق الأحكام المعيارية النمطية الإيجابية تحت سقف (الشلة)، والسلبية خارج دائرتها، ولفت إلى آفة الغرور لدى بعض المبدعين كونها سبباً رئيسياً في التحامل بين الأدباء. وهناك عوامل نفسية واجتماعية وثقافية وقبائلية وعنصرية تنبعث منها علاقات سلبية في مشهدنا الإبداعي، في ظل غياب الموضوعية والحيادية والمنهجية، وتساءل المناصرة؛ هل نسيء لمشهدنا الإبداعي عندما نحاول أن ننظر إلى الجوانب المرضية فيه كتحامل المبدعين بعضهم على بعض؟ ويجيل (لا أعتقد ذلك)؛ لأن تشخيص الحالة المرضية بإتقان أهم السبل إلى العلاج الصحيح. والحق يقال: الأحقاد بين المبدعين بعضهم على بعض، وليس التحامل فحسب، تكاد تكون من أهم سلبيات مشهدنا الإبداعي الثقافي العربي.
فيما أرجع الشاعر علي الحازمي التحامل إن حدث (من مبدعين) إلى شعور بنقص في ذواتهم الأدبية، كونه في الغالب مثل هذه الصراعات لا تستحق أن يلتفت لها، لكنها للأسف تحدث دائماً والشواهد كثيرة قديماً وحديثاً، ولكي تتضح الصورة أكثر، وأوضح أن هناك نوعين من الصراع أو التحامل كما أسميته أنت؛ أحدهما صراع دون أسباب واضحة أو مقبولة يصدر عن ذات إبداعية تشعر بالنقص أو بأنها تستحق أن تكون في منزلة أفضل، فبدلاً من مضاعفة جهدها ومواصلة عملها في هذا الاتجاه نجدها تسعى إلى الانتقاص من أسماء تتقدم عليها علماً ومكانةً وإبداعاً، وهناك صراع آخر يحدث له أسبابه ومبرراته كأن ينتقد أحدهم مبدعاً أو كاتباً ما في جزئية من عمله، فتكون مثل هذه الملاحظة بمثابة الشرارة التي ستفضي إلى نشوب حريق هائل بين الطرفين، ويرى أن مثل هذه الصراعات تفصح لنا عن طبيعة الذات البشرية واستعدادها الفطري لأن تتخلى عن قناع الثقافة في أول مواجهة حقيقية معها، وقال (الشاعر الكوني) أنا دائماً مع فضيلة الصمت والتجاهل وإن وجدها البعض ضعفاً.
فيما يذهب الكاتب محيي الدين جرمة إلى أن المبدع الحقيقي لا ينزلق إلى فخ (التحامل) على زميل أو صديق له لمجرد أن تثيره أمور أو مسائل عرضية أو عابرة، فتجده يكيل شتائم مضمرة في سياق منشور له أو يزوق عبارات في لغة ووعيد له، يرمز عبره إلى مشكلة نفسية بالدرجة الأولى، في حين أن الإبداع في صفاء لحظاته يفترض أن يرتفع بصاحبه عن الاشتباك والذهان والهذيان حد الوسوسة أن فصيلا من الناس يضمرون له شراً لا أستبعد أصلا أن يكون من يفتعل ذلك من تلقاء ذاته. وأضاف في الواقع يوجد بالطبع ما يحيل إلى ظواهر وعراكات تحصل في الخفاء أو في التجلي، كهذه أو تلك، ونلمسها كدلالات يومية في الفضاء الأزرق والفضاء الأسود لوسائل التواصل بين هذا أو ذاك، مع علمنا أنهم يشتغلون في الأدب، ويصفهم آخرون بالمبدعين، مضيفاً كثيراً ما تلمس هراءات، واشتجارات عبر الكتابة، لدى نوعية من (الكتبة) الملتحقين كأعضاء ومستخدمين، وعند قراءتنا لرأي أو رؤية لكاتب ما عن كاتب آخر يماثله في الكتابة والتجربة أو النوع الأدبي أو الأجناسي الذي يكتبه، وعدّ من أسباب تحامل البعض (لتكلس الذهني) الذي يدفع بالبعض لتوهم مشكلات تحيق به من هذا أو ذاك، وحتى في ظل غياب أي مشكلة، ما يفترض أن تحضر الحكمة في النظر عند الاختلاف أو التقاطعات.
ويرى القاص حسين بن صبح أن تحامل المبدعين على بعضهم واقع، ويحدث بينهم عداء وعتاب وعدم قابلية، لأسباب عدة؛ أهمها المنافسة، فالمبدع المثقف عندما يكتب نصاً جميلاً حتماً يؤلم عدداً من منافسيه، وعندما ينال جائزة، وعندما يلقي تفاعلات، يحظى بشعبية أكبر، فالمبدع غيرته مرتفعة، وحساسيته عالية، مؤكداً أن المبدع في الوسط الثقافي له من السمات الشخصية ما يحفزه للتحامل ومن ذاك: الغرور، الهشاشة، عدم إعطاء الآخر حقه الأدبي، تجاهل مبدع لآخر، عدم تقبل مبدع جديد، المتفيهق، والتثيقف أو الادعاء، مشيراً إلى أن المبدع يكره القيود، والإدارة المباشرة، ويكره الأكاديميين المتعجرفين، ويكره من يقدم نفسه على الآخرين، ويفّر من الثرثار، ومادح الذات، الذي لا يستطيع الإصغاء، ويكره صاحب الأسلوب الغليظ، ولفت إلى أن المبدع يتكئ على عاطفته كثيراً، فهو يحمل قلب طفل وعاطفة أم، وربما يشتد به الغضب ويتعالى الضيق إلا أنه سرعان ما يتبدد، وينطفئ كل شيء من أول لقاء، من أول رسالة، أو ابتسامة، ومصافحة، من حوار عابر، وضحكات متبادلة. وأضاف عندما يكتب أحدهم فكرة ويشيد بها الآخرون، وأنا سبق أن تطرقت لها مرات دون أن يهتم بها أحد، حينها لا أعلم، هل ألوم الحظ، أم المتلقي، أم الناس، إلا أنه لا شعورياً سألوم الكاتب وسيزداد رصيده السيئ في داخلي، مؤكداً أنه ربما يكون المبدع متحاملاً، إلا أنه ليس عنيفاً ولا يمكن أن يؤذي أحداً أبداً، ومن يتسبب في أذية الآخر ليس مبدعاً.
لن يسلم أحد.. وهذا من مُتع الثقافة
التحامل طبع بشري يعم البشر في شأنهم كله مع غيرهم، وليس المبدعون خصوصاً بين البشر في الخطايا ولا في الحسنات، غير أن تحامل المبدعين يبرز للعيان المباشر ويستقر في ذاكرة التوارث، ومنذ القدم ظهر فن التهاجي وكان يحتل الصدارة عند فحول الشعراء ولا يرون الشاعر فحلاً حتى يبرز في فن الهجاء؛ لأنه يمثل أعلى درجات المبارزة اللفظية، وآخر قصة تحامل هي تصريحات أدونيس قبل أيام، حيث مسح تاريخ شوقي والجواهري وعدهما لا شيء في سجل تاريخ الإبداع، وكذلك مواقفه المبكرة والمتكررة في التقليل من شأن نزأر قباني ومحمود درويش، ولا ننسى ما يسمى بالمعارك الأدبية وقد غطت سماء الثقافة العربية كما هو شأن الثقافة الغربية وغيرهما من ثقافات البشر، وقد قال برتراند راسل عن هيجل إن معظم مقولاته الكبرى زائفة، وقبله صب روسو جام غضبه على الفلاسفة ووصفهم بالتعصب لدرجة أن يرى أحدهم أن خطأه أصوبُ من صواب غيره، حسب عبارة روسو، ولن يسلم أحد من التحامل وهذا ضرب من محاولة إزاحة البعض عن طريق البعض، ولكنه تظل من متع الثقافة وستكون حياة الفكر والثقافة جافةً وحجرية إن لم تدخلها بعض الموالح.
الثقافة و الفن
كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية
تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.
رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء
لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.
رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث
يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.
الأثر الثقافي والانطباع العالمي
إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.
ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.
الثقافة و الفن
مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.
سياق الاحتفال والخلفية التاريخية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.
دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030
تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.
الأهمية الثقافية والدولية للحدث
لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.
وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.
الثقافة و الفن
السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.
أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً
يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.
رؤية 2030 ودعم التراث الوطني
تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.
ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟
من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.
الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع
إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية