Connect with us

ثقافة وفن

الورع والبِزر ومنظر الكون من سطح البيت !

عودة النقد:من تقاليد الإنتاج الفني في البيئات الاحترافية في مشارق الأرض ومغاربها: أن يكون العرض الأول للنقاد! إذ

عودة النقد:

من تقاليد الإنتاج الفني في البيئات الاحترافية في مشارق الأرض ومغاربها: أن يكون العرض الأول للنقاد! إذ يستمع فريق العمل السينمائي أو المسرحي أو الموسيقي أو التشكيلي إلى انطباعات وآراء النقاد المختصين بكل جدية، فيجري التعديل أو الحذف أو التأخير أو الإلغاء قبل طرح العمل للجمهور!

وقد كان معمولاً بهذا التقليد عندنا، ولكن بغير احترافية، وبالمقلوب؛ أي أن فريق العمل يستمع لمختلف الآراء بعد العرض لا قبله!

ولأننا في بيئة تفتقر لأشد تقاليد المهنية بداهة؛ سرعان ما تنقلب النقاشات إلى جدالٍ عقيم، وشخصنة للانطباعات والمواقف، تفضي إلى عنادٍ أعمى عملًا بالمثل الشهير: «عنز ولو طارت»!

ولا يعرف كاتب السطور ـ على مدى أربعين عامًا خلت ــ عملاً واحدًا أخذ منتجوه بآراء النقاد واقتراحاتهم! وإذا بنا أمام جيلين على الأقل تكرست فيهما كراهية النقد، والحساسية المفرطة من الرأي المخالف، ووصمه بالحسد والغيرة من الناجحين، و«الحلطمة» والمؤامرة من الفاشلين!

وفي ظل هذا الواقع المحبط دعت «هيئة المسرح والفنون الأدائية» مجموعةً من النقاد والمهتمين لحضور العرض المسرحي (سطح البيت) من تأليف الكاتبة (زهرة الفرج)، وإخراج الفنان (جلواح الجلواح) وإنتاج الأستاذ (خالد الباز).

وقد أثار العرض لدى كاتب السطور عدة إشكالات منها:

1) إشكالية الكاتبة زهرة الفرج:

وتكمن الإشكالية في أن نص (سطح البيت) هو الأول لها! اقتحمت به الساحة دون سابق خبرة بالكتابة للمسرح، ومن غير معرفة بواقع المسرح السعودي، ولا متابعة لمن سبقها؛ ومنهم من هو متواجد قبل أن تولد الفتاة ذات الثلاثة والثلاثين ربيعًا!

فكيف يتعامل الناقد مع هذه الحالة؟ هل يحاسبها بصرامة كالكتّاب المعروفين الصامدين لقسوة النقد وجديته؟ أم يتساهل ويغضي عن عيوب النص؛ تشجيعًا لها للاستمرار واستكمال أدوات الكتابة؟

ويزيد الأمر تعقيدًا أن النص (المكتوب) جاء ناضجًا حافلاً بكل عوامل الفرجة، لم نجد حياله سوى تقديم بعض الاقتراحات التي نظن أنها ستزيده حبكةً وإثارة؛ كأن تجرِّب إعادة كتابته بلغة الفن الأعلى وهي الشعر! فالنثر لغة العلم والفلسفة، والمسرح أبو الفنون!

ويزيد هذا الاقتراحَ وجاهةً أن (زهرة الفرج) شاعرة متمكنة؛ كما تشي اللوحات الشعرية الأنيقة، التي صاغتها باللغة الفصحى البسيطة، ويمكن قراءتها بالعامية الفصيحة!

وفي النهاية فإن النص (المكتوب) قذف كاتبته وسط البحر، وجعلها في ورطةٍ لا يقرر مصيرها إلا هي: فإما أن تكمل المغامرة إلى الشاطئ الآخر، وإما أن تغرق في خضم ظاهرة «كاتب النص الواحد»، التي يزخر بها تاريخ المسرح السعودي الهاوي!

2ـ إشكالية: الطفل في دراما الكبار:

جاء في الدعوة الموجهة من «هيئة المسرح وفنون الأداء»: «لحضور عرض مسرحية الأطفال سطح البيت..»!

وهذا يضطرني شخصيًا لتكرار ما طرحته مرارًا على مدى ثلاثين عامًا، وهو رفضي بلا هوادة لتصنيف المسرح حسب مدارس أو تيارات أو آيديولوجيات!

أما وقد صنفت الدعوة العرض بأنه (مسرحية الأطفال) فلا بد أن نكرر ما طرحناه في مهرجان التلفزيون الخليجي في البحرين في مارس 2004م بعنوان: (صورة الطفل في دراما الكبار) ومنه: «لكي نحدد صورة الطفل في دراما الكبار فلابد أن نطرح سؤالاً عريضاً هو: ما هي صورة الطفل في الثقافة العربية؟

جاء في المعاجم اللغوية:

ـ طفل: تعني الصغير من كل المخلوقات، وتعني أيضاً الليل.

ـ (بَزْر) وجمعها بزورة وبزران في اللغة الحجازية: وتعني البذور والتوابل.

ـ (عيِّل) وجمعها عيال في اللغة المصرية: وهي مشتقة من العيلة؛ أي الفقر والحاجة والضعف، أو من العويل وهو البكاء.

ـ (وِرْع) وجمعها ورعان في اللغة البدوية: وتعني الأحمق والجاهل والضعيف عقلاً وجسماً.

ـ (وَغَد) وجمعها وغدان في لهجة شمال الجزيرة العربية: وتعني أيضاً الأحمق والضعيف عقلاً وجسماً.

ـ هناك مجتمعات عربية تسمي الطفل: (جاهل /‏ ياهل) هكذا بكل وضوح.

وهذه الصورة إنما رسمها الفكر العربي نسبة إلى صورة الرجل الناضج الكامل، فالسؤال الذي يشغل أذهاننا ـ آباءً ومربين وعلماء اجتماع وكتابًا ومنتجي دراما ــ هو: كيف نصل بالطفل إلى الصورة الكاملة؟ بمعنى: ماذا نريد نحن الكبار للطفل أن يكون؟ بينما السؤال المنتج حقاً والأهم هو: ماذا يريد الطفل في هذه المرحلة؟ وكيف ينظر هو ـ لا نحن ـ إلى العالم من حوله؟

والحق؛ فإن الساحة السعودية حافلة بالتجارب الواعية بمأزق التصنيف، فاختارت تعريف مسرح الطفل بأنه: «ما يقدم للطفل»! ويتصدر هذه التجارب الرائدة الفنان عبدالعزيز الهزاع «بمسرح العرائس»، و«بابا طاهر زمخشري» في الإذاعة.

ويأتي أقربها من محيط الذاكرة: عرض «وسواس» لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء 2018م، وعرض «صمت المكانس» لورشة المسرح بالطائف 2012م.

والقاسم المشترك بين تلك التجارب هو أنها لم تستخدم الأطفال في المسرح، بل كان الكبار هم من يقومون بدور الصغار!

ولكن هناك من استخدم الطفل ولم يخدمه، وتاجر به بثمن بخس، تحت شعار «كُل فطير وطير»؛ غير مكترث بمستقبل هذه المواهب الرائعة!

3ـ إشكالية الإنتاج بمبدأ «كُل فطير وطير»:

تعد ظاهرة: (الطفل النجم)، من أعقد الظواهر الفنية والأخلاقية والقانونية في العالم المحترف كالولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ رغم كل الأنظمة القانونية الصارمة، التي تجعل حقوق الطفل في صدارة أولوياتها؛ فإن كثيرًا من النجوم الأطفال ينتهي بهم الحال في المصحات النفسية، وإعادة التأهيل من المخدرات!

أما نحن فكم من موهبةٍ وأدناها حيَّةً! وأصبح المحظوظ منها من يجد دور «كمبارس» في «طاش ما طاش»، أو «مُفَحِّط» في «شباب البومب»، أو متعهد عزبة مع «مخاوي الليل»! أو مجرد مشترك لقناة «علي الهويريني»؛ يكيل (اللايكات) للفنان «الظاهرة» بغير حساب ــ حتى بعد موته ــ دون أن يكلف نفسه بضع دقائق يستمع فيها لما يقول!

إننا نطرح هذه الإشكالية ونحن نتلقى الدعوة من هيئة المسرح وفنون الأداء، التي لا يمكن أن يغيب عن استراتيجيتها الاحترافية ما وقعته المملكة العربية السعودية من معاهدات تراعي حقوق الطفل، وتُجَرِّم استغلاله بأي شكل كان، ولكن ما شاهدناه هو خير مثال للإنتاج بمبدأ (كل فطير وطير)؛ قائم على احتقار الطفل، والاستهتار بذائقته، والعبث بموهبته!

وإن كان لا بُدَّ من التفصيل: فقد كان العرض تشويهًا مدمِّرًا لنص جيد! ولم نجد رابطًا يقنع الجمهور بالتفاعل! فالسينوغراف متكلف غير مدروس، عزل اللوحات عن بعضها بدل أن يؤلف بينها! والألحان في وادٍ ومعاني الأبيات ورسائلها في وادٍ آخر، والرقصات هي نفسها التي فتحنا عليها أعيننا مع (سعاد حسني) و(نيلِّي) و(صفاء أبو السعود)، ولا فرق بين مشهد رعبٍ مخيف، وكازينو (هِشِّك بِشِّك)! والديكور (عفش مُطَلَّقة) قبل الإصلاحات القضائية الجبارة!

أما المخرج فلا ندري ما الذي فعله ليقحم اسمه في العمل؟ إنه عرض من إنتاج وسينوغراف وديكور وألحان وتصميم رقصات وتنظيم حفلات وإخراج شخص واحد هو المنتج المعروف في الساحة منذ عشرين عامًا على الأقل؛ استفاد فيها من المسرح ماديًا وإعلاميًا دون أن يقدم للمسرح فائدةً تذكر!

ولكيلا تجنح القراءة للشخصنة ـ فمنتج العمل ليس الوحيد في الساحة ـ فإن مسؤولية عرض (سطح البيت) تقع بالكامل على «هيئة المسرح وفنون الأداء»؛ إذ حضره «سلطان البازعي»، وهو الإعلامي المحنَّك الذي يعرف أن الشفافية لن تزيده إلا احترامًا وتقديرًا.

Continue Reading

ثقافة وفن

«استنوا حاجة حلوة»..عمل جديد يجمع هشام ماجد ومصطفى غريب

شوّق الفنان المصري هشام ماجد جمهوره بعمل فني جديد سيجمعه مع الفنان مصطفى غريب والسيناريست والمخرج خالد دياب، وذلك

شوّق الفنان المصري هشام ماجد جمهوره بعمل فني جديد سيجمعه مع الفنان مصطفى غريب والسيناريست والمخرج خالد دياب، وذلك عقب النجاح الكبير الذي حققاه سويّاً في مسلسل «أشغال شقة» بجزئه الثاني، الذي عرض رمضان الماضي.

وشارك هشام ماجد، صورة جديدة ظهر فيها رفقة مصطفى غريب والسيناريست والمخرج خالد دياب، وذلك عبر حسابه الشخصي بمنصة «إنستغرام»، وعلق قائلاً: «استنوا حاجة حلوة إن شاء الله»، في إشارة لوجود عمل فني جديد قيد التحضير سيجمعهما قريباً أو جزء ثالث من مسلسل أشغال شقة.

أخبار ذات صلة

ولم يكشف صنّاع العمل تفاصيله تحديدًا إلا أن الأمر يشير إلى مشروع فيلم «برشامة» الذي كان خالد دياب وهشام ماجد أعلنا عنه في مارس الماضي قبل الموسم الرمضاني، والذي انضم مصطفى غريب لفريق عمله بالفترة الماضية.

Continue Reading

ثقافة وفن

وثائقي يعرض شهادة «أبورواش» في محاولة اغتيال عادل إمام

أعلنت قناة الوثائقية عرض الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي «الزعيم.. رحلة عادل إمام»، في تمام العاشرة من مساء الأربعاء

أعلنت قناة الوثائقية عرض الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي «الزعيم.. رحلة عادل إمام»، في تمام العاشرة من مساء الأربعاء القادم.

يوثّق الجزء الثاني من الفيلم تفاصيل جديدة للمرة الأولى عن محاولة اغتيال عادل إمام عام 1997، من قِبل تنظيم إرهابي عُرف آنذاك باسم «تنظيم أبورواش»، ويتضمن الفيلم لأول مرة شهادة حصرية من أحد المتهمين في تلك القضية، الذي عوقب بالسجن عشر سنوات.

ويُسلّط هذا الجزء أيضًا الضوء على مرحلة الألفية الجديدة في رحلة عادل إمام، ودوره بوصفه سفيرًا للنوايا الحسنة لشئون اللاجئين، وزياراته إلى كثير من العواصم العربية، إلى جانب تقديمه عددًا من الأعمال في تلك الحقبة، أثبت بها قدراته الفنية الفائقة على الاستمرار أكثر من نصف قرن، متربعًا على عرش الفن المصري والعربي.

أخبار ذات صلة

وشارك في الفيلم الوثائقي عدد من أبرز نجمات الفن المصري الذين شاركوا في رحلة عادل إمام، مثل: يسرا، لبلبة، إسعاد يونس، إلهام شاهين، سوسن بدر، شيرين، إضافة إلى عدد من الفنانين والمخرجين والنقاد والكتاب، منهم الكاتب والسيناريست بشير الديك، في ظهوره التلفزيوني الأخير قبل رحيله.

وتم عرض الجزء الأول من الفيلم الوثائقي بالتزامن مع احتفال الزعيم بعيد ميلاده أخيراً.

Continue Reading

ثقافة وفن

«شمري عراقي».. شعيب راشد: ادعاء والدي سحب جنسيتي الكويتية

أكد الإعلامي شعيب راشد سالم فلاح فدغوش الهاجري سحب الجنسية الكويتية منه بناء على سحب جنسية والده الراحل راشد الذي

أكد الإعلامي شعيب راشد سالم فلاح فدغوش الهاجري سحب الجنسية الكويتية منه بناء على سحب جنسية والده الراحل راشد الذي حصل على الجنسية عام 1968 بعد أن ادعى أنه ابن صديقه الكويتي سالم الهاجري.

وقال الإعلامي ومقدم البرامج عبر حسابه على «X»: والدي في الأصل من قبيلة «شمّر» وقدم من العراق إلى الكويت، وهو أمر كان معروفًا لدى السلطات منذ عام 1971، بعد شكوى قُدمت حول هذا الموضوع، لكن الشيخ سعد العبدالله رئيس الوزراء آنذاك أغلق الملف وقال: «كلهم كويتيون».

وأضاف شعيب لم أكن أعرف كل هذه التفاصيل إلا بعد مرور 35 عامًا، وشهدت بنفسي كيف دافع الشيخ سعد العبدالله في جلسة مجلس الأمة عن النائب الراحل خلف دميثير الذي تعرض لهجوم بسبب انتسابه لقبيلة بديلة، مؤكداً إغلاق القضية وعدم السماح بالخوض فيها، وأن الدولة تعاملت مع الملف على هذا الأساس، مشيراً الى تجنبه استخدام اسم «الهاجري»؛ لأنّه ليس من قبيلة الهواجر الحقيقية، واستخدم في الإعلام اسم «شعيب راشد» فقط، لافتاً الى أن سحب الجنسية كان يمكن حله بسهولة عبر تصحيح الأسماء، كما تفعل معظم دول الخليج، دون اللجوء إلى خطوة قاسية تؤدي إلى مصادرة الممتلكات، الحجز على الحسابات البنكية، فصل الموظفين من وظائفهم، وطرد الأبناء من المدارس، ما اضطر بعض أفراد عائلته إلى الهجرة واللجوء.

أخبار ذات صلة

وذكر أنه لا ينكر فضل الكويت عليه، وامتنانه لحريتها التي ساهمت في نجاحه الإعلامي، وقال: «الجنسية ليست شهادة انتساب لقبيلة، بل شهادة انتماء للوطن». وأوضح أنه على الرغم من فقدانه الجنسية، لا يمكن نسيان ذكريات طفولته في الكويت، مثل أيام الغزو، الدراسة في مدرسة المباركية، أولى وظائفه في الصحافة، تأسيس شركته الأولى، وولادة ابنه على أرض الوطن.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .