الثقافة و الفن
النص التأسيسي.. بين العصر الذهبي وزمن الانحطاط
اعتنى النص التأسيسي بآدمية وإنسانية الإنسان، دون إقحام في أدلجة فارزة، أو تسييس مُوحش، وجعل من العقل وسيلة معرفة

اعتنى النص التأسيسي بآدمية وإنسانية الإنسان، دون إقحام في أدلجة فارزة، أو تسييس مُوحش، وجعل من العقل وسيلة معرفة وإدراك وتحليل لتعزيز التواصل مع الآخر على مشتركات تؤمن بمكانة العلوم، وتُعلي شأن البحث، وترفع مقام طرح الأسئلة، ولا تنشغل بتوفير الإجابات، فغدا التراث الإسلامي الأوّل بالطرح الصافي القائم على النص التأسيسي نواة إسلام العصر الذهبي.
إلا أن الحال لم يدم طويلاً، فالانزياحات المتوالية عن الأرضية الأولى، والابتعاد عن المكوّن الصلب أوقع في أرضيات هشّة، وأقحم في أتون هالك، وورّط في مستنقعات لم تسجل مخرجاتها سوى صراعات دامية واحترابات على السُّلطة انطلاقاً من مرجعيات تؤجج تعصّب أفراد ومجموعات كل يرى نفسه أحق بالحكم.
وبقدر ما ينشغل المسلمون بأمور السُّلطة، لاهين عن مشروعات العلم والمعرفة بقدر ما يقعون في أزمنة انحطاط لا يتجاوزونها بسهولة، ويظل الجمر متوارياً تحت رمادها وقابلاً للاشتعال، بقدح شرارات المذهبية، وصب زيت الطائفية، فزاد التعصب والتطرف والتحجر والدوران في محيط مظلم لا خلاص منه إلا بمزيد الغرق فيه.
ولعلّ المفكر العربي محمد أركون أوّل باحث معرفي شخّص عقدة الأزمة التراثية المستعصية، ودعا بالمنهج والمصطلح المقتدر عليهما للتحرر من إرهاب اللاهوتيين المزمن، والانفتاح بالتسامح والقبول بالتعددية وعدم التعصب.
وفرّق أركون بين إسلام العصر الذهبي، الزاهي بالأخلاق الإسلامية – الفلسفية النبيلة التي بلورها كبار مفكري العصر الذهبي من معتزلة وفلاسفة، وبين إسلام عصر الانحطاط المتسبب في الموجة الظلامية التي لا علاقة لها بالأخلاق ولا بالنزعة الإنسانية، وتطلّع لتحرير الفكر العربي من السجن الدوغمائي المغلق، والخروج من العقلية الأيديولوجية والطائفية الضيقة. التي زادت عن حدها فأودت إلى تحجر، فتعصب، فإرهاب.
وعدّ أركون إسلام العصر الذهبي المجيد، منفتحاً على الآخر، ومرناً في الأخذ بالعقل والنقل، والفلسفة والدِّين، فاحترم أتباع الديانات ورعى حقوقهم ولم يجعل من معتقدات الناس أو مذاهبهم مناط أو مدار منحهم حقوقهم، كونهم ليسوا مسلمين أو على غير ملّتنا ومذهبنا.
وبشّر أركون بفشل كل الخطابات والمحاولات الخالية والمتخلية عن الأنسنة كونها تحمل مفاهيم للإسلام غير صالحة لهذا العصر، وأكد قبل رحيله في آخر ندواته أن المستقبل للإسلام الحضاري المستنير المتصالح مع عصره الذهبي، والمتماهي مع أحدث ما تنتج الحداثة العالمية.
الثقافة و الفن
إغلاق منزل عبدالحليم حافظ بسبب رسوم الزيارة المثيرة للجدل
إغلاق منزل عبدالحليم حافظ يثير الجدل بعد فرض رسوم زيارة، مما يحرم عشاق العندليب من لحظات الزمن الجميل في الزمالك. اكتشف التفاصيل الآن!

منزل العندليب: بين الذكريات والجدل
في قلب منطقة الزمالك، كان منزل الفنان الراحل عبدالحليم حافظ ملاذًا لعشاقه، حيث كانوا يتوافدون عليه ليعيشوا لحظات من الزمن الجميل. لكن مؤخرًا، أثار قرار إغلاق هذا المنزل نهائيًا عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
رسوم الزيارة تشعل الجدل
قبل أن يُغلق المنزل، أعلنت أسرة العندليب عن نيتها فرض رسوم مالية على زيارة المنزل. الهدف؟ تنظيم الزيارات والحفاظ على مقتنيات المكان الثمينة التي تحمل عبق تاريخ فني لا يقدر بثمن. الرسوم كانت ستكون رمزية للمصريين وأعلى للأجانب، مع تخصيص تطبيق إلكتروني للحجز المسبق.
لكن لم يكن الأمر بهذه البساطة. فقد أثار القرار موجة من الانتقادات الحادة من عشاق عبدالحليم الذين رأوا في هذه الخطوة انتهاكًا لقيم الفنان البسيطة والقريبة من الناس. وكأنهم يقولون: “هل يمكن للمال أن يشتري الذكريات؟”
قرار الإغلاق بعد الانتقادات
وفي مواجهة هذا السخط الجماهيري، قررت الأسرة إغلاق المنزل نهائيًا، معلنة أنه سيفتح أبوابه مرة واحدة في العام بمناسبة ذكرى وفاة العندليب، مجانًا ولعدد محدود من الزوار.
الأسرة أوضحت في بيانها: فتح البيت أو غلقه لن يؤثر على حب الناس لحليم. وكأنهم يريدون التأكيد على أن مكانة عبدالحليم حافظ في قلوب جمهوره أكبر بكثير من مجرد جدران منزل.
عبدالحليم حافظ: رمز الحب والحنين
عبدالحليم حافظ ليس مجرد فنان؛ إنه رمز لحقبة كاملة عاشها المصريون والعرب بكل تفاصيلها وأحلامها وآمالها. أغانيه كانت وما زالت تعبر عن مشاعر الحب والشوق والحنين التي يعيشها كل إنسان.
إغلاق منزله قد يكون خطوة مثيرة للجدل، لكنه بالتأكيد لن يمحو ذكراه أو يقلل من تأثيره الكبير الذي ما زال ينبض في قلوب الملايين حول العالم.
الثقافة الشعبية والتجارب اليومية
تمامًا كما نحب زيارة الأماكن التي شهدت أحداث أفلامنا ومسلسلاتنا المفضلة، فإن زيارة منزل عبدالحليم كانت تجربة خاصة لمحبيه. إنها ليست مجرد جدران وصور؛ بل هي رحلة إلى عالم مليء بالذكريات والأحاسيس الجميلة.
وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يمكن للمال أن يشتري الذكريات؟ أم أن الحب الحقيقي لا يحتاج إلى تذاكر دخول؟
الثقافة و الفن
وفاة بكر الشدي: خسارة دكتور المسرح العربي
وفاة بكر الشدي، نجم المسرح السعودي، تترك فراغًا لا يُملأ في عالم الفن، حيث كان رمزًا للوعي والإبداع المسرحي. اكتشف مسيرته وتأثيره.

بكر الشدي: النجم الذي أضاء المسرح السعودي
تخيل أنك تستعد للاستماع إلى سيمفونية رائعة، وفجأة، قبل أن تبدأ الألحان في العزف، يخيم الصمت. هذا ما حدث عندما رحل بكر الشدي عن عالمنا في اللحظة التي كان فيها العالم مستعدًا للإصغاء إلى صوته الفريد. لم يكن مجرد فنان عابر على خشبة المسرح؛ بل كان فكرة تمشي وتجسد ما يؤمن به من أن الفن هو وعي بالحياة أكثر منه مجرد حرفة تمثيل.
البداية: المثقف قبل الممثل
ولد بكر الشدي في بقيق عام 1959، ومنذ البداية كانت ملامحه تشير إلى المثقف أكثر من الممثل. درس الأدب الإنجليزي حتى نال درجة الماجستير من جامعة الملك سعود، ليصبح من أوائل الذين جمعوا بين الفن والدراسة الأكاديمية. خرج إلى المسرح بروح المعلم والمفكر، مؤمنًا بأن المسرح ليس مجرد منصة للعرض بل مرآة تعيد صياغة المجتمع بلغة الضوء.
المسرح: حيث تتجلى الأفكار
في مسرحياته الخالدة مثل “تحت الكراسي” و”البيت الكبير” و”قطار الحظ”، كان الشدي يذهب أبعد من النصوص المكتوبة. كان يحاور الواقع ويوقظ المتلقي ويصنع من كل مشهد لحظة وعي جديدة. لم يكن المسرح بالنسبة له مجرد مكان للتمثيل؛ بل كان مساحة للتفكير والتأمل وإعادة النظر في الحياة.
التلفزيون: عمق المسرح على الشاشة الصغيرة
عندما انتقل إلى الدراما التلفزيونية، أضاف لها شيئًا من عمق المسرح بأعمال مثل “طاش ما طاش” و”عائلة أبو كلش”. احتفظ بروحه الهادئة وابتسامته التي تخفي ثقافة واسعة وأفقًا إنسانيًا رحبًا. لقد أحب زملاؤه وكان مقرّبًا من الإعلاميين والمثقفين، يتحدث عن الفن كرسالة وعن المسرح كمسؤولية.
الرحيل: المشهد الأخير
وفي سنواته الأخيرة، حين أصابه المرض، ظل ثابتًا يتأمل بصمت كمن يكتب المشهد الأخير دون أن ينطق به. رحل عام 2003 قبل أن يُكمل فصول رسالته الفنية، فخسر المسرح السعودي واحدًا من أكثر مبدعيه وعيًا وتجددًا. ومع مرور 22 عامًا على رحيله، ما زال اسمه يضيء كوميضٍ لم ينطفئ وما زالت أعماله تذكّرنا بأن الفن لا يُقاس بطول البقاء بل بعمق الأثر.
رحل بكر الشدي وبقي المسرح في انتظاره…
كأن كل ستارة تُسدل تهمس باسمه قبل أن يُطفأ الضوء.
الثقافة و الفن
زيارة وزير الثقافة الأوزبكي لمعرض الرياض الدولي للكتاب
زيارة وزير الثقافة الأوزبكي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025 تعزز الحوار الثقافي وتبرز أوزبكستان كضيف شرف في حدث ثقافي عالمي مميز.

زيارة وزير الثقافة الأوزبكي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025
قام وزير الثقافة في جمهورية أوزبكستان، نزاربيكوف أوزودبك، بزيارة إلى معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار الرياض تقرأ. يُقام المعرض في حرم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ويُعد من أبرز الفعاليات الثقافية التي تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الحوار الثقافي العالمي.
أوزبكستان ضيف الشرف: تعزيز العلاقات الثقافية
خلال زيارته، اطلع الوزير الأوزبكي على مجموعة من الأجنحة المشاركة في المعرض، بما في ذلك جناح بلاده الذي تم اختياره كضيف شرف لهذا العام. وقد قدم الجناح الأوزبكي عروضًا ثقافية وأدبية وفنية تسلط الضوء على الإرث الحضاري الغني لأوزبكستان. كما استعرض الوزير الأجنحة السعودية التي تعرض جهود المملكة في مجالات النشر والترجمة وصناعة الكتاب.
أكد الوزير أوزود بك أن اختيار أوزبكستان كضيف شرف يعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين، مشيدًا بالتنظيم المتميز وتنوع المحتوى الثقافي الذي شهده المعرض. وقال: معرض الرياض الدولي للكتاب يجسد روح الانفتاح والتواصل بين الثقافات، ويؤكد المكانة التي باتت المملكة تتبوأها في دعم الحركة الأدبية والفكرية على مستوى المنطقة والعالم.
التبادل الثقافي والمبادرات المشتركة
اختتم الوزير زيارته بالتعبير عن شكره لهيئة الأدب والنشر والترجمة على توفيرها منصات تعزز التبادل الثقافي بين الدول. وأعرب عن تطلع بلاده إلى المزيد من المبادرات المشتركة التي تجمع المبدعين من الجانبين السعودي والأوزبكي.
المملكة العربية السعودية: محور ثقافي عالمي
تأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تستضيفها المملكة لتعزيز مكانتها كمركز ثقافي عالمي. ويُظهر تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب قدرة السعودية على استقطاب شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في حوار ثقافي بنّاء ومثمر.
من خلال هذه الفعاليات، تواصل المملكة العربية السعودية تأكيد دورها الريادي في دعم وتطوير الحركة الأدبية والفكرية ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن أيضًا على الساحة الدولية. إن مثل هذه المبادرات تعزز التواصل والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة، مما يسهم بشكل كبير في بناء جسور التعاون والشراكة المستدامة.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية