الثقافة و الفن
النسيان
كان قدر أبي غازي أن يستأجر بيتاً بعدما تزوج، وكثر أفراد الأسرة، فهو لم يكن وريث أب غني، وليس لديه من الأعمال ما
كان قدر أبي غازي أن يستأجر بيتاً بعدما تزوج، وكثر أفراد الأسرة، فهو لم يكن وريث أب غني، وليس لديه من الأعمال ما يرد عليه بما يكفي لشراء منزل كما هو حال معظم الناس في بداية حياتهم العملية التي لا بد فيها من التعب، وهو المثقف الذي يقتنع بفلسفة أبي العلاء المعري، ويردده ليشعر بالارتياح كلما ضاقت به الحياة،
تعبٌ كلُّها الحياة فما أعــــــجب إلا من راغب في ازدياد
أخبار ذات صلة
كان يواصل ليله بنهاره، ليكسب بعرق جبينه ما يكفيه شر الحاجة، وسؤال صديق أو قريب، فواصل كد الأيام والسنوات، ولأنه يقنع بالحظ، وأن الحياة قسمة ونصيب، فقد بلع الغصة في الحلق، وقبل أن يعمل بما لا يتناسب وتعليمه ريثما يتمكن من الحصول على وظيفة لائقة، وكما كان يردد نقتنع بالمؤقت حتى يجيء النصيب، وهكذا تقلب في غير عمل، وبدل أكثر من مهنة بعدما تزوج وأصبح أباً لطفلة لا بد من تأمين احتياجاتها، كما أنه ربُّ أسرة، ولديه زوجة لها متطلباتها، وضرورة أن يستقل ببيت جديد بعيد عن مشاكل العائلة والحماة والكنة والقيل والقال، وهكذا كان قرار مغادرة المنزل، وبدأت رحلة البحث عن سكنٍ جديدٍ عله ينسى واقعاً مفروضاً، وحالةً لا بد له من التكيف معها…
وفي رحلة البحث التي أرجعته ليتذكر رحلة ابن بطوطة، مع أنه كما يصف نفسه مثقوب الذاكرة والجيب، فهو لا يتذكر إلا اللحظة التي يعيشها، وكانت تلك المسألة غالباً ما تسببُ له الكثير من الحرج عندما يقابل شخصاً يسلم عليه، فيعجز عن تذكر اسمه، أو أين التقى به، وكيف تعرَف إليه أول مرة، إلا أن تلك المسألة التي كانت مشكلةً في وقتٍ سابق أصبح يجد فيها خير وسيلة للنسيان، وتجاوز الواقع، والحياة التي ألقت بأعبائها الثقيلة عليه، فأصبحت تلك المشكلة نعمة لم يكن يدري أنه يمتلكها، لولا أن سمع مصادفةً عندما كان في الطريق إلى عمله من أحد المحال المطربة ميادة الحناوي تغني من المذياع: «وأنت مكتوب لك يا بختك نعمة النسيان»، وهكذا راح يستشعر في نفسه قوةً لم يكن يعرفها، ليزيد من قناعاته بأن الإنسان يمتلك قوى خفيةً بلا شك، ولكنه لا يدركها لانشغاله بالحياة، وأموره الدنيوية، فلا بد من تأمل الإنسان نفسه ليكتشف ما منحه الله من قدرات كامنة لا يجوز له أن يبقيها في طي الجمود، وهكذا اكتشف أبو غازي أن ما كان يزعجه، ويسبّب له نوعاً من الحرج، والمواقف المربكة وجد فيه مجالاً لتجاوز الواقع، والتكيف مع الحالة، والظروف الطارئة، وراح يتابع مسيرته البحثية في الوصول إلى استئجار بيتٍ جديدٍ، وقد تحقق له ما أراد، فاستأجر منزلاً في أحد الأبراج متوسماً في هذا العلو أن يغير واقعه، فالمنازل كما كان يسمع من حكايات الجدة كالنساء قد تسعد الرجل، أو تجعله يعيش الأمَرين، فالحظ في العتبة كما كان يسمع، وهكذا تفاءل بالعلو، وأنه سيسكن في الطابق السادس، ما أعاده بالذاكرة إلى أيام الطفولة عندما كان تلميذاً في الصف السادس، ولم يدرِ كيف قفزت إلى ذاكرته تلك المرحلة، وهو الذي لا يتذكر إلا لحظته، فاستبشر بهذا التداعي الاستذكاري خيراً، وراح يقصُ على صاحب المنزل حكايته حينما كان تلميذاً متفوقاً يشيد فيه مدرس اللغة العربية، فيصطحبه من شعبة إلى أخرى، ليقرأ عليهم موضوعات الإنشاء التي كان مميزاً فيها، وبعدما انتهى من الحديث، ووقع عقد الإيجار، ودفع أجرة ستة أشهر مقدمةً، لينطلق مسرعاً مستبشراً بما أنجز إلى زوجه، ليبدأ بنقل ما لديه من أثاث، اتصل بالمؤجر يستفسر عن مفتاح غرفة المصعد، فردَّ صاحب المكتب بأن المصعد في البناء معطل، ولا إمكانية لإصلاحه في المدى المنظور، وعليه أن يتحمَّل الواقع، وينسى أمر المصعد.
الثقافة و الفن
براءة سعد الصغير من سرقة أغنية الأسد بحكم المحكمة الاقتصادية
قضت المحكمة الاقتصادية ببراءة الفنان سعد الصغير من تهمة التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأغنية الأسد. تعرف على تفاصيل الحكم وأهمية قضايا الملكية الفكرية.
أسدلت المحكمة الاقتصادية في القاهرة الستار على واحدة من القضايا الفنية التي شغلت الوسط الفني مؤخراً، حيث قضت ببراءة المطرب الشعبي سعد الصغير من الاتهامات الموجهة إليه بشأن التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأغنية تحمل عنوان «الأسد». وجاء هذا الحكم ليؤكد سلامة الموقف القانوني للفنان وينهي الجدل الدائر حول أحقية استغلال المصنف الفني.
تفاصيل حكم البراءة وحيثيات القضية
تعود تفاصيل الواقعة إلى نزاع قضائي نشب إثر اتهام أحد الأطراف للفنان سعد الصغير بالاستيلاء على كلمات وألحان أغنية «الأسد» وتقديمها للجمهور دون الحصول على إذن كتابي أو تنازل رسمي من المؤلف والملحن الأصليين. وقد نظرت المحكمة في الأوراق والمستندات المقدمة من دفاع الطرفين، وانتهت إلى عدم ثبوت ركن التعدي، مما استوجب إصدار حكم البراءة لصالح الصغير، ليعود الحق لأصحابه وفقاً للأدلة القانونية المعتبرة.
دور المحكمة الاقتصادية في حماية الإبداع
يأتي هذا الحكم في سياق الدور الحيوي الذي تلعبه المحاكم الاقتصادية في مصر، والتي أنشئت خصيصاً للفصل في المنازعات المتعلقة بالاستثمار، والملكية الفكرية، والمعاملات التجارية. وتعتبر هذه المحاكم الحصن الحصين للمبدعين والفنانين، حيث تضمن تطبيق قوانين حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة بصرامة. إن الفصل السريع والناجز في مثل هذه القضايا يعكس تطور المنظومة القضائية المصرية في التعامل مع قضايا النشر والفنون، مما يعزز من بيئة الإبداع ويحفظ حقوق جميع الأطراف العاملة في صناعة الموسيقى والترفيه.
أهمية حقوق الملكية الفكرية في الوسط الفني
تكتسب قضايا الملكية الفكرية أهمية قصوى في المشهد الفني الحالي، خاصة مع التطور التكنولوجي وسهولة تداول المصنفات الفنية عبر المنصات الرقمية. إن الحكم ببراءة سعد الصغير لا يمثل مجرد انتصار شخصي له، بل يرسخ مبدأ قانونياً هاماً وهو ضرورة تقديم أدلة قاطعة عند توجيه اتهامات بالسرقة الفنية. هذا النوع من الأحكام يشجع الفنانين والمنتجين على توثيق أعمالهم بشكل رسمي لدى الجهات المختصة مثل المصنفات الفنية، لضمان حقوقهم المادية والأدبية وتجنب النزاعات القضائية التي قد تعطل مسيرتهم الفنية.
سعد الصغير ومسيرته في الغناء الشعبي
يعد سعد الصغير واحداً من أبرز نجوم الغناء الشعبي في مصر والوطن العربي، حيث استطاع عبر سنوات طويلة أن يخلق لنفسه لوناً غنائياً مميزاً يجمع بين الإيقاع الشعبي والأداء الاستعراضي. وقد واجه الصغير، مثله مثل العديد من نجوم الصف الأول، شائعات وأزمات متعددة، إلا أن القضاء كان دائماً هو الفيصل في النزاعات القانونية. وتعتبر أغنية «الأسد» جزءاً من أرشيفه الغنائي الذي يحرص على تقديمه لجمهوره، وبصدور هذا الحكم، يمكنه الاستمرار في أداء عمله الفني دون عوائق قانونية تتعلق بهذا المصنف.
الثقافة و الفن
يعقوب ومتعة الهذيان: قراءة في تحولات العرض الفني
قراءة نقدية في تجربة يعقوب الفنية التي تتجاوز الطرب التقليدي لتؤسس لجماليات الهذيان، مستعرضة السياق الثقافي وأهمية التجريب في المشهد الفني المعاصر.
في خطوة فنية جريئة تكسر القوالب المألوفة، يأتي العرض الجديد الذي يقوده “يعقوب” ليعلن صراحة عن قطيعة مع مفاهيم “الطرب” التقليدية، مؤسساً بدلاً من ذلك لما يمكن تسميته بـ “متعة الهذيان”. هذا التوجه لا يمثل مجرد خيار إخراجي أو أدائي عابر، بل يعكس رؤية فلسفية عميقة تسعى لاستفزاز ذائقة المتلقي ونقله من منطقة الراحة السمعية إلى مساحات التساؤل والدهشة البصرية والشعورية.
سياق التحول: من التطريب إلى التغريب
لفهم أبعاد هذه التجربة، يجب النظر إليها ضمن السياق العام لتطور الفنون الأدائية والمسرحية في المنطقة. لطالما سيطرت فكرة “الطرب” والانسجام النغمي على الذائقة العربية لعقود طويلة، حيث كان النجاح يقاس بمدى قدرة العمل على إمتاع الجمهور سمعياً. إلا أن التحولات الحديثة في المشهد الثقافي، متأثرة بمدارس ما بعد الحداثة والتجريب العالمي، بدأت تفتح الباب أمام أعمال تركز على الصدمة الشعورية، والتفكيك، وما يسمى بجماليات القبح أو “الهذيان” المنظم. تجربة يعقوب هنا تأتي كحلقة وصل هامة في هذه السلسلة، حيث يتم استبدال السلطنة الموسيقية بحالة من الفوضى الخلاقة التي تحاكي تعقيدات النفس البشرية المعاصرة.
بناء متعة الهذيان: تفكيك العناصر الفنية
إن مصطلح “الهذيان” في هذا السياق لا يعني العبثية المجردة، بل يشير إلى تحرير العمل الفني من القيود المنطقية الصارمة والسرديات الخطية المباشرة. يعتمد هذا الأسلوب على تكثيف الرموز، واستخدام الإضاءة، والسينوغرافيا، والأداء الجسدي لخلق لغة جديدة تخاطب اللاوعي قبل الوعي. بدلاً من أن يخرج المشاهد وهو يدندن لحناً مألوفاً، يخرج وهو محمل بتساؤلات وجودية وصور ذهنية مركبة. هذا الانتقال من “الأذن” إلى “العقل والمخيلة” هو الجوهر الحقيقي لما يطرحه يعقوب، حيث يصبح المتلقي شريكاً في تأويل العمل وليس مجرد مستهلك للمتعة.
الأهمية والتأثير الثقافي
تكمن أهمية هذا الحدث الفني في قدرته على إحداث حراك في المياه الراكدة للنقد الفني والمشهد الثقافي المحلي والإقليمي. إن الجرأة على نفي “الطرب” – وهو ركيزة أساسية في الموروث الفني – لصالح تجربة شعورية مغايرة، يفتح المجال أمام فنانين آخرين للمغامرة والتجريب. هذا النوع من الأعمال يساهم في رفع سقف التوقعات الفنية ويعزز من مكانة المسرح والفنون الأدائية كأدوات للتفكير النقدي والتغيير الاجتماعي، وليس فقط للترفيه العابر. إنها دعوة صريحة لإعادة تعريف مفهوم “المتعة” في الفن، لتشمل لذة الاكتشاف والاشتباك مع المجهول.
الثقافة و الفن
تشابه الشعر المعاصر وغياب الفرادة: قراءة نقدية في الأدب الحديث
يناقش المقال ظاهرة تشابه النصوص الشعرية المعاصرة وغياب الفرادة، مستعرضاً الأسباب التاريخية وتأثير التكنولوجيا والعولمة على الهوية الأدبية ومستقبل الشعر.
في المشهد الثقافي الراهن، يتردد سؤال جوهري بات يؤرق النقاد والقراء على حد سواء: ألم يغدو الشعر أكثر تشابهاً حد غياب الفرادة؟ لم يعد هذا التساؤل مجرد ملاحظة عابرة، بل تحول إلى إشكالية نقدية عميقة تمس جوهر الإبداع الأدبي في العصر الحديث. إن المتأمل في نتاجات العديد من الشعراء الجدد، وخصوصاً عبر منصات النشر الرقمي، يلاحظ ذوبان الفوارق الأسلوبية وتلاشي البصمة الشخصية التي طالما ميزت الشعراء الكبار عبر التاريخ.
الجذور التاريخية: من التمايز إلى التماهي
لفهم عمق هذه الظاهرة، لا بد من العودة إلى السياق التاريخي للشعر العربي. في العصور الذهبية للأدب، كان من السهل على الناقد، بل وحتى القارئ العادي، أن يميز بين قصيدة للمتنبي وأخرى لأبي تمام، أو يفرق بين نزار قباني ومحمود درويش بمجرد سماع البيت الأول. كانت الفرادة الأسلوبية هي المعيار الأساسي للشاعرية؛ حيث يمتلك كل شاعر قاموسه اللغوي الخاص، وإيقاعه المتفرد، وصوره البيانية التي لا تشبه غيرها.
أما اليوم، ومع تسارع وتيرة النشر الإلكتروني وهيمنة “ثقافة الشذرات” (Snippets Culture)، بدأنا نشهد نمطاً من الكتابة يعتمد على القوالب الجاهزة والصور المستهلكة. لقد ساهمت العولمة الثقافية والرقمنة في خلق ما يمكن تسميته بـ “الوعي الجمعي المستنسخ”، حيث يتأثر الشعراء ببعضهم البعض بشكل لحظي ومباشر، مما يؤدي إلى إعادة إنتاج نفس التراكيب والمشاعر دون تمحيص أو تجربة ذاتية عميقة.
تأثير التكنولوجيا ومنصات التواصل على بنية القصيدة
لا يمكن إغفال دور التكنولوجيا في هذا التنميط. إن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي تفضل النصوص القصيرة، المباشرة، والمشحونة عاطفياً بطريقة سطحية لضمان سرعة الانتشار (Virality). هذا الضغط غير المباشر دفع العديد من المواهب الشابة إلى التخلي عن البحث عن صوتهم الخاص لصالح كتابة ما يروق للجمهور العام، مما أدى إلى سيادة لغة شعرية “وسطى” تفتقر إلى العمق والخصوصية.
الأبعاد الثقافية والمستقبلية لغياب الفرادة
إن خطورة غياب الفرادة لا تتوقف عند حدود النص الأدبي، بل تمتد لتشمل التأثير الثقافي العام محلياً وإقليمياً:
- محلياً: يؤدي التشابه إلى عزوف القراء عن متابعة الإصدارات الجديدة، حيث يشعر القارئ أنه يقرأ نفس الكتاب بعناوين مختلفة، مما يضعف سوق النشر وحركة النقد.
- إقليمياً ودولياً: تفقد الثقافة العربية قدرتها على تصدير أصوات أدبية جديدة ومؤثرة للعالم. فالأدب العالمي يبحث دائماً عن “المختلف” و”الأصيل” الذي يعبر عن هوية وذاتية مستقلة، لا عن النسخ المكررة.
ختاماً، إن استعادة ألق الشعر العربي تتطلب وقفة جادة من المؤسسات الثقافية والنقاد، والأهم من ذلك، من الشعراء أنفسهم. العودة إلى القراءة العميقة، والابتعاد عن ضجيج التفاعل الرقمي المؤقت، والبحث في أغوار الذات، هي السبيل الوحيد لكسر طوق التشابه واستعادة الفرادة المفقودة.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية