Connect with us

ثقافة وفن

الموريتاني شيخنا عمر: نزار قباني لا تُقزّمه العصور

يعدُّ الشاعر الموريتاني شيخنا عمر حيدرة، من الأسماء الشعرية اللافتة بمستواها الفني واللغوي، فاز بالمركز الرابع

يعدُّ الشاعر الموريتاني شيخنا عمر حيدرة، من الأسماء الشعرية اللافتة بمستواها الفني واللغوي، فاز بالمركز الرابع من الموسم السابع لبرنامج أمير الشعراء، ولمستُ شاعريته الساحرة، وبما أنه يتقاطع معنا في النسب الأصيل للغة الضاد، لم ينزعج من أسئلتي، ولم يسترب في مودتي، وكان شفيفاً في ردوده وقدم لنا أنموذجاً للمثقف الشاعر، وها نحن نستعيد معه حكاية القصيدة، منذ تمدد الجذور الأولى إلى الإيناع، وهنا نص حوارنا معه:

• هل ما زال الشعر ديوان العرب؟

•• ظل الشعر المرجع الأول المشتمل على القيم المُثلى للعرب، فإليه يرجع في تهذيب النفس، وحملها على الخصال الحميدة حتى في عصر كان ينمِّى إلى الجهل (الجاهلية)، وحتى بعد مجيء الإسلام، فكما قال معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- في إحدى حروبه، هممت بالفرار فتذكرت قول الشاعر:

أبت لي همتي وأبى إبائي

وأخذي الحمد بالثمن الربيح

وقولي كلما جشأت وجاشت

مكانك تحمدي أو تستريحي

فهنا كان هذا الشعر دافعاً للثبات.. وهذا مثال للوقوف على معنى أن الشعر ديوان العرب..

أما حين نُسقط الأمر ذاته على واقعنا الحالي وعصرنا اليوم، فنجد أن تلك الحقبة الشعرية من كل زمن تبقى ملازمة للبديهة، فذلك الشعر المليء بالحكم والمُثل، تجد الصبيان يحفظونه والكبار يسقطونه على واقعهم، سواء كان هذا الشعر من تلك الحقب الماضية أو من حقبتنا الحالية مع نُدرة النمط الشعري المتصف بأنه ديوان العرب، وتصنيف معظم من يحاولون كتابته بالرتابة والتقادم..

فمعظم الشعر الحديث لا يتيح محتواه فهماً راسخاً يمكن تداوله بسهولة، رغم شاعريته وإبداعيته..

وهنا تمتنع الحداثة عن تلك الديوانية.

• ماذا يحمل الشعر غير الكلام والأقوال؟

•• سؤال يثير حفيظة الشعر..

إذ إن الشعر ليس سوى شحنات من المنطوق يبعث مدلولها في النفس انعكاسها على ذهنية المتلقي، فمن البديهي منذ الأزل أنه لا ينتظر من الشعر عملاً كعمل الجوارح..

لكن ما قدمه الشعر من خلال تأثيره في واقع العرب قديماً لا يمكن حصره في إجابة مقتضبة.. وما يقابل ذلك اليوم ضئيل، لكنه كبير رغم اتساع الفجوات.

• ما صحة مقولة موريتانيا بلد المليون شاعر؟

•• مقولة «بلد المليون شاعر» كما يقدمها المختصون اليوم، تعود إلى زيارة لموريتانيا قام بها الصحفي سليم زبال، وكان يعمل محرراً في مجلة العربي في السبعينيات.. حينما لاحظ اهتماماً بالغاً بالشعر من طرف كل من لقيهم من الموريتانيين، وبعد أن علم أن عدد سكان موريتانيا يومها يقدر بمليون نسمة.. فقال إذن «بلد المليون شاعر»، ثم إن هذا الاهتمام بالشعر وتدريسه وحفظه وقرضه فرض هذه التسمية فيما بعد.

• لماذا يغلب على الشعراء الموريتانيين المذهب الكلاسيكي (الشعر العامودي) فلا تفعيلة ولا نثر

؟•• الشعر الموريتاتي زاخر وفاخر بكلاسيكيته، فبينما كانت المنطقة العربية تعيش عصر انحطاطها الشعري، كان الشعر الموريتاني يومها في أوج ازدهاره، فرغم الانطباع الشرقي السائد عن شعراء موريتانيا، لم يكن هناك إنصاف لتاريخ الشعر الموريتاني قديماً ولا حديثاً، واليوم هناك جيل شعري ثائر على النمطية الكلاسيكية يقابله جيل آخر قام بتحديث الكلاسيكية وتجديدها.. والقصائد متاحة لمن يبحث عنها..

• هل للمحظرة دور في تأسيس الذائقة الشعرية؟

•• تعد المحظرة الشنقيطية جامعة متنقلة كما وصفها الموريتانيون قديما:ً

ونحن ركب من الأشراف منتظم

أجل ذا العصر قدراً دون أدنانا

قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة

بها نبين دين الله تبيانا

ومجال الاختصاص الأول لهذه المحظرة هو اللغة العربية وتلك لا تتأتى إلا بالشعر، فقد كانت قصائد امرئ القيس تدرس في المحاريب الشنقيطية دون حرج؛ لأنها وعاء لهذه اللغة التي يهيمون بها أيما تهيام..

وهذا ما جعل المحظرة تخلق ذائقة شعرية قويمة سليمة لا تساوم في ليِّ أعناق الموروث الشعري، وبتره من امتداده العربي، ولا تقبل بأنصاف الحلول مما جعلها تتهم في عرضها الشعري المتمسك بثوابته، ومع بزوغ نجوم حلقوا بإبداعاتهم مواكبين الحداثة بعرامتهم المحظرية الطافحة، ونفسهم الحداثي العميق، يمكن الرجوع إلى قصائد موريتانية ولدت في عذا العصر واكبت حركة الشعر ونافست بكل جدارة ويمكن العودة إلى قصائد محمد ولد الطالب (نموذجاً).

• متى شعرت بأن شيطان الشعر ينمو في داخلك؟

•• ذات مساء في محظرة من محاظر شنقيط العتيقة تنفست صعداء الشعر حين ألزمني وجودي بين رفاقي بكتابة نص في امتداح شيخ المحظرة.. فكنت يومها مداناً بالشعر لتنمو بعد ذلك تلك الموهبة وتتطور مع تنامي القراءة والاطلاع.

• بمن تأثرت من الشعراء؟

•• تأثرت بشعراء كثر، وكنت أراهم دوماً بين دفتي خيالي كلما تنفست شعراً.. لكن ما لبثت أن تخلصت من ذلك التعلق الخارق فحاولت أن أكتب بعيداً عمّا يتسرب من اللاوعي..

كان الشاعر الأبرز بين تلك الدفتين هو نزار قباني فكنت أستعذبه كثيراً.. كثيراً..

• ما أول قصيدة لك قوبلت بالاستحسان؟

•• استحسان المحيط الضيق كان حاضراً معي منذ القصيدة الأولى، ولكن ما حدث تحت الضوء جعلني أرى أن (غواية الرحيل) القصيدة من أبرز معالم الشعر في تجربتي الشعرية.

• أين تقف قصيدتك من (التابو)؟

•• لست من هواة النزعة والنزاع في إحداث الشروخ في منظومة المجتمع، ما لم تكن إرثاً لا مرجع له إلا تخلف العقل العربي أحياناً..

الثابت الوحيد الذي لا أتجاوزه هو الإسلام ولا معنى عندي لتجاوز ما يمليه لا شعراً ولا نثراً أو اعتباره من التابوهات التي يراها المتحررون قيداً يجب كسره.. لا مجال عندي في المساومة على المعتقد السليم ما دمت قد آمنت به بعقلي وقلبي..

الإبداع ليس في كسر كل جميل وتخريب الجمال الذي أراه ببصيرة قلبي الشاعرة، بزعم أن ذلك تحررٌ إبداعي.

• كم أنجزت من مجموعات شعرية؟

•• لم أصل بعد لقناعة ببعث كل النصوص التي كتبتها رغم ضخامة العدد..

لم أصدر بعد سوى ديوان واحد هو (غواية الرحيل) الذي صدر مؤخراً عن دائرة الشارقة.. وأعمل حالياً على انتقاء ديواني الثاني.

• ما انطباعك عن رأي النقاد في تجربتك الشعرية؟

•• مدين لكثير منهم بما قدموه لي من اهتمام وتشجيع في بداياتي الشعرية، ما جعلني أحثّ خطاي نحو المزيد.. لكني أيضا أختلف معهم في كثير مما يرونه ويحاولون إملاءه علينا كشعراء.. أحب أن يبقي الشعر كنهاً لا يمكن صناعته من إملاءات الدارسين.

• هل يمكن التجديد في القصيدة الكلاسيكية؟

•• الشعر في اعتقادي لا يتجزأ على أساس الشكل والقوالب وكما هو الشعر يبقى شعراً..

لست من الذين يزعجهم صخب الموسيقى الكلاسيكية في الشعر، لكن مشكلتي مع العزف البارد بحجة التجديد والزعم أنه إبداع ما دام خروجاً عن السائد..

الاحتماء من العجز عن خلق الإبداع داخل الأوزان بالتحرر من الأوزان والقوافي، ليس كافياً لإقناعي أنك شاعر وأنني مقلد.

• كيف تعاملت مع برنامج أمير الشعراء؟

•• برنامج أمير الشعراء بالنسبة لي كان نقطة عبور لا تنسى ولا تضمحل، كانت بدايتي مع الخروج من عتمة الانزواء، ومجابهة الضوء..

حيث أمحت أمام قصائدي حواجز الجغرافيا لأنطلق منها إلى عوالم الشعر من حولي..

كنت يومها شاعراً حَدِثاً يحاول أن يكون شاعراً حداثياً، وكنت أمام أحكام مسبقة أنني من بلد التقليد، مما جعلني أحاول كسر تلك النظرة بأول نص لي في المسابقة، ومن هناك بدأت رحلتي وتشعبت غواياتها..

عشت المسابقة شاعراً مدللاً بجهوره الذي جعل لجنة البرنامج لا ترحم حداثة سنه، بل تخشى جبروت جمهوره.

• هل تمنح المسابقات الشاعر تزكية شاعريته؟

•• لكل شيء في هذه الحياة إيجابيات وسلبيات.. وإيجابيات المسابقات الشعرية تغلب عندي سلبياتها..

فما منحته المسابقات الشعرية الكبرى للشعر في أعوام وجيزة لم تمنحه مئات الكتب والمحاضرات والرسائل في عقود.. وهذه المسابقات أخرجت لنا عشرات التجارب التي كانت ستظل مطمورة، ولا يتجاوز صداها جدران المقاهي التي بها تموت رويداً.. رويداً.

• ألا تهز المسابقات الشعرية ثقة الشاعر بنفسه؟

•• الشاعر بمعنى الشاعر.. ثقته لا تهزها العاتيات، فمهما كنت شاعراً فأنت تمتشق في قامتك الفارعة طوداً شامخاً.. ومهما كنت دون مرحلة الشاعر فأنت معرض للسقوط أمام أول نسيم عابر.

• بماذا ترد على مقولة البعض بأن المسابقات الشعرية يحتكرها فريق أمير الشعراء؟

•• الحديث عن الاحتكار والمحاصصة أحياناً حديث دائر خلف كواليس الشعراء.. وكنا نسمعه وربما أومأنا برؤوسنا تسليماً به، لكنه من تلك السلبيات التي تغلبها الإيجابيات في اعتقادي.

• لمن تقرأ من شعراء المملكة؟

••كنت وما زلت مولعاً بما أسميه مدرسة الجنوب في المملكة.. قرأت لكثيرين من شعراء المملكة بشكل عام.. وأعحبت بهم جداً، وأرى أن صوت جاسم الصحيح العابر لا يتوقف صداه أبداً.

• بماذا ترد على من ينتقص تجربة نزار قباني؟

•• ما دام نزار أجاب قبلي بأن النقد لم يمنحه كسرة خبز ولم يعطه بوصلة، فسأهدئ من روع انطباعي قليلاً وأتغاضى عن منتقديه سامحهم الله، فهو الكبير الذي لا تقزمه العصور، فقد قدم للعالم شعراً فائقاً لا نظير له..

•هناك من يرى أن النص التقليدي يكرر نفسه، ما رأيك؟

•• لا بد أن نتفق على ما يسمى النص التقليدي، إذا كان مجرد النص الملتزم بالبحور الخليلية مداناً بالتكرار في نظر أدعياء التجديد على حساب التهويم، فللنص إجابات أخرى تنسف كل ادعاء.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يزور الجناح السعودي في «إكسبو 2025 أوساكا»

زار وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان،

زار وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اليوم جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا في مدينة أوساكا في اليابان، في إطار زيارته الرسمية لليابان.

وكان في استقبال وزير الثقافة لدى وصوله للجناح، نائب وزير الثقافة رئيس اللجنة التنفيذية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية حامد بن محمد فايز، ومساعد وزير الثقافة راكان بن إبراهيم الطوق، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الدكتور غازي فيصل بن زقر، والرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان، والمشرف العام على وكالة الفعاليات والمهرجانات الثقافية مدير عام إدارة المشاريع المؤسسية بوزارة الثقافة مي الرشيد، ومدير الجناح السعودي المشارك في إكسبو 2025 أوساكا المهندس عادل الفايز.

وتجوّل على أقسام الجناح الوطني، مطلعاً على تصميمه، وآخر ما وصلت له الأعمال الإنشائية في الجناح بمقر المعرض الدولي الذي يفتح أبوابه خلال أبريل 2025.

واستمع إلى شرح لتفاصيل تجربة الزائر، وأقسام الجناح الوطني؛ الذي يقدم محتوى معرفياً للركائز الثلاث المُشتملة على تاريخ المملكة في صورة قصة تأخذ المشاركين في رحلة لاستكشاف ثقافات المملكة، وتقاليدها، وقيمها التي تشكل الركائز الأساسية لهويتها، ويسلط الجناح الضوء على التحول الجذري الكبير الذي يطرأ على المملكة اليوم، ومساهماتها في خلق مستقبل أفضل للعالم.

ويجسد تصميم جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا الذي أنجزته شركة «فوستر + بارتنرز» المعمارية الرائدة، البيئة الطبيعية للمملكة، مازجاً التشكيلات الصحراوية مع عناصر معمارية حديثة في إشارة إلى الصلة الوثيقة بين التراث التاريخي والتطور المستقبلي، ويحمل التصميم المستوحى من مفهوم المسؤولية البيئية عناصر ذات انبعاثات كربونية منخفضة، ويحتوي على نظام إضاءة موفر للطاقة، ويوظف تقنيات جمع مياه الأمطار، إلى جانب تزويده بألواح طاقة شمسية لإنتاج طاقة نظيفة.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزارة الثقافة تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين»

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا استوديو بالرياض، وهو مهرجانٌ يجوب في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف المهرجان في هذه النسخة ثقافة الجمهورية العراقية ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويعيش فيه الزائر رحلةً استثنائية عبر الزمن، حيث يسلّط الضوء على محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، ويشمل أعمالًا فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعًا ثقافيًا أنيقًا وإبداعًا في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف» وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين، ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصورًا لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافية من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين، وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفن السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

وأخيرًا قسم «درب الوصل» الذي يستعرض مجالاتٍ مُنوَّعة من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، حيث يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافة السعودية والعراقية، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح، ومنطقة المطاعم التي تُقدم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءًا من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجارب فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .