Connect with us

ثقافة وفن

الماء وتجلياته الحكيمة في نص «أَرِقّ» لمستورة العرابي

من الرقة تولدُ الحياة وتفيضُ حكمتها كنهر لا نهائي التدفق، ومع الشعر تتدلى حبال الغيث في فضاء الروح، تشع كبروق التطلع

من الرقة تولدُ الحياة وتفيضُ حكمتها كنهر لا نهائي التدفق، ومع الشعر تتدلى حبال الغيث في فضاء الروح، تشع كبروق التطلع وتصبح ملكاً للهواء الذي يذهب بها نحو كل جهة.

فعندما يبوح شاعرٌ أو شاعرة عن جوهر علاقته بالحياة والنور، فإن الأشياء تتضاعف، وتصبح الكلمات جسراً للعبور إلى ضفاف وسهول توقظ في تدفقها وجريانها وعول المعنى، وتشكل التباساً يكون موعداً لكتابة العميق من الصوت ومحواً لبلادة الصمت المتحجر على جنبات الحياة كعلامة استفهام عصية على التقبل.

أَرِقّ

وهنا حينما تألف الرقةُ صاحبها، ويألف الظمآن شكل الماء الجديد يكون المعنى أشمل، وأكثر اتساعاً من الألفاظ، هنا الشعر كحالة، أو كحكمة، يخرج ثملاً بدهشة ورغبة العثور على المعنى البعيد.

فالشعر لغة بعيدةٌ جدا ليست هنا تماماً، ولا يمكن تحديد موقعها هناك.

وبين قوسي التطلع نحو كل هذا، تحلّق فطنة شاعرةٍ أرادت للعري أن يستر الكلام، وللحرف أن ينهش أرض الصمت بحثاً عن الصمت، أرادت أن تقتحم أسوار المجهول بشغف وحذر أيضاً، وتترك لجداولها حيرةً في ذهن الماء؛ فالماء اصطفاف الأشكال والمعاني أمام مرآة الذات، أو ربما هو الحياة التي تصطف أمام نفسها حاملة زهر الشفافية التي لا تؤجل احتفاء براءتها.

ورقة الماء هي القوة الحقيقية التي يبحث عنها ركض الشاعرة في طرقات الكتابة، الكتابة التي ليست كما تظن، وليست كما نظن نحن.

سيكون جريانها لمسة ماءٍ جديدة على جذور الحياة، عندما يكون سعي قطراتها الساطعة لمحو ذاكرة العطش، غيثاً يردد شكله بصيغة أكثر جرياناً؛ فالماء هو أقوى عناصر الحياة؛ منه تخرج، وإليه تعود أسفارها الأولى «الماءُ يرق»، والشاعرة تتضامن مع هذه الرقة. يرقُّ كما يحلو له مدركاً أن رقته هي سبب جريانه، وهي سبب قدرته على اختراق الممكن والمستحيل معاً، وتخطي الحواجز، وحفر وجوده في نتوءات الصلابة. فلم يكن الماءُ ضعيفاً عندما سلك طريق الرقّة، وإنما كان ذلك التعبير الأكثر رقة في الوجود عن نفسه، والأكثر حدةً وسطوعاً وقدرةً على جعل الحياة تطيرُ بجناحين مختلفين، أو بأجنحة لا عدد لها.

الماءُ يختارُ مكانه بين حالتي الضعف، والقوة مستلهماً حالة الأنثى كعنصرٍ قادرٍ أيضاً على التجاوز:

«أرقُ حتى أرى الماءُ تأويلي ……. تعبتُ أشرحُ آياتي وتنزيلي».

التجاوز هنا إشارةٌ نحو شيءٍ غامض، وتعبير عن قوةٍ تكمن في سر هذا الرقيق، الذي يصنع من حرير الجريان قمراً وحيداً يكثف الضوء، وينثر المساحات المتعددة التأويل، لتأويل شيء لا يمكن أن يقال أو يكتب؛ إلا حين يكون التعب هو المحطة الأخيرة لإحداثِ هذا التشكل الذي تبحث عنه الشاعرة.

ما أجمل وربما ما أبشع ذلك المشهد الذي يُظهر ألم الاستسلام، وما أكثر الصور التي ستخرج من جحيم الشك متداخلة الألوان، وغامضة، ليست سوى «محض تعليل».

فهاهو الماء قد علمها أن تدخل الرقة لتستسلم، ولكنه ليس ذلك الاستسلام الذي يعني الهزيمة رُغم الاعتراف بالتعب، وأيُّ حياةٍ التي يمكن أن تكون بلا تعب، وأيُّ تجاوزٍ للأُطر التي صنعها العقل بكيميائه المخادعة التي لا يمكن تهشيمها!

فالعقل دبلوماسيٌ بارع يمكن أن يصنع لك أو لحُلمك الطريق الذي يريده هو، وليس الذي تريده روحك.

إنه استسلام القوة الجامحة التي تعبر عن نفسها، وتهشم تلك القوارب بهدوء، وكم كان للماء بصيرته ونفوذه في الدخول إلى أعماق الأشياء ليعيد «تأسيس تشكيلي».

ويستمر حضور وتأهب الماء، بفلسفته الخاصة عبر مفردة الغيث، أو ربما عبر مفردات لا ترى عبر النص، ولكنها ترى من خلال عين الروح، فالماء هنا محتمل، وفي بعض زوايا النص يظهرُ كواقعٍ لا يمكنُ القبض عليه رُغم رؤيته.. فهو عدد لا نهائي من الاحتمالات…

فالشاعرة التي اختارت التحليق بين قوسي الماء، وخارج أقواس الشك؛ تثير حالة التعبير عن نفسها من خلال سماءٍ تكون أحياناً هي الثقب المسبب للتعب.

كأنها لم تجد في الماء ثقباً سوى السماء، سماء الشاعرة بروحها المجازية، فما تراه داخل قوسي الماء هو أرضها الخاصة، وسماؤها الخاصة محاولةً أن تجد لهذا الثقب ممراً نحو سماء الحقيقة، والتمكّن من السير على طرقات يمكن أن تؤدي إليها.

إنه الماء الرقيق الذي اشتهى أن يكمل حيرته على باب النص، ويأتي كوميض قوةٍ لا يهزمها إلا من تريد، ولا يأخذها إلى مساحات النصر منها؛ إلا ما هو نقيضٌ لوعيها.

فالشك

«تعبتُ أفر من شكي ويتبعني……شكي إليَّ لا يبقى محض تعليلي»،

وشكها يمكن أن يكون وحياً ونداءً لها بالخروج من أرض الطمأنينة الجاهزة إلى فلك اليقين التام بأن ما هو عقلي يرتبط بالشك وما هو إيماني يرتبط بالثقة.. التي يمكن أن تجعل تناغمها مع الواقع رهين الوعي وليس المحاكاة.

إنه نص لشاعرة تحلم بإعادة تشكيل وجودها، ورسم صورتها على واجهات هذا الماء الذي اتخذته سلاحاً تعبر به، ومن خلاله إلى ما تريد.

ولعل أعظم هدف يتطلع إليه الإنسان هو الوصول إلى الحقيقة التي لا تعترف بالوصول، وإنما بالتجربة، ولا تؤمن بالمرور على حواف النص لأن المعنى أكبر بكثير والماء أكثر رقة وقوة.

وحينما تأخذُ الكتابة صوت الشاعرة إلى أفقٍ آخر، يتجلى في حيرتها سؤالٌ عميقٌ جداً: ما الذي سيقودني إليه ذلك الشك؟ وكيف يمكن لهُ أن يتلاءم مع طبيعة الماء الذي حملته على أكتاف الكلمات بلا تردد؟

إنها تستجيب للطبيعة، تلك الطبيعة التي تقول بأن أي قوةٍ لا يمكن أن تهزم الماء، عنصر الحياة. فحينها لا يمكن لأي قوةٍ أن تهزم الشاعر/‏‏ة وهو يدلفُ إلى بوابات الوجود من خلال هذه الشفافية والرقة الواعية لذاتها.

مقدمة متأخرة

عن هذا النص، نص الشاعرة المحفَّزَة دوماً، مستورة العرابي قلت ذات ماء:

تتنامى الكلمات بشغفٍ كبير في حقول النص الذي تتموج معانيه كما يتموج هديرُ الموج، أو كما يتموج حقلٌ من القمح في عيني امرأةٍ لم يوقفها التعب عن محاولة رؤية ما هو غائب، والاعتراف بأنه شيءٌ لا يمكن العبور نحوه إلا من خلال السير على سجادة إيمان عميقٌ تحاول الريح أن تقرأه «لم أرتكب ذنباً ألوذ به فسيرة الريح لم تقرأ مواويلي».

فهي بين ذنب التجاوز، وكسر رتابة المعنى وبين ذنبٍ الالتجاء لهذا المجهول الذي تلوذ به؛ عصيان النشوة يتجلى ساطعاً بالتحدي، ثائراً يحملُ على كتفيه قوافل غيمٍ تركتها الشاعرة تتوه في حكمة هذا الماء بانسياب تام يدخل الأشياء في حيرة كثيفة، قد تكون خطراً على قناعاتها الساكنة في خبال الماء ودهشته، مؤكدة أن المعنى يكمن في الشفافية وليس بالوضوح، فهناك فرق. إنها الشفافية التي تبوح بحنكة، ولا تنجز يومها في صورٍ بليدة للحياة وتشكلها عبر الذهن الذي يعيد الأحداث التي يريد ويكررها.. ولأن الزهد هو صفةٌ للماء أيضاً، لا لون، ولا طعم، ولا رائحة؛ نراها تقول: أي زهد أعظم أعظم من هذا؟ وأي نشوة يمكن أن تأسرني وأنا في طريق الغابات أحمل صورتي، صورة الماء الذي لا يمكن القبض عليه، أو على معانيه؟ تماماً كما يحدث في هذا النص:

«ولم أُطع نشوتي ولم أضع دون غاياتي تفاصيلي»، فكان بلغته وتماوجه انحيازاً لصورة الماء في الوجود، أو لمعناه في كل جنبات الحياة.

فالماء لم ولن يُضيّع نافلته منشغلاً بالنشوة، رغم أن النشوة التي تسير وفق تجليات الماء، وحكمته تعدُّ روحاً لكل الغايات التي تحكيها طيور التفاصيل، أو تحفها بأجنحة تطير في نصها بلا سماء..

Continue Reading

ثقافة وفن

من حفلات «الخبوطي» إلى أبو ظبي.. «جانا» تفاجئ عمرو دياب

فاجأ النجم المصري عمرو دياب، جمهوره في حفله المقام في أبوظبي أمس (السبت)، بصعود ابنته «جانا» إلى خشبة المسرح للاحتفال

فاجأ النجم المصري عمرو دياب، جمهوره في حفله المقام في أبوظبي أمس (السبت)، بصعود ابنته «جانا» إلى خشبة المسرح للاحتفال معه وسط تفاعل كبير من الحضور.

وظهرت «جانا» رفقة والدها عمرو دياب على المسرح وهما يرقصان على أنغام أغنيته الشهيرة «وغلاوتك» في لحظات مليئة بالفرحة، وذلك عقب تقديمه لها على المسرح قائلاً: «بنتي جانا عندها موهبة، جاية مخصوص من لندن، تعالي يا جانا، يلا»، لتصعد على المسرح وسط تصفيق الجمهور وحضن والدها.

وطلب عمرو دياب من ابنته «جانا» مشاركته الغناء قائلاً: «تعرفي تغني إيه؟»، لترد عليه بتحريك رأسها بـ«لا»، ودندن معها موسيقى أغنيته الشهيرة «وغلاوتك»، لتعيد هي نفس الجملة اللحنية، وقبل رأسها لتغادر المسرح، ومن ثم يستكمل الحفل بأجواء حماسية مع الجمهور.

وأعرب عمرو دياب عن حبه الكبير لابنته «جانا»، موجهاً كلامه للجمهور، وقال «جانا بتغني أحسن مني بصراحة، أصل بقى إنجليزي وجو بقى بتاع الناس اللي اتعلمت برا مش زي حالاتنا، اتعلمنا إحنا في مصر، اتعلمت بقى هي مع الناس دول بتوع الخبوطي».

أخبار ذات صلة

وتساءل الكثير من الجمهور عن معنى مصطلح «حفلات الخبوطي»، التي ذكرها عمرو دياب في الحفل، يشير إلى أنها حفلات موسيقى سرية تتم وسط مجموعات شبابية صغيرة تعتمد على موسيقى الهاوس والتكنو الصاخبة التي انتشرت أخيراً بين الشباب خصوصاً «جيل Z».

وطرحت جانا عمرو دياب عدداً من الأغاني الإنجليزية التي كتبتها وقامت بتصويرها على طريقة الفيديو كليب، وحققت النجاح خلال الفترة الماضية.

Continue Reading

ثقافة وفن

هل يتراجع المخرج محمد سامي عن الاعتزال؟ «مي» تكشف مفاجأة

كشفت الفنانة المصرية مي عمر مفاجأة بشأن قرار اعتزال زوجها المخرج محمد سامي الإخراج التليفزيوني، مشيرة الى أن دوافع

كشفت الفنانة المصرية مي عمر مفاجأة بشأن قرار اعتزال زوجها المخرج محمد سامي الإخراج التليفزيوني، مشيرة الى أن دوافع قراره ليس بسبب الانتقادات التي توجهت لأعماله، إنما للحصول على فترة راحة بعد إخراجه مسلسلين بموسم دراما رمضان الماضي.

وقالت خلال لقائها في برنامج الحكاية، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب على قناة MBC، «محمد واخد القرار من قبل رمضان هي الناس مش فاهمة هو عمل مسلسلات كتير والمسلسلات مرهقة جداً وكلها ناجحة».

وأضافت مي: قدم المخرج محمد سامي مسلسلين هذا العام وبذل مجهودًا كبيرًا، موضحة: «السنة دي عمل مسلسلين وكان كتير جدا عليه ولما بيخلص لعمل بيبقى تعبان ومش قادر يشتغل ولا يقرأ سيناريوهات، وإحنا كممثلين الشغل بالنسبة لينا 3 أو 4 شهور هو بالنسبة ليه الشغل 9 شهور أو سنة مش بيلحق يعمل حاجة».

أخبار ذات صلة

وأكدت مي عمر أن المخرج محمد سامي سيتراجع عن قراره ويعود مرة أخرى للإخراج التلفزيوني، كاشفة أنه يحضر حاليًا لخطوة فنية مهمة كان يسعى إليها، لافتة: «سامي قالي أنا محتاج أريح وأخد إجازة وأرجع تاني وهو شغال على خطوة مهمة وبيعمل الحاجات اللي نفسه فيها».

ونافست مي عمر في موسم دراما رمضان الماضي لعام 2025 بمسلسل إش إش، وجمع العمل كل من ماجد المصري، انتصار، إدوارد، هالة صدقي، دينا، شيماء سيف، طارق النهري، عصام السقا، علاء مرسي، محمد الشرنوبي، ندى موسى، إيهاب فهمي، حمدي هيكل، أحمد عبدالله، وعددًا من ضيوف الشرف وهم: محمد ممدوح، خالد الصاوي، محمد عبدالرحمن، أحمد زاهر، والعمل من تأليف وإخراج محمد سامي.

Continue Reading

ثقافة وفن

تطورات حالة عادل إمام الصحية.. نجل «الزعيم» يكشف الحقيقة

كشف الفنان المصري محمد إمام، تفاصيل الحالة الصحية لوالده «الزعيم» عادل إمام، بعد ابتعاده فترة طويلة عن الجمهور

كشف الفنان المصري محمد إمام، تفاصيل الحالة الصحية لوالده «الزعيم» عادل إمام، بعد ابتعاده فترة طويلة عن الجمهور سواء في الظهور بالفعاليات أو بتقديم أعمال فنية جديدة.

وقال محمد إمام في تصريحات صحفية أثناء وجوده في عزاء زوجة الفنان المصري نضال الشافعي، إن والده عادل إمام يتمتع بحالة صحية جيدة ويقضي وقته وسط أحفاده وأسرته.

ونفى محمد إمام جميع الشائعات والأقاويل التي تتردد بين الحين والآخر حول تدهور حالته الصحية، أو شائعات الوفاة التي تفجع محبيه وجمهوره، معلقاً: «الزعيم بخير الحمد لله وكل اللي بيتقال عن أزمات صحية شائعات لا أساس لها من الصحة».

وكان عادل إمام قد كُرم، بحفل الـjoy awards 2024 بجائزة استثنائية تحمل اسم «زعيم الفن العربي»، تقديراً لمشواره الفني الكبير خلال آخر 60 عاماً، قدم خلالها العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية التي ما زالت عالقة في أذهان الجمهور المصري والعربي حتى الآن، وتسلّم الجائزة نجلاه محمد ورامي.

أخبار ذات صلة

وقرر عادل الإمام الابتعاد عن الساحة الفنية منذ 2020، إذ قرر قضاء وقته مع عائلته وأحفاده، حسبما قال نجله المخرج رامي إمام في وقت سابق على هامش حضوره حفل joy awards في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.

وكان آخر ظهور لعادل إمام فنياً، من خلال عمل درامي، في 2020 تحت عنوان «فلانتينو»، وحقق نجاحاً كبيراً حينها، وشارك في العمل كل من دلال عبدالعزيز، حمدي الميرغني، محمد الكيلاني، طارق الإبياري، هدى المفتي، وهو من تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج رامي إمام.

وفي السينما يُعد فيلم «زهايمر»، الذي عُرض في نوفمبر 2010، آخر أفلام عادل إمام، وجمع العمل عدداً من الفنانين بجانب «الزعيم» منهم نيللى كريم، فتحى عبدالوهاب، أحمد رزق، رانيا يوسف، إيمان السيد، والعمل من تأليف نادر صلاح الدين، وإخراج عمرو عرفة.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .