Connect with us

ثقافة وفن

«الفل».. حضور شعبي وغياب عن كتب النخبة !

في كتاب استقصائي عن «الفلّ» في حياة الشعراء والأدباء والمؤرخين، أخرج الشاعر والأديب عبدالرحمن موكلي كتابه «هروج

في كتاب استقصائي عن «الفلّ» في حياة الشعراء والأدباء والمؤرخين، أخرج الشاعر والأديب عبدالرحمن موكلي كتابه «هروج الفلّ» الصادر حديثاً عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر في (120) صفحة من القطع المتوسط ابتدأه بشهرة الفل -(بكسر الفاء) كما ينطقه أهل المدن (وضم الفاء) كما يفعل أهل الجبال- التي بدأت من مدينتي صبيا وأبو عريش؛ المدينتين المشهورتين في منطقة جازان جنوبي المملكة العربية السعودية، وأكد فيه أنّ الفلّ ابن المدينة لا القرية والخبت والجبل، نظراً لتعدّد الطبقات الاجتماعية، وتراكم رأس المال.

الفلّ ابن المدينة

ينفي هذا الكتاب حضور الفلّ عند المرأة في القرى والخبوت والجبال في جازان قديماً، ويعيد ذلك إلى طبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الماضي، فغالبية أهل القرى والخبوت والجبال، يعيشون على الزراعة والرعي، وكانت المرأة في القرى والخبوت والجبال العمود الفقري للعمل، والردائم تحتاج إلى عناية، وإلى امرأة مستقرة في بيتها، إضافة إلى شح الماء الذي كان يجلب من الآبار للبيوت، ولا يقدر على توفير الماء لسقي الردائم سوى الموسرين من ذوي المال، وهؤلاء غالبيتهم في المدن (صبيا، أبو عريش).

قصة بنت الفلّ

لبنت الفلّ قصّة يرويها موكلي في كتابه هذا ابتدأت بعلاقة أمّه عائشة مع سميتها في صبيا، هذه السمية الصبيانية وصلها خبر دخول الماء للبيوت في الظبية؛ لذلك جاءت السمية الصبيانية مباركة، وحاملة معها (بنتي) فل صغيرتين، احتفت أمي وجاراتها بالسمية الصبيانية، وعملن مقيلًا -احتفال نسائي- في منتصف هذا المقيل، وبعد صلاة العصر بقليل، زرعت السمية (بنتي) الفل في حوضين متقاربين، في الركن الجنوبي الغربي من بيتنا، مقابلاً لباب العشة الغربي، ومن بعد ما وارت السمية جذر البنتين، مدت لهما أمي ليَّ الماء، لتبدأ سيرة الفل في البيت، حيث كبرت (البنتان) إلى رديمتين كبيرتين، وخرجت من الرديمتين عشرات (البنات) كهدايا، وكل (بنت) لها حكايتها وجمالها، ومن ذلك اليوم، يوم مقيل السمية بدأت معرفة موكلي بالفل، في بداية فصل الخريف، الذي يعتبر الزمن المناسب للزراعة في تهامة.

زراعة الفلّيزرع الفل في المناطق الحارة الرطبة، ولا تقبل شجرة الفل (الرديمة) البرد ولا الثلوج، ولا المناخ الصحراوي الجاف، ويُفضّل زارعو الفل التربة الصفراء التي تسمى في جازان بالتربة (الملبوثة)، وهي مزيج من الرمل والطين، كما يزرع في التربة الطينية، والتربة الترابية ويعيش الفل على السقيا؛ سواء في البيوت، أو في المزارع، ويحتاج الفل لكميات ماء متوسطة، ولا يُزرع الفل في الأرض الجبلية، ولا البركانية الصلبة، ولا الأرض المسبخة، ولا يقبل الماء ذا الملوحة العالية، وتحتاج شجرة الفل (الرديمة) لمساحة يصل قطرها لمترين وأكثر، فالرديمة المفتوحة للهواء والشمس تنتج أجمل الفل وأزكاه رائحة.حياة زهرة الفلّتبدأ حياة زهرة الفل، ببزوغها بشكل حبة قمح خضراء من غصن الرديمة، في اليوم الثاني للزهرة يميل اللون الأخضر للأصفر، اليوم الثالث يسيطر اللون الأصفر على الزهرة، اليوم الرابع يميل لون الزهرة للبياض، ومع شروق شمس اليوم الخامس تصبح الزهرة مكتملة البياض، وجاهزة للقطف، تبقى الزهرة بشكلها اللوزي الناصع البياض حتى المغرب، ومع دخول الليل تفتش الزهرة وريقاتها السبع البيضاء، فيفوح عبقها في المكان، وتظل الزهرة محتفظة ببياضها وعبقها الزاكي إلى شروق الشمس، مع طلوع النهار تذبل الزهرة، ويتغير لونها للبني، إن لم تحفظ بشكل جيّد، إذ يبقى بياضها في الليلة الثانية، لكن ليس بعبق الليلة الأولى، فزهرة الفل بنت ليلتها.كانت ردائم الفلّ في الزمن الماضي شأناً خاصاً بالمرأة، فهي من تقوم بسقيا الرديمة، وتقليب تربتها، وتنزع أوراق الردائم، وتقص الأغصان، وتفرع الرديمة على عوارض تسمى (السهوة)، تشبه عوارض شجرة العنب، ويتم التوريق والقص والتفريع في نهاية فصل الربيع، استعداداً لموسم الصيف والخريف وهما ذروة إنتاج الفل، والمرأة هي من تقطف الفل، ونادراً ما تسمح لأحد بالقطف، ووقت القطف يبدأ من شروق الشمس حتى المغرب، ويمكن قطف الفل بالليل، لكن الزهرة تكون قد تفتحت، ومن الصعوبة نظمها وتشكيلها؛ لذلك يقطف الفل قبل العصر، أو في الصباح حتى يكون الفل قابلاً للنظم والتشكيل حسب الرغبة.تسويق الفلّمن خلال روايات كبار السن، يحدد موكلي الثمانينات الهجرية بداية فعليّة لبيع الفل في الأسواق، وكان بيعه من اختصاص النساء كبيرات السن والأطفال، وكمياته قليلة ويباع بالحبة، وكان وقت البيع للفل من بعد الظهر للمغرب، أما الطفرة الأولى للفل، فجاءت مع الطفرة الاقتصادية في عهد الملك خالد -رحمه الله- في التسعينات الهجرية، بعد انتشار شبكات المياه في القرى، وزرع الفل في بيوت كثيرة من قرى المنطقة، وانتشر الفل كزينة في غالبية المناسبات، وارتفع سعره إلى حدود لا تصدق، حيث بلغ سعر الزهرة الواحدة (ريالاً) بسبب كثرة الطلب وقلة المعروض من الفل الذي كان مصدره البيوت.

استمر شح الفل في الأسواق لسنوات، حتى بدأت زراعة الفل في المزارع، ومنها بدأت طفرة الفل الثانية، التي جاءت بعد عام 1410 حيث انتشرت زراعة الفل في كثير من مزارع جازان، وبأعداد كبيرة ومساحات واسعة، واستخدمت شبكات التنقيط للري، والعمالة للرش والتسميد والجني، وأصبحت كل مزرعة تنتج عشرات الكيلوات، وأصبح الفل يباع بالكيلو، وتحول الفل لسلعة يومية في أسواق منطقة جازان، ومنها يرسل إلى المناطق الأخرى في المملكة.أشهر أنواع

الفل في جازانللفلّ في كتاب موكلي أنواع؛ منها القريشي، العباسي، الزيدية، العراقي، فل مصري، فل مغربي.

ويُنْظَم الفلّ على تشكيلات متعددة، من أشهرها تشكيلة الكبش، والمدبول، والعرايسي، والسبح، (المحارم)، وللمحارم تشكيلات عدة منها؛ السَحلة، المحاف، السبسوب، الشلال، الفعوة، وتشكيلة الفل الرصاص، وتشكيلة العصابة (المشقّر)، والفل المنثور، والمسبت.في تتبعه لتاريخ الفلّ في الكتب والمدونات التاريخية وقصائد الشعراء في جازان لم يجد موكلي للفلّ ذكراً في كتب المخلاف السليماني، وأرجع سبب غيابه إلى سيطرة الدول والحكام على الكتب التاريخية، وغيابها عن حياة الناس والاقتصاد والأسواق إلاّ أنّ «فارتيما» الرحالة الإيطالي ذكره في بداية القرن الخامس عشر 1502م حوالى 905هـ من خلال الإشارة إلى الأزهار كمنتج يباع في السوق، كما غاب «الفلّ» عن شعراء المخلاف السليماني ومن أشهرهم الشاعر ابن هتيمل الضمدي، لكنّ الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي، كانت له الأسبقية في الكتابة عن الفل عندما كتب رائعته الغنائية (مثل صبيا) التي صدح بها الفنان الكبير محمد عبده كأول فنان سعودي يتغنى بالفل، كما كتب عنه الشاعر أحمد السيد عطيف قصيدته الشهيرة التي تغنّى بها الفنان حسن آل خيرات «حزينة كلها الليلة الردايم» فيما اعتبر موكلي أغنية (الفل/‏ الورد) من أجمل الأغنيات التي لحنها وغناها الفنان الكبير المرحوم محمد مرشد ناجي.

Continue Reading

ثقافة وفن

محمد عبده يكشف تفاصيل ألبومه الجديد «أحد سأل عني»

في ليلة استثنائية جمعت الفن والوفاء، احتفلت روتانا بذكرى ميلاد فنان العرب محمد عبده، ضمن حفل جماهيري ضخم أقيم

في ليلة استثنائية جمعت الفن والوفاء، احتفلت روتانا بذكرى ميلاد فنان العرب محمد عبده، ضمن حفل جماهيري ضخم أقيم في مسرح «الخبر أرينا» بالمنطقة الشرقية، وذلك في إطار فعاليات «عيدكم الخبر» خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، وبرعاية الهيئة العامة للترفيه.

وجاءت هذه المفاجأة تقديرًا لمسيرة محمد عبده الفنية الطويلة، إذ بادرت روتانا بقيادة الرئيس التنفيذي للمجموعة سالم الهندي بتنظيم احتفالية خاصة على خشبة المسرح، وسط حضور جماهيري غفير، علِم مسبقًا أن التذاكر نفدت بالكامل قبل موعد الحفل بثلاثة أسابيع.

وقد عبّر محمد عبده عن امتنانه للمبادرة، قائلاً إن هذه اللفتة تعني له الكثير، موجّهًا شكره للجمهور الذي سانده ورافقه لأكثر من 50 عامًا، شكّل خلالها ملامح الأغنية السعودية وارتقى بها إلى آفاق عربية وعالمية.

وشارك فنان العرب في تدشين المسرح الجديد «الخبر أرينا»، الذي يُعد إضافة نوعية للبنية التحتية الترفيهية في المملكة.

وتحدّث محمد عبده خلال المناسبة عن ألبومه الجديد «أحد سأل عني 2025»، قبل أن يصعد إلى المسرح ليبدأ ليلة طربية خالدة بقيادة المايسترو السعودي هاني فرحات وفرقته الموسيقية، مفتتحًا الحفل بأغنية «صوتك يناديني»، ثم قدّم مجموعة من أشهر أعماله، منها: يا غايبة، أنت السما، ارفض المسافة، بنت النور، يا جنة الدنيا، على البال، مجموعة إنسان، أبعتذر، لي ثلاث أيام، أبي منها الخبر.

وخلال فقرات الحفل، صعد سالم الهندي إلى المسرح برفقة تورتة عيد الميلاد ليُفاجئ «أبو نورة» أمام الجمهور، وسط تصفيق حار وحضور صوتي مميز للفنانة السعودية الشابة زينة عماد التي سبق أن شاركته في حفلات سابقة، وتمنّت له مع الجمهور والمشاركين دوام الصحة وطول العمر.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

مخرجة فيلم «ريستارت» لـ«تامر حسني» تشنّ هجوماً على الناقد طارق الشناوي.. ما السبب؟

شنّت المخرجة المصرية سارة وفيق، مخرجة فيلم «ريستارت» من بطولة الفنان المصري تامر حسني، هجوماً على الناقد الفني

شنّت المخرجة المصرية سارة وفيق، مخرجة فيلم «ريستارت» من بطولة الفنان المصري تامر حسني، هجوماً على الناقد الفني طارق الشناوي، رداً على انتقاده للعمل الذي يعرض حالياً ضمن أفلام عيد الأضحى المبارك 2025.

ووجّهت سارة عبر حسابها الشخصي في «فيسبوك» رسالة مطولة شديدة اللهجة إلى الشناوي، حيث كتبت: «أستاذ طارق الشناوي في فرق كبير بين الإهانة والنقد، حضرتك بتقول إن مفيش موضوع في الفيلم، ودي حاجة ضحّكتني جداً، لأن إحنا بنتكلّم عن موضوع الساعة موضوع العصر أكبر موضوع بيهمّنا ويخصّنا حالياً».

وأكدت أن الفيلم يناقش بذكاء وسخرية قضية الهوس بالشهرة والترند، وهي قضية معاصرة تمس المجتمع بأسره، معلقة: «كلامك فكرني بمشهد في الفيلم للفنان محمد ثروت، وهو بيقول أنا أعمل أي حاجة عشان أبقى ترند إحنا خدامين الترند».

واتهمت مخرجة فيلم «ريستارت» الناقد طارق الشناوي بأن انتقاده للعمل سببه البحث عن الترند بدلاً من مناقشة العمل نفسه، وتابعت: «مبروك يا أستاذ طارق عرفت تبقى ترند من غير ما تنقد الفيلم.. تخبط في القائمين على العمل بعيداً عن العمل نفسه ولا اتكلمت عن إيجابياته ولا سلبياته لا ههاجم أشخاص وبكده هطلع ترند بسرعة».

كما أشارت إلى أن الشناوي، بصفته ناقداً فنياً، تجاهل ذكر عرض الإيجابيات والسلبيات ولم يستخدم أدواته المهنية كما ينبغي، قائلة: «حضرتك بتتكلم عن أدوات المخرج والمؤلف، ولم تستخدم أدواتك كناقد فني يا ريتك قلت حاجة نستفيد بيها بدل ما أنت طالع ترمي إفيهات وحشة كمان».

وأنهت مخرجة فيلم «ريستارت» رسالتها بأن الأرقام وردود فعل الجمهور هي النجاح الحقيقي وليس فقط آراء النقاد، قائلة: «الرقم اللي متحقق جوّه مصر وبرا مش مجاملة يا أستاذ طارق، ده الجمهور الحقيقي اللي بنخاطبه، دول مش ولاد أختي مثلاً، الفيلم لسّة نازل وداخل على خمسين مليون داخل مصر فقط، وده نجاح مفرّح كل صنّاعه، الحمد لله، على العموم دي كلمتك ورأيك والجمهور قال كلمته برضو».

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

فنانة لبنانية شهيرة تعترف للمرة الأولى بتعاطيها المخدرات

فجّرت الفنانة اللبنانية نادين الرأسي مفاجأة صادمة لجمهورها حول تعاطيها المخدرات في فترة من فترات حياتها، وساعدها

فجّرت الفنانة اللبنانية نادين الرأسي مفاجأة صادمة لجمهورها حول تعاطيها المخدرات في فترة من فترات حياتها، وساعدها نجلها في تخطيها تلك المرحلة والتخلي عنها.

وخرجت «الرأسي» في مقطع فيديو عبر حسابها الشخصي بمنصة «إنستغرام»، تعترف بتناولها المخدرات في فترة، موجهة رسالة توعية بأهمية تربية الأبناء بشكل سليم من أجل مستقبلهم.

وأكدت نادين الرأسي في حديثها قائلة: «سبق أن جرّبت المخدرات وتخليت عنها، وأكتر حد وقف جنبي هو ابني، وهنا نرجع لكلمة نربّي ولادنا صح، وما تعلّقوا على الشيء السيئ اللي صار فينا، خلّينا نتعلّم منه، وأنصحكم تربّوا أولادكم صح».

وعلى جانب آخر، كشفت نادين الرأسي موقفها من إمكانية زواجها مرة أخرى، حيث قالت في تصريحات تلفزيونية سابقة، إنها لم تستطع العيش من غير وجود حب ولكنها فقدت الأمل في العثور على رجل مناسب لها، قائلة: «بقيت بخاف لو حد اتكلم معايا وبدأ يهتم بيا، وبقيت بفكر في نفسي وبقى عندي أنانية كبيرة، الحب تضحية وأخد وعطاء».

وعلى صعيد الأعمال الفنية، شاركت نادين في وقت سابق في مسلسل «عرابة بيروت»، الذي عرض في 2023، الذي تدور أحداثه حول إدارة جولييت لملهى ليلي في بيروت القديمة، حيث تكشف من خلاله أسرار الطبقة المخملية، مع خفايا تهدد بتدمير الإمبراطورية التي بنتها.

وشارك في بطولة مسلسل «عرابة بيروت»، بجانب نادين الرأسي، نخبة من الفنانين مثل نور الغندور ومهيار خضور، وهو من تأليف مازن طه، وإخراج فيليب أسمر.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .