الثقافة و الفن
الطفولة «صندوق المبدعين الأسود»
كما أن للطائرة صندوقاً أسود، يُعاد إليه لمعرفة تفاصيل الرحلة، وكما للجدات صناديقهن التي يحتفظن فيها بكل أثيرٍ
كما أن للطائرة صندوقاً أسود، يُعاد إليه لمعرفة تفاصيل الرحلة، وكما للجدات صناديقهن التي يحتفظن فيها بكل أثيرٍ على قلوبهن، وكما للعاشقين صناديق لا يفتحونها لأي أحد وخزائن أسرار، وكما للساسة والدهاة والفنانين، ومثلما يرى جميعهم حصانة صناديقهم، فإن الأدباء والمبدعين يعدون طفولتهم «صناديقهم»، وإن رفض البعض وصف صندوق الطفولة بالأسود لما تمثله من بياض المراحل ونقاوة المنبع، وفي هذه المساحة التي نشرعها لنخبة عبّر بعضهم بإسهاب وآخرون باقتضاب، نقرأ علاقة كُتّاب مع الطفولة وما طبعته على تجاربهم.
القاص المخضرم عبدالرحمن الدرعان يرى أن الطفولة هي مرحلة التأسيس الأولى التي تشكّل شخصية المرء وفي الوقت نفسه هي ينابيع الخيال والإبداع، وقال صاحب (رائحة الطفولة): «أعتقد، ويتفق معي معظم علماء نفس الطفولة، أنها ذاكرة العمر، فالإبداع مصدره الخيال الخصب الذي هو ذخيرة الطفل، ألا ترى معي أن عدداً كبيراً من الشعراء ينضب مخزونهم الشعري بالذات في الشيخوخة؛ لأن الكبار يمتلكون ذكريات وليس خيالاً، والخيال أهم من المعرفة».
فيما قال الروائي عبده خال: «نعم الطفولة صندوق أسود للكاتب»، وأضاف: «كما قال ماركيز، الطفولة المخزن السري لكل إبداع».
فيما ذهب الشاعر عبدالله ثابت إلى أن الطفولة تضم كل الصناديق، وأجمل الصناديق، التي لم تلوّث حينها بعد بالأفكار والآراء والمواقف والاحتمالات، الصناديق اللبنية!
فيما عدّ المسرحي محمد ربيع الغامدي طفولته وسائر مراحل عمره ورؤاه وأحلامه منعكسة على كتابته، كون كل ما يعبر حواسه يتراصف كالصفحات في مكتبته الذهنية، وقال: «أظنّ هذا يحدث مع الكل، إلا أنّ استرجاع تلك الصفحات يختلف بين باحث في جيولوجية العمر وبين مشغول بهمّ ما». وأضاف: لربما أسترجع من الصفحة سطرين، وربما أكثر وربما كامل الصفحة، وربما كان محمد بن ربيع الطفل بطلاً في قصة الثوب الحنبصي، لافتاً إلى أن تجارب مرحلة الطفولة هي الأبرز، فالذهن عندما اختزنها كان صافياً، وتلقفها مندهشاً، فجاءت أكثر عمقاً، وإن كانت بقية المراحل حاضرة. وزاد: لعلي أتفق معك أن الطفولة صندوق أسود، لكن في مسار جيولوجية العمر، أما في مسارات الإلهام فهي جزء من المكتبة الذهنية للكاتب.
وترى القاصة غنوة فضة أن السؤال عن أثر الطفولة في الكتابة يقود إلى السؤال عن مدى موضوعيتها، وإمكانية أن تكون فعلاً غير شخصيّ ومحايد. وقالت: أعتقد أن بعض الآثار تبقى عالقة، يحملها الكاتب ليسبغ نصوصه بما بقي معه من أعوامه الأولى. واستدعت أمثلة لكتاب عدة منهم (كافكا) الذي عدّته مثالاً جليّاً في علاقته مع أبيه، و(دوكينز) وطفولتهُ البائسة، و(شوبنهاور) في علاقته المؤلمة مع والدته، فجميعهم طبعوا إبداعهم بالمعاناة التي عاشوها في صغرهم. وتؤكد أن هذا الاعتقاد لم يعد واقعياً، إذ لم يعد الإبداع تلك الموهبة التي كانت تشتعل في عيون أطفال ما بعد الثامنة، كون الأمر تغيّر اليوم، واختفت براءة الإنسان القديم وصار بالإمكان ابتداع عشرات الأدوار ونسبِها إلى طفولة كاتبٍ ما، كون هناك من يكتب بشكل طارئ، أو ليملأ فراغاً في ملف إنجازاته الشخصي. وتتفق مع السؤال بأن الطفولة تؤثر، ربما كان ذلك في زمن مضى، زمنٍ دفع فيه الإبداع طفلاً ما ليقبض على ذلك السحر الذي يمنحه الأدب، سحر سمح له بالتواطؤ مع الأبرياء وتجريم الحمقى قبل أن يلوثه عالمٌ يتوق إلى المنافسة وتبهره الفوضى.
فيما يذهب الشاعر شوقي بزيع، إلى أن في تعبير الصندوق الأسود الكثير من الصواب لولا اللون، بالفعل الطفولة صندوق يحفظ نواة الحياة وذخيرتها الأهم، إثر الانتقال للكهولة والشيخوخة، ونعود بحاجة لما يلهمنا عناصر الإبداع، إلا أنه يقبل أي لون عدا اللون الأسود، كون الطفولة «ربيع أوّلي»، ولا يمكن لأي مبدع أن يبدع دون نبض طفولته المتجدد، وعدّ الطفولة نافذة على الريف، تهب منها أعذب تعبيرات وذكريات الأعوام، والماضي الجميل، ويرى أن الشِّعر ريفيٌّ بامتياز بل هو ريف اللغة، والطفولة ليست شيئاً يمضي، بل جسد في الجسد كما قال (باشلار)، وذهب إلى أن الشعراء يسبقون لكل مكان بما في دواخلهم من طفولة ثريّة مشبعة بالحواس، لافتاً إلى أن العلم يتقدم نحو المصب والفن يعود للمنبع.
ويؤكد الشاعر ماجد أبو غوش أن الطفولة فعلاً صندوقنا الأسود، بدءاً من معلمي المدرسة الابتدائية، وحكايات الجدات في الليالي الباردة، ورائحة الحطب الطري، وأساطير الأولين والساحرات والغابات البعيدة، والركض حفاة في حارات ضيقة آمنة، وروائح الأطعمة البسيطة والشهية، عودة الآباء من العمل بجيوب ممتلئة بالحلوى، رائحة الأمهات. كل هذا رصيد غني للكتابة، كل هذا الحنين يتم توظيفه في الكتابة الإبداعية الحقيقية.
ويروي القاص سمير الفيل جانباً من قصته مع الطفولة، موضحاً أنه وُلِد في شتاء عام 1951، ولما مات أبوه مبكراً خرج إلى العمل، في حوالي الخامسة من عمره، قبل عام واحد من الالتحاق بالمدرسة الابتدائية النظامية. مشيراً إلى أن والدته علمته الكتابة بالطباشير على بلاط حجرة الصالة، فيما علمه الأستاذ رفعت قطارية (الأبجدية) بتشكيل الطين بأصابعه الضعيفة، كما علمه في الوقت نفسه كيف يزرع البصل والبطاطا والفول في الحديقة الخلفية للفصل. ودربه على غناء (ذهب الليل طلع الفجر) لمحمد فوزي، وكانوا يبدؤون اليوم بها، مؤكداً أنه ظهر أثر الطفولة في مجموعات قصصية عدة، منها (مكابدات الطفولة والصبا)، وفيها رصد لأحوال طفل يعمل صبياً في مهنة الأثاث، التي عملت بها لبضعة أعوام، والأطفال في النصوص يتحركون بحب وبهجة، ولديهم ألعابهم الصغيرة التي يخفونها عن (المعلم) في الورشة. مضيفاً أن في مجموعته (صندل أحمر) رصداً دقيقاً لعالم الطفولة في السوق التجارية، ومهنة بيع الأحذية، التي عمل بها أكثر من عشرة أعوام، وفتحت عينيه على أسرار البيوت في مصر الخمسينيات والستينيات، مشيراً إلى أنه حين تقدم خطوات في عالم القص وجد أجواء الطفولة حاضرة، في أمكنة تخص الطفولة، وهو ما تحقق في (الأستاذ مراد) 2015، أيضاً في (فك الضفيرة) 2020، وتردد صداه في مجموعاتي الأخيرة، من أهمها (دمى حزينة) 2023، الحائزة على جائزة الملتقى بالكويت. تبدو الطفولة حاضرة في كل نص، ويدور شريط ذكريات في عقول الأبطال التراجيديين الباحثين على خيط نور رغم حلك الظلمة.
وأضاف: صندوق الطفولة كان إلى جواري طيلة الوقت، به شذرات من حكايات، وطرف بسيطة، ومزح مبهجة إضافة إلى ما تمثله الطفولة من براءة وإعادة اكتشاف العالم.
فيما يؤكد الشاعر بلال المصري أن «في أعماق كل شاعر طفلاً يهرول لاهثاً يسابق ظله، ويلمس كل مرة شعلة الكلمات ليحترق، دون أن يُشفى من تكرار المحاولة، ويتسلق شجر الأيام ليعانق النجوم لكنه يسقط دائما وكفيه فارغتان، وهذا ما يشعره أنه يمتلك العالم بأسره».
إبراهيم زولي: الطفولة.. الذاكرة المشاغبة
عدّ الشاعر إبراهيم زولي (الطفولة)، ذاكرة مشاغبة تسترق الكلمات المخبّأة في ذمّة البحر، ثم ترشقها بالضوء الكريم.
الطفولة كنز كامن بالشعرية، لم نستنفد التعبير عنها حتى هذه اللحظة، الطفولة ثروة من الألوان الحميمة يتأجّج ألقها بالكتابة.
ويراها واحدة من أدوات إضرام النيران في جسد القصيدة، وينفخون روح الحياة فيها تارة أخرى، كونها غالباً ما توصف بأنها سنوات التكوين، وتلعب دوراً محوريّاً في تشكيل شخصية الفرد ورؤيته للعالم وتعبيره الإبداعي، إذ غالباً ما تكون التجارب والعواطف والتصورات المكتسبة خلال مرحلة الطفولة بمثابة المنبع الذي تتدفق منه قصصهم وقصائدهم ورواياتهم.
وكذلك يمكن للتجارب العاطفية في مرحلة الطفولة أن تترك وشماً على عمل الكاتب لا يُمحى، وتؤدي الأحداث المؤلمة، مثل الخسارة أو سوء المعاملة أو اليتم، إلى موضوعات سوداوية. وعلى العكس من ذلك، ربما تلهم الطفولة السعيدة والآمنة قصصاً مليئة بالتفاؤل والفرح والبهجة.
فيما يوفر النطاق العاطفي الذي يعيشه الأطفال في مرحلة الطفولة لوحة بانورامية غنية من المشاعر للاستفادة منها.
الطفولة هي نبع الخيال غير المحدود. يخلق الأطفال عوالم خرافية، ويخترعون قصصاً ذات عوالم سحرية (فانتازية)، وهذه التجارب الخيالية تغذي إبداع الكاتب، وتسمح له بصياغة روايات حية ومبتكرة. إن القدرة على رؤية العالم من خلال عيون الطفل يمكن أن تمنح المبدع منظوراً فريداً يميز عمله.
ملاعب الطفولة والصبا التي ينمو فيها الكاتب ذات صدى كبير على عمله. قد تلهم البيئات الريفية قصصاً عن الطبيعة، والناس، والبساطة، بينما يمكن أن تؤدي البيئات الحضرية إلى روايات تتمحور حول القضايا الاجتماعية الكبرى، والاغتراب، والحالة الإنسانية.
وذاكرة الطفولة تترك ندبة أزلية في النفس البشرية. بالنسبة للكتاب من شعراء وكتاب سرد، هي أداة قوية للكتاب، ويمكن أن تكون تلك الذكريات مدماكاً أساسياً لأعمال السير الذاتية، أو رافعةَ إلهامٍ للروايات الخيالية.
الثقافة و الفن
وفاة دارمندرا أسطورة بوليود عن 89 عاماً.. وداعاً “الرجل الحديدي”
السينما الهندية تودع النجم دارمندرا الذي توفي عن 89 عاماً. تعرف على مسيرة “الرجل الحديدي” وأبرز أعماله من شولاي إلى العمل السياسي وتأثيره في بوليود.

خيم الحزن على الأوساط الفنية والثقافية في الهند والعالم، إثر إعلان وفاة نجم بوليود الأسطوري دارمندرا، يوم الاثنين، عن عمر ناهز 89 عاماً. وجاء رحيل النجم المخضرم بعد صراع قصير مع وعكة صحية ألمت به مؤخراً، استدعت نقله بشكل عاجل إلى أحد المستشفيات الخاصة في مدينة مومباي، حيث وافته المنية تاركاً خلفه إرثاً فنياً لا يعوض.
نعي رسمي وشعبي واسع
وقد نعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الراحل بكلمات مؤثرة، واصفاً رحيله بأنه «نهاية حقبة ذهبية في تاريخ السينما الهندية». وقال مودي في بيان رسمي عبر منصات التواصل الاجتماعي: «إن وفاة دارمندرا تشكل خسارة فادحة، فقد كان شخصية سينمائية بارزة وممثلاً استثنائياً أضفى سحرًا وعمقًا وجمالاً على كل دور أدّاه، وسيظل خالداً في ذاكرة الأجيال».
من “الفتى الرومانسي” إلى “الرجل الحديدي”
بدأ دارمندرا، المولود في ولاية البنجاب، مسيرته الفنية في مطلع الستينات، وسرعان ما لفت الأنظار بوسامته وموهبته الفطرية. وعلى الرغم من بداياته في الأدوار الرومانسية الناعمة، إلا أنه استطاع ببراعة أن يعيد تشكيل صورته الذهنية ليصبح «الرجل الحديدي» (He-Man) للسينما الهندية، بفضل بنيته القوية وأدواره البطولية في أفلام الحركة. امتدت مسيرته لأكثر من 6 عقود، شارك خلالها في أكثر من 250 فيلماً، ليصبح أحد الأعمدة الرئيسية التي قامت عليها «السينما التجارية» في بوليود، محققاً توازاً نادراً بين النجاح الجماهيري والنقدي.
شولاي.. العلامة الفارقة في تاريخ السينما
يظل فيلم «شولاي» (Sholay) الذي أنتج عام 1975، المحطة الأبرز في مسيرة دارمندرا، حيث جسد شخصية «فيرو» الخالدة. شكل هذا الفيلم ظاهرة ثقافية في الهند، حيث استمر عرضه في دور السينما لسنوات متواصلة، وشكلت ثنائيته مع النجم أميتاب باتشان (جاي وفيرو) رمزاً للصداقة الأبدية في الثقافة الشعبية الهندية. لم يقتصر نجاحه على الأكشن، بل برع في الكوميديا كما ظهر في فيلم «تشوبكي تشوبكي»، مما أثبت تنوعه التمثيلي الكبير.
أبرز المحطات السينمائية
- شولاي «لهيب» (1975): العمل الملحمي الذي رسخ مكانته كأحد أساطير الشاشة.
- «الزهرة والحجر» (1966): الفيلم الذي كان بمثابة نقطة انطلاق حقيقية لنجوميته المنفردة.
- «سيتا وغيتا» (1972): دراما عائلية ناجحة جمعته بشريكة حياته النجمة هيما ماليني.
- «الأخَوان دارام وفير» (1977): من كلاسيكيات المغامرات التي طبعت فترة السبعينيات.
- «موكب الذكريات» (1973): فيلم موسيقي درامي لا يزال يحظى بشعبية واسعة.
إرث عائلي ومسار سياسي
لم يكتفِ دارمندرا بالنجاح الفني، بل امتد تأثيره إلى الحياة العامة والسياسية، حيث شغل عضوية البرلمان الهندي (لوك سابها) ممثلاً عن دائرة بيكانير في راجاستان لصالح حزب بهاراتيا جاناتا بين عامي 2004 و2009. وعلى الصعيد الشخصي، أسس دارمندرا سلالة فنية عريقة، حيث سار أبناؤه سوني ديول وبوبي ديول على خطاه، ليصبحوا نجوماً بارزين في سماء بوليود.
وتقديراً لمسيرته الحافلة، نال الراحل العديد من الجوائز المرموقة، كان أبرزها وسام «بادما بوشان» في عام 2012، وهو ثالث أعلى وسام مدني في جمهورية الهند، تكريماً لمساهماته الجليلة في إثراء الفنون.
الثقافة و الفن
أزمة مسلسل ورد وشوكولاتة ونقابة المحامين: القصة الكاملة
تعرف على تفاصيل أزمة مسلسل ورد وشوكولاتة مع نقابة المحامين في مصر، وأسباب المطالبة بوقف عرضه، وعلاقة القصة بقضية مقتل المذيعة شيماء جمال.
أثار مسلسل «ورد وشوكولاتة» جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والقانونية في مصر، متسبباً في أزمة حادة بين صنّاع العمل ونقابة المحامين، وذلك على خلفية مشهد درامي يصور إنهاء حياة الفنانة زينة على يد الفنان محمد فراج.
وتفجرت الأزمة بشكل رسمي بعدما تقدم المحامي محمود تفاحة، عضو مجلس نقابة المحامين، بشكوى عاجلة إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، معرباً عن استيائه الشديد مما تضمنه العمل. وأشار تفاحة في شكواه إلى أن المسلسل يستند بوضوح إلى وقائع القضية الشهيرة رقم 10229 لسنة 2022 جنايات البدرشين، والتي أثبتت تحقيقاتها وأحكامها القضائية بشكل قاطع أن الجاني الحقيقي كان يشغل منصب قاضٍ في مجلس الدولة. واعتبرت النقابة أن تغيير مهنة الجاني في المسلسل من قاضٍ إلى محامٍ لا يندرج تحت بند الحرية الإبداعية أو المعالجة الفنية، بل يعد «تزييفاً للواقع وتحريفاً للحقائق» يهدف إلى تضليل الرأي العام والإضرار بمهنة المحاماة وتشويه صورتها أمام المجتمع، مطالبة بوقف العرض فوراً والتحقيق مع القائمين على العمل.
القصة الحقيقية وخلفيات الأزمة
تعود جذور هذه الأزمة إلى الربط المباشر الذي عقده الجمهور والنقاد بين أحداث المسلسل وقضية مقتل الإعلامية شيماء جمال، التي هزت الرأي العام المصري والعربي خلال العامين الماضيين. ففي الواقعة الحقيقية، قام زوج الإعلامية، وهو قاضٍ بمجلس الدولة، باستدراجها إلى مزرعة في منطقة البدرشين وإنهاء حياتها بمساعدة شريك له، وهي تفاصيل تتطابق بشكل كبير مع الخط الدرامي للمسلسل، باستثناء تغيير مهنة البطل.
ويرى مراقبون أن هذا التغيير هو جوهر الخلاف؛ حيث اعتبر المحامون أن صناع العمل حاولوا تجنب الصدام مع السلطة القضائية أو الإساءة لسمعة القضاة، فاختاروا جعل القاتل محامياً، وهو ما اعتبرته النقابة «كبش فداء» درامي غير مقبول، ومحاولة لحماية مركز قانوني معين على حساب سمعة المحامين.
بين حرية الإبداع والمسؤولية المهنية
من جانبه، دافع مخرج المسلسل محمد العدل عن رؤيته الفنية، مؤكداً في تصريحاته الأولية أن العمل «مستوحى من أحداث حقيقية» ولا يوثق لقضية بعينها، مشدداً على حق الدراما في الاقتباس وإعادة الصياغة دون التقيد الحرفي بالواقع. ومع ذلك، يفتح هذا السجال ملفاً قديماً متجدداً حول العلاقة الشائكة بين الدراما المصرية والنقابات المهنية.
فليست هذه المرة الأولى التي تعترض فيها نقابة مهنية على عمل فني؛ حيث سبق لنقابة الأطباء ونقابة التمريض الاعتراض على أعمال صورت منتسبيها بشكل سلبي. وتطرح هذه الوقائع تساؤلات مستمرة حول حدود الدور الرقابي للنقابات على الفن، ومدى تأثير الدراما التلفزيونية في تشكيل الوعي الجمعي والصورة الذهنية للمهن المختلفة في المجتمع المصري.
وينتظر الوسط الفني والقانوني قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الذي يمتلك سلطة البت في مثل هذه الشكاوى، وسط توقعات بأن تثير القضية نقاشاً أوسع حول معايير الاقتباس من قصص الجرائم الواقعية والمسؤولية الأدبية لصناع الدراما.
الثقافة و الفن
إيقاف إسلام كابونجا 6 أشهر: قرارات نقابة الموسيقيين الصارمة
قررت نقابة المهن الموسيقية إيقاف مطرب المهرجانات إسلام كابونجا 6 أشهر بسبب مخالفات متكررة وكلمات تحرض على العنف، وسط تعهدات منه بالالتزام بالضوابط.

في خطوة جديدة تعكس إصرار نقابة المهن الموسيقية المصرية على ضبط المشهد الفني والحفاظ على الذوق العام، أصدرت النقابة قراراً رسمياً وحاسماً بوقف تصريح العمل الخاص بمطرب المهرجانات إسلام كابونجا لمدة ستة أشهر كاملة. ويأتي هذا القرار كإجراء تأديبي صارم بعد رصد مخالفات متكررة للضوابط التي وضعتها النقابة، وعدم التزام المطرب بالتنبيهات السابقة الموجهة إليه.
تفاصيل التحقيق والقرار التأديبي
جاء هذا القرار الحازم بناءً على توصية مباشرة من لجنة العمل بالنقابة، التي يترأسها الدكتور علاء سلامة، وذلك بعد جلسة تحقيق مطولة شارك فيها أعضاء اللجنة والمستشارون القانونيون للنقابة. وقد خضع كابونجا للتحقيق داخل مقر النقابة مساء أمس، حيث تمت مواجهته بالمخالفات المنسوبة إليه، والتي استوجبت اتخاذ موقف قانوني ونقابي واضح لضمان هيبة القرارات النقابية.
أسباب الإيقاف: كلمات تحرض على العنف
استندت النقابة في قرارها إلى حيثيات واضحة، تمثلت في تكرار إسلام كابونجا للمخالفات رغم التحذيرات السابقة. وكانت النقطة الفاصلة هي طرحه لأعمال غنائية حديثة تتضمن كلمات ومفردات اعتبرتها لجنة العمل تحريضاً صريحاً على العنف والفساد، وهو ما يتنافى تماماً مع ميثاق الشرف الفني والضوابط الأخلاقية التي تحاول النقابة ترسيخها في المجتمع المصري، خاصة في ظل الانتشار الواسع لأغاني المهرجانات بين فئات الشباب.
اعتذار وتعهد بالالتزام
وخلال مثوله أمام لجنة التحقيق، أبدى إسلام كابونجا أسفه لما بدر منه، مقدماً اعتذاراً رسمياً عن الفيديوهات والمقاطع القديمة التي أثارت الجدل مؤخراً. وتعهد المطرب الشاب بحذف كافة المحتويات المخالفة من منصات التواصل الاجتماعي، واعداً بعدم تكرار مثل هذه التجاوزات مستقبلاً، ومعتبراً أن قرار الإيقاف والتحقيق يمثلان درساً مهماً في مسيرته المهنية.
السياق العام: معركة الحفاظ على الهوية الفنية
لا يمكن فصل واقعة إسلام كابونجا عن السياق العام الذي تعيشه الساحة الغنائية في مصر خلال السنوات الأخيرة. فمنذ تولي الفنان مصطفى كامل منصب نقيب المهن الموسيقية، تبنت النقابة استراتيجية صارمة لتقنين أوضاع مطربي المهرجانات. تهدف هذه الاستراتيجية إلى دمجهم في الإطار الرسمي بشرط الالتزام بـ "الكلمة الجيدة" والابتعاد عن الإسفاف والابتذال، بالإضافة إلى ضرورة وجود فرق موسيقية حية في الحفلات لتشغيل العازفين، وهو ما يعكس رغبة النقابة في الارتقاء بالمنتج الفني.
تأثير القرار ورسالة النقابة
يمثل هذا القرار رسالة تحذيرية شديدة اللهجة لكافة العاملين في مجال أغاني المهرجانات والراب، مفادها أن الحصول على تصريح العمل (سواء السنوي أو الربع سنوي) ليس شيكاً على بياض، بل هو مشروط بالالتزام المستمر بالقيم المجتمعية. ويؤكد القرار أن النقابة لن تتوانى عن استخدام صلاحياتها، التي قد تصل إلى الشطب النهائي، في حال المساس بالثوابت الأخلاقية، مما يعزز من دور النقابة كجهة رقابية وتنظيمية تسعى لحماية المجتمع من الفن الهابط.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية