Connect with us

الثقافة و الفن

الشقير: نعاني شحّاً في السرديات غير الدينية

أكد المؤرخ وأستاذ علم الاجتماع بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ضرورة تغيير قراءتنا للتاريخ وكتابته حتى لا

Published

on

أكد المؤرخ وأستاذ علم الاجتماع بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ضرورة تغيير قراءتنا للتاريخ وكتابته حتى لا تعزف الأجيال الجديدة عن قراءته، وبأن التوجه للدراسات الأنثروبولوجية والإثنوغرافية سيحقق نوعاً من التوازن المعرفي لتوليد نظريات وأفكار جديدة وسخية تسهم في فهم المجتمع.

وأشار الدكتور عبدالرحمن الشقير إلى أن المجتمعات العربية لم تعرف الأنثروبولوجيا بعد، الأمر الذي يفسر الشح الواضح في السرديات غير الدينية التي تقرأ التاريخ وتفسره، معتبراً الجهود التي قام بها الأكاديمي والأنثروبولوجي د. سعد الصويان جهوداً متمكنة ومعتبرة، لكنها ما زالت متمركزة حول الأنثربولوجيا التقليدية المعنية بالبادية وأصل الإنسان. ولفهم علاقة الأنثروبولوجيا بالتاريخ إليكم نص الحوار:

• ظهر، أخيراً، اهتمامك بقراءة التاريخ السعودي أنثروبولوجياً.. لماذا؟

•• في الواقع اهتمامي قديم، ولكنه برز أخيراً بشكل أكبر، أما لماذا؟ فلأن قراءة التاريخ من وجهة نظر الأنثروبولوجيا الثقافية تسهم في طرح قراءات جديدة لمعلومات معروفة، وقد تغير المجتمع بشكل كبير، ومع ذلك لم تتغير مناهج قراءة التاريخ وكتابته، وهذا غير صحي منهجياً، ونخسر بسببه كثيراً، ومن أبرزها عزوف الأجيال الجديدة عن قراءة تاريخنا واتجاهها لقراءة من يكتب أفضل عن تاريخ بلده ومن يقترب منهم في المنهجية والطرح الثقافي والأنثروبولوجي، فالتاريخ الشعبي الأفريقي والأمريكي واللاتيني اشتهر عالمياً عن طريق الأدب والرواية والكتابة للعامة.

ومنهجي في دراسة المجتمع السعودي يعتمد في أساسه على الأحداث التاريخية كمادة خام، وقد استفدت من كثير مما كتبه المؤرخون السعوديون كمادة خام، ولكن لكل باحث زواياه التي يعالج بها قضايا التاريخ والمجتمع، وتختلف النتائج باختلاف الزوايا.

والاتجاه العام يركز على البناءات الكبرى في المجتمع مثل التأثير السياسي والديني والعلمي، ودراساتي تعنى بالبناءات الصغرى وحياة الإنسان العادي في الحياة اليومية، وكثير من الاتجاهات تركز على دراسة التاريخ الرسمي، وتتجه دراساتي الأخيرة نحو التاريخ الشعبي، وكثير من الدراسات تدرس المجتمع في حالة الحرب وأنا أدرس المجتمع في حالة السلام، وهذا التنوع البحثي يحقق التكامل.

وتكمن أهميته في أنه يشتبك مع السؤال الاجتماعي الكبير: هل البناءات الكبرى كالسياسة والدين والقانون، هي التي تبني الإنسان العادي وتشكل وعيه، أم أن الإنسان العادي هو الذي يبني البناءات الكبرى ويتسبب في إعادة صياغتها؟ ولا يزال ذلك سؤالاً جوهرياً لم يحسم، مما يعني ضرورة دراسة الاتجاهين.

وبالتالي، فإن التوجه للدراسات الأنثروبولوجية والإثنوغرافية سيحقق التوازن المعرفي ويولّد نظريات وأفكاراً جديدة وسخية تسهم في فهم المجتمع.

• وهل للأنثروبولوجيا علاقة بالإثنوغرافيا؟

•• الاثنوغرافيا في الأصل تعني: البحث في الأعراق والإثنيات، ثم توسع المفهوم وصار أحد فروع الأنثروبولوجيا وله مناهج بحث خاصة به، ويقصد به في أوسع مفاهيمه: البحث في الجماعات والثقافات الفرعية، وبالتالي فإن دراسة كل مجموعة بشرية تتفاعل في بيئتها، باستخدام الملاحظة والمشاركة تعد دراسة أثنوغرافية، مثل: دراسة الجماهير الرياضية وهم في الملعب، والطلاب وهم في المدرسة، والطاقم الطبي وهم في المشفى، وباعة الخضار والفواكه وهم في السوق وهكذا، وقد شملت أخيراً التفاعل الافتراضي في تطبيقات التواصل الاجتماعي.

كما أنها توظف الحواس الخمس في منهج الدراسة وفي تحليل المواقف والتعمق في إشكالاتها، وترفض فكرة ادعاء الحقيقة المبسطة بقوة مقولة: «أعرف لأني كنت شاهد عيان»، لأن الدراسات أكدت أن الحواس تخدع صاحبها، والمؤثرات المباشرة وغير المباشرة كثيرة.

• وما الذي يميز المنهج الإثنوغرافي؟

•• تغرس الإثنواغرافيا الباحث في موضوعه، وتجعل من ملاحظته ورأيه الخاص أساساً لفهم الظاهرة المدروسة؛ وذلك لأنها تعتمد على جمع البيانات الآنية والموثوقة والواضحة، وتهدف إلى تشخيص الواقع الذي يدرسه الباحث، ولا تهتم بتعميم النتائج.

وقد بدأت الدراسات الرائدة بمنهج الملاحظة بالمشاركة والعيش مع القبائل والمجتمعات البدائية لمدة سنة على الأقل، ومن أبرز الرواد: بواس ومالينوفسكي وكلود ليفي شتراوس وأرفنج غوفمان، ومثل مئات الدراسات عن شعوب جزيرة العرب وقبائلها والتي بدأت قبل ثلاثة قرون.

ثم تغير الاتجاه البحث وبرز في الستينيات قضايا جديدة وملحة، منها فكرة نقدية ترى أن دراسة مشكلة الفقر والفئات الهامشية تواجه مأزقاً منهجياً، فالفئات الهامشية والمهمشة يدرسها باحثون من الطبقات الوسطى، وهذا لا يحقق العمق البحثي الكافي، كما أن هذه الفئات لا تستطيع التعريف بمشكلاتها.

وظهر، بسبب هذا التحدي، شكل جديد من الدراسات تعتمد على العيش مدة زمنية مع الفئات الهشة وممارسة أسلوب حياتهم. ومن الدراسات المعاصرة، كتاب «كنتُ أسود» (صدر عام 1960)، وهو كتاب ذائع الصيت لمؤلفه جون هاورد غريفيث، وهو أبيض البشرة، وأراد أن يعرف معاملة البيض للسود من منظور السود أنفسهم، فقام بصبغ بشرته بالسواد وتقمص هوية رجل أسود، وعاش كما يعيش السود في ولايات جنوب أمريكا حيث بؤر العنصرية (لويزيانا، المسيسبي، آلاباما، جورجيا). وبعد تجربة عاشها تحت اضطهاد الرجل الأبيض وروح الاستعلاء، أصدر كتابه على شكل رواية نقل فيها تفاصيل أحداث ما واجهه. وحظي كتابه بشهرة عالية وأحدث ضجة في حينه، وقال ما لم يستطع السود قوله وفهم مشكلتهم أكثر منهم، مما أسهم في تحسين قرارات دمجهم في المجتمع وتمكينهم أكثر.

وكرر الباحث الإسرائيلي اليهودي يورام بن نور، تطبيق المنهج، وأصدر كتاب «عدوي هو أنا» (صدر عام 1989). والفكرة الإثنوغرافية في الكتاب أن مؤلفه تقمص شخصية عامل فلسطيني بسيط (الاسم والزي والثقافة) وعاش لمدة ستة أشهر في أحد مخيمات قطاع غزة، ثم ذهب للعمل في إسرائيل ليتعرف على معاملة الشرطة الإسرائيلية والجيش والشعب للفلسطينيين، وتوصل إلى أن اليهود يتعاملون مع الفلسطينيين والعرب عموماً بعنصرية واستعلاء وحقد وكراهية، وأنهم يضايقونهم في معيشتهم وفي كرامتهم، وأن الإيذاء شعبي ورسمي، وحذَّر يورام من موجة غضب فلسطينية قد تنفجر في أية لحظة.

ويوجد نماذج أخرى قليلة، ولكنها ذات نتائج عميقة وتأثير في صنع القرار السياسي بسبب قدرتها على تشخيص الواقع من داخله.

• وماذا تحتاج المجتمعات كي تتأسس وتنهض؟ هل تحتاج لسردية دينية أو تاريخية أو حتى أسطورية؟ أم أن السرديات الأنثروبولوجية كفيلة بذلك؟

•• نعاني شحّاً كبيراً في السرديات غير الدينية، ونحتاج سرديات جديدة لقراءة التاريخ من منظور اجتماعي وأنثروبولوجي واقتصادي وغيره؛ بهدف التنوع في الطرح وتوسيع آفاق الفهم، ونحتاج لوجهات نظر مختلفة حتى تنضج التجربة ونجد أفكاراً جديدة لتدوين التاريخ.

• أفهم من كلامك أن السرديات الدينية والتاريخية لا تقدم كل الإجابات؟

•• هي وجهة نظر واحدة قد تكون مهمة، ولكنها ليست كافية بطبيعة الحال. وللتاريخ منظوراته المختلفة كالدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذا المنهج معروف عالمياً وتاريخياً، لكننا مثلما سبق أن قلت: إننا نعاني شحاً في مثل هذه الدراسات والسرديات، وسينتهي هذا الشح إذا ما توسعنا في مثل هذه الدراسات المبنية على منظورات مختلفة.

ومن الخطأ الظن أن دور التاريخ البحث عن الحقيقة، بل إن الاجتماعي يبحث في التاريخ عن القوانين الاجتماعية التي تحرك المواقف ويفسر بها الواقع، والاقتصادي يبحث عن دور المادة في تغيير المجتمعات، والأنثروبولوجي يبحث في تأثير الثقافة الشعبية في توجيه سلوك الناس وهكذا. وهذا يجعلنا نستدعي فكرة دراسة الشعوب وثقافاتها بين الشرق والغرب، ولماذا يدرس الغرب مجتمعاتنا ونحن لا ندرسهم؟

• وهل الثقافة العربية تعادي الأنثروبولوجيا؟

•• هي لا تعاديها لأنها لا تعرفها غالباً، أو لا تعرف منها إلا الأنثروبولوجيا التقليدية المعنية بدراسات المجتمعات البدائية والقبائل، كما أن البعض ربط الأنثروبولوجيا بتطور الإنسان، وأنها تروج لفكرة أصل الإنسان وأنه منحدر من سلالة القردة، وقد سادت هذه الرؤية في زمن الصحوة، ودخلت الجامعات وأثرت في توجهاتها، مما حرم الجامعات من افتتاح أقسام للأنثروبولوجيا حتى الآن فيما أعلم.

والجهود الأنثروبولوجية العربية لا تزال تسير بجهود فردية، ولم تتشكل مدارس واضحة، ورغم أن الباحثين المغاربة هم الأكثر نشاطاً عربياً، خصوصاً في دراسات القبائل، إلا أن تأثير المدرسة الفرنسية لا يزال مهيمناً.

• وفي ظنك من الذي يحرك التاريخ؟

•• منذ القرن التاسع عشر ظهرت نظريات عديدة في هذا الشأن. على سبيل المثال، المفكر الألماني كارل ماركس اعتبر أن الاقتصاد هو المحرك الرئيسي للتاريخ. وبنظرية الجدلية المعروفة باسم الديالكتيك، التي ترى أن الفكرة تصطدم مع الفكرة المضادة لها، ثم تسقط الفكرتان، وينشأ فكرة جديدة منهما، وأن المجتمعات كانت مشاعية في ظهورها الأول، ثم ظهرت طبقتان تمثل فكرتين متصارعتين هما العبيد مهيمن عليهم وملاك مهيمنون، ثم ثار العبيد، ثم سقطت فكرة العبودية وظهر محلها فكرة الإقطاعية، وهي طبقة المهيمِن والمهيمن عليه في الإقطاع الذي لم يعد يملك الأشخاص مثلما كان في السابق، وإنما أصبح يملك جهده ووقته، لكن الإقطاع لم يلبث أن سقط، ثم ظهرت الرأسمالية التي تحمل بذور فنائها معها؛ لأنها شكل من أشكال المهيمِن والمهيمَن عليه، لأنها استبدلت وظيفته ورزقه بوقته وجهده، هذا التفسير المادي للتاريخ، ورغم عدم نجاح النظرية إلا أن التفسير المادي لا يزال نشطاً ويطور مدرسته الفكرية.

لكن المؤرخ والسياسي الألماني ماكس فيبر رد عليه بأن الدين والقيم الدينية هي المحرك للتاريخ، وأجرى على دراسة عنوانها «البروتستانتية وروح الرأسمالية» بحث فيها عن تأثير القيم الدينية البروتستانتية على تحفيز بذل الجهد والعمل الشاق والتكفير عن الذنب بالتبرع للفقراء وخدمة المجتمع، بعكس القيم الكاثوليكية التي تقيد عمل الإنسان ومغفرته بالكنسية، مما أسهم في نشوء الرأسمالية.

لكن ما هو الفرق بيننا وبينهم؟ إن مثل هذه الدراسة استطاع أن يثبتها بالمناهج العلمية والفلسفية، وفي عالمنا العربي، منظورنا الديني أثر علينا كثيراً في فهمنا للتاريخ، وهو منظور يمثل فهم رجال الدين للنصوص الشرعية، ولا يمثل بالضرورة أصل الشريعة، بدليل اتكاء كثير منهم على مبدأ «تتغير الفتوى بتغير الزمان»، وهذا يعني تغير فهم الدين باستخدام النصوص الشرعية ذاتها.

كما أن هذا التأثر كان نتيجة تداول نصوص، وليس نتاج فكر مستقل، وتناقل نصوص فقط، وليست منهجية عملية، وهذا برأيي ما أدى إلى إضعاف فهمنا للتاريخ وفهمنا للدين، وتسبب في إنتاج أفكار محدودة جداً، فالتاريخ ما لم تكن أفكاره سخية ومنهجية وفلسفية، فلا يمكن للدولة أن تستفيد منه.

ويمكن طرح سؤال: لماذا اليوم سمعة التاريخ سيئة، وسوق العمل يرفضه، والجامعات تغلق أقسامها فيه؟ لأن رؤية المجتمعات وربما الحكومات للتاريخ أنه مهنة «حكواتية»، في حين أن علوم التاريخ والأنثروبولوجيا والاجتماع تعتبر من أهم الأقسام، إذا ارتبطت بمناهج بحث قوية، وتم توظيفه في السياسة والأمن الوطني، وفق ما يمارس في أمريكا وأوروبا، واتجهت الصين وكوريا الجنوبية وروسيا أخيراً لتفعيل هذه التخصصات ودمج نتائجها ونظرياتها في رسم سياساتها العليا.

• وهل الأنثروبولوجيا تطرح نفسها بديلاً لهذا الضعف وهذا الغياب؟

•• الأنثروبولوجيا تطرح نفسها ضمن مجموعة من البدائل، كما ذكرت لك؛ لكن أهم ما يمكن التنويه إليه هو أن الأنثروبولوجيا تتطور بسرعة وتتجاوز نظرياتها القديمة بسرعة؛ حيث انتقلت من كلاسيكية إلى حداثية ما بعد حداثية، وتأسس لها فروع جديدة مثل: أنثروبولوجيا اجتماعية وسياسية وأمنية وغيرها. كما أن الأنثروبولوجيا من بعد عام 1980 تفجرت وصار لها صلة بالكثير من التخصصات، وقطعت صلتها تقريباً بدراسة المجتمعات البدائية والقبائل.

كما تقدمت مناهج الإثنوغرافيا وصار لها فروع، ومن أحدثها تأسيساً «الفيلم الإثنوغرافي»، وهو يهتم بتدريب الباحث والإعلامي والمخرج على استخدام معدات التصوير بشكل منهجي يسمح لهم بتصوير المشهد وفق مفاهيم ثقافية.

• وماذا عن جهود د.سعد الصويان في هذا الشأن؟

•• سعد الصويان متمكن في مجاله، ولكنه متمركز حول الأنثروبولوجيا التقليدية المعنية بالبناءات الكبرى وبالبادية وأصل الإنسان، وهذا لا يقلل من جهوده الكبيرة في هذا المجال، لكن أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة صارت تهتم بالإنسان الحضري وليس البدوي، وتهتم بالمصنع والمختبر وبالحياة اليومية. فمثلاً كرة القدم أنثروبولوجيا، والفن أنثروبولوجيا، والمقاهي أنثروبولوجيا؛ لأن بداخل كل حقل منها تفاعلات خاصة بها، وهذه من طبيعة تقدم العلوم، والدكتور الصويان التزم بمسار بحثي واضح وقدم فيه إنجازات كبيرة، ولم يدخل هذا التحديث ولا يلام في ذلك، لأن اللوم سيكون على الأجيال التالية له إذا لم تحدث مناهجها وعلومها.

في مشروعي حول توثيق الذاكرة الشعبية في المجتمع السعودي، الذي صدر منه جزءان، يمثل أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة لمن يهتم بالتصنيف؛ لأنه بحث عن الحياة اليومية للإنسان العادي، ودرس ظواهر مسكوتاً عنها، مثل: تاريخ العلاقة بين الجنسين وتطورها مع تطور التقنية خلال قرن، وظواهر لم يتم التفكير فيها، مثل: انتقال الإنسان من البعير إلى السيارة، والصراع على الجلوس في صدر المجلس، وغيرها من التفاصيل اليومية الاعتيادية.

• هل قادك الاتجاه نحو دراسة الحياة اليومية إلى تحول في بحوثك ودراساتك؟

•• الحقيقة أني كنت أكتب للباحثين المتخصصين والأكاديميين، فلاحظت ضعف التفاعل في النقد والمراجعة والمناقشات، ووجدت أننا كمتخصصين في برج بعيد عن المجتمع والناس، من حيث الموضوعات والقضايا والمناهج، ووجدت أن لدينا تراثاً ضخماً غير مادي لا يزال مجهولاً ولم يدرس، وأكبر مصدر لمادته هو الإنسان العادي والحياة اليومية الواقعية والحياة الرقمية والتخطيط الحضري والأمن، ودراستها باستخدام مناهج بحثية متطورة، فكتبت بأسلوب موثق ومبسط عن «الذاكرة الشعبية» وعن الأنثروبولوجيا الأمنية في «التفكير أمنياً» و«الأمن السائل»، ومستمر في الكتابة عن قضايا جديدة وعن تجربتي في البحوث ومناهجها.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

رئيس تنفيذية الألكسو بالقاهرة: الرؤية السعودية تستثمر بالمستقبل

انطلاق أعمال المجلس التنفيذي للألكسو بالقاهرة. رئيس المجلس يشيد برؤية السعودية 2030 ودورها في تطوير التعليم والثقافة وتعزيز العمل العربي المشترك.

Published

on

انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي رفيع المستوى. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تصريحات هامة لرئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، ركز فيها على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم العمل العربي المشترك، مشيداً بـ «الرؤية السعودية 2030» واصفاً إياها بأنها رؤية تستثمر في المستقبل وتؤسس لنهضة تعليمية وثقافية شاملة.

أهمية الاجتماع في ظل التحديات الراهنة

يأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المنطقة العربية تحديات متنامية تتطلب تعزيز التعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة البرامج والموازنات الخاصة بالمنظمة، بالإضافة إلى استعراض تقارير الأداء وخطط التطوير المستقبلية التي تضمن مواكبة المنظومة التعليمية العربية للتطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة.

الرؤية السعودية 2030: نموذج ملهم للتطوير

في سياق حديثه، أكد رئيس المجلس التنفيذي أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من حراك ثقافي وعلمي غير مسبوق تحت مظلة رؤية 2030، يمثل نموذجاً ملهماً للدول الأعضاء. وأشار إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير المناهج، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، هي ركائز أساسية تبنتها المملكة، مما ينعكس إيجاباً على منظومة العمل العربي المشترك ويعزز من مكانة اللغة العربية والثقافة الإسلامية عالمياً.

خلفية تاريخية عن منظمة الألكسو

تعد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي تأسست عام 1970 وتتخذ من تونس مقراً لها، إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة. وتعنى المنظمة بالنهوض بالثقافة العربية وتطوير مجالات التربية والعلوم على المستوى الإقليمي والقومي. وتعتبر اجتماعات مجلسها التنفيذي المحرك الأساسي لرسم السياسات العامة ومتابعة تنفيذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية، مما يجعل من انعقاد هذا الاجتماع في القاهرة دلالة على عمق العلاقات المصرية العربية ودور مصر الريادي في احتضان الفعاليات الكبرى.

التأثير المتوقع ومستقبل العمل العربي المشترك

من المتوقع أن يخرج هذا الاجتماع بتوصيات هامة تتعلق بتحديث الاستراتيجيات التربوية العربية، وتعزيز مشاريع التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية. كما يعول المراقبون على هذا اللقاء لتعزيز الشراكات بين الدول العربية لتبادل الخبرات، خاصة في ظل الإشادة بالتجربة السعودية، مما قد يفتح الباب أمام مبادرات مشتركة تستفيد من الزخم الذي أحدثته الرؤية السعودية في المنطقة، لاسيما في مجالات حماية التراث وصون الهوية الثقافية في عصر العولمة.

Continue Reading

الثقافة و الفن

كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية

تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.

Published

on

شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.

رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء

لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.

رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث

يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.

الأثر الثقافي والانطباع العالمي

إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.

ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة

مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.

Published

on

في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.

سياق الاحتفال والخلفية التاريخية

يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.

دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030

تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.

الأهمية الثقافية والدولية للحدث

لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.

وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.

Continue Reading

Trending