الثقافة و الفن
الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !
الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية،
الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية، يعتد كثيراً بتجربته، ويرى أنّه قادر على الاختلاف؛ لأنّ مفاهيمه للكتابة تتغيّر مع الوقت.
لم يولد -كما قال- وإلى جواره من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها، ما يتذكره علي أنّه في أواسط عقده الثاني وقع على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف، لا يعلم كيف وصلت إليه هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنه شُغِف بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامه في هذا المعجم.
وجد الشاعر علي عكور نفسه ينجذب كالممسوس إلى الأدب بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال، لكنّ الشعر العربي أخذه حتى من ألف ليلة وليلة؛ الذي انجذب إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب أكثر من السرد رغم عجائبيته وسحره!
الكثير من رحلة الشاعر علي عكور مع الأدب والكتابة الإبداعية في هذا الحوار:
• حدّثنا عن علاقتك بالشعر والأدب بشكل عام.. كيف بدأت؟
•• بدايةً أودّ القول، أنه لم يكن في محيطي من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأتُ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها. أتذكر أنني في أواسط العقد الثاني من عمري وقعتُ على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف. لست أعرف كيف وصلت إلينا هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنني شُغِفتُ بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامي بعد الاطلاع على هذا المعجم. وشيئاً فشيئاً، وجدت أنني أنجذب كالممسوس إلى هذا العالم الرحب، بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال. وأثناء تجوالي في عوالم الأدب أُخِذْتُ بالشعرِ العربي وبإيقاعيّة الجملة الشعرية فيه. حتى عندما وقع بين يديّ كتاب (ألف ليلة وليلة)، لم أنجذب إلى السرد رغم عجائبيته وسحره، بقدر ما انجذبتُ إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب. وأتذكر أنني كنت أتجاوز الصفحات وأقلّبها بحثاً عن بيتٍ أو بيتينِ من الشعر.
• لمن تدين بالفضل في الكتابة؟
•• أودّ أن أدين بالفضل إلى أحدٍ ما، لكنني حين أمَرّر بداياتي على الذاكرة، لا أتذكّر أحداً بذاته، آمن بي أو رأى في ما أقوم به بدايات واعدة لمشروع ما. كل ما هنالك أنني كنتُ أتلقى ثناءً عابراً إذا كتبتُ شيئاً جيداً. على أنني لا أقلّل من هذا الثناء، فقد كان ذا أثرٍ كبير في دافعيتي، وديمومة شغفي بالكتابة. هذا فيما يخص البدايات، أما الآن فأنا أدين بالفضل لأسرتي ولزوجتي خاصة، فهي داعم كبير لي على طول هذا الطريق، وتتحمل عن طيب خاطر الأعباء التي يُخلّفها انشغالي بالكتابة وهمومها.
• شاعر كان تأثيره كبيراً عليك.
•• لا يمكن تتبّع الأثر بسهولة في هذا الشأن؛ لأنه غالباً يكونُ قارّاً في اللاوعي. لكن إذا كان السياب يرى أنه تأثر بأبي تمام والشاعرة الإنجليزية إديث سيتول وأنه مزيج منهما، فأنا أرى أنني تأثرت كثيراً بسعدي يوسف ومحمود درويش، وأشعر أنهما يلتقيان بطريقة ما، في الكثرة الكاثرة مما أكتب.
• كيف للشاعر أن يكتب قصيدته وفق رهان المستقبل وليس للحظة التي يعيش فيها؟
•• في الغالب لا توجد كتابة لا يمكن تجاوزها. وما يُعبّر عنك الآن قد تجد أنه لا يُعبّر عنك غداً. أعتقد أن الرهان الحقيقي هو أن نكتب شيئاً يستطيع أن يصمد أمام عجلة الزمن. ربما إحدى الحيل التي يمكن أن نمارسها هي أن نكتب نصوصاً أكثر تجريداً وانعتاقاً من قيود الزمان والمكان، وأن نتخفّف من الكتابة تحت تأثير اللحظة الراهنة والحدث المُعاش.
• الملاحظ أنّ هناك إصدارات متشابهة في الشعر والقصة لشعراء وكتاب قصّة، وإن تعددت عناوينها، لكنّ التجربة لم تختلف.. ما تأثير هذا على الإبداع والقارئ كذلك؟
•• صحيح، هذا أمر ملاحظ. هناك من يصدر عشرة دواوين، وعند قراءتها لا تجد اختلافاً بينها، لا من حيث الثيمات ولا من حيث طريقة التناول، لتفاجأ أن هذه الدواوين العشرة هي في الحقيقة ديوان واحد طويل. الكاتب أو الشاعر الذي لا يتجدد يخاطر بمقروئيته ويخسر رهانه الشخصي. إما أن تقول شيئاً جديداً أو شيئاً مألوفاً بطريقة جديدة، لكن لا تقل الشيء نفسه بالطريقة نفسها، حتى لا تعطي فكرة أنك لا تأخذ مشروعك بما يستحق من جدية واهتمام.
• تنادي بأهمية تصدّر الأدب الجاد والأصيل المنصات.. أولاً: من يحدد ماهية الأدب الجاد؟ ثانياً: هل المرحلة تساعد في أن يتصدّر الأدب أيّاً كان المنصات التي كثرت وكثر مستخدموها والمؤثرون فيها؟
•• النقّاد والقرّاء النوعيّون، هم من يحددون ماهيّة الأدب الجاد ويُعلون من قيمته. مؤسف أن يتصدر المشهد الأدبي الأقل قيمة، بينما يبقى الأدب الأصيل في الهامش. في الأخير نحن مسؤولون عن تصدير ثقافتنا، وما نتداوله ونجعل له الصدارة في منصاتنا ومشهدنا، هو ما سيُعبّر عنّا وسيكون عنواننا في النهاية. وبالتالي لنا أن نتساءل بصدق: هل ما صُدِّرَ ويُصَدّر الآن، يُعبّر عن حقيقة وواقع الأدب والثقافة في بلادنا؟
• لديك مشكلة مع المألوف والسائد، وتطالب بسيادة الأدب الفريد والمختلف.. هل لدينا اليوم ذائقة خاصة يمكنها إشباع الذائقة العامة؟
•• يمكن الاتفاق في البدء أن تغيير شروط الكتابة هو في المقابل تغيير لشروط التلقي، وأن كل كتابة أصيلة ومختلفة ستصنع قارئاً مختلفاً. كل كتابة جادّة ستصنع قارئها، وهذا هو الرهان الحقيقي. أما المألوف والسائد فإنّ القارئ مصابٌ بتخمة منه. كل كتابة في المألوف والسائد هي ابنٌ بارٌّ للذاكرة لا للمخيّلة؛ الذاكرة بوصفها مستودعاً لكل ما قرَّ واستقرّ فيها وأخذ مكانه المكين. والمخيّلة بوصفها انفتاحاً على المتجدّد واللانهائي.
• ماذا يعني لك فوزك بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي في مسار الشعر؟ وماذا تعني لك كتابة الشعر المسرحي؟
•• سعدت كثيراً بالفوز، سيما أن المسرحية تتحدث عن شخصية أحبها كثيراً: شخصية ابن عربي؛ تلك الشخصية التي عشت معها طيلة ثلاثة أشهر (وهي مدة كتابة العمل)، تجربة روحية وروحانية بالغة الرهافة، فقد استدعت الكتابة عن ابن عربي، العودة إلى قراءة سيرته وأجزاء من أعماله التي حملت جوهر فكره وعمق تجربته الصوفية. وبالانتقال إلى الجزء الثاني من السؤال، أقول إن كتابة الشعر المسرحي عمّقت من مفهومي للشعر وإيماني به وبقدرته على التحرك في مناطق جديدة، يمكن استثمارها على نحو جيد ومثرٍ، إذا ما تعاملنا معها بجدية.
• أما زلت تبحث عن دار نشر تطبع لك ديوانك الجديد دون مقابل مادي تدفعه؟
•• استطعت التواصل مع أكثر من دار، وقد رحبوا بالديوان والتعاون من أجله. لا ضير في كون دور النشر تبحث عن الربح، فهذا من حقها، وهذه هي طبيعة عملها. كل ما أنادي به أن تكون هناك جهة حكومية تشرف عليها وزارة الثقافة، تقوم بطبع الأعمال الجادة التي تعبّر عن حقيقة الأدب السعودي وواقعه.
• جاسم الصحيح قال عنك إنك لست شاعراً عابراً، وإنما شاعر ذو موهبة كبرى تتجاوز المألوف والسائد.. ماذا تعني لك هذه الشهادة؟•• جاسم اسم كبير في المشهد الثقافي وتجربة مرجعية في الشعرية العربية الحديثة، وأن تأتي الشهادة من قامة كقامة جاسم الصحيح لا شك أنها شهادة تدعو للابتهاج والنشوة، إضافة إلى ما تلقيه عليّ من عبء ومسؤولية كبيرة.
• كيف يكون المؤلف الجاد والرصين رأس مال لدور النشر؟
•• تمهيداً للإجابة عن السؤال، لا بد من القول إن الرساميل الرمزية أحياناً تكون أهم وأكثر مردوداً من القيمة المادية. بالنسبة لدور النشر، يُعد الكاتب الجاد رأس مال رمزياً مهمّاً؛ لأنه يبني لها سمعة في الوسط الثقافي. إذا أرادت دور النشر أن تستثمر في سمعتها، فإن أسرع طريقة هي استقطاب كتاب أصحاب مشاريع جادة، مقابل أن تطبع لهم بمبالغ رمزية على الأقل.
• كتبتَ الشعر بأشكاله الثلاثة ومع ذلك ما زلت ترى أنّ الوزن ليس شيئاً جوهرياً في القصيدة.. ما البديل من وجهة نظرك؟
•• نعم الوزن ليس شيئاً جوهريّاً في الشعر. ونحن حين نقول الوزن نقصد بطبيعة الحال الأوزان التي أقرها الخليل بن أحمد. الحقيقة أن الأوزان جزء من الإيقاع، أو بمعنى آخر، هي إحدى إمكانات الإيقاع وليس الإمكانية الوحيدة، وما دامت إحدى تجليات الإيقاع وليس التجلي الوحيد، فمعنى ذلك أن الإيقاع أعم وأشمل وأقدم. وعليه فإن الإيقاع هو الجوهري وليس الوزن. والإيقاع يمكن أن يتحقق في قصيدة النثر مثلاً، عبر حركة الأصوات داخل الجملة الشعرية. وهناك حادثة دالة وكاشفة أنهم حتى في القديم كانوا يدركون أن الشعر بما فيه من إيقاع يوجد أيضاً خارج أوزان الخليل، إذ يُروى أن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت دخل على أبيه وهو يبكي، وكان حينها طفلاً، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: لسعني طائر، فقال: صفه، فقال: كأنه ملتف في بردي حبرة. فصاح حسان: قال ابني الشعر ورب الكعبة. هذه القصة المروية في كتب الأدب تكشف بجلاء أن الشعر أوسع من مجرد الوزن والتفاعيل.
• أنت تقول: لا شيء يسعدني ككتابة الشعر الجيّد.. ما مواصفات الشعر الجيّد؟
•• لا أملك ولا يحق لي ربما الحديث عن الشعر الجيد بإطلاق؛ لأن في هذا ادعاءً كبيراً، لكن يمكن الحديث عما أراه أنا أنه شعر جيد؛ أي في حدود رؤيتي فقط. كل شاعر يكتب الشعر بناءً على ما يعتقد أنه شعر، وعليه فإن الشعر الجيد -كما أراه- خرق لنمطية اللغة وبحث جاد عن اللامرئي في المرئي، ومن مواصفات النص الجيد أن يتقاطع فيه الفكري بالوجداني، وأن يكون نتاج الحالة البرزخية بين الوعي واللاوعي. طبعاً إضافة إلى ضرورة أن يتخلص من المقولات السابقة، وأن يعمل في تضاد مع الذاكرة والثقافة؛ لأنهما يفرضان السائد والمألوف وكل ما هو قارّ في الذهن.
• العودة الملاحظة للشذرات كتابة وطباعة.. إلام تعيدها؟
•• الشذرة في رأيي هي رأس الشعرية. حَشْد كل هذا العالم بمستوياته وتناقضاته ورؤاه في بضع كلمات أمر بالغ الصعوبة على مستوى التكنيك، لكنه مثير وممتع حين تدخله كمساحة للتجريب وتحدي إمكانياتك. أيضاً جزء من اهتمامي بالشذرة يعود إلى افتتاني بالمشهدية وتأمل الفضاءات البصرية واستنطاقها. إضافةً إلى ما في الشذرة من تداخل أجناسي يزيدها ثراءً وغنى. وعلى مستوى آخر أعتقد أن الشذرة بحجمها وبنيتها أكثر تمثيلاً لحياتنا المعاصرة التي أشبه ما تكون بلقطات متتابعة ومنفصلة في فضاء بصري، يجمعها سياق عام. وأخيراً لا أنسى أن منصة (إكس) بما كانت تفرضه من قيود تقنية قد أسست لتجربتي في الكتابة الشذرية وصقلتها.
• الشاعر أحمد السيد عطيف اختلف معك في شكل القصيدة، ورأى أنّ الشكل لا يجعل الكلام جميلاً ومؤثراً.. فيما ترى أنت أنّ الكتابة على نمط القصيدة القديمة تقليد وليس إبداعاً.. هل المشكلة في الشّكل أم في أشياء أخرى؟
•• نعم، كان الحديث في هذه الجزئية عن القصيدة العمودية، وعن كتابتها بصياغة تقليدية مغرقة في القدامة. النقد الحديث على عكس القديم، لا يفصل بين الشكل والمضمون، ولكتابة نص حديث لا بد من تحديث الشكل؛ لأننا لا يمكن أن نتحدث عن مضمون ما بمعزل عن الشكل، إذ إن الشكل يخلق مضمونه أيضاً. طبعاً لا أقصد بتحديث الشكل استبدال القصيدة العمودية بشكل آخر، بل أقصد التحديث من داخل الشكل نفسه. تجديد الصياغة وتحديث الجملة الشعرية ذاتها لتكون قادرة على التعبير عن الرؤى الجديدة.
• لماذا ترى أنّ كتابة قصيدة النثر أصعب من كتابة قصيدة عمودية أو تفعيلة؟
•• السبب في رأيي أن النص العمودي والنص التفعيلي لديهما قوالب إيقاعية جاهزة تجعل من مهمة الخلق الشعري مهمة أقل صعوبة. بينما في قصيدة النثر أنت تعمل في منطقة أقرب ما تكون إلى الشكل الهلامي. قصيدة النثر ملامحها أقل حدة ووضوحاً من الشكلين السابقين، وعليه فإن كتابتها تحمل صعوبة أكبر؛ لأن لكل نصٍّ قالبه الخاص الذي عليك أن تخلقه من العدم.
• كيف يمكن للشاعر أن يكون رائعاً؟
•• يكون كذلك إذا كان أصيلاً؛ أي معبراً عن صوته الخاص، ولحظته الراهنة، ومنغمساً بالكامل في تفاصيل عالمه، طبعاً دون أن يفقد قدرته على الاتصال بالوجود والكون.
• النصوص القصيرة التفعيلية التي كتبتها وترغب في نشرها مرفقة برسوم إبداعية.. ماذا عنها؟
•• هي أربعون نصّاً، تحمل خلاصة تجربتي في كتابة الشذرة الشعرية، وهو تنويعٌ على تجربتي الشعرية عموماً. تعاونت في هذا المشروع مع الرسامة السورية القديرة راما الدقاق. والعمل الآن في مرحلته الأخيرة، وسيُنشر خلال الشهرين القادمين.
الثقافة و الفن
نواف الجبرتي: صوت الجيل الجديد ووريث العمالقة
نواف الجبرتي، النجم الصاعد بهدوء في سماء الفن السعودي، يجذب الأنظار بصوته الفريد وقصصه المميزة، ليكون صوت الجيل الجديد ووريث العمالقة.
نواف الجبرتي: نجم يتسلل بهدوء إلى سماء الفن السعودي
في عالم الفن، حيث الأضواء الساطعة والضجيج الإعلامي يسيطران على المشهد، يظهر نواف الجبرتي كالنجم الذي يضيء السماء بهدوء وثقة. قد لا يكون اسمه الأكثر شهرة في الساحة الفنية السعودية اليوم، لكنه بلا شك من الأصوات التي بدأت تسحب الانتباه بتؤدة، ليستفزّ الشغف أكثر مما يثير الدهشة.
صوت يروي حكاية مختلفة
في السنوات الأربع إلى الخمس الأخيرة، برز صوت نواف على المنصات والمهرجانات بشكل لافت. حقق حضوراً يزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، حتى صار من بين المرشحين الجدد للاقتراب من قبة النجومية. ما يميز الجبرتي هو تقديمه لنموذج فني مختلف عن السائد؛ فهو لا يعتمد على الاستعراض ولا يلهث خلف الصخب، بل يراهن على صدق الأداء وجودة الإحساس.
يمتلك خامة صوتية تتيح له مساحة واسعة من التعبير، تجمع بين الرصانة والمرونة، وبين الأصالة والنَفَس العصري. هذا ما يجعله قريباً من المدرسة التي أسّسها الكبار دون أن يكون ظلاً لهم.
التوازن بين الهدوء والتصاعد الجماهيري
ومع هذا التوازن بين الهدوء الفني والتصاعد الجماهيري، يثبت نواف الجبرتي أن الطريق إلى النجومية لا يُختصر في الضجيج الإعلامي. بل يُبنى على الوعي والتمكن والاتساق. إنه أحد الأسماء التي تُعيد الثقة في أن المشهد الغنائي السعودي ما زال قادراً على إنتاج أصواتٍ تحمل روح الفن الأصيل وتقدّمه بروحٍ جديدة ووعدٍ صادق بالمستقبل.
مزيج نادر بين مدرستين عريقتين
في رأي كثيرٍ من المتابعين والنقاد، يُمثّل نواف الجبرتي مزيجاً نادراً بين مدرسة محمد عبده في صرامة الأداء وإتقان المقام، ومدرسة طلال مداح في صدق الإحساس وهدوء العاطفة. هو اليوم في موقعٍ دقيق بين المدرستين، يحاول أن يصوغ لنفسه هوية مستقلة دون أن يفقد انتماءه إلى الإرث الفني السعودي.
محافظاً على الرسالة الغنائية الرصينة التي بدأ بها، ومتمسكاً بالذائقة النقية التي صنعت له هذا القبول المتزايد. وإذا ما واصل هذا التوازن بين الاتزان والجرأة، فسيكون أحد أبرز الأصوات التي تمثل الجيل السعودي الجديد بأصالته ووعيه وجدارته الفنية.
الثقافة و الفن
وفاة الإعلامية فيفيان الفقي بعد صراع مع السرطان
وفاة الإعلامية فيفيان الفقي تترك فراغًا في الإعلام المصري، حيث كانت صوتًا مؤثرًا في قضايا النساء والمجتمع. تعرف على مسيرتها وتأثيرها.
تأثير الإعلامية فيفيان الفقي على المجتمع
ولدت فيفيان الفقي في القاهرة في الثمانينات، وتخرجت من كلية الإعلام بجامعة القاهرة. بدأت مسيرتها المهنية كمذيعة إخبارية في التلفزيون المصري في أوائل الألفية الجديدة. اشتهرت بتقديم برامج مثل “حكايات من الشارع” و”قصص حقيقية”، حيث ركزت على قضايا النساء والأسر المصرية مثل العنف الأسري والفقر والتعليم.
تميزت فيفيان بأسلوبها الهادئ والمؤثر، مما جعلها وجهًا محبوبًا في العديد من القنوات المصرية. قدمت أكثر من 500 حلقة تلفزيونية على مدار 15 عامًا، مما يعكس التزامها العميق بقضايا المجتمع.
التحديات الصحية ومساهمتها في التوعية
في السنوات الأخيرة، واجهت فيفيان تحديات صحية كبيرة بعد تشخيص إصابتها بالسرطان في عام 2023. خضعت لعمليات جراحية وجلسات كيميائية مكثفة. رغم هذه التحديات، ظلت نشطة في حملات التوعية بالمرض، حيث شاركت تجاربها الشخصية لتشجيع النساء على الفحص المبكر. هذا الالتزام جعلها رمزًا للصمود والأمل.
من المهم أن ندرك أهمية الفحص المبكر للسرطان، حيث يمكن أن يزيد من فرص العلاج الناجح. يُنصح الأفراد بمراجعة الأطباء بانتظام وإجراء الفحوصات الدورية للكشف عن أي تغييرات غير طبيعية في الجسم.
دور الدعم الاجتماعي والنفسي
تجربة فيفيان تسلط الضوء أيضًا على أهمية الدعم الاجتماعي والنفسي للمصابين بالأمراض المزمنة. يمكن أن يكون للدعم من العائلة والأصدقاء تأثير كبير على الحالة النفسية والمعنوية للمريض. كما أن مشاركة التجارب الشخصية مع الآخرين يمكن أن توفر الإلهام والدعم للعديد من الأشخاص الذين يواجهون تحديات مماثلة.
من المهم للأفراد الذين يواجهون تحديات صحية البحث عن مجموعات دعم أو مستشارين متخصصين للحصول على المساعدة اللازمة للتعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية المرتبطة بالمرض.
الاستفادة من التكنولوجيا والابتكار الطبي
في ظل التطورات الطبية الحديثة، هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لمرضى السرطان، بما في ذلك العلاجات الكيميائية والجراحية والعلاج المناعي والعلاج الإشعاعي. يجب على المرضى وأسرهم البحث عن المعلومات الموثوقة والتحدث مع الأطباء المتخصصين لفهم الخيارات المتاحة واتخاذ القرارات المناسبة بشأن العلاج.
كما يمكن للتكنولوجيا الحديثة مثل التطبيقات الصحية والمنتديات الإلكترونية توفير معلومات ودعم إضافي للمرضى وأسرهم.
ختامًا، تظل قصة فيفيان الفقي مصدر إلهام للكثيرين، حيث تعكس قوة الإرادة والصمود أمام التحديات الصحية الكبيرة. نأمل أن تستمر جهودها في رفع الوعي بأهمية الفحص المبكر والدعم النفسي والاجتماعي للأفراد المصابين بالأمراض المزمنة.
الثقافة و الفن
فيلم هندي يعرض منذ 30 عامًا في مومباي: أطول عرض ببوليوود
فيلم DDLJ الهندي يحتفل بعرضه المستمر منذ 30 عامًا في مومباي، محققًا رقمًا قياسيًا في بوليوود وجاذبًا لجماهير لا تنتهي. اكتشف سر هذا النجاح!
الفيلم الذي لا يشيخ: DDLJ يحطم الأرقام القياسية في مومباي!
هل تتخيل أن هناك فيلماً لا يزال يُعرض يومياً منذ 30 عاماً؟ نعم، نحن نتحدث عن الفيلم الهندي الأسطوري Dilwale Dulhania Le Jayenge، أو كما يعرفه الجميع بـDDLJ. هذا الفيلم الذي أصبح جزءاً من الثقافة الهندية، لا يزال يجذب الجماهير إلى قاعة ماراثا ماندير الشهيرة في مومباي.
ابتداءً من الغد (الإثنين)، يحتفل DDLJ بإنجاز غير مسبوق بوصوله إلى العام الثلاثين من عرضه المتواصل. تخيل أنك تستطيع مشاهدة نفس الفيلم كل يوم لمدة ثلاثين عاماً ولا يزال يحتفظ بسحره! إنه أشبه بمشاهدة حلقة جديدة من مسلسل تلفزيوني تحبه ولا تمل منه أبداً.
ماراثا ماندير: معبد السينما العريق
منذ العرض الأول للفيلم في 20 أكتوبر 1995، لم تتوقف قاعة ماراثا ماندير عن عرض هذا العمل الرائع. مدير السينما، مانوج ديساي، يصف كيف أن القاعة تستقطب طلاباً وأزواجاً شباباً خلال أيام الأسبوع. وفي يوم الأحد، يصل عدد الحضور إلى نحو 500 شخص! يبدو أن الجمهور لا يزال متعطشاً لرؤية قصة الحب الخالدة هذه على الشاشة الكبيرة.
قصة حب تتحدى الزمن
DDLJ ليس مجرد فيلم؛ إنه رحلة عبر الزمن تروي قصة تعارض القيم بين جيلين. الشاب والشابة الهنديان اللذان يعيشان في الخارج يمثلان الانفتاح والتجديد، بينما والديهما يتمسكان بالتقاليد والمعتقدات المحافظة. هذه الديناميكية جعلت الفيلم قريباً جداً من قلوب الكثيرين الذين يعيشون نفس الصراع بين القديم والجديد.
شاروخان: النجم الذي وُلد مع DDLJ
لا يمكننا الحديث عن DDLJ دون الإشارة إلى النجم شاروخان. هذا الفيلم كان نقطة انطلاقه نحو النجومية في عالم السينما الهندية. بفضل أدائه المذهل والكاريزما التي أظهرها على الشاشة، أصبح شاروخان رمزاً للرومانسية والشجاعة التي تجذب العروس بعيداً!
Dilwale Dulhania Le Jayenge: فيلم يتحدى الزمن ويستمر في إلهام الأجيال الجديدة بقصته الساحرة وأغانيه التي لا تُنسى. إذا كنت تبحث عن تجربة سينمائية تجمع بين الحب والتقاليد والانفتاح، فلا تفوت فرصة مشاهدة هذا العمل الفني الرائع!
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية