Connect with us

الثقافة و الفن

الشاعرة لينا الطيبي: احتفاء النقاد بأنوثتي وجمالي ظَلم نصّي

منذ أن تولّت الشاعرة لينا الطيبي أمر العناية بـ«نعناع الأهل» وهي مفتونةٌ بالعُشبة التي يقفز شذاها على الأسوار،

Published

on

منذ أن تولّت الشاعرة لينا الطيبي أمر العناية بـ«نعناع الأهل» وهي مفتونةٌ بالعُشبة التي يقفز شذاها على الأسوار، ويعطّر أبواب الجيران، فالكلمة عند شاعرة مغامرة، اخضرار وعبق ونكهة ومذاق، وبها ومنها تولّد صمت أتمّت به ركعتها، تحلم بأجنحة كثيرة ليمكنها التحليق إلى فضاءات أرحب، وبين ما تمر به سورية اليوم، وما تتطلع إليه شاعرة معجونة روح أشعارها بعبق الأوطان، نجوب في وجدانية وتجارب أدبية مع ضيفة هذه المساحة.. فإلى نصّ الحوار:

‏• متى انقدحت شرارة الإبداع في وجدان لينا الطيبي؟

•• ‏تربيت في بيت جدي، كانت مكتبة العائلة تضم في ذلك الوقت كتبا مختلفة من حيث التوجه والتنوع، كان كتاب المتنبي يتكئ على كتاب نزار قباني، ومعهما كما أذكر ذلك الوقت كتاب لأنسي الحاج.

‏مكتبة جمعت القصيمي في «العالم ليس عقلاً» إلى جانب مصطفى محمود وعبدالرحمن البدوي، روايات ذات أطر استهلاكية وروايات إبداعية مترجمة..

‏وكانت جدتي التي لم تتجاوز في تعليمها الخامس من الابتدائية قارئة تلتهم كل الكتب. عمتي كانت تكتب الشعر وعمتي الأخرى أيضاً، كانتا تكتبان على نهج يشبه قباني، ثم عمي في غزلياته، وصراع بين القديم والحديث، بين التراث والحداثة..

‏أذكر أنني كنت أقلد عمتي منى في البدء، فقد تأثرت بها. ‏لكن قصيدتي الأولى كانت في الـ11 من عمري وكانت تحاول الوزن والإيقاع وكتبتها عن لبنان.

‏• ما مغذيات الكتابة التي منحتك الجسارة على النشر؟

•• ‏البيت أولاً، كان صداه عميقاً في تكويني. ‏قراءاتي المتنوعة والمتناقضة أحياناً، الانفتاح على التضاد لفهم وجهة نظره، وبالتالي عدم الركون للسائد أو الموجود، إيماني بأن الاختلاف ليس دائماً هو الأفضل، لكن إيمانك الحقيقي بالاختلاف قد يصنع الأفضل.

‏• من هو صاحب الفضل على تجربتك؟

•• ‏لا أستطيع أن أقول إن هناك صاحب فضل واحد، بل كوكبة من الشعراء: الماغوط بتمرده، أنسي الحاج بعرفانية كلمته، سعيد عقل بأناقة مفرداته. ‏ومن ثم بعد فترة جاء شعراء قصيدة النثر حينها مثل نوري الجراح، وأمجد ناصر، وصلاح فائق، وسركون بولص. ‏لكن كان العنصر النسائي حينها غائباً إلا من حيث تشكيل ثقافتي، إذ لم أجد تأثيرات حقيقية من الرائدات في ذلك الوقت كنازك الملائكة أو مي زيادة أو غادة السمان أو غيرهن، وربما كانت الشاعرة التي لفتتني حينها سنية صالح، التي غابت خلف وهج الماغوط. أما من نشر لي أول مرة وفي صحيفة رسمية فقد كان الشاعر شوقي أبي شقرا في صحيفة (النهار)، وشكلت هذه الخطوة أحد أهم الدوافع لي.. خصوصاً عندما طلب مني التوجه لقسم المحاسبة لأحصل على المقابل المادي. يومها عنى لي هذا المبلغ كثيراً، مع أنه كان مبلغاً صغيراً، ومع أن أهلي كانوا من ميسوري الحال، إلا أنني عندما أمسكت بـ(عرق) كتابتي كان لا يساويه أي شيء في هذا العالم.

‏• في بيئة كان فيها الماغوط وممدوح عدوان وعلي الجندي ونذير العظمة، ألم تتهيّبي الكتابة؟

•• ‏تربيت بين لبنان وسورية، بين بيت أهلي لجدي في لبنان وبيت أمي في دمشق.. لبنان كان أكثر انفتاحاً على التجارب الشعرية وفي الثقافة عموماً، هناك كان المثقفون العرب يجتمعون في شبه مؤتمرات ومهرجانات دائمة، لهذا ربما انتميت إلى المفهوم الأوسع.. ‏حتى صدور ديواني الأول (شمس في خزانة) ومع تواجدي شعرياً قبل نشر الديوان كنت أتهيّب من قول كلمة «أنا شاعرة»، ولكن بعد صدور الديوان وجدت ديواني يقف على رفوف المكتبة إلى جانب شعراء تهيبتهم، حينها اعترفت لنفسي بأنني أريد أن أتميّز ولا أريد أن أكون رقماً.

‏• بمن ارتبطت ذائقتك؟ أو تقاطعت معه؟

•• ‏محمد الماغوط وأنسي الحاج في الوقت نفسه الشعراء المتصوفة. أنسي الحاج ظل يشدني بأناقته، طبعا لا أتحدث عن شخصه، ولكن كان هناك تداخل بين الشخص والنص، وكان الحاج يحمل لغة رقراقة لكنها تترك أثراً، كما يحمل بعداً فلسفياً عميقاً. ‏فيما بعد تقاطعت حتى مع من نشروا بعدي أو اطلعت على تجاربهم متأخرة بسبب الجغرافيا.

‏• كيف تلقى القارئ والناقد نصوصك؟

•• ‏الاحتفاء، أحياناً بوصفي امرأة، وأحياناً بوصفي جميلة (في ذلك الوقت)، وهذا نقد ظلمني كثيراً، بل أثرّ في داخلي بشكل سلبي، كان هناك نوع من الاحتفاء بالأنثى لا بالشاعرة، كلمات مثل «أصابع حريرية تنقش حبر القصيدة». ولكن وسط هذا كان هناك من انتقدني من باب انتقاد قصيدة النثر، وهناك من احتفى بتجربتي بشكل محايد أو انتقدني بشكل محايد.

‏• ما هو الديوان الأول ومتى كان صدوره؟

•• ‏شمس في خزانة، 1988.

‏• هل حمّلك الإصدار الأول عبئاً، وكيف تجاوزتِه؟

‏•• عادة كل كاتب أو فنان لا يتجاوز مرحلة منجزة إلا بعد أن يشتبك بالنور، في لحظة إصدارك لكتاب أو عرض لوحاتك في معرض يقوم داخلك فوراً ببناء منطلق جديد، تماماً كما عندما تقوم ببناء عمارة. ‏بعد (شمس في خزانة) كنت أشعر بأنني أصبحت شاعرة لها حضورها، ولكن أيضاً كان ذلك الخوف من ألا أتجاوز نفسي.. فالاحتفاء بالمولود الأول عادة لا يشبهه الاحتفاء بالثاني.

‏• لماذا وصفك البعض بشاعرة متمردة؟

•• ‏لا أعرف، هل أنا متمردة!؟ ما أعرفه أنني تبنيت منذ طفولتي مبدأ هو أن ما أخاف من إعلانه على الملأ يجب ألا أقوم به سرّاً، هذا أيضاً بعيد عن أي تفسير ديني أو فلسفي، بمعنى أنني أيضاً لن أكتب قصيدة تكسر (تابو) متعارفأً عليه إن لم أستطع مناقشة هذا التابو في محيطي على الأقل. ‏يجب أن يصدر القرار من داخلي، وإن صدر أتحول لإعصار.

‏• بماذا تنتصر شاعريتك على الغربة مكانياً، وعلى الاغتراب وجدانياً؟

•• ‏ذات يوم وبينما كنت في مهرجان مديين العالمي للشعر في كولومبيا، أعطتني لجنة المهرجان قائمة تضم المناطق التي سألقي بها الشعر، قالت: تم التركيز على أمسيات لك في الأماكن البعيدة عن المدينة والنائية تقريباً، هناك يعيش عجائز تُركوا وحيدين، يعانون من الوحدة، وقد وجدنا في قصائدك المترجمة معنى جميلاً للوحدة، وكيف يصنع الإنسان من غرفة صغيرة عالماً كاملاً.. ‏الاغتراب المكاني ليس بالضرورة اغتراباً وجدانياً، لكن إحساس الوحدة في عالم يضج بالبشرية هو اغتراب.

‏• بأي عين ترين العالم؟

‏•• مظلم وجائر، قتلت فيه الوحشية الآدمية، وكي ننجو علينا أن نتمسك بدواخلنا.

‏جملة لـ(نيتشه) ارتبطت بذاكرتي كثيراً مع بداية الثورة السورية «احذر عندما تقاتل الوحوش أن تصبح واحداً منهم، وتذكر دائماً عندما تحدق في الهاوية فإن الهاوية تحدق بك».

‏• كيف تقرأين المسافة بين أطياف أيلول وأحداث ديسمبر؟

•• ‏تحتاج إلى ترميم كبير.. إلى رأب التصدعات في دواخلنا جميعاً. ‏إذا تحدثت عني بشكل شخصي، فقد خسرت كثيراً، خسرت روحي تلك المرأة التي تخشى على صوت السنونو من الشتاء، صار الدم ممتزجاً بالتراب مشهداً عادياً، جروح الروح غائرة ومخيفة. عندما أنظر حولي الآن، وانظر إلى المشهد العام، نعم أزحنا الديكتاتور وانتصرنا، لكن شعبنا بحاجة لترميم وإعادة بناء، فأرواحنا مجروحة، وآثار الديكتاتور الصغير في كل منا موجودة إلى حد كبير (بالطبع لا أعمم) ولكن أعرف أن علينا عقلنة انفعالاتنا لأجل مستقبل سورية، نحتاج إلى مد الجسور نحو الآخر وتفهم مواقفه، وهو ما يبدو يحتاج إلى عمل كبير بين مثقفي الشعب السوري.

‏علينا كسوريين أن نتحد متنازلين عن اختلافاتنا سواء الفكرية أو العقائدية وهذا يحتاج إلى زمن ومنظومة تضرب في الأعماق.

‏• ما النص الذي تتمنين كتابته؟

•• ‏رواية، عملتُ عليها طويلاً، وكنت دائماً أهملها بسبب تقلبات نفسية أغلبها مرتبط بسورية، بالإضافة إلى هوائيتي. أتمنى أن أنهي روايتي التي تعتبر شبه منتهية وفي طور القراءة والمراجعة المتأنية.

‏• ماذا يعني أن ترتبط شاعرة بفنان؟

•• ‏أنا ارتبطت بمثقف قبل أن يكون فناناً، والثقافة هي عنوان حياتنا. ‏وتجمعني بنصير شمة الأحلام بأوطان تشرق شمسها، جمعتنا أيضاً المبادئ. ‏جمعنا الألم والفرح، الغبطة والحزن، وهذه مفردات أكبر من فنان وأكبر من شاعرة.

‏• هل أنت مطمئنة على سورية، وممَ تخشين عليها؟

•• ‏الآن كما نقول: «سورية على كف عفريت»، لكن لدي أمل بمثقفيها، وقد اعتدنا خلال 14 سنة أن نتعرض لهجوم شرس. لنقل إنه حسب تعبير غوستاف لوبون في (سيكولوجية الجماهير)، «ان الجماهير لا تُعقل». أرى أن على المثقف السوري الآن أن يقف لأجل سورية أولاً بعيداً عن أية أيديولوجيات، تحتاج سورية الشعب إلى الوعي الذي نجح النظام السابق بطمس معالمه عند مجموعات لا يُستهان بها.

فالمرحلة شاقة ولم تتبين سماتها تماماً، من الصحيح ألّا نركن إلى الطمأنينة تماماً، ولا نركن إلى الخوف أيضاً. ‏أخشى على سورية منا -نحن السوريين- إذا لم نقترب من بعضنا، إذا اقتربنا وتفاهمنا فالمستقبل سنبنيه معاً. كما أخشى من التطرف الذي أوجده النظام السابق.

‏• إلى أين توجهت الشمس من خزانتك؟

•• ‏ربما ما زالت في انتظاري كي افتح الخزانة.. وقد جاء الوقت.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

غرفة الحكم: لوحة فنية تجمع ملوك السعودية وتاريخهم

اكتشف لوحة ‘غرفة الحكم’ للفنان تركي العطاوي، عمل فني استثنائي يجسد تاريخ ملوك السعودية من المؤسس حتى الملك سلمان وولي عهده في مشهد رمزي فريد.

Published

on

غرفة الحكم: لوحة فنية تجمع ملوك السعودية وتاريخهم

في تجسيد فني فريد يجمع بين الإبداع والولاء، استطاع الفنان السعودي الشاب تركي بن فيصل العطاوي أن يخلّد تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث في عمل فني ضخم أطلق عليه اسم “غرفة الحكم”. هذه اللوحة ليست مجرد صورة، بل هي سرد بصري لتاريخ أمة، ومشهد تخيلي يجمع قادة المملكة الذين شكلوا حاضرها ويرسمون ملامح مستقبلها، بدءًا من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

خلفية تاريخية وسياق وطني

تستمد اللوحة قوتها من التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية، التي تأسست على يد الملك عبدالعزيز في عام 1932، لتبدأ مسيرة بناء وتوحيد وتنمية. تعاقب على حكم المملكة أبناء المؤسس، حيث وضع كل ملك لبنة أساسية في صرح الدولة الحديثة. من إرساء قواعد التعليم والصحة في عهد الملك سعود، إلى المواقف السياسية الحاسمة التي عززت مكانة المملكة عالميًا في عهد الملك فيصل، مرورًا بطفرات التنمية الحضرية والبنية التحتية في عهد الملك خالد، والتطورات الإدارية والتنظيمية في عهد الملك فهد، وصولًا إلى الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي في عهد الملك عبدالله، وصولًا إلى عهد الحزم والعزم والتطوير الشامل بقيادة الملك سلمان ورؤية 2030 الطموحة.

رمزية ودلالات في “غرفة الحكم”

تتميز اللوحة بعمقها الرمزي، حيث يمثل كل عنصر فيها مرحلة مهمة من تاريخ البلاد. يظهر الملك المؤسس عبدالعزيز وهو يسلم “السيف الأجرب”، رمز الشجاعة والحكم العائد للإمام تركي بن عبدالله، إلى حفيده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إشارة بليغة إلى استمرارية الإرث وانتقال راية المستقبل. ويجسد الفنان كل ملك برمز يعبر عن أبرز إنجازاته:

  • الملك سعود: يظهر مرتديًا سماعات، في دلالة على تأسيسه لجامعة الرياض (الملك سعود حاليًا) وإرساء دعائم التعليم الحديث.
  • الملك فيصل: يقرأ جريدة يتصدرها خبر إيقاف تصدير النفط عام 1973، وهو القرار التاريخي الذي غيّر موازين القوى العالمية.
  • الملك خالد: يقف متأملًا ناطحات السحاب من نافذة واسعة، رمزًا للنهضة العمرانية والتنمية الاجتماعية التي شهدتها المملكة في عهده.
  • الملك فهد: يجلس وأمامه مسودة وقلم، في إشارة إلى التطورات الإدارية الكبرى التي قادها، ومنها نظام الحكم الأساسي.
  • الملك عبدالله: يتوسط اللوحة بثوب العرضة، معبرًا عن ارتباطه بالتراث الوطني وعصره الذي اتسم بالسلام والتنمية الإنسانية.
  • الملك سلمان: يجلس ممسكًا بعصاه، رمز الحكمة والوقار، وهو يراقب مسيرة التطور الهائل الذي تشهده البلاد في عهده.

أهمية العمل وتأثيره

تتجاوز لوحة “غرفة الحكم” كونها عملًا فنيًا لتصبح وثيقة بصرية تلخص تاريخ القيادة في السعودية. على الصعيد المحلي، تعزز اللوحة مشاعر الفخر الوطني والاعتزاز بتاريخ المملكة وقادتها، وتعمل كأداة تعليمية للأجيال الجديدة. أما على الصعيد الفني، فهي تسلط الضوء على موهبة الفنان تركي العطاوي وتبرز نضج المشهد الفني السعودي، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من التحول الثقافي الذي تدعمه رؤية 2030. وقد استغرق تنفيذ هذا العمل، الذي يبلغ عرضه مترين ونصف المتر وارتفاعه مترين، خمسة أشهر من التخطيط والتنفيذ، مما يعكس الجهد والدقة التي كرسها الفنان، الذي يوازن بين شغفه الفني وعمله في المجال الصحي، مؤكدًا أن “الدقة” هي القاسم المشترك بين المهنتين.

Continue Reading

الثقافة و الفن

ليالي المكتبات بسكاكا: ملتقى ثقافي يعزز القراءة ورؤية 2030

اكتشف فعالية ‘ليالي المكتبات’ في سكاكا، المبادرة التي جمعت القراء والمؤلفين لتعزيز ثقافة القراءة ودعم الإبداع المحلي تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030.

Published

on

ليالي المكتبات بسكاكا: ملتقى ثقافي يعزز القراءة ورؤية 2030

في أجواء مفعمة بالإبداع والمعرفة، احتضن بيت الثقافة في مدينة سكاكا فعالية “ليالي المكتبات”، التي شكلت ملتقى ثقافيًا حيويًا جمع المؤلفين والقراء وعشاق الفكر في حضرة الكتاب، لتصنع مشهدًا فريدًا يعيد للكلمة المكتوبة ألقها ومكانتها في المجتمع.

تأتي هذه الفعالية كجزء من حراك ثقافي أوسع تشهده المملكة العربية السعودية، يتماشى مع أهداف رؤية 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الثقافة كأحد مقومات جودة الحياة. تسعى هذه المبادرات، التي تدعمها جهات مثل وزارة الثقافة، إلى إعادة إحياء الشغف بالقراءة وجعل الكتاب رفيقًا دائمًا في حياة المجتمع، وذلك من خلال خلق مساحات تفاعلية تجمع المبدعين بالجمهور في مختلف مناطق المملكة، وليس فقط في المدن الكبرى، مما يعزز التنمية الثقافية الشاملة والمستدامة.

لم يكن الحدث مجرد عرض للكتب، بل كان منصة للحوارات الثرية والنقاشات الملهمة. تألقت الأرفف بكنوز من المؤلفات الأدبية والفكرية المتنوعة، وتمازجت الأصوات في حوارات عكست شغف الزوار بالقراءة ورغبتهم في الغوص في عوالم الإبداع. لقد نجحت “ليالي المكتبات” في أن تكون أكثر من مجرد معرض، لتتحول إلى مساحة حية للتواصل الفكري وإحياء قيمة الكلمة في زمن السرعة والتحديات الرقمية.

ولأن الثقافة لا تنفصل عن وعي المجتمع، أضافت مشاركة كلية الطب بجامعة الجوف بعدًا مجتمعيًا هامًا للفعالية. فمن خلال برامجها التوعوية الصحية، قدمت الكلية رسالة متكاملة تؤكد على أن بناء الإنسان يرتكز على العناية بالفكر والجسد معًا. هذا التكامل بين المعرفة والثقافة والصحة يعزز من الأثر الإيجابي للفعالية، ويحولها من مجرد حدث أدبي إلى مبادرة شاملة تخدم المجتمع المحلي في سكاكا وتسهم في رفع مستوى الوعي العام.

وقد عبّر الزوار والمشاركون عن تقديرهم لهذه المبادرة. ففي حديثها لـ”أخبار 24″، ذكرت المشاركة هنادي العنزي أن الفعالية شجعتها على القراءة ومشاركة أفكارها. بينما رأى أيمن السطام أن الحدث يساهم في “إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والمكتبة” ويسلط الضوء على أهمية المكتبات المنزلية. من جانبها، شاركت الكاتبة منى الخالدي بركن ثقافي عرضت فيه مؤلفاتها، مؤكدة على أهمية هذه المنصات في ربط المبدعين بجمهورهم.

في الختام، لم تكن “ليالي المكتبات” مجرد فعالية عابرة، بل كانت تأكيدًا على أن مدن المملكة، مثل سكاكا، تزخر بالطاقات الإبداعية والتعطش للمعرفة. إن مثل هذه المبادرات تشكل جسورًا حقيقية تربط العقول، وتعيد للكتاب مكانته كمنارة للفكر في قلب المجتمع، وتدعم الحراك الثقافي الوطني الذي يهدف إلى بناء مجتمع قارئ ومبتكر.

Continue Reading

الثقافة و الفن

نمو قطاع الإعلام السعودي: فسح 70 فيلماً و505 كتب بأسبوع

أعلنت هيئة تنظيم الإعلام عن فسح وتصنيف 70 محتوى سينمائي و505 كتب، في خطوة تعكس ازدهار المشهد الثقافي والإبداعي بالمملكة ضمن رؤية 2030.

Published

on

نمو قطاع الإعلام السعودي: فسح 70 فيلماً و505 كتب بأسبوع

أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة العربية السعودية عن إحصائيات نشاطها للأسبوع الماضي، والتي كشفت عن فسح وتصنيف 70 محتوى سينمائياً، في مؤشر واضح على الحراك المتنامي الذي يشهده قطاع السينما والترفيه في البلاد. ولم يقتصر النشاط على الشاشة الكبيرة، بل شمل أيضاً فسح وتصنيف 505 من الكتب والمطبوعات، و20 مسلسلاً تلفزيونياً، و10 ألعاب إلكترونية، بالإضافة إلى فسح 10 آلاف جهاز إعلامي.

خلفية التحول في المشهد الإعلامي السعودي

تأتي هذه الأرقام كجزء من تحول استراتيجي أوسع تشهده المملكة ضمن إطار “رؤية 2030″، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتطوير قطاعات حيوية مثل الثقافة والترفيه. وشكل قرار إعادة افتتاح دور السينما في عام 2018، بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة عقود، نقطة تحول تاريخية، حيث فتح الباب أمام استثمارات ضخمة ونمو متسارع في صناعة المحتوى المحلي وجذب الإنتاجات العالمية. تعمل الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، التي تأسست لتنظيم وتطوير هذا القطاع، على وضع الأطر التنظيمية التي تشجع على الإبداع مع مراعاة القيم الثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي.

الأهمية الاقتصادية والتأثير المجتمعي

إن فسح هذا الكم من المحتوى المتنوع لا يمثل مجرد أرقام إدارية، بل يعكس الأثر الاقتصادي والاجتماعي العميق لهذا القطاع. فعلى الصعيد المحلي، يساهم هذا النشاط في خلق آلاف الوظائف للشباب السعودي في مجالات إبداعية وتقنية متعددة، من الإخراج والتمثيل إلى النشر والتطوير الرقمي. كما أنه يعزز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين من خلال توفير خيارات ترفيهية وثقافية متنوعة. وأشارت الهيئة أيضاً إلى إصدار 180 ترخيصاً إعلامياً و75 ترخيص “موثوق” للمبدعين على منصات التواصل الاجتماعي، مما يضفي طابعاً رسمياً ومنظماً على صناعة المحتوى الرقمي.

مكانة السعودية كمركز إقليمي للإعلام

على المستوى الإقليمي والدولي، تسعى المملكة لترسيخ مكانتها كمركز رائد للإنتاج الإعلامي والإبداعي في الشرق الأوسط. إن تسهيل إجراءات الفسح والتصنيف يجذب شركات الإنتاج العالمية ودور النشر الكبرى للاستثمار في السوق السعودي الواعد. هذا الانفتاح لا يقتصر على استيراد المحتوى، بل يهدف بشكل أساسي إلى دعم وتصدير الثقافة السعودية وقصصها المحلية إلى العالم، مما يساهم في تعزيز القوة الناعمة للمملكة وبناء جسور من التفاهم الثقافي. وتعد هذه الإحصائيات الأسبوعية دليلاً ملموساً على أن عجلة التطور في القطاع الإعلامي السعودي تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الطموحة.

Continue Reading

Trending