Connect with us

الثقافة و الفن

الزهراني: البشرية تغادر الحضارة التقليدية وتدشن الحضارة الرقمية

كشفت دراسة حديثة أن المشاهير لا يقدمون أي محتوى جاد أو عميق، وإنما ينحصر تأثيرهم في السلوك الاستهلاكي للجمهور

Published

on

كشفت دراسة حديثة أن المشاهير لا يقدمون أي محتوى جاد أو عميق، وإنما ينحصر تأثيرهم في السلوك الاستهلاكي للجمهور من خلال المحتوى الترفيهي أو التسويقي، مع عدم الثبات والتحول المستمر، واصفةً إياهم بأنهم أفراد وتجميعات فردية لا رابطة أو كتلة أيديولوجية لها، في حين أن المؤثرين نخب رقمية تنضوي تحت كتلة أيديولوجية وتباشر دوراً معرفياً ذا رسالة. في الوقت الذي تراجع فيه المكون النخبوي التقليدي، وضعف تأثيره وحضوره في المجتمع السعودي بصورة ملحوظة، مع فقد النخبة فكرتها المحورية وهي فكرة القيادة أمام واقع الكثرة المتنامية.

جاء ذلك في دراسة للدكتور سعيد بن أحمد الدحية الزهراني في 800 صفحة نال من خلالها درجة الدكتوراه في فلسفة الاتصال الرقمي من كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود، عن رسالته (السلوك الاتصالي للنخب الثقافية السعودية عبر شبكات التواصل الاجتماعي) بعد جلسة مناقشة امتدت نحو 3 ساعات حظيت بحضور مميز، وبمرافعة ثقافية وعلمية ثرية أدارها باقتدار سعادة المشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور فهد العسكر، وكل من عضوي اللجنة؛ سمو الأمير الأستاذ الدكتور سعد آل سعود عميد كلية الإعلام والاتصال بالجامعة، والدكتور حمد الموسى أستاذ الإعلام المشارك.

وقدم الزهراني في رسالته تأصيلاً فلسفياً لفكرة الاتصالية الرقمية وحضور النخب في الوسائط التشاركية وتبلور السلوك الاتصالي الرقمي، مستحضراً اتساع الطبقة الرمزية عبر شبكات التواصل الاجتماعي ودخول مكون المشاهير ضمنها، ما أدى إلى تراجع دور النخب التقليدية. كما أسهمت الرسالة في تقديم تأطير منهجي حول التاريخ الاجتماعي والثقافي للمجتمع السعودي ضمن شبكة الإنترنت بدءاً بالمنتديات ووصولاً إلى شبكات التواصل الاجتماعي وذلك على مدى أكثر من عقدين من الزمن. فيما قدمت نموذجاً حمل اسم «نموذج التحليل الشبكي لحسابات النخب على شبكة تويتر»، لإيجاد مؤشرات يمكن من خلالها تتبع السلوك الاتصالي لمستخدمي الشبكة من النخب وقراءته وتأويله.

وخلص الدكتور الزهراني إلى مجموعة من النتائج من أبرزها: أن الحضارة الرقمية شهدت ولادة شكل نخبوي مضاد جديد، أكثر تغولاً وأوسع شمولاً وبأدوات تأثير ونفوذ عابرة للأزمنة والأمكنة والثقافات والأجيال والمجالات، وهو (نخبوية النظام الرقمي) المتمثلة في شركات ومؤسسات تكنولوجيا المعلومات والاتصال بأنظمتها الخوارزمية اللوغارتمية من جهة، وملاك تلك الشركات والمؤسسات من جهة أخرى، والحكومات التي تقع في إطارها تلك الشركات والمؤسسات وملاكها من جهة ثالثة، مشكلةً نظاماً جديداً للهيمنة والنفوذ في بيئات الاتصال الرقمي وعوالم الحضارة الرقمية، بوصفها مركز قوة جديد يضاف لمنظومة مراكز القوى الفاعلة والمؤثرة في السياقات المحلية والدولية، كما بينت النتائج بروز فعل نخبوي جديد عبر عنه الباحث بمفهوم (النخبة الموازية) عبر صيغ البنية التكنورقمية والسلوك الاتصالي المتضافر لدى الأفراد.

وأكدت الدراسة أن شبكات التواصل الاجتماعي، وبيئات الاتصالية الرقمية، تعد نموذجاً حضارياً جديداً يقدم رؤية جديدة للكون وللحياة وللإنسان، وهو نموذج ناسف لبنية الأنساق التقليدية السابقة. وأن التنامي المتسارع عبر تقنيات الاتصال الشبكي ولاسيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أدى إلى تراجع المكون النخبوي التقليدي، وضعف تأثيره وحضوره في المجتمع السعودي بصورة ملحوظة، مع عدم تلاشيه تماماً مثلما يتردد من قبيل (موت النخب)، كما اتسع مكون النخب من حيث الكم والشرائح والمستويات والتخصصات، لدرجة ذاب عندها مفهوم النخبة ذاته بعد أن أصبحت النخب جماهير واسعة، وبالتالي فقدت النخبة فكرتها المحورية وهي فكرة القيادة أمام واقع الكثرة المتنامية.

وعنيت الدراسة باستقراء المرجعيات الفكرية للنخب السعودية التي يفترض أن توجه السلوك الاتصالي، حيث توزع أفراد العينة إلى فئتين؛ الفئة الأولى تنتمي إلى التيار الفكري المستقل أو المحايد أو الفني غير المعني بالتصنيفات الفكرية أو تجاذباتها، أما الفئة الثانية فهي فئة التيارات الفكرية المتضادة ممثلة في التيار المحافظ من جهة، والتيار الليبرالي من جهة أخرى، وهما الفئتان اللتان يحضر تمثيلهما في المجتمع بنسبة أقل إلا أن صوتهما هو الأعلى، مع الإشارة إلى ميل الكفة إلى فئة التيار الليبرالي، ولاسيما المعني بالهموم الوطنية، وهي نتيجة يؤولها الزهراني بالاتساق المرحلي الذي تشهده المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- حيال تغليب صوت التسامح والانفتاح المتزن ومحاربة التشدد والتطرف، حيث تمثل في حالة الاعتراف التي لم تكن مشهودة في الفترات السابقة حيال مصطلح (ليبرالي)، إلى جانب القبول بالتوصيف أو التصنيف بمصطلح (ليبرالي)..

وكشفت الدراسة عن بروز فئة التيار الرقموي أو المدرسة الرقموية، حيث لاحظ الباحث أن ثمة ما يُؤشر إلى تيار فكري جديد آخذ في التشكل والحضور والبروز بصورة لافتة، ولم يجد له تصنيفاً فكرياً مستقراً في التراث المعرفي التقليدي، ولهذا ولَّدت الاتصالية الرقمية التيار الفكري الجديد الخاص بها، وهو (التيار الرقموي) الذي يأتي بوصفه اتجاهاً فكرياً، وليس مهنياً أو تطبيقياً.

وتظهر النتائج وجود اتجاه فكري يرى أن المستقبل سيشهد اندثار مصطلح النخب في مقابل ازدهار مصطلح المشاهير، أي أن ثمة انقلاباً في دلالة المصطلح، لأن مصطلح النخب في أصله مصطلح موروث من الحضارة التقليدية، وحين تفارق الأجيال التقليدية الحياة (الرقميون المهاجرون)، فستواصل الأجيال الشبكية (الرقميون الأصليون) حياتها ومراحلها وفقاً لمصطلح المشاهير الذي تولّد ضمن بيئتهم الرقمية.

وعني الباحث باستجلاء بمدى إيمان النخب بحرية الرأي التي أتاحتها الشبكات الاجتماعية، عبر السؤال حول مدى استخدام النخب لتقنية الحظر (بلوك)، حيث برز اتجاه يرى أن مفهوم الحرية يأخذ شكلاً جديداً في بيئات الاتصال الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، فحين تقوم بحظر مستخدم ما، فأنت لم تصادر حريته في التعبير والظهور، وإنما مارست حريتك الخاصة في إبعاد شخص غير مرغوب فيه عن مساحتك الرقمية الخاصة، في حين له كامل الحرية والقدرة على الظهور والتعبير من منبره وحسابه الشخصي، وبهذا يتشكل مفهوم الحرية بصورة مغايرة وجديدة ولافتة، يُحسب تحققها وتجسيدها بصورة لم تتجسد من خلالها في أي من العصور الحضارية السابقة مثلما تجسدت في هذا العصر الحضاري الاتصالي الرقمي، ففي السابق كانت المنصات محدودة وحرية التعبير مرهونة بها فقط، أما اليوم وعبر بيئات الاتصال الرقمي فالحرية متاحة للجميع، ومسؤولية رعاية تلك الحرية ملقاة على عاتق الجميع من خلال كل فرد بعينه، وعلى هذا الأساس يؤكد الزهراني أن الاتصالية الرقمية مكنت الحرية ومسؤولية الحرية من أن تكونا متاحتين معاً بصورة لم يشهدها التاريخ من قبل.

وفيما يتعلق بمدى قبول النخب السعودية لمبدأ استثمار النخبوي لحساباته على شبكات التواصل الاجتماعي لنشر الإعلانات، يشير الباحث إلى بروز ملمحين: أولهما خطورة ارتهان السلوك الاتصالي الرقمي لمُهدد الصورة الرمزية التي تعد رأس مال النخبوي، حين الزجّ بها في مجارف الاحتمالات عبر قبول مال إعلاني تسويقي تجاري، حيث عادة ما يرتبط بفرض الرؤية الخاصة التي تحقق أرباح المُعلن، ما سيؤدي إلى اختلال صورة النخبوي وخسارة المتابعين الذين يعدون الثروة الفعلية في الاتصالية الرقمية، أما الملمح الثاني فينتمي لمرجعية قيمية رقمية ترى أن الأجيال الشبكية لا ترى شائبة في إتاحة النخبوي حسابه عبر شبكات التواصل الاجتماعي للإعلان والتسويق التجاري مدفوع الثمن، وذلك استناداً إلى الفكرة الرقمية (الذات تحضر في بيئات الاتصال الرقمي بوصفها رقماً، والمحتوى ينشأ ضمن نظام رقمي، والتفاعل ينشأ عبر أرقام المتابعين ومرات الاستجابة، ونحوها).

وكشف نموذج التحليل الشبكي وفقاً لنتائج الدراسة التحليلية للبيانات، أن أكثر من نصف النخب عينة الدراسة قل نشاطهم الاتصالي عبر تويتر في السنوات التي تلت عام 2015م، مقارنة بالسنوات الخمس التي سبقت ذلك العام، وهو ما أدى إلى بروز مفهوم الملل في أداء السلوك الاتصالي الرقمي لدى النخب عينة الدراسة في تناقض للذهنية العامة من حيث إدمان الأفراد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

وعنيت الدراسة بتقصي البعد الإقناعي الاستمالي في خطاب النخب السعودية وبرز أسلوب الصدمة الذي يقوم على تقديم معلومات أو آراء صادمة للمتابعين للفت نظرهم وإقناعهم بالأفكار بما يُحقق لهم لفت الانتباه والجذب وبالتالي الانتشار والتأثير.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

Published

on

تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.

أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً

يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.

رؤية 2030 ودعم التراث الوطني

تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.

ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟

من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.

الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع

إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعد للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تعرف على استعدادات السعودية للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو، ودور ذلك في إبراز التراث الوطني والحرف اليدوية ضمن رؤية 2030.

Published

on

تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، الذي يعد أحد أبرز وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية، والمقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، وإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة أمام الجمهور الأوروبي والعالمي.

أهمية المشاركة في المحافل الدولية

تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» منصة عالمية فريدة تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو». وتعد المشاركة السعودية فرصة ذهبية لاستعراض التنوع الثقافي الذي تزخر به مناطق المملكة المختلفة، من فنون السدو والقط العسيري، إلى الصناعات الفخارية والخشبية والمشغولات اليدوية الدقيقة التي تعكس هوية الإنسان السعودي وارتباطه بأرضه.

التوافق مع رؤية المملكة 2030

تأتي هذه التحركات متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. وتسعى الهيئات المعنية، مثل هيئة التراث ووزارة الثقافة، من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الحرفيين السعوديين وفتح منافذ تسويقية عالمية لمنتجاتهم، مما يساهم في تحويل الحرف اليدوية من مجرد موروث شعبي إلى صناعة ثقافية إبداعية تساهم في الاقتصاد الوطني.

تعزيز التبادل الثقافي السعودي الإيطالي

على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، تمثل هذه المشاركة جسراً للتواصل بين الشعبين السعودي والإيطالي، اللذين يجمعهما تقدير عميق للفنون والتاريخ. فإيطاليا، بكونها عاصمة عالمية للتصميم والفنون، تعد البيئة المثالية لتقديم الإبداع السعودي بصورة عصرية. ومن المتوقع أن يسهم الجناح السعودي في جذب الانتباه نحو الوجهات السياحية التراثية في المملكة، مثل العلا والدرعية، من خلال بوابة الفنون والحرف، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مكانتها كمركز إشعاع حضاري في المنطقة.

Continue Reading

الثقافة و الفن

الثلث الأول من رمضان في نهاية الشتاء: مميزات الصيام والأجواء

تعرف على خصائص تزامن الثلث الأول من رمضان مع الأيام الأخيرة للشتاء. كيف يؤثر الطقس المعتدل وقصر النهار على الصائمين؟ قراءة في الأجواء الروحانية والفلكية.

Published

on

يشهد العالم الإسلامي في هذه الفترة ظاهرة فلكية ومناخية مميزة، حيث يتزامن الثلث الأول من شهر رمضان المبارك مع الأيام الأخيرة من فصل الشتاء، مما يضفي على الصيام طابعاً خاصاً يجمع بين الروحانية العالية والأجواء المناخية المعتدلة. هذا التزامن ليس مجرد صدفة عابرة، بل هو نتاج للدورة الفلكية للقمر التي تجعل الشهر الفضيل يطوف عبر فصول السنة المختلفة.

الدورة الفلكية وتغير مواسم الصيام

من المعروف فلكياً أن السنة القمرية (الهجرية) أقصر من السنة الشمسية (الميلادية) بحوالي 11 يوماً. هذا الفارق الزمني يؤدي إلى تراجع موعد شهر رمضان كل عام، مما يجعله يمر بجميع فصول السنة الأربعة في دورة كاملة تستغرق حوالي 33 عاماً. وفي هذه الأعوام، يحل الشهر الكريم ونحن نودع فصل الشتاء ونستقبل بدايات الربيع، وهي فترة انتقالية تعرف بالاعتدال الربيعي، حيث يتساوي الليل والنهار تقريباً في العديد من المناطق، وتبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي مع بقاء نسمات البرودة اللطيفة.

ميزات الصيام في نهاية الشتاء

يعتبر صيام رمضان في الأيام الأخيرة للشتاء وبدايات الربيع من أيسر أوقات الصيام مقارنة بأشهر الصيف القائظة. وتتمثل أبرز الميزات فيما يلي:

  • قصر ساعات النهار: في فصل الشتاء وبداية الربيع، يكون النهار أقصر نسبياً من الليل، مما يعني ساعات صيام أقل، وهو ما يخفف من مشقة الجوع والعطش على الصائمين.
  • اعتدال الطقس: تساهم الأجواء الباردة أو المعتدلة في تقليل فقدان الجسم للسوائل، مما يجنب الصائمين الشعور بالإعياء أو الجفاف الذي قد يحدث في مواسم الحر الشديد.
  • النشاط البدني: يساعد الطقس اللطيف الصائمين على ممارسة حياتهم اليومية والعبادات بنشاط أكبر، حيث لا يستنزف الحر طاقتهم.

الثلث الأول: أيام الرحمة في أجواء لطيفة

دينياً، يُعرف الثلث الأول من رمضان بأنه “أيام الرحمة”، وفقاً للأثر المروي: “أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”. ومع تزامن هذه الأيام المباركة مع وداع الشتاء، تتجلى الرحمة الإلهية أيضاً في تخفيف المشقة البدنية على العباد. تتيح هذه الأجواء للأسر الخروج ليلاً للتراويح والزيارات العائلية دون عناء الحر أو الرطوبة، مما يعزز من الروابط الاجتماعية والروحانية التي يتميز بها الشهر الفضيل.

الاستعداد الصحي والغذائي

مع برودة الطقس النسبية في ليالي آخر الشتاء، ينصح خبراء التغذية الصائمين بالتركيز على الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة والدفء خلال وجبتي الإفطار والسحور، مثل الحساء الدافئ والأطعمة الغنية بالألياف، مع عدم إغفال شرب كميات كافية من الماء، حيث أن الشعور بالعطش يقل في الشتاء مما قد يؤدي لنسيان شرب الماء.

ختاماً، يمثل تزامن بداية رمضان مع نهاية الشتاء فرصة ذهبية لاغتنام الأجر في ظل ظروف ميسرة، حيث يجتمع صفاء الروح مع اعتدال الجو، ليكون موسماً مثالياً للطاعة والعبادة.

Continue Reading

Trending