Connect with us

ثقافة وفن

الروائي طاهر الزهراني: توقفتُ عن الدفع للناشرين

كان ضيفنا في هذا الحوار شغوفاً بالقصص والحكايات سماعاً وقراءة، يعيد الفضل في هذا الشّغف لجدته التي كانت تحكي له

كان ضيفنا في هذا الحوار شغوفاً بالقصص والحكايات سماعاً وقراءة، يعيد الفضل في هذا الشّغف لجدته التي كانت تحكي له قصص القرية، وقصص السعالي والغيلان، تعلّم منها فنّ القصّ، واكتشف معها توظيف الكلمات.

صقل ضيفنا تجربته بالقراءة الموسعة في الأدب العربي والفرنسي والروسي، وأثرى تجربته بالعيش في الحارة، فكانت تجربته ثرية على الصعيد الإنساني.

كتب ضيفنا القصّة والرواية، وعمل على العديد من المشروعات الثقافية. راضٍ عن نفسه وعن الدراسات الأكاديمية التي درست أعماله الإبداعية، إلاّ أنّ في نفسه شيئاً على الناقد الذي لا يقرأ! فإلى نص الحوار مع الروائي طاهر الزهراني:

• دعنا نبدأ من انعكاسات الكتابة الإبداعي لديك.. إلامَ تعيدها؟

•• دعني أنطلق من تجربتي الخاصة، قبل الكتابة كنت شغوفاً بالقصص والحكايات سماعاً وقراءة، كانت جدتي -رحمها الله- هي أول حكواتي عرفته في حياتي، كانت تحكي لنا قصص القرية، وقصص السعالي والغيلان، وبهذا علمتني فن القص والكشف وتوظيف الكلمات، ثم كانت هناك أشرطة تأتي من بيروت تقص علينا بعض القصص، وكانت بها بعض المؤثرات الصوتية. لكن الأثر الأكبر كان يأتي من تشجيع الوالد -رحمه الله- على القراءة التقليدية، وتوفير الكتب، وكانت عندنا وما زالت مكتبة عظيمة تحوي كل الفنون الإنسانية؛ ألف ليلة وليلة، وأساطير شعبية لعبدالكريم الجهيمان، وقصصاً مترجمة، والكثير من السير والتراجم. كنت في كل مرحلة أقرأ قصصاً تناسب المرحلة العمرية.

ثم كانت قراءة موسعة في الأدب العربي والفرنسي والروسي، وكان الأدب الروسي أدباً عظيماً ومؤثراً جداً. ودلتني القراءة على بعض الكتب التي كانت صعبة المنال؛ بسبب فقر وقلة المكتبات حينها، لكني وجدت الكثير من الكتب النادرة في مكتبة جامعة الملك عبدالعزيز التي كانت حديقة عظيمة للأدب، وأتذكر أنها كانت تحوي الكثير من النتاج الروسي العظيم.

غير الكتب كان العيش في الحارة تجربة ثرية على الصعيد الإنساني، في الحارة كانت الأبواب تفتح بواسطة حبل نازل من ثقب الباب، والأمهات كنّ يصنعن الطعام في قدور كبيرة من أجل الجيران، الأزقة مكان للعب، والعبور للزيارة والصلة، الشرير في الحارة ليس شريراً على الدوام، قد يصنع معروفاً لا يلتفت إليه أحد، والصالح لا يسلم من الخطأ، خلق القصص والحكايات المختلقة لا ينتهي، تعدد الروايات لكل حدث لم يشاهد، لم يكن للناس عمل بعد الرزق إلا الاقتراب، والحديث، (وشوشات) الجارات عبر الأبواب والنوافذ، وأيضاً كانت القهوة الشعبية نقطة جذب للجميع، وكان إنسان الحارة البسيط في القهوة يقصد أي جلسة فيها أناس يعرفهم وقد لا يعرفهم، علمتنا الحارة قراءة أخرى للحياة، غير القراءة التقليدية.

• هل كُتِب الجنوب في الأعمال الإبداعية بشكل حقيقي ومكتمل؟

•• محلياً كُتِب الجنوب بشكل رائع، وذلك عندما نستعرض بعض العناوين مثل (الموت يمر من هنا) و(مدن تأكل العشب) و(ساق الغراب) و(الحزام) وروايات عبدالعزيز مشري -رحمه الله-.

روايات الجنوب مشغولة بعوالم موغلة في الجمال، وتملك المفردات والمناخات والحكايات الخاصة به، ويملك حكاياته الإنسانية الأصيلة القادرة على تجاوز الجغرافيا.

• لديك أعمال روائية كـ(الفيومي) و(آخر حقول التبغ) و(نحو الجنوب)، هل استنفدت هذه الأعمال مخزون القرية لديك؟

•• لقد سمعت حكايات من جدتي، وأحداثاً كبيرة وقعت في قريتنا الصغيرة، وكذلك قرأت في بعض المسودات التي خطها أبي، كل هذه الأمور تدل على أن القرية مكان ثري ومترع بالحكايات، أتحدث معك عن قرية صغيرة تقع في تهامة، فما بالك بالجنوب كله.

كتبت ثلاث روايات عن الجنوب، ولدي المزيد، ذاك أني أتعامل مع القرية كمسرح ثري، يصلح لكل الأحداث والقصص التي ما زالت خاماً، وتنتظر من يبعث فيها الروح.

القرية مسرح نموذجي للكتابة، فهناك فضاء مفتوح، والتصاق بالبيئة والكائنات، وبعث دائم للإرث والحكايات، وعندما أكتب عن القرية فأنا أكتب عن مكان خصب للحكي، وتحضر فيه أغلب العناصر الأساسية للسرد بإذعان شديد.

• يميل كثير من المبدعين السعوديين الشباب إلى استيراد عناصر العمل الإبداعي من خارج البيئة المحلية.. هل هذا مؤشر على افتقاد بيئاتنا المحلية لما يغري بالكتابة، أم أنّ هناك نقصاً في المعرفة بالمكان الذي يكتبون عنه لدى بعض هؤلاء المبدعين الشباب؟

•• قرأت، أخيراً، أعمالاً كل عناصرها مستوردة من بيئات ليست لنا، تصور أن بعض الكتابات وصل بها الحال أن تكون لغتها أشبه ما تكون بلغة الأعمال المترجمة، صحيح أن اللغة وسيلة، لكن لا يعني هذا أن تكون مسخاً، أنا أريد كتابة تشبهنا، تعنينا، وليس هذا حائل دون الأفكار الإنسانية الخلاقة التي نبحث عنها، والتي لها أجنحة لتعبر الحدود، وهذا ما يطالب به أي قارئ للأدب.

في جدة تنوع بشري هائل، وثري، وفي المقابل هناك ارتباط قوي بالقرية تكرسه اللغة والإرث والعادات، وسبق أن أثرت هذا الكلام من قبل، وظن البعض أني أحاول تأطير الكتابة في الشعبي، والقروي، وليس هذا ما أقصده، ما أقصده أن كل كاتب لو انطلق من بيئته لحصل الثراء الإبداعي الذي نسعى إليه، خصوصاً أنني أتحدث عن وطن كبير مثل وطني.

• كيف تنظر كمبدع لقيمة الإبداع الذي تكتبه ويكتبه مبدعون غيرك ودوره في حياة الناس؟

•• أنظر أن وظيفتنا أن نملأ هذا الفضاء كتابة وإبداعاً، ثم يتلقى الناس كل هذا، ثم تنمو حياة أخرى، وتأويلات أجمل تزدهر بها النصوص، فلا يكون الأدب أدباً إلا بمتلقٍ يحتفي بالنص، ويعمله في مخيلته، أجمل الأشياء في الكتابة تلك العلاقة الساحرة بين القارئ والكاتب، جميل عندما تشعر أن أحدهم في مكان ما في هذا الكون يقرأ لك، اقتطع جزءاً من وقته الثمين، لزم زاوية في مكان صاخب، اختار لك وقتاً قبل أحلامه ليكون معك لينصت لك، ثم يكون سحر القراءة فترسم بسمة، أو تذرف دمعة صادقة لشعور إنساني مشترك، ليس هناك أجمل من أن تسكن في مخيلة الناس وقلوبهم، شعور جميل من قارئ هو أعظم ما قد تحصل عليه ويسكنك أثناء القراءة لك.

• في حوار على هامش معتزل الكتابة في عسير، كنتَ تسألني عن المبدعين السعوديين الذين يكتبون الرواية كمشروع.. هل لديك إجابة بصفتك قارئاً وكاتباً في الوقت ذاته؟

•• لم أعد أتذكر السياق الذي كنا نتحدث عنه، ما أريد قوله إنه لا ينبغي لنا أن نتضجر من عدد الأعمال الروائية التي تصدر؛ لأن من تبنى الرواية كمشروع حياة لدينا تستطيع أن تعددهم على الأصابع.

أنا كقارئ أسعد بالنص الجميل لأي زميل، وأحتفي به، حتى نضمن استمرار هذا المشروع، وكوني أكتب فأنا أعزز هذا الفعل بالاستمرار في مشروعي كروائي.

• كتابة المراجع في الأعمال الروائية، لماذا يلجأ إليها كاتب روائي مثلك في عملين من أعمالك؟•• أشعر أن أي مصدر معرفي يلجأ له الروائي أثناء كتابته من الواجب الإشارة إليه، ومن النبل أن تكون هناك تلويحة امتنان لهذه الأعمال، ولا أرى أن ذكر المراجع يقلل من جمال العمل الإبداعي، بل يضيف عليه لمسة وفاء، رغم أن العمل الإبداعي لا يتم التعامل معه بصرامة بخلاف العمل البحثي، لكني في الغالب إن كان هناك مصدر استفدت منه فإني أشير إليه، كما حدث معي في رواية (أطفال السبيل) و(الفيومي).

• في حديثك عن النقاد، انتابني شعور أنك غير راضٍ عن مواقفهم من أعمالك الإبداعية التي تجاوزت 10 روايات، وربما أربع مجموعات قصصية، هل أنا محقّ في هذا الشعور؟

•• لا، على العكس، فالناقد يمارس دوره بشكل جيد في المؤسسة التعليمية، يتواصل معي الكثير من المشتغلين في النقد، وهناك دراسة في كل وقت عن أعمالي، لدرجة أن الأمر أصبح مزعجاً أحياناً، لكن أرى من الواجب أن أقدم كل ما يريده الناقد لإنجاز واجبه، طالما مشروعي في إطار عمله.

أنا غير راضٍ عن ناقد لا يقرأ -وهم بالمناسبة كثر- ثم يأتي ليحاول أن يقلل من تجربتنا السردية، ويتساوى في هذا الناقد وغير الناقد.

بالنسبة لي الذي يهمني القارئ، كم من الدراسات كتبت حول تجربتي، لكني أبتهج برأي وانطباع القارئ العادي، القارئ الذي بحث عن رواية أو مجموعة قصصية ثم بعث رأيه بكل تجرد وحب في الفضاء ثم وصل لي دون أن أعلم، هذا القارئ هو أعظم الهدايا.

• هل أنت ممن يصغون للنقد؟

•• نعم، وكل تحسن، ونضج في تجربتي -إن لمسه القارئ- أعزوه لإصغائي بكل حب وامتنان للنقد، حتى لو كان نقداً سلبياً، وأحياناً لا أتردد أن أرفعه على حساباتي في وسائل التواصل، فكما أننا نسعد بالانطباعات الجميلة عن أعمالنا، علينا أن نضع الاعتبار لكل نقد سلبي يصلنا، وننصت إليه بكل تواضع، إن أردنا أن نصقل تجربتنا.

• ذهبت العام الماضي، وأيضاً هذا العام إلى عُمان، ما الذي رأيته في الوسط الثقافي في سلطنة عمان؟

•• نعم؛ حضرت العام الماضي فعاليات بيت الزبير، وقدمت ورقة بعنوان: الرواية وسلطة المجتمع رواية «جاهلية» للروائية ليلى الجهني أنموذجاً، وبداية هذا العام شاركت في ندوة بمعرض مسقط الدولي للكتاب، وتحدثت فيها عن مبادرة انثيال، الذي أعجبني في الوسط الثقافي العماني، أنه وسط داعم، بمجرد أن يصدر لأحدهم كتاباً، تجد عشرات الكتابات والمراجعات حوله، كما أنهم يحضرون الندوات المنعقدة حول نتاجهم، وفي حفلات التوقيع تجدهم يصفون من أجل دعم زميلهم، هذا غير الاستضافات في الراديو والتلفاز -بالمناسبة أتعجب كثيراً من تعلق الناس في السلطنة بالمذياع- أمر يا عزيزي في غاية الجمال والود، هنا العلاقة بيننا نحن الكتّاب -وأنا منهم طبعاً- مربكة، نحن بحاجة لندعم بعضنا، ونحتفي بتجربتنا، أما على المستوى المؤسسي، الجميع يشاهد ما تبذله هيئة الأدب والنشر والترجمة من اهتمام بالغ بالنتاج، والترجمة، وإقامة المعتزلات، والإقامات الخارجية، وهنا يظهر دور العمل المؤسسي في دفع الحراك الثقافي وإنعاشه، في معتزل الكتابة الأخير في أبها الذي شارك فيه كتّاب من العالم العربي مما ذكروه لنا، أنهم يتابعون الحراك الثقافي السعودي، ويتقدمون لأي مشاركة ثقافية تقيمها وزارة الثقافة، هذا أمر صحي ومبهج.

• ما بين «جانجي» أولى رواياتك وآخر عمل كتبه في حقل الرواية، هناك حكايات لا يعلمها إلاّ أنت.. حدثنا عنها.

•• أزعم أني بحاجة لكتابة كتاب أسميه (سيرة روائية) كما فعل غازي القصيبي -رحمه الله- عندما كتب (سيرة شعرية). لكل رواية من رواياتي حيثيات غريبة قبل النشر، وحكايات بعد النشر، كتابي الأول نشرته عند ناشر في الحارة، وأمضيت معه عقداً لمدة عامين وحقوق بنسبة 8%، وهو الناشر الوحيد الذي التزم معي بالمدة، وبنسبة الأرباح ليس على المباع، بل على كل المطبوع، فكانت بداية مبشرة، بعد ذلك طبعت (جانجي) فطلب الناشر مبلغاً بالدولار مقابل النشر، وبنسبة 10%، وطبع العديد من الطبعات دون إشارة لطبعة ثانية، وعندما أرسلت له (أطفال السبيل) طلب مبلغاً، ورفضت، فطلب مني التنازل عن حقوقي من الكتاب الأول والثاني، ومن يومها توقفت عن الدفع، وأصبحت أراهن على ما أكتبه!

بعد ذلك كتبت رواية بعثتها لناشر وذكر أنه لا يعترف بالعقود المكتوبة، وأنه يكتفي بالعقد الأخلاقي، لا تسألني هل التزم الناشر بعقده الأخلاقي أم لا.

خذ هذه القصة، طبعت عند ناشر عربي وكان حينها رئيساً لاتحاد الكتاب العرب، بعد النشر، تحدثت معه عن العقد، فقال إنه يكتفي بإعطاء المؤلف 100 نسخة من عمله فقط!

ربما أفضل تجربة في النشر من حيث الحقوق ما كانت تقوم به النوادي الأدبية، من دفع المكافآت، وإعطاء النسخ، وصدقاً كنت كلما طلبت نسخاً منهم كانوا لا يترددون، أيضا تجربتي مع دار أدب أخيراً كانت تجربة رائعة، وكانوا في منتهى الرقي، أتمنى لهم التوفيق.

أنا أتمنى أن أطبع كل أعمالي محلياً، لكن المعضلة الكبرى دائماً تكمن في الرقابة، جاءني ناشر محلي يرغب في طباعة كل نتاجي، عندما رفع روايتي (أطفال السبيل) للرقابة، أصبنا بإحباط، صحيح لم تمنعها الرقابة لكنها رفعت العديد من الملاحظات حول العمل من ضمن تلك الملاحظات صياغة بعض الفصول مرة أخرى، تخيل أن تعيد صياغة رواية لك من أجل الطبعة الثانية، أتفهم ذلك في الطبعة الأولى لكن أن أغير رواية فقط من أجل الرقابة أمر في غاية الصعوبة؛ لذا لم تنجح محاولة طبع النتاج مرة أخرى محلياً، وعلى سيرة الرقابة في عام 2009م ترجمت (جانجي) للغة الإنجليزية، وفسحت، بينما النسخة العربية ممنوعة، ونشر الصديق محمود تراوري حينها خبراً بعنوان: «الرقابة تمنع ووكيل الوزارة يترجم» بعد ذلك فسحت النسخة العربية.

من الأشياء الجميلة أيضاً أن رواية (نحو الجنوب) تحولت إلى فيلم سينمائي 2017م من إخراج عبدالرحمن عايل، وسيناريو نهلة محمد، وصُوّر الفيلم في نفس المكان الذي كانت فيه أحداث الرواية، وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي، حتى بالنسبة لعبدالرحمن الذي أنتج الفيلم أكثر من مرة حتى يخرج في أفضل صورة، الفيلم عرض في المغرب في 2018م، في العام نفسه تواصلت معي قناة مشهورة بخصوص نقل روايتي (الفيومي) للشاشة، لأكتشف بعد ذلك بسنتين أنها قامت بإنتاجه عبر فريق قام بتشويه العمل بحيث لا يظهرون للعالم بأنها جناية، وكان الفعل مؤذياً جدّاً، فلو أخبروني لتعاونت معهم كما تعاونت مع الصديق عبدالرحمن عايل، الذي طلب مني إذناً خطياً بموافقتي على نقل العمل للسينما ووافقت مباشرة.

هذه بعض الحكايات الصغيرة حول أعمالي، وهناك الكثير لكن المساحة هنا تحكمنا.

• لديك مشروعات إبداعية غير كتابة القصة والرواية، لديك «روى» ومبادرة «انثيال» حدثنا عن هذه المشروعات، ولماذا تعمل عليها رغم التعب وقلّة المردود؟

•• بعد أكثر من عقد ونصف في الكتابة الإبداعية، انتابتني رغبة أصبحت مُلّحة مع الوقت، وهي رغبة تتعلق بما بعد مشروعي الخاص بالكتابة.

لا شك أن الكتابة في حد ذاتها منحة عظيمة، ومجد يكلل رؤوس الكتّاب، لكن إلى متى يتعامل الكاتب مع الكتابة بشكل فيه نوع من الأنانية، الكاتب الذي أمضى عقوداً من عمره في الكتابة، واكتسب منها الخبرة والأدوات، واستطاع أن يملك المهارة، والاحترافية التي قد تؤهله إلى نقل مهارة الكتابة إلى الآخرين، لماذا لا يفعل ذلك؟

صدقاً كان لدي هذه الرغبة الملحة والمضمرة في نقل هذه المهارة للناس الذين يرغبون في الكتابة، كان هذا النداء يتكرر صداه في نفسي كثيراً، لكن لم أتوصل للوسيلة التي تمكنني من ذلك.

في عام 2018م تحدث معي الصديق فؤاد الفرحان عن رغبته في أن نشترك في عمل يخص السرد، اجتمعنا تناقشنا أياماً عدة، ثم خرجنا بإطلاق مبادرة (انثيال) التي تعنى بمساعدة من يرغب في الكتابة الإبداعية، ولم يسبق له أن أصدر كتاباً من قبل، بحيث نصحب المشارك من لحظة انقداح فكرته إلى لحظة إصدار كتابه.

اتفقنا أن أقوم ومعي بعض الأصدقاء المعنيين بالكتابة بالمبادرة السردية، ويقوم الأصدقاء فؤاد الفرحان وعبدالعزيز الغامدي -رحمه الله- بالعناية بالجانب التقني الذي يخص المنصة الإلكترونية التي قررنا أن تكون هي مخيمنا الرقمي الذي منه ننطلق لعمل هذه المبادرة السردية التطوعية.

عملنا على نسختين؛ الأولى في 2019، وكانت مخرجاتها خمسة أعمال روائية، والثانية في 2020 وكانت مخرجاتها خمسة أعمال أيضاً، وما زلنا نبحث عن جهة تتبنى هذا المشروع الواعد.

بالنسبة لـ(روى) في البداية كانت الفكرة مجلة شهرية ورقية باشتراك سنوي، يتكون العدد من ثلاثة أقسام: بروفايل عن الكاتب، ثم النص، ثم حوار مع الكاتب حول النص المنشور، اجتمع الفريق، واتقفنا على اسم المجلة، وناقشنا التفاصيل ثم وجدنا أنّ تكلفة البريد أكثر من تكلفة طباعة المجلة، فقررنا أن تكون المجلة رقمية، عملنا على الهوية، وحددنا المنصة، ثم قمنا بالإعلان عن المشروع، بدأنا مراسلة كتّاب السرد في المملكة وفي جميع العالم العربي، ووجدنا إعجاباً شديداً بفكرة المشروع، وشاركت معنا أسماء كبيرة في عالم السرد.

ثم نشرنا أول نص للروائية السورية شهلا العجيلي تحت عنوان: (إلى تشيخوف) عبر منصة (إكليل) واشترك عدد لا بأس به من القراء في المجلة، وصنعنا مجتمعاً عبر المنصة لمناقشة الأعمال المنشورة، ثم استضافة الكاتبة افتراضياً وقمنا بعمل حوار معها بحضور القراء.

تتالت الأعداد بعد ذلك، ووجدنا بعد ذلك أننا سنضطر مع الاشتراك السنوي أن ننشر أعمالاً جودتها أقل من المعايير التي وضعناها لقبول النص؛ لذا قررنا أن نوقف الاشتراك، وننشر النصوص متى توفر فيها الشرط، حتى لو دعا الأمر أن ننشر نصّاً في العام. قمنا بإعادة الاشتراكات لأصحابها كاملة، وهنا أتذكر موقفاً نبيلاً من الدكتورة الكويتية سعاد العنزي، إذ لم تقبل إعادة الاشتراك، وأخبرتنا أنه دعم للمشروع.

ربما موقف الدكتورة سعاد هو الذي حفزنا طيلة سنة كاملة على نشر عمل كل شهر.

نشر خلال ذلك العام 12 نصّاً عبر منصة (إكليل) ثم توقفنا بعد ذلك لرغبتنا في منصة مستقلة. ثم توقفنا.

خلال فترة التوقف كانت هناك العديد من النصوص التي تأتي لبريد المشروع، لكنها لم ترقَ للمعايير التي وضعناها؛ لذا لم ننشر، وأيضاً لكوننا في مرحلة انتقالية مهمة للمشروع، بعد ذلك انتقلنا لمنصة جديدة مستقلة هي منصة (روى للنشر) ونشرنا نص الكاتبة نجوى العتيبي بعنوان (أسئلة اليدين).

المنصة سهلة الاستخدام، وتتيح النص بصيغة رقمية، ذات تصميم موحد.

نسعى من خلال روى أن نحتفي بالنص الفريد، أن نبعث رسالة أن العمل ليس بعدد الصفحات وإنما بطريقة التناول، وهذا هو ما نحرص عليه، ونطمح في المستقبل أن نصدر الأعمال العربية بلغات العالم، من خلال الرهان على الكلمة والإيمان بها.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يزور الجناح السعودي في «إكسبو 2025 أوساكا»

زار وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان،

زار وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اليوم جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا في مدينة أوساكا في اليابان، في إطار زيارته الرسمية لليابان.

وكان في استقبال وزير الثقافة لدى وصوله للجناح، نائب وزير الثقافة رئيس اللجنة التنفيذية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية حامد بن محمد فايز، ومساعد وزير الثقافة راكان بن إبراهيم الطوق، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الدكتور غازي فيصل بن زقر، والرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان، والمشرف العام على وكالة الفعاليات والمهرجانات الثقافية مدير عام إدارة المشاريع المؤسسية بوزارة الثقافة مي الرشيد، ومدير الجناح السعودي المشارك في إكسبو 2025 أوساكا المهندس عادل الفايز.

وتجوّل على أقسام الجناح الوطني، مطلعاً على تصميمه، وآخر ما وصلت له الأعمال الإنشائية في الجناح بمقر المعرض الدولي الذي يفتح أبوابه خلال أبريل 2025.

واستمع إلى شرح لتفاصيل تجربة الزائر، وأقسام الجناح الوطني؛ الذي يقدم محتوى معرفياً للركائز الثلاث المُشتملة على تاريخ المملكة في صورة قصة تأخذ المشاركين في رحلة لاستكشاف ثقافات المملكة، وتقاليدها، وقيمها التي تشكل الركائز الأساسية لهويتها، ويسلط الجناح الضوء على التحول الجذري الكبير الذي يطرأ على المملكة اليوم، ومساهماتها في خلق مستقبل أفضل للعالم.

ويجسد تصميم جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا الذي أنجزته شركة «فوستر + بارتنرز» المعمارية الرائدة، البيئة الطبيعية للمملكة، مازجاً التشكيلات الصحراوية مع عناصر معمارية حديثة في إشارة إلى الصلة الوثيقة بين التراث التاريخي والتطور المستقبلي، ويحمل التصميم المستوحى من مفهوم المسؤولية البيئية عناصر ذات انبعاثات كربونية منخفضة، ويحتوي على نظام إضاءة موفر للطاقة، ويوظف تقنيات جمع مياه الأمطار، إلى جانب تزويده بألواح طاقة شمسية لإنتاج طاقة نظيفة.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزارة الثقافة تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين»

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا استوديو بالرياض، وهو مهرجانٌ يجوب في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف المهرجان في هذه النسخة ثقافة الجمهورية العراقية ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويعيش فيه الزائر رحلةً استثنائية عبر الزمن، حيث يسلّط الضوء على محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، ويشمل أعمالًا فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعًا ثقافيًا أنيقًا وإبداعًا في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف» وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين، ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصورًا لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافية من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين، وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفن السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

وأخيرًا قسم «درب الوصل» الذي يستعرض مجالاتٍ مُنوَّعة من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، حيث يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافة السعودية والعراقية، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح، ومنطقة المطاعم التي تُقدم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءًا من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجارب فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .