Connect with us

ثقافة وفن

الإلهام في الكتابة… حقيقة أم ابتداع ؟!

هناك من يركن إلى الإلهام بوصفه الأداة الأهم في الكتابة، وهناك من يختلف مع هذا الرأي جملةً وتفصيلاً، ولعلّ الروائي

هناك من يركن إلى الإلهام بوصفه الأداة الأهم في الكتابة، وهناك من يختلف مع هذا الرأي جملةً وتفصيلاً، ولعلّ الروائي صنع الله إبراهيم واحد من هؤلاء المختلفين الذين ينفون الإلهام جملةً وتفصيلاً، ويرى أنه أكذوبة اخترعها الكتّاب؛ كي يعملوا لأنفسهم هالة!

ابتكار ذاتي وليس إلهاماً خارجياً

الكاتبة العراقية لطيفة الدليمي كان لها رأي مفصّل في مسألة الإلهام نشرته في مقال، رأت فيه أنّ الكتابة الإبداعية لا ترتبط في مرحلة الاحتراف المتقدم بوجود عنصر إلهام محفز، خاصة في مجال القصة والرواية، إلّا أنها لا تستبعد أن يصح الأمر على بعض أنماط الكتابة الذاتية وبعض طرز الشعر، أما السرد القصصي والروائي فإنه يتطلب مرجعيات متعددة تقوم عليها بنية النص وتيسّر له إنتاج العمل السردي؛ منها مؤثرات مكانية وإنسانية وخزين معرفي وخلاصات تجارب وأبحاث ورؤى متباينة للعالم والزمان والمكان والشخوص. وترى أنّ الركون إلى ما يدعى بالإلهام في مرحلة تلمس سبل الكتابة، فترة المراهقة الإبداعية حين لا يزال الكاتب أو الكاتبة مشروع مبدع لم يمتلك بعد أدواته ورؤيته الخاصة وقدرته التخييلية المدربة ولم يكتشف أسلوبه الشخصي بالمثابرة، فيقتنص أو تقتنص شرارة نص ما من حالة تناغم إنساني أو وهجة وجدانية أو مغامرة عشقية أو الإعجاب بفكرة شخص يمثل للكاتب والكاتبة حلماً ما، لكنّ التجربة الإبداعية كما كتبت الدليمي تتخطى فكرة الإلهام الخارجي إلى الابتكار الذاتي عندما تستند التجربة الإبداعية إلى سعة الحياة ومكوناتها، وأحلام النفس الإنسانية وخرابها وازدهارها واندحارها وعقدها واختلاف نزوعاتها!

مكوّن من مكوّنات النصّ الإبداعي

الشاعر الحسن آل خيرات، رأى أنّ الألفاظ والمعاني ليست وحدها مكونات النص الإبداعي، إذ لا بد إلى جانب ذلك من مكونات أخرى يأتي في مقدمتها الإلهام؛ وهو عنصر أساس في مخاض وميلاد النص بالصورة التي تدهش المتلقي وتكتسب الخلود، وهذا النوع من الإبداع ليس من السهل الوصول إليه بغير شجرة الإلهام التي لا يرتقيها ولا يهزها فتسقط ثمراً شهيّاً غيرُ المبدع.

وأكد أنّ الإلهام عنصر فني لا يمكن إغفالُه ولا التنظير حوله بما يجعله أمراً ثانوياً أو بضاعة ملقاةً على الطريق، وأضاف، لو سلمنا جدلاً بما يراه صنع الله إبراهيم فهو يصح على فئة محسوبة على المبدعين غير أنها ليست منهم ولا تمت لهم بأدنى علاقة، لذلك يلجأ بعض المصابين بمتلازمة الظهور الإعلامي والاجتماعي لشراء إبداعات الآخرين أو سرقتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة لسد ثقوب أرواحهم المهترئة.

الإلهام لا يدرك بالحواس

الناقد الأدبي محمد الحميدي قال: ‏لا يمكن إدراك الإلهام بالحواس فهو يعرف بآثاره ومن أبرزها إتيانه بالجديد وغير المألوف، لكنه يتقاطع مع الابتكار والاختراع؛ اللذين هما نتيجة عمل مستمر ومثابرة في الوصول إلى النجاح، والأدباء على هذا الأساس يتفاوتون في كتابتهم بين الطبع والصناعة، فالطبع ما يأتيك من إلهام (عفو الخاطر) ودون قصد أو سعي، بينما المصنوع ما تسعى إليه وتجتهد في تحصيله وتجويده، وهي قضية قديمة شغلت الرأي العام منذ قرون ولا زالت، ولم يصل أحد إلى نتيجة حاسمة فيها، فالإلهام بهذا المعنى يقع خارج التجربة الإنسانية ولا يمكن قياسه أو معرفة حدوده، لكن يمكن تهذيبه وتجويده وهو ما يعمل عليه الأدباء، حين يتناولون موضوعاً من المواضيع، حيث الكتابة صنعة تحتاج إجادة ومهارة تتمثل في الإتقان وعدم ترك الثغرات والعيوب، وهو يأتي من التعديل والمراجعة وإعادة القراءة، التي تعتبر مرحلة أساسية ومهمة من مراحل ما قبل إنتاج النص ونشره، وأكد الحميدي أنّ الإلهام والابتكار يرتبطان بالعبقرية، وهو الوصف الذي يطلق على الكتابة الإبداعية المحكمة ذات الفكرة غير المألوفة، وحدود العبقرية غير معروفة ولا يمكن الإحاطة بها كما هو شأن الإلهام، وقد يصح أن تشير إحداهما إلى الأخرى وإن كانتا مختلفتين، فالعبقرية لا تختص بالإلهام ولا تقتصر عليه لأنها تشمل الابتكار والاختراع كذلك، وهو ما يطرح تساؤلاً حول الفرق بين الإلهام والابتكار من ناحية تكوُّن كل منهما.

‏وأضاف: يصدر الإلهام فجأة ويأتي دون إنذار، فهو حديث في الخاطر (النفس) يلقيه شيطان من الشياطين (الاعتقاد القديم)، يتناول موضوعاً يشغل بال الأديب فترة زمنية قد تطول وتقصر، حتى إذا انغمس في تفكيره وتأملاته وامتلأت نفسه بأحاديثه؛ أتت النهاية بحلول غير متوقعة ولم يكن قد فكر فيها وخطرت على باله، فيدونها ككتابة مبدعة متميزة تختلف عن كتابات الآخرين، تنتشله مما وقع فيه من التفكير إلى حالة مفارقة ومرحلة جديدة، تتيح انتقاله إلى موضوع آخر وحالة مختلفة، أما الابتكار والاختراع فنتيجة عمل جاد وجهد منظم واستمرار في التجريب والاختبار، حتى يصل الأديب إلى الشكل المرغوب والأسلوب المفضل، وبعد الانتهاء من الكتابة والتدوين يعود إليه بالتعديل والتنقيح؛ تلافياً لأي خطأ يمكن أن يكون أُرتكب.

موضوع الإلهام معقّد!

الروائي والقاص محمد الأحمدي أكد أنّ موضوع الإلهام معقّد فيما يخص الكتابة وحتى الإبداع؛ صحيح أن بعض الكتّاب أرادوا بالإلهام إضافة هالة من الغموض وربط أنفسهم بإبداع خارق ما يُستوعب، ولكن في الوقت نفسه من الـصعب أن تغفل فكرة أنّ لحظات الإلهام حقيقية في الكتابة، لهذا أرى الموضوع كالتالي:

أراهن أن كل كاتب عاش لحظات الإلهام، ولكن الوصول إليها ما كان برسالة ربانية أو عبر مرسول من وادي عبقر، ولكن ببساطة ساعات من الانشغال بالكتابة والقراءة وتصفية الذهن، وهذه خطوات يستطيع أي كاتب خلقها لنفسه وتتبعها.

وأضاف: لحظات الإلهام التي ليس للكاتب يد فيها -التي تسقط سقوطاً من السماء- مثل رؤية شهاب، لا ينتبه له إلا من يشخص ببصره على الدوام ويترك وقتاً لتأمل السماء، ومع هذا قبل أن يشبع الشخص من منظرها تختفي، لهذا لا يعوّل عليها ولا يُلتفت لها.

وحتى هذه اللحظات لها مقدّمات كثيرة ولا تأتي من فراغ.

وأكد أنّه يوافق صنع الله إبراهيم في حالة كان الكاتب يتحدث عن الإلهام بمعزل عن جودة أفكاره ومنتوجه، أو يحاول وضع مسافة بينه وبين القارئ، أو يضع كل مشكلات الكتابة في الإلهام ويرفض التطوّر لأن «الكتابة عمل يعتمد على الإلهام الخارجي والكاتب لا يد له فيها».

ورأى الأحمدي أنّ الشخص يمكنه أن يصنع إلهامه، ويحافظ عليه، فمثلاً المداومة على القراءة والكتابة، والمشي اليومي، والتأمل في مختلف أمور الحياة -الشخصية وغيرها- والنقاشات مع الأشخاص الصح، وغيرها من الممارسات تساعد الكاتب على البقاء في هذه الحالة التي من الممكن أن نسميها إلهاماً، ولكنها ليست شيئاً ليس للكاتب يدٌ فيه.

الإلهام مصطلح قديم مهجور!

الكاتب والناقد بكر منصور بريك، قال: حتى ننطلق من صعيد متفق عليه لا بدَّ من تجلية مفهوم الإلهام الذي يعني في جذره اللغوي الإيحاء والإيعاز بالشيء في النفس، فهو باعث خارجي للإنسان على الإبداع مثلما نقول ألهمتْه الطبيعة قصيدة شعرية أو ألهمه فصل الربيع لوحة فنية وهكذا، فالباعث الخارجي أيَّاً كان نوعه وتوصيفه يلقي في ذات المبدع الأفكار والمعاني، وهذا التفسير الكلاسيكي لإنتاج الإبداع كان مأخوذاً به لدى قدماء الإغريق قبل نظرية المحاكاة عند أرسطو، فقد كان للشعراء زعمٌ أنَّ للشعر ربات، وكذلك كان هذا الادعاء موجوداً عند الشعراء العرب الجاهليين فيما يُعرف بالقرين الشعري وأسطورة وادي عبقر ليست ببعيدة عنا، وظلت هذه التفاسير شائعة ورائجة حيناً من الدهر حتى توارثها الرومانسيون الأوروبيون، فبالغوا كثيراً في اعتمادها واستطابوا الميل إلى أهمية البواعث الخارجية المحركة للعملية الإبداعية فاحتضنوا عناصر الطبيعية فاعلاً مؤثراً في إنتاجاتهم الفنية بعامة؛ لذلك سرت هذه اللوثة إلى الرومانسيين العرب وبخاصة لدى الشعراء المهجريين، ولم يسلم منها المتأخرون مثل السياب المتأثر برومانسية الشعر الإنجليزي وهو القائل:

‏سأهتفُ بالأشعار إما رأيته

‏وأستقبلُ الإلهامَ سَهْلاً مُواتيا

‏وعدتُ لرَبِّ الشِّعر جذلان سامعاً

‏حفيف جناحيه ينادي خياليا

‏وأكد بريك أنّ المعنى هنا تتجلى فيه عملية الإلهام وأن للشعر رباً يوحي للشاعر في يسرٍ وسهولة، ولا يقصد هنا بالإلهام الموهبة والاستعداد الفطري البتة، فما زال عالقاً بذهنية الشاعر التفسير الأسطوري القديم، وهذا ما جعل أحد الأدباء يبالغ في ادعائه فيزعم أنه حينما يغمض عينيه فإنه يسمع هامساً ينفث في أذنيه الأفكار والمعاني ليصوغها في نص شعري، وهذا من المبالغات الممجوجة في تقدير البواعث الخارجية الخالقة للإنتاج الإبداعي. ولما حدثت الطفرة العلمية في العلوم الطبيعية في القرن العشرين استدعى ذلك قيام العلوم الإنسانية بمضاعفة الجهد البحثي تأسياً بالعلوم الطبيعية، وحتى تُدرس عملية الإنتاج الإبداعي دراسة علمية جادة وموضوعية ظهر النقد العلمي «الجديد» القائم على علم الاجتماع وعلم النفس اللذين قطعا شوطاً من التقدم، كل هذا التطور أدى إلى أن تُدرس الظاهرة الأدبية بعيداً عن التفسير الميتافيزيقي، وأصبح النقد يتجاوز مناهج النقد الكلاسيكي القديم والرؤية الرومانسية تحديداً، وغدا مصطلح الإلهام مفهوماً قديماً مهجوراً، وأضحى الإلهام وما شايعه من (ربات الشعر) أو ما يُعرف عند العرب شياطين الشعر نسياً منسياً، وصار الإبداع الأدبي يختص بالتعبير عن التجارب الحقيقية قليلاً وعن التخييل كثيراً، ويعني بإعادة صياغة الواقع ويهتم بالكتابة عن الظروف الإنسانية والاجتماعية، وبذلك صار الإنتاج الأدبي قابلاً للدراسة الموضوعية وللبحث العلمي، وعليه فقد تحقق التجاوز للإلهام الخارجي وللإيحاء الغيبي وتجاوزنا مرحلة قديمة كانت الدراسات قائمة على الانطباع الذاتي والذوق الشخصي.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يزور الجناح السعودي في «إكسبو 2025 أوساكا»

زار وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان،

زار وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اليوم جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا في مدينة أوساكا في اليابان، في إطار زيارته الرسمية لليابان.

وكان في استقبال وزير الثقافة لدى وصوله للجناح، نائب وزير الثقافة رئيس اللجنة التنفيذية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية حامد بن محمد فايز، ومساعد وزير الثقافة راكان بن إبراهيم الطوق، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الدكتور غازي فيصل بن زقر، والرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان، والمشرف العام على وكالة الفعاليات والمهرجانات الثقافية مدير عام إدارة المشاريع المؤسسية بوزارة الثقافة مي الرشيد، ومدير الجناح السعودي المشارك في إكسبو 2025 أوساكا المهندس عادل الفايز.

وتجوّل على أقسام الجناح الوطني، مطلعاً على تصميمه، وآخر ما وصلت له الأعمال الإنشائية في الجناح بمقر المعرض الدولي الذي يفتح أبوابه خلال أبريل 2025.

واستمع إلى شرح لتفاصيل تجربة الزائر، وأقسام الجناح الوطني؛ الذي يقدم محتوى معرفياً للركائز الثلاث المُشتملة على تاريخ المملكة في صورة قصة تأخذ المشاركين في رحلة لاستكشاف ثقافات المملكة، وتقاليدها، وقيمها التي تشكل الركائز الأساسية لهويتها، ويسلط الجناح الضوء على التحول الجذري الكبير الذي يطرأ على المملكة اليوم، ومساهماتها في خلق مستقبل أفضل للعالم.

ويجسد تصميم جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا الذي أنجزته شركة «فوستر + بارتنرز» المعمارية الرائدة، البيئة الطبيعية للمملكة، مازجاً التشكيلات الصحراوية مع عناصر معمارية حديثة في إشارة إلى الصلة الوثيقة بين التراث التاريخي والتطور المستقبلي، ويحمل التصميم المستوحى من مفهوم المسؤولية البيئية عناصر ذات انبعاثات كربونية منخفضة، ويحتوي على نظام إضاءة موفر للطاقة، ويوظف تقنيات جمع مياه الأمطار، إلى جانب تزويده بألواح طاقة شمسية لإنتاج طاقة نظيفة.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزارة الثقافة تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين»

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا استوديو بالرياض، وهو مهرجانٌ يجوب في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف المهرجان في هذه النسخة ثقافة الجمهورية العراقية ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويعيش فيه الزائر رحلةً استثنائية عبر الزمن، حيث يسلّط الضوء على محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، ويشمل أعمالًا فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعًا ثقافيًا أنيقًا وإبداعًا في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف» وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين، ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصورًا لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافية من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين، وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفن السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

وأخيرًا قسم «درب الوصل» الذي يستعرض مجالاتٍ مُنوَّعة من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، حيث يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافة السعودية والعراقية، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح، ومنطقة المطاعم التي تُقدم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءًا من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجارب فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .