Connect with us

ثقافة وفن

الأدب يُفرّق العرب!

لم تكن النُخب العربية، في مستوى ما طرحته، الأحزاب والتيارات، وما رفعته الشعارات من (أمة عربية واحدة، ذات رسالة

لم تكن النُخب العربية، في مستوى ما طرحته، الأحزاب والتيارات، وما رفعته الشعارات من (أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة) إلى (من الماء إلى الماء، نحن الأصل وغيرنا هباء) وغيرها من عبارات تسحر اللُّب ببلاغتها، إلا أنها لا تسهم في تحقيق أحلام، ولا تبني مشروعاً لبلوغ الطموحات، القاصدة التقدم وبناء إنسان عربي جديد، وتوحيد الأُمة، ولعل المثقفين والأدباء، أسهموا بقصد ومن دونه في تمرير لغة استعلاء المراكز على الأطراف، كما كان يُسمى، إضافة إلى الغمز واللمز والتنقص من شأن المنجز العربي الوارد من فضاء غير فضاء العواصم المركزية، ولم تخل الأعمال الأدبية (سرداً وشعراً) من تطاول لغوي يتنافى مع مفهوم الأخوّة العربية، والوحدة النموذجية، وهنا نطرح سؤال (هل وحّدنا الأدب؟) على عدد من رموز الثقافة؛ فيرى الناقد الأكاديمي الدكتور أيمن بكر، أن علينا التعامل بحذر مع مقولتين تشتركان في صناعة أفق تصوراتنا النقدية وإنْ بصورة غير واعية؛ الأولى: أن الأدب يعكس المجتمع والثقافة بصورة ما، والثانية: أنه إبداع يخضع لمنظور فردي خالص. وذهب إلى أنه على ما في المقولتين من تناقض إلا أن صحتهما تكمن في حضورهما المشترك، فالعمل الأدبي مزيج صعب من العنصرين، إضافةً إلى الثقافات التحتية التي يضمها كل مجتمع عربي، ما يمكن معه القول إن الأمرين حاضران في الأعمال العربية خاصة الرواية: إثارة النعرات القومية، أو إبراز مساحات التلاحم الثقافي. وتساءل بكر: هل ينفصل الأمر عن عملية تأويل نشطة مبطنة بمواقف أيديولوجية؟ ويجيب: الأمر معقد حقاً. ورجح علو كعب الأعمال الأدبية الجيدة على أي استخدامات مباشرة لمساحات التنافر بين الثقافات العربية، أو ربما تستخدمها لتعريتها، وإعمال آلة التحليل فيها. وقال: أحسب أن الأمر سينتهي إلى حالة من التفاهم والنقاش المتعقل بأكثر مما سينتهي إلى توسيع مساحات الالتهاب.

وذهب الشاعر علي بافقيه إلى أن الأدب العربي والأدباء العرب يساهمون في تعزيز التقارب العربي، كون الأديب والكاتب بشكل عام أقرب إلى معرفة الوشائج والعوامل المؤدية إلى التقارب مثل اللغة المشتركة والتاريخ المشترك وكذلك الهموم المشتركة والجغرافيا، إلى كثير من العوامل التي تجعل التقارب مصلحة الجميع ومصير الجميع. وعدّ الميل إلى زيادة الإحن والتباعد توجهاً سطحياً لا يليق بالشاعر والمفكر والأديب.

فيما أنزلت الكاتبة الفلسطينية رجاء بكرية، السؤال في خانة القلب، كما قالت، كونه يحفر في نفق الحكاية المستحيلة، فالتقارب هنا بقدر التباعد، والرغبة والوحشة بقدر الإحجام والفرقة. وترى بكرية أن الأدب هذه الأيام ما عاد يؤدي دوره البعيد الذي يعرفه الجيل الذهبي، وأعني الجيل الذي فهم أن زهو حضوره منوط بزهو الآخر الذي يقاربه إبداعاً واستثناء، كونه يحتاج إلى فرح روحي تصنعه المجموعة وهي تتألق في حالة انغمار لا يُعاد. وتذهب إلى أن الغيرة وقلة الكفاءة والاستحقاق المشفوعين بالعلاقات الشخصية، تتحكم في الكتابة، وهي أسوأ ما يمكن أن يغذي العلاقات المرضية في الأدب. وقالت: ولأننا نحتاج علاقات صحية معافاة من الشظايا وتبعاتها، نحن الأدباء مطالبون أن نغذي الحالة بدفء التواصل الحر، كالقرنفل الحر تماماً الذي ينتشر في جهات العالم دون أن يطالب أحداً بضريبة مفترضة على الفتنة التي يغمر بها أرواح البشر، بحكم أن حرارة الأدب تبوخ حين تتخللها المصلحة لذلك نريدها حرة تماماً دافئة جداً، منطقها التبادل الثقافي وتغذية التجربة الفردية بتفاصيل أحجارها الكريمة.

وعدّ الكاتب عمر فوزان الفوزان الثقافة هوية وليست مواطنة، إذ ليس لها حدود كونها نظاماً متكاملاً يشتمل على كل من المعرفة والقانون والعادات والتقاليد والأخلاق وغيرها من الأمور التي يكتسبها الإنسان بوصفه أحد أفراد المجتمع. ويعرّف المثقف بالذي يهتم ويلم بمواضيع مختلفة ومتنوعة كالأدب والفكر والفنون والسياسة والدين والاقتصاد والتاريخ وباقي العلوم المختلفة، ولديه القدرة على التفكير والتحليل المنطقي والربط بين هذه العلوم المختلفة وتكوين قناعات وأفكار عامة. ويرى الفوزان الأدب أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف البشر وأفكارهم وخواطرهم وهواجسهم بأرقى الأساليب الكتابية. ويؤكد أن عادة المثقف النخبوي الرفيع عقلاني في الفهم والنقد والاهتمام بالإيجابيات وتقييم النص بعدالة وشفافية وعقلانية وموضوعية ومصداقية، فالأدب النخبوي الرفيع في العادة يهتم بإصلاح المجتمعات وتنويرها بعيداً عن المجاملة والمدح المبالغ فيه، مضيفاً أن بعض النصوص تميل للتجريح أو الهجاء، وتثير مشاعر الجماهير العربية وبالتالي تكون أداة تباعد، بحكم تبادل الشتائم، في فضاء مليء ببسطاء سرعان ما تُستثار مشاعرهم نحو الوطن الأمّ. وطالب الفوزان بثقافة بديلة تعزز تقبّل الآخر والتسليم بالاختلاف والتنوع والتعددية، ويتطلع لمستقبل كفيل بتأصيل وتقوية الضمير لدى الأديب والمتذوق الأدبي ما يسهم في زيادة وعي الشعوب العربية.

وترى عضو اتحاد كُتاب مصر الدكتورة إلهام سيف الدولة حمدان، أن الظن يذهب بالبعض إلى أن الإجابة على هذا السؤال المطروح بسيطة وسهلة، وأن السطور القليلة والكلمات المُوجزة، كافية للرد المُقنع الذي يستطيع «ري» عطش صاحب هذا السؤال!

وتؤكد أن الحقيقة غير هذا الاعتقاد تماماً. وتتساءل: لماذا؟ وتجيب «لأن خارطة العالم العربي فوق سطح الكرة الأرضية تحكمها ــ وتتحكَّم فيها ــ جغرافية وتضاريس تراوح بين القسوة الحانية والحنان القاسي، إذ تجمع في جهة الخضرة والماء والنماء، وفي جهةٍ أخرى الجفاف، والصحارى الجرداء، تلك الصحارى التي يحاول الإنسان جاهداً ـ بسلاح العلم والتكنولوجيا ـ أن يبُث روح الاخضرار في أوصالها، ما يجعل من المنطقي والبديهي أن تكون للبشر في كل بقعة طبيعة خاصة ونمط اجتماعي وسلوكي يختلف كلياً وجزئياً عن غيره في المناطق الأخرى». وطالبت حمدان بأن تكون لدينا الشجاعة في مواجهة أنفسنا بالاعتراف بأن «الأميَّة» الأدبية تحتل النصيب الأكبر داخل العقل العربي، ما يصعب معها إيجاد التقارب المنشود، لاختلاف الثقافات وتنوع نظم التعليم داخل الشريحة المحدودة التي تنعم بظلال الدراسة والثقافة.

الأدب الحديث في معزل عن قضايا العرب

ولا يرى الكاتب الدكتور خالد الخضري، أن للأدب دوراً في خدمة القضايا العربية بشكل عام، وربما هناك نماذج لشعراء أحيوا روح الشعوبية، وهناك آخرون ركزوا على القضايا العربية منها قضية فلسطين مثلاً، التي مزجت السياسي بالديني، أو الوطنية المرتبطة بانتماءاتهم لدولهم، والأخير يمثل جانباً إيجابياً، فإذكاء روح الوطنية أمر يستحق الدعم. ويذهب إلى أن الأدب العربي الحديث لم يتمكن من مناقشة قضايا الإنسان العربي، متجاهلاً أننا شعوب لها همومها الإنسانية المتطلعة لمن يعبر عنها، والموجه لها أصابع اتهام بالإرهاب ما يحتّم الدفاع عنها. وتساءل الخضري: أين الأعمال الإبداعية شعراً كان أو رواية التي حاولت أن تقدمنا، على حقيقتنا وبعيداً عن الأدلجة السياسية التي أرادت لشعوبنا أن تتقمص أدواراً أو تدخل في نفق مظلم. وعد الكاتب العربي عاجزاً عن ترجمة واقع الإنسان، ناهيك عن خدمة التقارب العربي، ويراه يرزح في ذاتيته المقيتة التي جعلت منه محدود الطرح، ويظن أنه صاحب مشروع خاص، وأنه يقدم عملاً إبداعياً مهماً.

ويعيد الناقد جبريل سبعي، سؤالنا إلى السؤال الذي ما انفك الأدباء والمفكرون يطرحونه على الدوام، وهو: ما وظيفة الأدب؟ ويجيب: لا أكون مبالغاً إذا قررت اليوم أن الأدب لم يعد له ذلك الشأن الذي تسنّمه في الماضي، وكان الشعر – على سبيل المثال- هو آلة الإعلام، وهو صوت الفرد والجماعة، وهو سيد المجالس، والمواقف، والتمثلات. ويراه اليوم تراجع كثيراً، وبالمقابل أصبحت هنالك عناصر أخرى فاعلة في مسألة تغيير العالم، ويمكن إجمالها في: الأحداث السياسية الكبرى، وما زرعته من قوانين وأنظمة ومفاهيم جديدة، والتقدم العلمي وما أوجده من الوسائل التقنية والرقمية الحديثة، والتحولات الاقتصادية الصاعدة ببعض المجتمعات والهابطة ببعضها الآخر.

وعدّ هذه العوامل سبباً في تغيير كبير على الصعيد الاجتماعي، إذ شكلت المفاهيم، والمواقف، وأحدثت المنعطفات الكبرى في توجهات الشعوب، وأنماط حياتها المختلفة، مادية وروحية، في ظل تراجع الشعر على مستوى التأثير، وتبعا لذلك التراجع استبدلت به وسيلة أخرى،هي الأكثر تأثيراً في الجماهير، ألا وهي «الصورة الضوئية» سينمائية، أو فوتوغرافية.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يهنئ القيادة بنجاح موسم الحج 1446هـ

رفع وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل

رفع وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام 1446هـ.

وقال وزير الثقافة: «إن النجاح الذي تحقق جاء ثمرة لتوجيهات كريمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين ومن متابعة وإشراف من سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وما سخرته قيادة المملكة العربية السعودية من جهود وإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، ليؤدوا شعيرتهم بكل يسر وطمأنينة»، مقدماً شكره إلى جميع العاملين من جميع القطاعات لما قدموه من خدمة الحجاج.

أخبار ذات صلة

وأشار إلى أن خدمة ضيوف الرحمن، ثقافة راسخة في وجدان السعوديين تتوارثها الأجيال، وتُجسد استشعارهم لشرف المكان والزمان, سائلاً الله -عز وجل- أن يديم الأمن والرخاء والنماء على هذه البلاد في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.

Continue Reading

ثقافة وفن

بعد غياب عن مهرجان موازين.. شيرين عبد الوهاب تلتقي جمهورها المغربي

أعلنت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب إحياءها حفلاً غنائياً ضخماً مع جمهورها المغربي والعربي يوم 28 يونيو الجاري

أعلنت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب إحياءها حفلاً غنائياً ضخماً مع جمهورها المغربي والعربي يوم 28 يونيو الجاري 2025، ضمن فعاليات مهرجان «موازين» الشهير بالمغرب.

وتقدم شيرين الحفل بقيادة المايسترو مدحت خميس، ومن المقرر أن تقدم لجمهورها باقة متنوعة من أغانيها القديمة والحديثة التى يتفاعل معها الجمهور ومنها «اللي يقابل حبيبي»، «مشاعر»، «كدابين»،«متحاسبنيش»، «بص بقى»، «بتمنى أنساك»، «صبري قليل»، «آه يا ليل»، «على بالي» وغيرها من الأغنيات.

ومن جانبها، روجت شيرين عبد الوهاب لبوستر الحفل عبر حسابها الرسمي بموقع «إنستغرام»، وكتبت معلقة:«جمهوري الحبيب الغالي عيد سعيد عليكم.. انتظروني فى حفل موازين المغرب».

وفي وقت سابق، عادت شيرين عبد الوهاب لطرح أغانيها الجديدة عبر المنصات الموسيقية، في أول خطوة فعلية لها بعد انتهاء أزمتها القانونية مع روتانا.

أخبار ذات صلة

وتعد أغنية «أكتر وأكتر» آخر أغاني شيرين عبد الوهاب الدعائية لصالح إحدى شركات الاتصالات، بالتزامن مع بداية شهر رمضان الماضي، وهي من كلمات أيمن بهجت قمر، وألحان عزيز الشافعي.

وظهرت ابنة شيرين عبد الوهاب برفقتها خلال الإعلان، بجانب ظهور الفنان ماجد الكدواني برفقة أسرته، كما ظهرت والدة كابتن مصطفى شوبير حارس مرمى النادي الأهلي رفقته.

Continue Reading

ثقافة وفن

بطل «المهمة المستحيلة» يسجل رقماً قياسياً في «غينيس»

حصل النجم العالمي توم كروز على لقب قياسي جديد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن أدائه لمشهد خطير غير مسبوق

حصل النجم العالمي توم كروز على لقب قياسي جديد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن أدائه لمشهد خطير غير مسبوق في فيلمه الأخير «مهمة مستحيلة: الحساب الأخير».

وسجل كروز الرقم القياسي العالمي عن فئة «أكثر قفزات بالمظلة المشتعلة ينفذها فرد». وخلال تصوير المشهد، قام الممثل البالغ من العمر 62 عاما، بـ16 قفزة مختلفة من طائرة هليكوبتر وهو يحمل مظلة مشبعة بالوقود ومشتعلة بالنيران، حيث كان يقطع في كل مرة بقايا المظلة المحترقة قبل أن ينشر بنجاح مظلة احتياطية للهبوط بأمان.

وصرح كريغ غلينداي، رئيس تحرير موسوعة غينيس، بأن كروز ليس مجرد ممثل يؤدي أدوار البطولة، «بل هو بطل حقيقي في الواقع»، مشيرا إلى أن سر نجاحه يكمن في إصراره على المصداقية ودفع حدود الإمكانات البشرية. وأضاف: «إنه لشرف لنا أن نكرم جرأته المطلقة بمنحه هذا اللقب الجديد في موسوعة غينيس».

وتم تصوير المشهد في موقع جبلي بجنوب أفريقيا، يعرف بجبال دراكنزبرغ، حيث تم إسقاط كروز من ارتفاع يزيد على 7500 قدم. واستغرقت كل مظلة مشتعلة ما بين 2.5 إلى 3 ثوان قبل أن تتلف تماما. وخلال بعض القفزات، حمل كروز كاميرا متخصصة تزن 50 رطلا لتصوير لقطات مقربة أثناء السقوط الحر.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحقق فيها كروز رقما قياسيا في موسوعة غينيس، حيث يحمل أيضا لقب «الممثل صاحب أكبر عدد من الأفلام المتتالية التي حققت إيرادات تزيد على 100 مليون دولار»، بدءا من فيلم «جاك ريتشر» عام 2012، مرورا بسلسلة أفلام «مهمة مستحيلة» و«المومياء» و«توب غان: مافريك»، وصولا إلى «مهمة مستحيلة: الحساب الأخير».

أخبار ذات صلة

وفي سياق متصل، كشف كروز أخيرا عن التحديات الجسدية الهائلة التي واجهها خلال تصوير المشاهد الخطيرة، بما في ذلك لحظات فقد فيها الوعي بسبب نقص الأكسجين أثناء تصوير مشهد التعلق بطائرة قديمة في الجو.

وتأتي هذه الإنجازات لتؤكد سمعة كروز كأحد أكثر نجوم هوليوود جرأة والتزاما بإبهار الجمهور بمشاهد حركة حقيقية غير معتمدة على المؤثرات البصرية.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .