Connect with us

ثقافة وفن

أُمّي التي علّمتني الشِّعر والغناء

.1سأبدأ من بعيد ما دام الكلام عن الشعر.إذا صح القول من أن الطفل يتأثر وهو في الرحم بأمه ومحيطه، فإنني إذن ولدتُ وترًا

.1

سأبدأ من بعيد ما دام الكلام عن الشعر.

إذا صح القول من أن الطفل يتأثر وهو في الرحم بأمه ومحيطه، فإنني إذن ولدتُ وترًا مشدودًا وإيقاعًا رائقًا؛ فقد كانت أمي -رحمها الله- تُغَنّي في معظم أوقاتها. هي شاعرة، وإذا صح لنا أن نسمي من يقرأ ولا يجيد الكتابة مثقفًا فهي مثقفة في المجال الشعبي أو العامي. ملمة بالثقافة الشعبية من الأشعار إلى الغناء إلى الأفكار والحكم. والأمثال دائمًا على طرف لسانها، تقول المثل في اللحظة المناسبة.

يبدو لي أنها صاحبة رؤية في الحياة والناس. تقرأ ولا تجيد الكتابة.

هكذا إذن تخلّقتُ من الرحم إلى الكون.

.2

ولدت في قرية بحضرموت، لم أعرف أبي الذي كان طوال عمره في مكة. كان تلميذًا بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة ولكن وفاة أخيه الأكبر أجبرته على الانقطاع عن الدراسة ليأخذ مكان أخيه في العمل. أعطاني أبي الهدوء والتأمل وأعطتني أمي الشعر والغناء، كان أخوه الأكبر رجلًا مكيًّا نبيلًا؛ فقد دفع بأخيه للدراسة ليقوم هو بشؤون العائلة، هذا العم الجميل النبيل لا ننساه أبدًا، وكان أبي يذكره دائمًا بالخير. وبالمناسبة فهو جد الأستاذ حسين بافقيه الكاتب المعروف والمؤرخ للثقافة في المملكة والوطن العربي.

.3

ربما اكتشفت نفسي في الصف الرابع الابتدائي، فقد كنت أستلم الكتب من المدرسة، وأنهمك في قراءة كتاب النصوص وكتاب المطالعة. ثم بدأت أعرف أسماء الشعراء القدامى في الشعر العربي. بعدها انهمكت في قراءة المعلقات والشعر العربي القديم وكنت أضع في جيبي قصاصات وأبياتًا ومقاطعَ لما يعجبني من الأشعار.

فيما بعد لاحظت الملحق الأدبي في جريدة الندوة؛ لأن أبي كان يقتنيها أحيانًا. وأظن أنني لم ألاحظ الساحة الأدبية إلا في المرحلة المتوسطة (عمر 14 سنة تقريبًا)..

عندها عرفت أسماء الشعراء السعوديين وكتاباتهم؛ مثل محمد حسن عواد وحسن القرشي. وهكذا بدأت اطّلع على أسماء شعراء معاصرين في الوطن العربي، وبدأت اُكوّن مكتبة صغيرة، وأسهر الليالي في القراءة، وهكذا هبط مستواي من الأوائل في مدرسة الفلاح بمكة إلى ما بعد الأوائل. وكان من حسن الحظ أن لديَّ زملاء يهتمون بالكتب والقراءة مثل لطف الله قاري، كاتب سعودي معروف ومؤرخ، وكذلك طاهر تونسي وهو طبيب وكاتب ومثقف وبروفيسور في الجامعة.. كنا الثلاثة متقاربين في الاهتمامات نشجع بعضنا على الكتب والقراءة..4

المرحلة الرابعة والأهم عندما التحقت بكلية البترول والمعادن في الظهران -هي الآن جامعة الملك فهد- من هناك بدأت أسافر إلى الكويت والبحرين من أجل الكتب والمكتبات. وكنت أكتب شعر الشطرين، أي الشعر العمودي، وأتأمل في شعر التفعيلة وما ُيكتب عنه في الصحف..5

منتصف السبعينات -ربما 1974- أقيمت حفلة في كلية البترول والمعادن ومن ضمنها صعد علي الدميني إلى المنصة وأخذ ينهمر بإيقاعات أخّاذة وجمل شعرية مكتظة بالحياة والفن، عند هذه اللحظة انحسم موقفي من قصيدة التفعيلة واكتشفت ما غاب عن الذهن.

كنت قد نشرت قصائد عمودية؛ بعضها في ملحق جريدة اليوم ومعظمها في أدبيات كلية البترول والمعادن، وكنت قد كتبت محاولات في قصيدة التفعيلة لكنني منذ تلك الأمسية انهمكت في قصيدة التفعيلة وقراءة قصيدة النثر وخرجت من جلدي القديم.

6.

من المواقف الجميلة في مساري الشعري أن الأصدقاء هم من دفعوني إلى جمع قصائدي ونشر المجموعة الأولى، أذكر هنا عبدالعزيز مشري وجبير المليحان وعبدالله نور؛ فقد كان الأستاذ عبدالله نور يأخذني على حدة ويقول:

فين قصائدك؟ ضعها في كتاب.

وعندما اخترت مجموعة قصائد وأعطيت نسخًا من الملف لبعض الأصدقاء، اتصل بي صديقي وأستاذي عبدالعزيز مشري قائلًا دون مقدمات:

– فين عروة يا عروة.

قلت: اخترت مجموعة قصائد وتخلصت من الباقي.

قال: لا، عروة يا عروة. فبحثت عن (قصيدة عروة بن الورد) ونسقتها وأضفتها للمجموعة.

7.

والآن!؟

الآن، مجموعتي الشعرية الثالثة متناثرة في صفحتي على الفيسبوك، على مدى 12 سنة وأكثر، وقد حاولت أن أجد من يجمعها من صفحات الفيسبوك دون جدوى. الذي حدث -وهو مقلب حقيقي- أنني كنت آخذ مسودة القصيدة وأقوم بتبييضها وبتنسيقها وتصحيحها على صفحتي في الفيسبوك ثم أهمل الأوراق وكأنني قد حفظتها.

المؤلم بحق هو: منذ ما يقارب 13 سنة حتى الآن ومجموعتي الشعرية الثالثة هناك بين مطاوي الفيسبوك ولا يمكن السحب إلى الخلف لجمعها.

7.2

أعتبر نفسي شابًّا في السبعين. أمشي 40 دقيقة يوميًا. أستمتع بالفطور عندما أستيقظ. أتذكّر الفول بحسرة -لأنني الآن خارج الوطن- أتذكر فوال الأفراح في الرياض الذي أضرب له مشوارًا رغم وجود فوال معروف بالقرب من بيتي في الرياض.

بعد الفطور أضع الشاهي والسجارة وأقعد على الكنب محدّقا في الملكوت.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

ثقافة وفن

قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشِّعر عبد العزيز الفيصل

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين)

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين) ضيفاً على قيصرية الكتاب؛ بمناسبة صدور كتابه الأحدث «شعر بنى هلال في الجاهلية والإسلام إلى زمن التغريبة جمعاً وتحقيقاً ودراسة». ويتحدث الفيصل في الندوة، التي يديرها الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، عن جوانب من سيرته التعليمية والعلمية والعملية، وعلاقته الوطيدة بشعراء جزيرة العرب، إذ يعد من أوائل الأكاديميين السعوديين المتخصصين في الأدب العربي، وله ما ينيف على 20 مؤلفاً في الثقافة والأدب والتاريخ والشعر.

والفيصل من مواليد محافظة سدير عام 1943م، وشغل منصب أوّل عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية، وعمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التخطيط لمدة ستة أعوام، وتم تكريمه من قِبَلِ الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود، والنادي الأدبي بالرياض، ولُقّب من قِبَلِ هاتين الجهتين بـ«رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية». كما تمت إقامة ندوة عن المحتفى به، شارك فيها تسعة أكاديميين بسبعة بحوث عنه.

تعقد الندوة مساء غد في تمام الساعة ٧:٣٠ مساءً، بمقر قيصرية الكتاب بساحة العدل بمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض.

Continue Reading

ثقافة وفن

سعوديتان.. ومصري وصومالي في معرض الاتجاهات الأربعة

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية ومصر والصومال، وهم: حنان الحازمي، وجواهر السيد من السعودية، وعاطف أحمد من مصر، وعبدالعزيز بوبي من الصومال.

ووفقاً لمدير الاتيليه هشام قنديل، سيقدم كل فنان تجربته الخاصة واتجاهه الخاص الذي يميزه عن أقرانه من الفنانين.

وتقدم الفنانة جواهر السيد 10 لوحات تمثل آخر تجاربها، التي يقول عنها الناقد تحسين يقين: «إن ما يميزها هذا التواصل اللافت بين النساء والأطفال، فضلا عن تعبير الألوان عن المشاعر بذكاء واحتراف».

وأضاف: «على شاطئ جدة الجميلة، أطالت الفنانة تأملاتها النفسية والاجتماعية، لتعبر عن ذلك خطوطا وألوانا، تتجاوز بها مكانها، لتعبر عن حال الإنسان اليوم في هذا العالم ذي النزعة الفردية».

وتقدم الفنانة حنان الحازمي 10 لوحات بأحجام مختلفة تجمع بين التعبيرية والتجريدية، وستضع في هذا المعرض أقدامها بقوة في المشهد التشكيلي السعودي. وحول تجربتها، قال الناقد المصري الدكتور حسان صبحي: «اعتمدت الفنانة حنان الحازمي على طرق تحليلية خاصة في إبداع التركيبات الفنية واستخدام أقل عدد ممكن من المفردات والوسائط التعبيرية ذات الكثافة والثقل في تعبيراتها البصرية لطرح نموذج طليعي يضيف إلى الفنون البصرية ويعلي عادات الرؤية لدى المشاهد، وهو أحد الاتجاهات المهمة التي تم التأكيد عليها في الفنون البصرية». ولفت إلى أن تلك الأعمال امتلكت طاقة مسالمة تكتنزها عناصرها وبناؤها التصميمي المشبع بطاقات التعبير والتفكير المفاهيمي.

أما الفنان المصري عاطف أحمد فيقدم 10 لوحات بأسلوبه الخاص المتمرد (ميكس ميديا) تمثل أحدث إبداعاته.

وعن أعماله قال الناقد صلاح بيصار: «أعمال عاطف تنحاز إلى الجموع من الفلاحين الذين يشكلون ملحمة الأمل والعمل، يتتبعهم في خُطاهم بعمق الدلتا من الحقل والحرث والحصاد».

أما الصومالي عبدالعزيز بوبي فهو عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وتتميز تجربته كما يقول الناقد الدكتور عصام عبدالله العسيري بالنضج اللوني التجريدي الثقافي البصري العام.

وبملاحظة مفردات لوحاته سنجد استعارة رسوم وكتابات أرقام وحروف وخطوط ورموز وألوان وإشارات بصرية، يقدمها في تكوينات جميلة وجريئة وبديعة، لها قيم جمالية ثقافية، كالجداريات والمصغرات بألوان جذابة.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .