Connect with us

ثقافة وفن

أول ذكر للعرب.. الملك جندب ودومة الجندل

يعود أقدم ذكر مكتوب لكلمة «العرب» إلى القرن التاسع قبل الميلاد، في نقش خاص بالملك الآشوري شلمنصر الثالث في عام

يعود أقدم ذكر مكتوب لكلمة «العرب» إلى القرن التاسع قبل الميلاد، في نقش خاص بالملك الآشوري شلمنصر الثالث في عام 823 ق.م، الذي يوثق فيها معركته ضد ملك دمشق الآرامي وحلفائه الذين كان من بينهم قبائل عربية على رأسهم «جندبو» الذي يوصف بأنه ملك العرب، وتعرف تلك المعركة باسم «معركة قرقر»، وقعت عند بلدة تاريخية تقع اليوم شمال غرب سوريا تحمل ذات الاسم، وكان لهذه المعركة أثر تاريخي هام لأنها قدمت معطيات ومعلومات بالغة الأهمية في كشف تفاصيل تلك الحقبة، وطبيعة التحالفات القائمة، وأسماء الملوك والحكام، وحملت الإشارة الأولى لشعوب العرب في النصوص الآثارية التاريخية.

في المتحف الوطني السعودي تستقبلك لوحة جدارية، تجسد نصب الملك الآشوري لتلك المعركة، وفيها رسم لرماة آشوريين يضربون بالأسهم على جنود فوق الجمال، وجاء بجانب اللوحة عنوان بالبنط العريض: «العرب يدخلون التاريخ.. على هذه اللوحة يروي أحد الكتبة الآشوريين قصة معركة قرقر التي وقعت عام 853 قبل الميلاد بين جيش آشور الغازي، وبين تحالف من الأمراء والشيوخ، وعرب الصحراء وعلى رأسهم جندبو الذي سُمي بملك العرب»، توضح المعلومات المرفقة مع هذه اللوحة طبيعة ظروف العرب وعلاقاتهم مع دول الجوار في تلك الحقبة: «لم تكن الحروب والصدامات المتكررة هي الأساس بين عرب الصحراء، والمجتمعات الحضرية القديمة كالآشوريين وأهل الشام، بل كانت العلاقات السلمية التجارية أكبر أهمية، وتشير بعض النصوص المكتشفة في بلاد ما وراء النهرين والتي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد إلى أن قوافل من مئات الإبل كانت تتجه إلى هناك من سبأ وتيماء حاملة البضائع من المعادن كالذهب والفضة والجلود والمرمر والبخور».

تعد هذه اللوحة الآشورية أول نص مكتوب ورد فيه اسم العرب، إلا أن هذا لا يعني أن العرب لم يكونوا موجودين قبل ذلك، فقد كانوا قديماً ينسبون إلى قبائلهم ومناطقهم وممالكهم، إلى أن ظهر وتشكل مصطلح «العرب» لاحقاً للإشارة إلى مجموعة من القبائل وسكان البادية ممن يقطنون في جزيرة العرب أو أطرافها.

وتذكر الموسوعة العربية تفاصيل هذا التحالف القديم الذي قاده ملك دمشق الأرامي بر-هدد الثاني ضد الملك الآشوري شلمنصر الثالث: «هذا الملك الآرامي حكم في أواسط القرن التاسع قبل الميلاد وظلت دمشق في عهده قوية، وتميز عهده بمقاومة الآشوريين وبتضامن جيرانه الملوك معه. أبرز ما قام به بر-هدد الثاني تشكيل تحالف من الدويلات السورية الآرامية والكنعانية (الفينيقية) لمجابهة قوات الملك الآشوري شلمنصر الثالث. ضم التحالف إضافة إلى بر-هدد ملك دمشق؛ أرخوليني ملك حماة، وآخاب ملك خُمري، وأمير قونية في إقليم كيليكية، وأمير مصر على إقليم بلاد الشام، وأمير أرقانات (عرقا في لبنان)، وماتينو بعل أمير جزيرة أرواد، وأمير أوستانو، وأدولو بعل أمير سيانو قرب جبلة، وجندب العربي أمير بلاد العرب، وبعاشا من بيت رحوب، وأمير بلاد عمون (عمَّان حالياً). وجرت مجابهة بين هذا التحالف وبين القوات الآشورية بقيادة شلمنصر الثالث في معركة قرقر الأولى على نهر العاصي (جنوبي جسر الشغور حالياً) عام ٨٥٣ قبل الميلاد. وعلى الرغم من أن المتحالفين تكبدوا خسائر كبيرة إلا أن الملك الآشوري لم يستطع أن يحسم المعركة لصالحه».

ويقدم لنا جواد علي في كتابه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» صورة مقربة للمعركة، وفقاً للرواية الآشورية التي تتباهى بانتصارها على التحالف الآرامي العربي، يقول: «وعند مدينة قرقر، الواقعة شمال حماة وعلى مقربة منها، وقعت الواقعة، وتلاقى الجيشان: جيش آشور تسيّره نشوة النصر، وجيوش الآراميين والعرب والفينيقيين ومن انضم إليهم، تجمع بينهم رابطة الدفاع عن أنفسهم، وبغضهم الشديد للآشوريين. لقد تجمع ألوف من جنود الحلفاء في قرقر على رواية ملك آشور؛ لمقاومة الآشوريين وصدهم من التوسع نحو الجنوب، واشتركت في المعركة مئات من المركبات. أما النصر فكان حليف شلمنصر، ورجع ملك آشور إلى بلده منتصرًا، مخلدًا انتصاره هذا في كتابة ليقف عليها الناس».

ومما جاء في نص شلمنصر عن معركة قرقر هذه الكلمات: «قرقر: عاصمته الملكية، أنا أتلفتها، أنا دمرتها، أنا أحرقتها بالنار، ١٢٠٠ عجلة، ١٢٠٠ فارس، ٢٠.٠٠٠ جندي لهدد عازر صاحب إرم، ألف جمل لجندب العربي، هؤلاء الملوك الـ١٢ الذين استقدمهم لمساعدته، برزوا إلى المعركة والقتال، تألبوا عليَّ».

و«جنديبو» أو «جندبو» اسم من الأسماء العربية المعروفة، وهو «جندب»، ويكون هذا الاسم أول اسم عربي يسجل في الكتابات الآشورية. ولم يشر شلمنصر إلى أرضه والمكان الذي كان يحكم فيه. غير أن القرائن تدل على أنها كانت في أطراف البادية من شمال جزيرة العرب، ويرى جواد علي أنه كان ملكًا على غرار الملوك سادات القبائل مثل ملوك الحيرة والغساسنة، وحكم على قبائل خضعت لحكمه وسلطانه، وكان يتناول الإتاوات من الحكومات الكبيرة مقابل حماية حدودها من الغارات والاشتراك معها في الحروب.

ويظهر أن موقع الملك جندب كان في دومة الجندل، في الجوف، التي تقع اليوم في شمال المملكة العربية السعودية، وهو المكان الذي يوصف في النقوش الآشورية بـ«العريبي»، ويسمى جندب بملك العريبي، ويرى المؤرخان كرومان وموسيل أن مكان «عريبي» هو الواحة الوسطى (أدوماتو) دومة الجندل في الجوف، التي كان يسكنها ملوك القبائل الذين وردوا في سفر آراميا الاصحاح 25:- (وكل ملوك العرب وكل ملوك اللفيف الساكنين في البرية).

ورغم اختلاف الدارسين في تحديد المنطقة الجغرافية لمكان مملكة جندب العربي، إلا أن «موسوعة المملكة العربية السعودية» تؤكد أن منطقة الجوف، ودومة الجندل تحديداً هي مركز تلك المملكة العربية القديمة، «فقد كانت دومة الجندل في الطرف الجنوبي من وادي السرحان شمال غربي السعودية، المركز السياسي والديني لعدد من القبائل العربية المتحالفة، وكانت هذه القبائل تُحْكِمُ سيطرتها على الأراضي الواقعة في الأجزاء الجنوبية من وادي السرحان؛ تلك المنطقة التي كانت آنذاك تتمتع بميزات كثيرة، لعل من أهمها: مرور الطريق التجاري القديم عبرها، ما أدى إلى تحكم سكانها في حركة القوافل التجارية القادمة من الجنوب نحو الشمال، وأيضًا تلك المتجهة إلى بلاد الرافدين».

تضيف الموسوعة: لقد ظهرت في هذه الأثناء لأول مرة في التاريخ كلمة (عرب) في أحد النصوص الآشورية التي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وذلك في إشارة إلى القبائل العربية الشمالية التي برزت في تلك الفترة بوصفها كيانات سياسية تدافع عن مصالحها ضد الهيمنة والسياسة التوسعية الآشورية.. وتكشف تلك الأحداث عن قوة جديدة بدأت تظهر في المنطقة، بزعامة جنديبو العربي، فمن خلال سياق النص الآشوري يبدو أن القوة الجديدة كانت على قدر من التنظيم والقوة، ما مكنها من أن تُجنِّدَ جيشًا قوامه ألف محارب بجمالهم، يقف على رأسه الملك نفسه. وفضلاً عن ذلك فإن ظهور مصطلح (ملك) في سياق أحداث هذه الفترة يؤكد أن التنظيم السياسي للتجمعات السكانية في شمالي الجزيرة العربية قد تجاوز مرحلة المشيخة القبلية، فالنص الآشوري يشير بوضوح إلى أن (جنديبو) العربي كان آنذاك يحمل لقب ملك، على قدم المساواة مع ملوك الدويلات الآرامية في الشمال.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزارة الثقافة تُصدر تقويم فعاليات المنظومة الثقافية لعام 2025

أصدرت وزارة الثقافة اليوم تقويم فعاليات المنظومة الثقافية لعام 2025، متضمناً باقة متنوّعة من الفعاليات والأنشطة

أصدرت وزارة الثقافة اليوم تقويم فعاليات المنظومة الثقافية لعام 2025، متضمناً باقة متنوّعة من الفعاليات والأنشطة والمهرجانات التي تُنظّمها المنظومة الثقافية، وتستهدف جميع الشرائح الاجتماعية في عموم مناطق المملكة، وذلك انطلاقاً من حرصها على تيسير وصول المحتوى الثقافي إلى جميع المهتمين، وضمان تفاعلهم مع المعروض الثقافي واستعدادهم له منذ وقت مبكر.

وأتاحت الوزارة التقويم على الرابط الإلكتروني: https://www.moc.gov.sa/-/media/Project/Ministries/Moc/Publications/Cutural-eventsV3_2025.pdf، واشتمل التقويم على فعالياتٍ نوعية، ومؤتمراتٍ متخصصة، وملتقياتٍ إبداعية، من أهمها فعالية «بين ثقافتين» التي تستضيف هذا العام الثقافة الصينية تزامناً مع العام الثقافي السعودي الصيني 2025م، وفعالية «أطفال الثقافة» التي تقام في مدينة الجوف بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل وترتبط ارتباطاً مباشراً بإستراتيجية ثقافة الطفل، إلى جانب مؤتمر الاستثمار الثقافي، ومعارض الكِتاب في أربع مدن، والحفل الختامي للجوائز الثقافية الوطنية، وحفل مسابقة المهارات الثقافية، وأسبوع الرياض للأزياء، ومنتدى الأفلام السعودي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وغيرها من الفعاليات في مجالات الأدب، والفلسفة، والترجمة، وفنون العمارة، والمكتبات، والأزياء، والفنون البصرية، والتراث، والموسيقى، والمسرح والفنون الأدائية، والسينما، وفنون الطهي، والمتاحف.

وتضمن التقويم الفعاليات التي تُقام تزامناً مع عام الحِرف اليدوية 2025، مثل الأسبوع الدولي للحِرف اليدوية «بنان»، بالإضافة إلى مشاركة مبادرة «عام الحِرف اليدوية 2025» في الفعاليات المحلية التي تُقام على مدار العام، وإقامة حفلها الختامي في نهاية العام.

أخبار ذات صلة

واحتوى التقويم على رصد لمشاركة المنظومة الثقافية في عددٍ من الفعاليات الوطنية التي تنظمها مختلف الجهات الحكومية، ومن بينها المشاركة في ملتقى بيبان 2025، وكأس العالم للرياضات الإلكترونية، وغيرها من الفعاليات والمؤتمرات المحلية، التي تُسجل فيها الثقافة السعودية حضورها لتعكس غِنى ثقافة وفنون المملكة.

ويُعد تقويم الفعاليات الثقافية أحد إصدارات وزارة الثقافة، الذي يعكس زخم الحِراك الثقافي السعودي، ويوفّر مرجعاً موثوقاً للجهات والأفراد داخل المملكة، ويعرّف بأنشطة وفعاليات القطاع الثقافي ومواعيدها، ومواقع إقامتها، وذلك في خطوةٍ تعكس حرص الوزارة على توفير المحتوى الثقافي وتسهيل الوصول له، مع ما يتضمنه ذلك من إبراز لجهود المنظومة الثقافية في المساهمة بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، نحو تنمية مستدامة وشاملة للقطاع الثقافي بمختلف قطاعاته.

Continue Reading

ثقافة وفن

السفارة السعودية في سورية تقيم حفل استقبال بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي

أقامت سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية العربية السورية، يوم أمس، في العاصمة دمشق، حفل استقبال بمناسبة

أقامت سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية العربية السورية، يوم أمس، في العاصمة دمشق، حفل استقبال بمناسبة «اليوم العالمي للتنوع الثقافي».

واستقبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية العربية السورية الدكتور فيصل بن سعود المجفل جمعاً من نخب المجتمع السوري بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة هند قبوات.

أخبار ذات صلة

كما حضر الحفل أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في سورية، إذ جرى خلاله استعراض عدد من الفقرات بهذه المناسبة.

Continue Reading

ثقافة وفن

محمد عبدة «SOLD OUT»

نفدت تذاكر الحفل الغنائي الذي يحييه فنان العرب محمد عبده، في المنطقة الشرقية يوم 9 يونيو المقبل، خلال عيد الأضحى

نفدت تذاكر الحفل الغنائي الذي يحييه فنان العرب محمد عبده، في المنطقة الشرقية يوم 9 يونيو المقبل، خلال عيد الأضحى المقبل، وذلك في ليلة استثنائية ساحرة بقيادة المايسترو السعودي هاني فرحات.

ونشرت شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، عبر حسابها الشخصي بموقع «إنستغرام» بوستر الحفل، وكتبت: «جمهور فنان العرب محمد عبده.. نفاد جميع تذاكر أوّل حفل يدشن الخبر أرينا يوم 9 يونيو».

وعلى جانب آخر، يعكف الفنان السعودي بالفترة الحالية على تحضيرات حفله ضمن «جلسات ثنايا العلا»، وذلك يوم الجمعة الموافق 23 مايو، إذ أعلنت الشركة المنظمة نفاد تذاكر حفل فنان العرب قبل موعد الحفل بنحو أسبوعين.

كما يعيش محمد عبده حالة من النشاط الفني، إذ تسبق حفل الشرقية، أمسية طربية يحييها الفنان على مسرح كوكاكولا أرينا في دبي، ويقام الحفل في إطار حفلات العيد يوم السبت 7 يونيو المقبل.

أخبار ذات صلة

وفي سياق مختلف، يستعد فنان العرب محمد عبده لطرح ألبوم غنائي جديد بعنوان «الوفاء للبدر»، غداً الخميس الموافق 22 مايو، يتزامن صدوره مع الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن.

ويتضمن ألبوم فنان عرب 5 أغانٍ جميعها من ألحان الموسيقار الدكتور طلال، فيما تناوب على توزيعها موسيقياً كل من يحيى الموجي، عصام الشرايطي، أمير عبدالمجيد، ووليد فايد.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .