الثقافة و الفن
«ألمي يضيء» لجاسم الصحيّح وتجاوز البناء التقليدي
تتسم قصيدة «ألمي يضيء فأقتفي أضواءه» للشاعر جاسم الصحيح، بطابعها العرفاني الوجودي، الذي يمزج بين التأمل الفلسفي
تتسم قصيدة «ألمي يضيء فأقتفي أضواءه» للشاعر جاسم الصحيح، بطابعها العرفاني الوجودي، الذي يمزج بين التأمل الفلسفي العميق والتعبير الشعري المكثف. إذ تعتمد القصيدة على مفاهيم الشعر الحديث، التي تتجاوز البناء التقليدي للقصيدة، لتفتح آفاقاً جديدة تعبّر عن التحولات النفسية والاجتماعية والوجودية. ومن أبرز هذه المفاهيم، الشك الوجودي، الذي لم يعد مجرد تساؤل نظري، بل تحول إلى أداة تعبيرية تُجسد الصراع الإنساني بين الوعي واللاوعي، وتُبرز العلاقة المعقدة بين الذات والعالم.
من خلال مسار النص، يبحر الشاعر في منطقة شائكة من التداخل بين الوعي واللاوعي، حيث تختلط أسئلة الوجود، الهوية، الزمن، والمصير، ملامساً بذلك إشكاليات كونية بامتياز. في هذا السياق، تتحرر القصيدة من قيود اللغة التقليدية والبنى الاعتيادية، لتصبح مرآة تعكس خفايا الفكر وتجدد معانيه في كلمات مكثفة ودلالات متجددة. النص لا يكتفي بوصف الألم أو تصويره؛ بل يعيد صياغته كمفهوم معرفي، يُبرز قدرة الشعر الحديث على تجاوز الوظيفة الجمالية الخالصة، ليصبح وسيلة للتأمل الفلسفي والتعبير النفسي.
تتميز هذه القصيدة أيضاً بتوظيفها لمفاهيم جديدة في الشعر الحديث، منها التجريب اللغوي، الذي يُعيد تشكيل اللغة الشعرية لتكون أكثر انفتاحاً على الرموز والدلالات. فالشعر الحديث يسعى إلى كسر الحواجز اللغوية التقليدية، ليخلق لغة تعبيرية خاصة تُجسد التجربة الإنسانية بكل تعقيداتها. كما نجد توظيفاً للتناص الثقافي والمعرفي، حيث يُستدعى الضوء والعتمة كرمزين لهما جذور عميقة في الفكر الفلسفي والديني، يفتح النص فيها على أبعاد تأويلية متعددة.
إلى جانب ذلك، يُبرز النص مفهوم التشظي كأحد أبرز ملامح الشعر الحديث، حيث لا يُقدَّم المعنى بشكل مباشر أو خطي، بل من خلال صور متداخلة ودلالات متراكبة. هذه التقنية تعكس طبيعة الإنسان الحديث، الذي يعيش في عالم مليء بالتناقضات والتحولات. وعليه، يتحول النص الشعري إلى فضاء يتشابك فيه الوعي الذاتي مع الأسئلة الكونية الكبرى.
في البنية السيميائية للقصيدة، يتضح أفق العلامات ودلالاتها؛ يتصدر فيها الألم موقعاً محورياً، متجلياً ليس بوصفه شعوراً سلبياً، بل كعنصر كاشف للوجود. في قول الشاعر:
«ألمي يضيء فأقتفي أضواءهُ
وأجوسُ هذي العتمة الكونيةْ»
نرى بوصفه أن الألم يتحول إلى ضوء، وهو نقلة رمزية بالغة الأهمية. ففي السيمياء التقليدية، يمثل الضوء الكشف، الفهم، والبحث عن الحقيقة، بينما ترمز العتمة إلى الجهل والضياع. بذلك، يصبح الألم في هذه القصيدة أداة معرفية ووسيلة لاكتشاف المعنى وسط اللامعنى. هذا التصوير يعكس منظوراً عرفانياً يتعامل مع الألم كجزء من رحلة الإنسان في الإحاطة بالوجود.
وعن الثنائيات الضدية (الأنا والآخر، الروح والجسد) نجد النص مليئاً بالتوترات بين ثنائيات وجودية متناقضة. منها قول الشاعر:
«هل صاغني مطرٌ وبدّل شكلهُ
عبثاً، فأصبح شوكة برّيةْ؟!»
هنا، نجد صراعاً بين التكوين الأصلي للكائن وبين العبثية التي ربما تلاعبت به. فالمطر (رمز الغيث والتجدد) يقابله العبث (رمز الفوضى واللاهدفية). هذه الثنائيات تعكس أزمة الهوية التي يعانيها الشاعر، وهو يبحث عن «النسخة الأصلية» لنفسه، تلك التي لم تتعرض للتشويه أو التحوير كصورة أولى.
في انتقاله، يوظف الشاعر علاقته مع الزمن والخلود بعقد مع الأبدية، فقد تحقق الوقت في النص ليس باعتباره مجرد إطار زمني أو قياساً لحركة الحياة، بل كمعضلة وجودية:
«أفتضُّ سرَّ الوقتِ حيث قصيدتي
عقدٌ أوقعه مع الأبديةْ»
الشاعر هنا ينظر إلى الزمن كمعضلة وجودية تُثير أسئلة عميقة حول الفناء، البقاء، والارتباط الأبدي بين الإبداع الإنساني والخلود. فالزمن في النص ليس مجرد لحظات عابرة، بل هو حالة تساؤل ونقاش مع الذات. إذ يحاول الشاعر «فضّ سر الوقت»، أي فك لغز الزمن الذي يضع الإنسان في مواجهة مع حقيقته الفانية. الزمن هنا ليس خطياً؛ بل يتمثل في امتداد يتقاطع مع الأبدية، يسعى من خلاله الشاعر إلى تجاوز القيود الزمنية من خلال الإبداع الشعري.
نخلص إلى أن الشاعر يُجسد قصيدته كوسيلة للتواصل مع الخلود والارتباط بالأبدية، عندما يُشير إلى أن الإبداع الفني، المتمثل في القصيدة، لا يُقيد بالزمن الفاني، بل هو وسيلة للخلود. فالشعر حسب رؤية الشاعر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو وعد أو ميثاق رمزي يربط بين الإنسان الزمني والفكرة الأبدية. فتصبح القصيدة أداة تحرر من قيود الزمن، يخلّد الشاعر فيها ذاته وفكره من خلال عمله الإبداعي.
وقد تمثّل الميتا خطاب الشعري (الميتاشعر) في هذه الأبيات ليُبرز العلاقة الجدلية بين الزمن والخلود بطريقة فلسفية. فالشاعر لا يُخبرنا عن الزمن مباشرة، بل يستدعي صوراً رمزية مثل «سر الوقت» و«العقد مع الأبدية» ليُعبر عن صراعه مع الفناء وسعيه وراء الخلود.
هذه الصور تجعل النص مفتوحاً على تأويلات عديدة، وتُبرز عمق التجربة الإنسانية التي ينقلها الشاعر. والتقاطع بين الزمن والخلود يبين الزمن كمعضلة تُحاصر الإنسان داخل حدوده الفانية، بينما الخلود هو المخرج الذي يسعى الشاعر لتحقيقه عبر الإبداع.
حتى الخلود، في هذا السياق، ليس فكرة بعيدة المنال، بل هو طموح يتحقق من خلال الفن، الذي ينتصر على الزمن ويُوقّع عقداً دائماً مع الأبدية. هذه العلاقة بين الإبداع والخلود تستدعي مفهوم «الأثر الثقافي»، الذي يبقى بعد زوال الأجساد.
في البُعد النفسي لما يلي نرى صراع الذات مع عالمها الداخلي والخارجي الذي يحقق أزمة الهوية والبحث عن الأصل، وهذه واحدة من أبرز القضايا النفسية في النص هي أزمة الهوية، وتبرز في قول الشاعر:
«أنا نسخةٌ مني أفتشُ في المدى
كي أهتدي للنسخة الأصليةْ»
هذا البحث عن «النسخة الأصلية» يعبر عن قلق وجودي عميق. يشعر بأنه نسخة مشوهة أو ناقصة من ذاته الحقيقية، وهو ما يتماشى مع مفهوم فرويد حول «الأنا المثالية» حيث يسعى الفرد دائماً لتحقيق صورة مثالية عن ذاته. لكن الشاعر، في هذا النص، يبدو عالقاً في منطقة شك، لا يستطيع التمييز بين الأصل والصورة.
وتتمثل الشكوك الذاتية في ارتياب في النفس والأوراق الرسمية، ليجعل الشك في النص لا يتوقف عند الذات الداخلية فقط، بل يمتد ليشمل كل ما يرتبط بها:
«أرتابُ في نفسي وفي خلجاتها
وأشكُّ في أوراقيَ الرسميةْ»
هذا المستوى من الشك يعكس حالة اغتراب وجودي حاد، جاعلاً من الهوية النفسية والقانونية محل تساؤل. من منظور لاكاني، يمكننا تفسير هذا الصراع على أساس الانشقاق بين الذات الحقيقية وصورتها المتخيلة، وهو انشقاق دائم في بنية الذات.
يتجلى في النص أيضاً تأثر واضح بالفكر الوجودي، لاسيما فلسفة العبث عند ألبير كامو، فيصف الشاعر الحياة بأنها «اللعبة العبثية»،حيث يطرح تساؤلات عميقة، فيقول:
«أنا لاعبٌ من لاعبينَ تورَّطوا
عبثاً بهذي اللعبة العبثيةْ»
يتولد في المعنى الإحساس بالعبث يتقاطع مع سؤال الكينونة: هل نحن مجرد لاعبين في لعبة لا هدف لها؟ أم أن هناك معنى خفياً يتجاوز إدراكنا؟ هذه الأسئلة تعكس صراعاً نفسياً بين الرغبة في اكتشاف المعنى والإقرار باللاجدوى.
كذلك يتجلى البعد العرفاني والوجودي في القصيدة من خلال محاولة تفسير الحياة عبر الشعر، فالشاعر يرى أن الشعر هو الوسيلة الوحيدة لفهم كنه الوجود:
«لا شيءَ غير الشعر يبلغ كُنْهنا
فالشعرُ من (أحماضنا النوويةْ)»
هذا التصوير يؤكد على مركزية الشعر كوسيلة للمعرفة. فالشعر في رؤاه ليس مجرد أداة تعبيرية، بل هو جزء جوهري من التكوين الإنساني، تماماً كالأحماض النووية التي تحمل الشيفرة الوراثية. هذه النظرة تتماشى مع الطرح العرفاني الذي يعتبر الكلمة وسيلة للوصول إلى الحقيقة المطلقة. طالما نظر إلى الإنسان بين الروح والطين
في تأمل عميق حول طبيعة الإنسان، ويقول الشاعر:
«هل كنتُ روحاً في الأثيرِ طليقةً
ووقعتُ بين حبائلٍ طينيةْ؟!»
هنا يتجلى التوتر بين الروح (رمز السمو والحرية) والطين (رمز الجسد المادي والقيود الأرضية).
ويعدّ هذا السؤال من أهم التساؤلات التي تعكس حيرة وجودية حول ماهية الإنسان: هل هو كائن روحي عالق في عالم مادي؟ أم أن هذه الثنائية مجرد وهم؟
في لمحة سريعة لبنية القصيدة الفنية والجمالية نجد أن اللغة تتسم بالكثافة الرمزية، فكل مفردة محملة بدلالات متعددة، بدءاً من «الألم» و«الضوء»، وصولاً إلى «العتمة» و«الأبدية». هذه الكثافة تجعل النص مفتوحاً لتأويلات عدة، مما يعزز قيمته العرفانية.
وعن الإيقاع والتكرار نجد أن الإيقاع في النص يأتي من التكرار المدروس لبعض الصور والأفكار، مثل «الألم»، «الأبدية»، و«اللعبة العبثية». وكأن التكرار يعزز من الطابع التأملي للنص، ويجعل القارئ يشعر وكأنه في دوامة من الأسئلة الوجودية التي لا تنتهي.
كما أن النص يتناص مع مفاهيم فلسفية وأدبية عديدة، أبرزها فكرة العبث عند كامو، وفكرة الهوية المتشظية عند لاكان، وفكرة الخلود عبر الإبداع كما في التراث الصوفي. فالتناص بهذه الصورة يضفي عمقاً فكرياً على النص، ويجعله متعدد الطبقات.
النص بعمومه يستحق أن يُقرأ على مستويات متعددة، ويظل مفتوحاً لتأويلات لا تنتهي، تماماً كما هو حال الأسئلة التي يطرحها.
الثقافة و الفن
مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.
سياق الاحتفال والخلفية التاريخية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.
دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030
تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.
الأهمية الثقافية والدولية للحدث
لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.
وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.
الثقافة و الفن
السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.
أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً
يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.
رؤية 2030 ودعم التراث الوطني
تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.
ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟
من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.
الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع
إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.
الثقافة و الفن
السعودية تستعد للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تعرف على استعدادات السعودية للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو، ودور ذلك في إبراز التراث الوطني والحرف اليدوية ضمن رؤية 2030.
تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، الذي يعد أحد أبرز وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية، والمقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، وإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة أمام الجمهور الأوروبي والعالمي.
أهمية المشاركة في المحافل الدولية
تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» منصة عالمية فريدة تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو». وتعد المشاركة السعودية فرصة ذهبية لاستعراض التنوع الثقافي الذي تزخر به مناطق المملكة المختلفة، من فنون السدو والقط العسيري، إلى الصناعات الفخارية والخشبية والمشغولات اليدوية الدقيقة التي تعكس هوية الإنسان السعودي وارتباطه بأرضه.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
تأتي هذه التحركات متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. وتسعى الهيئات المعنية، مثل هيئة التراث ووزارة الثقافة، من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الحرفيين السعوديين وفتح منافذ تسويقية عالمية لمنتجاتهم، مما يساهم في تحويل الحرف اليدوية من مجرد موروث شعبي إلى صناعة ثقافية إبداعية تساهم في الاقتصاد الوطني.
تعزيز التبادل الثقافي السعودي الإيطالي
على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، تمثل هذه المشاركة جسراً للتواصل بين الشعبين السعودي والإيطالي، اللذين يجمعهما تقدير عميق للفنون والتاريخ. فإيطاليا، بكونها عاصمة عالمية للتصميم والفنون، تعد البيئة المثالية لتقديم الإبداع السعودي بصورة عصرية. ومن المتوقع أن يسهم الجناح السعودي في جذب الانتباه نحو الوجهات السياحية التراثية في المملكة، مثل العلا والدرعية، من خلال بوابة الفنون والحرف، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مكانتها كمركز إشعاع حضاري في المنطقة.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية