افتتح ولي العهد نائب حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، اليوم (الأربعاء)، فعاليات الدورة الـ22 لملتقى الشارقة الدولي للراوي تحت شعار «حكايات البحر»، الذي تقام فعالياته في مركز إكسبو الشارقة، ويستمر 3 أيام من 21 وحتى 23 سبتمبر الجاري، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.
بدأ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم، تلاه عرضٌ مرئي جسّد فكرة شعار الدورة الحالية للملتقى، التي تجمع حكايات البحر وتاريخها الزاهر في الذاكرة الشعبية الإماراتية، وفي مختلف الدول العربية.
وتابع ولي العهد نائب حاكم الشارقة، خلال عروض الافتتاح، فقرة عن فن النهمة التي قدمها مجموعة من الفنانين، وهي وصلة فنية غنائية تناولت نماذج من هذا الفن البحري العريق، وأنغامه وأشعاره المتنوعة المحتوى، التي رافقت الصيادين خلال رحلاتهم البحرية في الماضي. وتضمنت الفقرة التي أتت بمصاحبة عرض مرئي على الشاشة، أناشيد منوعة تحث على الشوق للديار، والقيم الأصيلة، إلى جانب بعض الأهازيج التي تمجد المناسبات الدينية.
قدم بعدها رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلم، كلمةً، أكد فيها الدعم غير المحدود للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للثقافة المحلية الإماراتية والعربية، وتكريم رموزها المبدعين، وتلاحم الأجيال الوطنية المبني على الفخر بالتراث، والاعتزاز بالهوية، مستعرضاً العلاقة الوطيدة بين الإماراتيين والبحر، إذ كانت حياتهم مرتبطة به وبعوالمه ومواسم ارتياده، ومنه نسجوا الكثير من الحكايات الشعبية والخرافية.
وقدم الشكر والتقدير إلى ولي العهد لتشريف سموه حفل الافتتاح وتكريم الشخصيات المختارة.
وقال المسلم تأتي الدورة الجديدة محتفية بالموروث الحكائي الإماراتي والعربي والإنساني الغني والزاخر والمتنوّع، لنغوص معكم في أعماق البحر، ونرتاد معاً عوالمه الغرائبية والعجائبية، كونها تبرز جانباً مهماً وملهماً من المخيال الشعبيِّ الغنيِّ، والتمثّل الذكي لرموز الحكايات ودلالتِها، وارتباطها بواقع المجتمعات، وما ترمز إليه، أو تحيل إليه من معانٍ ترتبط بحياة الناس في علاقتهم بالبحر في صور مختلفة، إذ يبرز في الحكايات والأمثال والفنون والأهازيج والحرف والمهن والدّرور والمواسم وغيرها من العناصر التراثية الإماراتية والخليجية.
وتناول المسلم خلال كلمته، أبرز ما تتضمنه الدورة من فعاليات ومشاركات متنوعة وعروض مختلفة.
وتفضل الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي بتكريم عدد من الشخصيات وهم: الفنان الإماراتي إبراهيم جمعة الحاج (ضيف شرف الملتقى)، وعائلة الشاعر الكويتي الراحل محمد فايز العلي (الشخصية الاعتبارية للملتقى)، إضافة إلى نخبة من الرواة البارزين والشخصيات المبدعة في مجال الحكاية الشعبية، وهم: راشد محمد الشحصي الزعابي، وناصر خليفة عبيد بوشبص، وحثبور محمد كداس الرميثي، وحميد بن خليفة بن سالم بن ذيبان.
كما تجّول الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي في أجنحة وأركان الملتقى، مطلعاً على المعرض المصاحب الذي تمحور حول شخصية الملاح والعالم الفلكي الإماراتي أحمد بن ماجد. واستمع الى شرحٍ مفصّل حول ما يتضمنه الجناح من مقتنيات ومخطوطات وشروحات تبين دور ومكانة هذا الملاح الشهير.
كما تفضل بزيارة عدد من الأجنحة المتنوعة المشاركة في هذه الدورة من الملتقى، منها: مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وهيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، ومشروع ثقافة بلا حدود، إضافة إلى المكتبة الوطنية، ونادي تراث الإمارات، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والعديد من المرافق المتنوعة الأخرى.
وتوقف ولي عهد الشارقة عند ركن (حكايات بحار) إذ تابع عرضاً لعدد من الأهازيج البحرية التراثية التي تشكل جزءاً من الذاكرة الشعبية البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتنطلق الدورة الحالية بمشاركة أكثر من 160 خبيراً وباحثاً تراثياً وحكواتيين وإعلاميين من 46 دولة، للمشاركة في العديدَ من البرامج الثقافية والفكرية، والورش التدريبية، والفعاليات الجماهيرية، من بينها 13 ورشةً، منها 3 ورشٍ استباقيةٍ، و10 ورشٍ خلال الملتقى، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والدارسين، إضافة إلى مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وركن التواقيع والإطلاقات، إلى جانب كمٍّ كبيرٍ من الكتب والكُتيبات القيّمة، والنشرات الإخبارية التي تحتفي بشعار هذه الدورة، وهي تزيد على 40 عنواناً.
حضر حفل الافتتاح والجولة رئيس مكتب الحاكم الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، ومدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي الشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي، كما حضره رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي خالد جاسم المدفع، وعدد من المسؤولين في الدوائر الحكومية المحلية، والفنانين والرواة من مختلف الدول العربية، والمهتمين بالتراث والإعلاميين.