Connect with us

ثقافة وفن

وريث الفنون

انتهي فادي من العزف ونظر نحو الوجوه التي تصفق، لم يجد بينها ما يدفعه للاستمرار، انحنى لقبعته المليئة بالنقود وأشياء

انتهي فادي من العزف ونظر نحو الوجوه التي تصفق، لم يجد بينها ما يدفعه للاستمرار، انحنى لقبعته المليئة بالنقود وأشياء أخرى يقدمها بعض الأشخاص كهدية بدلاً من النقود، وكانت هي الأثمن له، مشى متجهاً للشارع الآخر الذي يفصل بينه وبين الشارع الذي تركه زقاق طويلة يسميها المشردون منازل، حين دخل شعر بأحد يتتبعه، ففوجئ بصبيين خلفه، دفعاه فوقع على الأرض وجمعا النقود التي بحوزته، ضحك فادي، فغضب أحد الصبيين وأبرحه ضرباً وشاركه الآخر، فغاب عن الوعي، استيقظ على آلام تحرق جلده، نظر أمامه فوجد رجلاً يجلس على مكتب وبجانبه شمعة تحرق

نفسها لتضيء غرفته الضيقة، التفت الرجل وقبل أن ينطق بكلمة، بدأ فادي يلاحق تفاصيل وجهه، عینان حادتان ذابلتان، لحية سوداء يحاول الشيب مزاحمتها، ومن منبت شعره الكثيف تطل خصلات بيضاء، قال وهو يستعد للوقوف:

– ملامحك تدفعني لعزف لحن صاخب.

وقف الرجل قائلاً:

– إلى أين أيها الصغير ما زلت تتألم!

-لا تبالغ فأنا معتاد، لكن ما أفقدني الوعي إرهاق جسدي وقسوة من هم بعمري.

شرد بنظرة إلى اليمين وقال:

صحيح ربما بالغت.

– لماذا أشعر بأني قلت شيئاً مزعجاً؟

لا تكترث أيها الصغير.

أمسك بذراعه:

بل أكترث، إن أردت أن نتحدث وتستفيد من خبراتي الحياتية، سأكون في هذه الشوارع القريبة، لأبحث عن وجوه جديدة أعزفها كلحن.

ضحك الرجل بصوت يملؤه الغبار وكأنه لم يضحك من مدة:

تتكلم بثقة، لكن كيف تعزف لحناً من الوجوه؟

– أنا لا أقول كل شيء في اللقاء الأول، إن التقينا مرة ثانية أخبرك.

خرج وبقي الرجل متعجباً من طريقته، بعد يومين من لقائهما كان فادي يعزف بالقرب من مسكن الرجل، وكان الرجل يشعر بازدحام الناس عليه، فأصابه الفضول للحديث معه، فاستعد وخرج،

ومن بين ذلك الازدحام لمح فادي الرجل متجهاً نحوه يحمل خصلاته البيضاء على رأسه وتطل من عينيه نظرة مليئة بالفضول، وقف الرجل يستمع للعزف وحين انتهى فادي التقط حقيبته وما تركه المستمعون واتجه إليه وقال:

– كنت متأكدا أنك ستأتي.

– أتيت لأسمع عزف عقلك، قبل عزف أصابعك.

رافقني يا صاحب الخصلات البيضاء.

مشى فادي إلى أن خرج من المدينة والرجل يتبعه ولا يعرف إلى أين يأخذه.

وصلا إلى تل كبير يطل على ملامح المدينة، فادي:

– عندما بدأت أتعرف على الأشياء وأتخيل ما تسمعه أذني، كان والدي يأتي لهذه المدينة يعزف ما بداخله ويعود، وحين يتحدث مع أمي عن يومه ويصف الازدحام فيها، كنت أتساءل كثيرا كيف يبدو شكلها وكيف يعيشون فيها.

– ظننتك تسكنها!

– أنا أسكن مدينة بناها والدي بعيدا وبنى معها عقلي وروحي، فهو علمني كيف أعزف وأرسم وكيف أكتب وأقرأ الوجوه والكتب، فقرأ على عقلي كتباً من الفلسفة وعلم النفس والأدب، أورثني الفنون ورحل، وترك لي آلة كمان تصدر صوتا حزينا وكتبا رائحتها قديمة.

شاركه الرجل معاناته:

– أنا أورثتني حبيبتي الخيبة، ليتها أورثتني طفلاً، يسند خصلاتي البيضاء حين تميل.

– ولماذا تركتك؟

– بحجة أني أبالغ والحياة معي ليست بسيطة.

– يحزنني قول إن هذه حقيقة واضحة لكنها ليست حجة للرحيل، لا بأس.. تعاف منها وتعلم ألا تبالغ إلا مع نفسك.

اكتفى بقول:

– تعافيت، إذن، لنجلس واعزف لي لحن ملامحي الصاخب.

– يسعدني ذلك.

Continue Reading

ثقافة وفن

آخر مشهد سينمائي لـ«سليمان عيد» يتحول إلى واقع أليم بوفاته

سادت حالة من الحزن والصدمة في الشارع المصري؛ بعد وفاة الفنان المصري المعروف بخفة ظله، سليمان عيد، عن عمر ناهز 64

سادت حالة من الحزن والصدمة في الشارع المصري؛ بعد وفاة الفنان المصري المعروف بخفة ظله، سليمان عيد، عن عمر ناهز 64 عاما، إثر تعرضه لسكتة قلبية بشكل مفاجئ ونقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.

وفي سابقة فنية لم تتكرر منذ سنوات، لم يتوقع جمهور الفنان الكبير أن يتحول آخر مشهد له من فيلم «فار بـ7 أرواح» الذي يعرض حاليا في السينمات بالقاهرة إلى حقيقة، ليكتب التاريخ بأن آخر أعمال سليمان عيد كان بمشهد وفاته.

وقدم سليمان عيد في الفيلم الكوميدي «فار بـ7 أرواح» دور جثة هامدة، وخلال المشاهد مر بكل تفاصيل الوفاة، من واقعة الموت إلى وضعه في الكفن، وتغطية وجهه، حتى مرحلة الدفن، كأنه يُجري تجربة لأمر عظيم كان يشعر بقرب حدوثه، في مشاهد أبكت الجمهور.

وشارك في بطولة فيلم «فار بـ7 أرواح» كوكبة من النجوم، أبرزهم إدوارد، ويزو، أحمد فتحي، عنبة، محمد لطفي، ليلى عز العرب، ندى موسى، وغيرهم، من تأليف محمد شيبا، وإخراج شادي علي.

أخبار ذات صلة

وشُيِّع جثمان سليمان عيد اليوم (الجمعة)، من أحد المساجد بمنطقة الشيخ زايد بالقاهرة، وشارك عدد من نجوم الفن بالجنازة، منهم صلاح عبدالله، كريم محمود عبدالعزيز، أحمد السقا، هاني رمزي، أشرف زكي، ومحمود عبدالمغني، ومحمد إمام وآخرون.

من جانبه، أعلن عبدالرحمن، نجل سليمان عيد، موعد ومكان عزاء والده، حيث كتب عبر حسابه على فيسبوك: «عزاء والدي المغفور له بإذن الله، غدا السبت، بعد صلاة المغرب بمسجد الشرطة طريق المحور بالشيخ زايد».

Continue Reading

ثقافة وفن

السعودية تدشّن مشاركتها في «كتاب المغرب 2025»

دشّنت المملكة أمس، جناحها المشارك في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 المقام في العاصمة المغربية

دشّنت المملكة أمس، جناحها المشارك في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 المقام في العاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من 17 إلى 27 أبريل الجاري، بإشراف هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة عدد من الكيانات الثقافية والوطنية.

وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف الواصل أنّ الهيئة تسعى في المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 بالرباط للتعريف بعدد من المبادرات والبرامج التي تُنفذها الهيئة في سبيل تطوير صناعة النشر وتعزيز الحراك الثقافي من خلال دعم حضور الناشرين والوكلاء الأدبيين السعوديين على الساحة العالمية، وتقديم المملكة بصورة تبرز مخزونها المعرفي وتمثل الإرث الثقافي السعودي والتعريف بالإنتاج الفكري المحلي.

وبين أن المعرض يشكّل فرصة داعمة لصناعة الكتاب والنشر بما يتيحه للناشرين السعوديين من تواصل وتلاقح معرفي مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم.

وتعكس هذه المشاركة تنوع وتكامل المشهد الثقافي في المملكة بمشاركة عدد من الجهات الثقافية والتعليمية البارزة، تشرف عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى جانب جامعة طيبة.

أخبار ذات صلة

وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود المملكة لتعزيز العلاقات الثقافية مع المملكة المغربية، وتوسيع مجالات التعاون المشترك، إلى جانب الترويج للفرص الاستثمارية في القطاع الثقافي، انسجاماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جعل الثقافة رافداً للتنمية وجسراً للتواصل الحضاري.

يذكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، من أبرز الفعاليات الثقافية في الوطن العربي، ويشارك فيه 743 عارضاً من 50 دولة حول العالم، ما يمنح مشاركة المملكة زخماً إضافياً ومنصة إستراتيجية لإبراز مكانتها الثقافية على الساحة الدولية.

Continue Reading

ثقافة وفن

«كانت حرارته 40 ويرتعش».. صلاح الجهيني يروي موقفاً جمعه بـ«سليمان عيد» قبل رحيله

روى المؤلف المصري صلاح الجهيني كواليس آخر عمل مسرحي للفنان المصري الراحل سليمان عيد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم

روى المؤلف المصري صلاح الجهيني كواليس آخر عمل مسرحي للفنان المصري الراحل سليمان عيد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم إثر تعرضه لسكتة قلبية بشكل مفاجئ، مشيراً إلى أن الأخير تعرض لوعكة صحية ورغم ذلك رفض الذهاب إلى الإسعاف.

وكتب صلاح الجهيني منشوراً عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقال: «في آخر يوم عرض مسرحي لينا سوا عم سليمان درجة حرارته كانت 40، وكان نايم على سرير موجود جنب المسرح بيرتعش، وعربية الإسعاف مستنياه برة لحد ما المسرحية تخلص».

وتابع الجهيني: «قلتله أنت دورك خلص خلاص واللي فاضل بسيط المهم نتطمن عليك، قاللي يعني أمشي ويفوتني السوكسيه اللي في الآخر.. إحنا عايشين عشان الشوية دول».

أخبار ذات صلة

واختتم الجهيني منشوره داعياً للراحل: «الله يرحمك يا صديقي ورفيقي في السفر والفطار، زي ما كنا بنقول ويا رب حب الناس والسوكسيه يكون واصلك دلوقتي».

يذكر أن جنازة سليمان عيد شيعت عقب أداء الصلاة على جثمانه ظهر اليوم (الجمعة) في الشيخ زايد، وسط حزن أصدقائه في الوسط الفني الذين صدمهم خبر رحيله. وحرص على الحضور عدد من النجوم، أبرزهم أحمد السقا، محمد إمام، كريم محمود عبدالعزيز، أشرف زكي وآخرون.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .