ثقافة وفن

هل السعودية قبلة النقّاد العرب؟!

في الوقت الذي يرى الأكاديمي والشاعر شتيوي الغيثي أنّ كثيراً من النقّاد السعوديين الكبار لا يعترفون بالأجيال الجديدة،

في الوقت الذي يرى الأكاديمي والشاعر شتيوي الغيثي أنّ كثيراً من النقّاد السعوديين الكبار لا يعترفون بالأجيال الجديدة، ولا يقرأون لها، ولا يشيرون إلى تجارب الشعراء الشباب رغم تفوقهم، إلى درجة أنّ أحد المثقفين السعوديين (كما يقول الغيثي) يقطع بأنّ جيل الشباب لدينا لا جديد لديهم إبداعياً ولا تجربة، إلاّ أنّ الأكاديمية والكاتبة منى المالكي في لقائها مع الإعلامي ياسر العمرو أخيراً تختلف مع الغيثي في هذه الرؤية، وتؤكد أنّ ناقداً كبيراً كالدكتور عبدالله الغذامي على سبيل المثال أثنى على تجربة شاعر شاب كحيدر العبدالله، فيما عمل ملتقى النصّ على تجارب الشباب الجديدة، إضافة إلى اهتمام صوالين ثقافية بتجارب الشباب واستضافتهم فيها، وتؤكد المالكي أنّ السعودية اليوم قبلة للنقاد العرب، ملتقى النقد الأدبي، ملتقى الرواية، ملتقى النص كأمثلة على هذا الحراك النقدي، ومع هذا الاختلاف في الاهتمام والمتابعة التي ينظر إليها أكاديميان من جيل واحد؛ أحدهما يرى أنّ هناك فجوة وغياباً، والآخر يرى أنّ هناك تفوقاً نقدياً سعودياً وحضوراً عربياً، وحركة نقدية كبيرة لا يعرفها إلا المهتمون والمتخصصون في هذا الجانب!

«عكاظ» استطلعت آراء المهتمين بالإبداع وحركة النقد لدينا، وهل السعودية بالفعل قبلة النقاد العرب اليوم؟، إذ يقول القاص والكاتب وليد كاملي إنه لا يعتقد بوصف «القبلة» لأن نقّاد الداخل -إن جاز التعبير- لم يعد لهم اهتمام بالحركة الأدبية داخل البلد، فمن باب أولى نقاد الخارج. ربما يكون حراكنا المجتمعي الجديد محط أنظار الكثير منهم لكن هذا باعتقادي شأن آخر له أدبياته وشروطه النقدية التي لا تتعلق بالأدب كثيراً.

فيما نفى الناقد والأكاديمي عبدالدائم السلامي فكرة «قبلة النقد العربي» لأسباب منها، أنّ قبلة نقّادنا العرب هي غربية حدّدها الاستعمار منذ قرن: فهي فرنكفونية بالنسبة إلى المغرب العربي، وأنجلوسكسونية بالنسبة إلى المشرق العربي وخليجه. ويضيف: نحن عالة على النقد، فلا أحد منّا أضاف فكرة واحدة لمقولات النقد الراهن في العالم، ما يُسمى نقداً عربياً إنما هو تمرينات مدرسانية لمقولات نقدية مترجمة يُجريها بعض الأساتذة داخل نصوص أدبية يختارونها بعناية حتى تُوافق هوى تلك المقولات. ينقصنا الناقد الذي يتنبّه للظواهر الأدبيّة في النصوص العربية، ويبحث في أسبابها، ويُظهر أثرها الفني والمضموني في الفعل الإبداعي، وتنقصنا أيضاً ثقافة حُبّ نصوص الأدب العربي، والوعي باختلاف ثقافتها التخييلية عن ثقافات نصوص الأدب في العالم، لأن في ذلك الحبّ ما يُعفينا من مشقّة اللهاث وراء المناهج النقدية، بل وقد يجعل النص الإبداعي العربي جغرافياً رمزية تمثّل أفقاً للنقد وقبلةً للنقاد.

أما الناقد محمد الحميدي فيؤكد أنّ لدينا نقّاداً أصحاب كفاءة عالية أمثال البازعي والغذامي والعباس، ولكننا لسنا قبلة للنقّاد من الخارج، والسبب ببساطة غياب الشروط الملائمة مثل: الأكاديميات البحثية (ك: مصر والمغرب) والنشرات التخصصية (ك: فصول) والحراك الفكري المستمر، والاهتمام المؤسسي، والحرية لنظل نحن قبلة الإبداع.

Trending

Exit mobile version