Connect with us

ثقافة وفن

منجزات يتيمة الأبوين

تثير قضية إنجاز الفعل الثقافي والأدبي والإداري، الجدل بحكم غلبة الذاتية لدى البعض؛ حدّ نسبة المنجز المؤسسي لنفسه،

تثير قضية إنجاز الفعل الثقافي والأدبي والإداري، الجدل بحكم غلبة الذاتية لدى البعض؛ حدّ نسبة المنجز المؤسسي لنفسه، دون حفظ حق السابقين له، ولا استشعار لدور اللاحقين، وربما لشدة حساسية مواقف البعض في حفظ حق المبدع والفنان والمثقف؛ تضيع جهود الجميع، بين (أنا) متضخمة من جهة، ونكران وجحود من جهة مقابلة؛ ما يُشعر الراصد والمتابع بأن المنجزات يتيمة، أو فاقدة أحد أبويها؛ وفيما استشعر مشاركون خطورة الجحود وتداعياتها الموجعة.. طالب آخرون بميثاق شرف يحمي من تضييع الحقوق والجهود أو إنكارها؛ وهنا استظهار لرأي نخبة معنية بتوثيق المراحل والمنجزات، إذ عدّ الكاتب المسرحي محمد ربيع الغامدي الإشارة إلى الجهود السابقة، ووصفها بدقة وبكل تفاصيلها، وبيان ما أضافت وما غاب عنها من الناحية العملية، جزء من كمال البحث العلمي، ويتعين على الباحث أن يعقد فصلاً في بحثه عن الدراسات السابقة فيصبح ذلك الفصل جزءاً مهماً من أجزاء الإطار النظري للبحث، لا تستقيم الأطروحة إلا به.

وأضاف، وبعيداً عن البحث والدراسة، فإنه من كمال شخصية العالِم أن يشير إلى السابقين له في تلك المهمة، ليعرف السامع حجم الجهد ومساحة الاطلاع التي يتحلى بها هذا العالِم، كون تعريفه بجهود السابقين شهادة له على جودة جهده هو.

ويؤكد ابن ربيع؛ انطلاقاً من منطق الواقع المعرفي، أنه ليست هناك معرفة يتيمة الأب والأم، فالمعارف بناء تراكمي، والمنقطعة منها تظل معزولة عن التطبيق إلى أن تجد لها ما يؤيد جهود السابقين، ويرى أن حفظ الجهود السابقة قيمة علمية عليا، بغض النظر عن أي قيمة أخلاقية، مشيراً إلى أن النفوس الطاهرة تأبى أن تهمل جهداً سابقاً، لأن حفظ الجهود السابقة خُلق كريم، وشيمة من شيم النفوس التي تسعى للكمال، وصدق الرسول الذي قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وذهب الناقد الأكاديمي الدكتور أحمد التيهاني، إلى أنه لا كُفْر يشبه الجحود؛ كونه دناءة في ذاته بوصفه إنكاراً وتنصلاً ومناقضاً لشيمتي (الوفاء، والشكر)، وعدّ التنكر إيذاءً بوصفه فعلاً ذا أثرٍ يتعدى إلى (المجحود) بالإيلام، فلا يتوقف عند الفعل نفسه، وإنما يمتد إلى المجحود بوصفه مظلوماً ظلماً مضاعفاً؛ لأنه -بطبيعته البشرية- يتشوف الوفاء والإنصاف والتكريم والشكر، ليُصدم -في الوقت الذي يتوقعهما- بالجحود والنكران، وهما نقيضا المروءات والشيم التي دأب العربي على الفخر بها، فيما يتخلى الجاحد عنها عامداً، لأنه (براجماتي)، أو (نذل) أو (قليل خير)، أو (عديم تربية).

ونعت التيهاني الجاحد بالنذل واللئيم بامتياز، فالعرب تقول: «عادة الكرام الجود، وعادة اللئام الجحود»، ولفظة: (اللؤم) رفيقة رقيقة عندما يوصف بها الجاحد؛ لأن فعله مناقض لأيسر (الأخلاقيات)، فضلاً عن أن الوفاء، لا يحتاج إلى جهد كبير، بقدر حاجته إلى إنسانٍ سوي، لا يشعر بنقص، أو يستمع إلى الوشاة الذين يريدون به الشر، قبل أن يريدوه لمن يشون به عنده. وصنّف الجاحد إلى جاحد بذاته، وجاحد (بالنيابة) عدّه؛ أسوأ الجاحدين، لأنه جاحد مُسيّر، أو جاحد (إمّعة)، يتّبع الناسَ في الإساءة دون أن يتّبعهم في الإحسان، فضلاً عن أنه ليس ذا قرار، أو رأي، أو استقلال، أو قدرة على التمييز.

ويرى أن من أقبح أشكال النكران والجحود، ما يصدر عن المثقفين، وأخص منهم العاملين في الإدارة الثقافية، وهؤلاء فريقان: جاحدون عمداً فطرة، يعلمون فضل السابقين ويعرفونه، إلا أنهم ينكرونه لضعفهم، ولأنهم يتوهمون أن السابقين سيسحبون البساط من تحت أقدامهم.

وآخرون: جاحدون بالجهل، وهم الذين قفزوا -مع التحولات السريعة- إلى قيادة العمل الثقافي دون خبرات وتدرج طبيعي، فجحدوا السابقين لأنهم لا يعرفون أصلاً، ولا يدركون شيئاً سوى أنهم أصبحوا قادة العمل الثقافي فجأة، فراحوا يؤسسون متناسين الأسس الأولى، وما هكذا يكون العمل! وأضاف وأبشع الجحود وأقساه جحود الفعل الذي يهدف منه صاحبه إلى مصلحة الجمْع -أهلاً ووطناً- لا مصلحة الفرد؛ ذلك أن الفاعل من أجل الجمْع، يتفانى ويضحي ويصارع ويعاني، وربما يتأذى؛ لذا يكون الوفاء معه (بلسماً)، ويكون جحود فعله شبيهاً بإعادة آلام معاناته، وجراح صراعاته، إلى قطرتها النازفة الأولى، ما يجعل جحود الفعل العام الذي لا يهدف فاعله إلى كسب، أو مصالح ذاتية، جحوداً في الدرك الأسفل من الجحود، وبالتالي يكون ناكرو الفعل من أجل الجمع، في الدرك الأسفل من (اللا إنسانية). وزاد التيهاني: وأسوأ مِن أسوأ الجحود، أن يرافقه أذى متعمد، إذ لا يضيفه إلى (النكران)، سوى أحد ثلاثة أشخاص، أو إحدى ثلاث فئات: فئه المُغرر بهم، من الذين يجحدون ويؤذون، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً، ويقيمون معوجاً: ومتحينون، أو متسلقون، يظنون أن جحود الآخرين، وأذاهم، طريقهم الوحيدة نحو تحقيق ذواتهم وأهدافهم، وهم -على الدوام- يدركون أنهم عاجزون عن تحقيقها بقدراتهم الضعيفة، فيلجأون إلى صناعة أسباب جحود سابقيهم، من أجل (الإحلال)، أو (الاحتلال)، وذلك وهمٌ عظيم؛ لأنه لا بقاء ولا نجاح -في حالات (الصلاح العامة)، وسيادة العدالة- إلا للأقدر والأصلح: والمصابون بداء الانتماءات الضيقة، ممن يهمهم جحود فعل غير المحبوسين في (ضيقهم الانتمائي)، لتستتر أفعال غيرهم، وتظهر أفعال المنتمين إلى دوائرهم الصغيرة! ويؤكد أن أقسى الجحود على الإطلاق، ذاك الصادر عن مجتمع كامل. وما أكثره، مستعيداً ما جاء في (لسان العرب): «.. والجَحْدُ والجُحْدُ، بالضم، والجحود: قلة الخير».

وعليه، فالجاحد ذو خير قليل، ونصيبه من (الحسنات) و(الشيم) و(المروءات)، قليل.. قليل، ونستعيذ بالله من الجحود؛ لئلا نكون سبباً في دمعة (مجحود)، أو (غبْنه)، أو (قهره).

فيما استعادت أستاذ اللغويات والتأليف والكتابة الإبداعية بأكاديمية الفنون الدكتورة إلهام سيف الدولة حمدان، الحكمة الفرعونية: «الشجرة التي تستظل بها.. زرعها من عاش قبلك،‏ فرُد الجميل بزراعة شجرة أخرى يستظل بها من يأتي بعدك». واستحضرت الحكمة الصينية: «إذا أردت عاماً من الرخاء والثراء، ازرع حبوباً، إذا أردت عشر سنوات من الرخاء ازرع أشجاراً، إذا أردت مئات السنوات من الرخاء ازرع أُناساً».

وعدتها من خلاصة حكمة الشعوب التي شيدت الحضارات على ظهر الأرض؛ وحصيلة تجاربها على مرالعصور، وإن كانت كلمات ربما تبدو بسيطة؛ إلا أنها عميقة المغزى والهدف، كونها تسمو بالإنسان لإيمانها بأنه خليفة الله في الآرض من أجل عمرانها بالعلم والعقل السديد.

الثقافة والفكر.. كالبنيان.. طوبة فوق طوبة.. لا يمكن إنكار من وضعوا أساس العمارة!

وترى أن المتابع لسيرة ومسيرة نجاح علماء مصر في التأسيس العلمي على من سبقوهم في محالهم.. نجد في سيرة ومسيرة العالم الجليل الراحل الدكتور أحمد زويل؛ خير دليل على اتكاء العلماء على ما توصل إليه السابقون في عالم اكتشاف (الليزر)؛ فقام (زويل) بابتكار نظام تصوير سريع للغاية؛ يعمل باستخدام ليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها؛ وعند التحام بعضها ببعض؛ والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي (فيمتو ثانية)؛ وهي جزء من مليون مليار جزء من الثانية؛ وبهذا الاكتشاف تم تصنيفه أحد العباقرة العرب؛ الذي استطاع خدمة البشرية كلها بهذا الاختراع؛ واستحق على إثره جائزة نوبل في الكيمياء.

وأكدت أن البنيان العالي لايستقيم إلا بالأساس الصلد في مواجهة التقدم العلمي فائق القدرة والنمو المتواصل، وعن الدور الواجب لحفظ جهود السابقين في حقول الثقافة والأدب، ثمَّنت سيف الدولة دور الجامعات -في مصر والدول العربية- في تأكيدها على ضرورة التشبث والحفاظ على الهوية الثقافية لطلابها في ضوء المتغيرات المتسارعة المعاصرة؛ خصوصاً فيما يتصل بمسألة (الهويَّة)؛ كونها أخطر وأهم ما يتوقع من خلاله جنوح (البعض) إلى تقمُّص شخصيات خارجية لاتمُت لواقعنا العربي في شيء! وعدت الهويَّة أبرز السمات المميزة للمجتمعات العربية؛ وبالتمسك بها فإننا نُعلي من المبادئ والقيم التي تدفع الإنسان العربي إلى تحقيق كل الغايات والأهداف المرجوَّة للخريطة العربية.

سهولة اكتشاف السرقات

وذهب الناقد الدكتور فارس خضر، إلى أن من مبادئ البحث العلمي أن يبدأ الباحث من حيث انتهى الآخرون، دون إغفال الإشارات المرجعية الدقيقة لجهود السابقين، وأضاف أما في عوالم الثقافة والأدب، فالأمر أكثر دقة وصرامة، ويندر أن يتنكر أديب لجهود من سبقوه، وذلك لأن المنتج الأدبي متاح ومتوفر، ويسهل على القارئ اكتشاف أية سرقة أو اقتباس جائر، أو حتى تأثر يجور على أرض أديب آخر. ودعا خضر المثقفين والأدباء إلى الارتباط بميثاق شرف غير معلن، يُجرّم كل ما يتنافى مع قيم الخير والحق والجمال. وأضاف: «لا ينبغي نسيان أن لكل قاعدة بعض الاستثناءات الصارخة.. ومن السذاجة أن نتصور أن من يؤلف أو يقرأ كتاباً يملك من الأخلاق والوعي ما يجعلنا نحترمه، ونتعامل معه بوصفه إنساناً نبيلاً؛ مستعيداً». مقولة (جان جاك روسو) «المعرفة لا تولد الأخلاق، والأفراد المثقفون ليسوا بالضرورة أناسا صالحين»، مؤكداً أن

الرهان دوماً على قدرة جمهور القراء، وذاكرتهم القرائية، على الفرز والمقارنة، كي لا تنكسر القاعدة الأخلاقية، ولا يقع إهدار حقوق السابقين الأدبية وغيرها. وعدّ وسائل الحفظ الحديثة والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها آليات حافظت على حقوق الأدباء، وجعلت من العسير أن ينجو سارق أو مستلب دون مساءلة أو عقاب.

فيما أكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الباحة علي خميس البيضاني، أن قيمة المنجز بتراكمية التجربة، وبتعدد بصمات المشاركين في الإنجاز، مشيراً إلى أن قدرات البشر ليست على مستوى واحد، وظروف كل زمن ومرحلة ليست ذات الظروف، ما يحتّم حفظ أي إسهام في أي مشروع ولو بفكرة أو كلمة، مثمناً جهود دارة الملك عبدالعزيز والمكتبات الوطنية، والصحافة الثقافية التي تعنى بالتوثيق؛ ولا تتجاهل أي دور مهما كان محدوداً كوننا باعترافنا بفضل الآخرين نشجع من يأتي بعدنا على الاعتراف بفضلنا.

Continue Reading

ثقافة وفن

وصفهم بمروّجي الإسفاف والانحطاط.. مصطفى كامل يتوعد مَن؟

نشر الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية المصرية، منشوراً مطولاً عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، حمل رسالة

نشر الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية المصرية، منشوراً مطولاً عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، حمل رسالة قوية موجهة لمن وصفهم بـ«العاصين والمنحرفين» عن السلوك القويم.

وأكد مصطفى كامل في منشوره على سياسة النقابة في منح الفرص لتصحيح المسار، لكنه حذر من استمرار التجاوزات التي تهدد الثوابت المجتمعية، مشيراً إلى أن بعض الفنانين، من خلال فيديوهاتهم «الملوثة بالخزي والعار»، يسيؤون لأنفسهم وأسرهم أكثر مما يسيؤون للنقابة أو المجتمع، متعهداً بمواصلة التصعيد ضد هذه الظواهر عبر التعاون مع الجهات الرسمية والرقابية.

وقال نقيب المهن الموسيقية في مصر، في منشوره: «أنا كإنسان بسيط، أحاول دائماً ألا أقطع الأرزاق وألا أكون غليظ القلب، لكن بشرط احترام القيم والسلوك القويم»، مؤكداً أن «هناك من التزم واستجاب، وهناك من اختار الطريق الآخر، وضرب بالقيم المجتمعية عرض الحائط من أجل المال، حتى أصبحت فيديوهاتهم المنتشرة تسيء لهم ولأسرهم قبل أن تسيء للنقابة».

أزمة طاحنة بالنقابة

وجاء المنشور، الذي حظي بتفاعل واسع، في سياق أزمة حديثة تتعلق بإيقاف مطرب المهرجانات حمو بيكا والمطرب الشعبي رضا البحراوي، بسبب أغنية تضمنت عبارات اعتُبرت مسيئة لمؤسسات الدولة المصرية، مما أثار جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أكد عليه نقيب المهن الموسيقية من أن «النقابة لن تتهاون مع التجاوزات»، مشيراً إلى جهودها خلال عامين لضبط الأوضاع، ورفض اتهامات جمع المال كغاية، مؤكداً أن الإيرادات جاءت من مكافحة الفساد وتحصيل الرسوم من الحفلات الكبرى.

أزمة حمو بيكا ورضا البحراوي

أخبار ذات صلة

وفي أبريل، اندلعت أزمة كبيرة بعد تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر حمو بيكا ورضا البحراوي وهما يؤديان أغنية تحتوي على عبارات اعتُبرت مسيئة لإحدى مؤسسات الدولة المصرية، وتحديداً الجيش المصري، وهي أغنية يعود تسجيلها إلى 25 عاماً وتمتلكها شركة إنتاج فنية، كانت تُقدم من قبل مطرب آخر لا يزال يؤديها، لكن أداء بيكا والبحراوي أثار استياءً واسعاً بسبب الكلمات التي اعتُبرت غير لائقة.

وردت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة مصطفى كامل، بسرعة، حيث أصدرت قراراً في 26 أبريل بإيقاف حمو بيكا عن الغناء واستدعائه للتحقيق، معتبرة أن الفيديو يمثل تجاوزاً للثوابت المجتمعية، وفي 28 أبريل، أُحيل رضا البحراوي إلى لجنة التحقيق لنفس السبب، بعد ظهوره في الفيديو ذاته.

لاحقاً، في مايو 2025، قررت النقابة إيقاف بيكا لمدة شهرين والبحراوي لمدة شهر، مع إحالتهما إلى مجلس التأديب، بسبب مخالفة تعهدات سابقة بعدم استخدام عبارات خارجة عن آداب المهنة.

هذه الأزمة ليست الأولى بين النقابة ومطربي المهرجانات، ومنذ تولي كامل منصب النقيب في أكتوبر 2022، اتخذ قرارات صارمة لتنظيم المشهد الفني، بما في ذلك إيقاف تصاريح مطربي المهرجانات مؤقتاً في 2022 لحين توقيعهم على شروط جديدة، كما واجه كامل اتهامات من بعض الفنانين، بتجاوزات إدارية، لكنه دافع عن إنجازاته، مشيراً إلى زيادة إيرادات النقابة من 26 مليون جنيه في 2023 إلى 144 مليون جنيه في عهده، نتيجة مكافحة الفساد.

Continue Reading

ثقافة وفن

سهر الصايغ في مرمى الانتقادات بسبب اللهجة الصعيدية.. وتعليق مفاجئ منها

أثارت الفنانة المصرية سهر الصايغ جدلاً واسعاً بعدما تعرضت لموجة انتقادات من الجمهور بسبب لهجتها الصعيدية، التي

أثارت الفنانة المصرية سهر الصايغ جدلاً واسعاً بعدما تعرضت لموجة انتقادات من الجمهور بسبب لهجتها الصعيدية، التي تحدثت بها خلال أحداث مسلسل «حكيم باشا»، بطولة الفنان المصري مصطفى شعبان، الذي عرض في موسم دراما رمضان الماضي لعام 2025.

وردت سهر الصايغ على تلك الانتقادات خلال لقائها في برنامج «معكم»، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، حيث قالت إنها تحترم آراء الجمهور سواء بالنقد أو الإشادة.

وقالت سهر الصايغ في لقائها: «الجمهور من حقه يقول اللي هو عايزه على راسي، إحنا بنعمل أعمال تعرض للجمهور ومنتظرين تقييمهم، وكتر خيرهم إنهم شافوا المسلسل».

كما وجهت سهر الصايغ الشكر لمصحح اللغة محمود عفت، الذي ساعدها في التحدث باللهجة الصعيدية، مشيرة إلى أنها استغرقت وقتاً طويلاً في التدريب والبروفات على اللهجة، مشيرة إلى أن جودة السيناريو، الذي تمت كتابته باحترافية عالية، ساعدتها كثيراً.

أخبار ذات صلة

وعن تعاونها مع مصطفى شعبان أوضحت أنه ليس أول تعاون يجمعهما، مؤكدة أنه فنان متعاون مع الجميع في اللوكيشن وذو أخلاق عالية ويختار أعماله بعناية، لذلك كان متواجداً في مواسم رمضان على مدار 15 عاماً متتالية.

يذكر أن مسلسل «حكيم باشا» من إنتاج شركة سينرجي للمنتج تامر مرسي، ومن بطولة الفنان مصطفى شعبان، ويشاركه في بطولته كوكبة ونخبة كبيرة من النجوم وعلي رأسهم النجمة سهر الصايغ، دينا فؤاد، رياض الخولي، سلوى خطاب، منذر رياحنة، سارة نور، محمد نجاتي وآخرون، وهو من قصة وسيناريو وحوار محمد الشواف، وإخراج أحمد خالد أمين.

Continue Reading

ثقافة وفن

«كتاب أبوظبي» يحصي 50 علامة فارقة في الرواية العربية

شهدت منصة المجتمع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان «خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية»،

شهدت منصة المجتمع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان «خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية»، استعرضت أبرز التحديات في اختيار أفضل الروايات العربية الحديثة، ضمن مشروع مشترك بين مركز أبوظبي للغة العربية وصحيفة «ذا ناشيونال»، يهدف إلى تسليط الضوء على أبرز التجارب الروائية العربية في القرن الحادي والعشرين.

وشارك في الجلسة كل من سعيد حمدان الطنيجي، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور هيثم الحاج علي، أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد، والدكتور محمد أبو الفضل بدران، الناقد والأكاديمي المعروف، فيما أدار الحوار الصحفي سعيد سعيد من صحيفة «ذا ناشيونال».

وفي كلمته الافتتاحية، شدّد الطنيجي على أن الكتاب العربي يحظى بحضور متزايد في اللغات الأخرى، وأن العالم العربي يشهد اليوم اهتماماً متنامياً بالأدب والثقافة، وهو ما يجعل من إطلاق هذا المشروع من معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثاً استثنائياً يجمع مختلف الثقافات والأفكار، ويعكس تطلع المركز إلى تقديم خريطة نوعية للمشهد الروائي العربي الحديث.

وأضاف أن تحديد أفضل الروايات العربية المعاصرة يمثل تحدياً كبيراً، في ظل غياب مرجعية نقدية واضحة تقيّم وتُبرز الأعمال الأهم، لافتاً إلى أن الجوائز، على الرغم من أهميتها، تبقى مؤشراً محدوداً في عملية الفرز بين الأعمال الروائية، وأن المشروع يتطلّب جهداً نوعياً لاستقراء الأثر الثقافي والأدبي لتلك الأعمال بعيداً عن الضجيج الإعلامي.

من جهته، أوضح الدكتور محمد أبو الفضل بدران أن الرواية تمثّل اليوم أكثر الأجناس الأدبية جذباً للجمهور العربي، وأن ما يحدد أهمية الرواية في نهاية المطاف هو القارئ، باعتباره الحكم الحقيقي والنهائي على جودة العمل. وأشار إلى أن صعود المدونات والكتابات الرقمية أسهم في توسيع قاعدة القراء، وخلق اهتمام جديد بالروايات القريبة من واقع الناس وتجاربهم. كما أكد أن الشعر، على الرغم من مكانته، لم يعد يواكب نبض الشارع، ما جعل الرواية أكثر قدرة على التعبير عن التحولات الاجتماعية، مشيرا إلى أن الجوائز الأدبية ساعدت في إبراز عدد من الأصوات الجديدة وجذب الانتباه إلى إنتاجها.

أخبار ذات صلة

من جهته، رأى الدكتور هيثم الحاج علي أن المشروع خطوة مهمة لرصد المؤشرات الكبرى في تطور الرواية العربية، مشيدا بمبادرة مركز أبوظبي للغة العربية في هذا السياق. ولفت إلى أن الجوائز لعبت دورًا مركزيًا في تطور الرواية منذ بداياتها، مستشهدًا بتجربة نجيب محفوظ الذي كان فوزه المبكر بجائزة «قوت القلوب الدمرداشية» دافعًا مهمًا في مسيرته الأدبية.

وأشار إلى أن التحول الرقمي الهائل وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي خلقا بيئة جديدة ساعدت على ولادة نوع جديد من الرواية، وذكر مثالا على ذلك رواية «بنات الرياض»، التي انطلقت من مدونة إلكترونية وحققت انتشارا لافتا. وخلص إلى أن الجوائز الأدبية اليوم ليست فقط محفزا للإنتاج، بل أداة لرصد التحولات في الذائقة الثقافية والتوجهات الجديدة في الكتابة السردية.

وفي ختام الجلسة، أكد الطنيجي أن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، له دور كبير في تعزيز التبادل الثقافي، إذ ترجم المركز أعمالاً من أكثر من 23 لغة إلى العربية، كما بدأ في التوجه العكسي بترجمة الأعمال العربية إلى لغات العالم، بما في ذلك الروايات العربية المعاصرة. وشدّد على أن اختيار 50 رواية فارقة من القرن الحادي والعشرين مهمة بالغة التعقيد، مقارنة باختيار الكلاسيكيات التي فرضت نفسها تاريخيا، موضحاً أن المشهد الأدبي الراهن لا يزال في حاجة إلى تراكم نقدي يفرز الأعمال الأهم ويضعها في إطارها الصحيح.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .