Connect with us

ثقافة وفن

معتزل الكتابة يحرر خيال المبدعين من الرتابة

منذ أطلقت وزارة الثقافة مشروع معتزل الكتابة 2019، والمناطق السعودية تستضيف كُتّاباً وكاتبات عرباً وخليجيين، وتدمجهم

منذ أطلقت وزارة الثقافة مشروع معتزل الكتابة 2019، والمناطق السعودية تستضيف كُتّاباً وكاتبات عرباً وخليجيين، وتدمجهم بأشقائهم وشقيقاتهم السعوديين، في معتزل كتابي، يُلهم المبدعين، ويحرر الخيال من أسر النمطية والرتابة، ويتيح فرص تلاقح الأفكار، وتبادل الخبرات، وتواصل الأجيال. وتقف «عكاظ» على معتزل الكتابة في منطقة الباحة، الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة، واستضاف 6 شعراء وشاعرات ليكتبوا من قمم (جارة الغيم) رسائل سلام ومحبة للإنسانية. وباستطلاع انطباعات المشاركين عن التجربة، أوضحت الشاعرة العُمانية عائشة السيفي أن العيش في عالم مُغرق في المدنية يُشعر بحاجة للعودة إلى الأرض، والاتصال بالشجر والخضرة، وصوت الماء، مما يغذي وجدان الشاعر لكتابة قصيدته التي تشبه الإنسان والأرض التي أتى منها، وعدّت المعتزل الكتابي مُخلّصاً من خرسانية المباني الأسمنتية، وقنطرة للانتقال لفضاء حيوي وتفاعلي قريب من الطبيعة، يمنح فرصة طرح أسئلة وتبادل أفكار والبحث عن إجابات شعراء وشاعرات يقاسمونها ذات الهم، ويعززون موارد التجربة الشعرية والإنسانية بالتحفيز لتقديم عمل ومنتج خارج الفضاء التقليدي أو النمطي، مثمنة لوزارة الثقافة ولهيئة الأدب المشروع، ومتطلعة للمزيد من المبادرات النوعية الرافدة للمسيرة الإبداعية.

فيما ثمّن الشاعر محمد إبراهيم يعقوب مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة المتنوعة في الأنشطة والفعاليات، ويغطي طيفاً كبيراً من المشهد الثقافي في المملكة والوطن العربي. ويرى يعقوب أن فعالية معتزلات الكتابة من أهم الفعاليات التي تتغيّا الهيئة من خلالها إتاحة الفرصة للإبداع بكافة الوسائل زمانياً ومكانياً لكي يحلق بعيدا، إضافة إلى جانب تفاعل المبدعين مع بعضهم البعض خلال زمن ما وما ينتج عن ذلك من حوارات وآراء تصب كلها في تشكيل فضاءات للهجس والتفكير والتواصل الثري الذي يضيف للمبدع والمشهد ككل. وعبّر عن الشكر لوزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة على هذا الحراك الثقافي الذي نفخر ونتمنى أن يستمر ويتعالى.

وعدّت الشاعرة البحرينية نوف نبيل ‏ الباحة مكاناً ملهماً يستثير الشاعر، بالعودة للطبيعة وللكون الذي هو جزء منه، ليستعيد ديناميكية منطقية سرقتها المدينة الحديثة، وترى أن فكرة المعتزل أو الانعزال للتفرغ للإنتاج الإنساني بشكل عام والأدبي خصوصاً فكرة تراود الكثيرين بلا شك، لاسيما أن الواقع الذي تفرضه عليهم الحياة في الخارج مكتظ وسريع بشكل يحول أحياناً دون التوقف لالتقاط الفكرة أو الإصغاء لها بشكل واضح. وأوضحت أن تطبيقها ومعايشتها بشكل حقيقي وحي أشبه بالحلم الذي تحقق، كون المعتزل منحها مساحات شاسعة من مواجهة الذات والوضوح اللازمين لخلق القصيدة. وأضافت: لم أخرج بوقت ممتد للكتابة والعزلة فحسب بل باقتراب شديد من تجارب أخرى مميزة ومحفزة، ونقاشات ثرية تصب في الشعر حتماً، لافتةً إلى أن كل الأوجه والاحتمالات الأخرى وكل الأسئلة المفتوحة ستترك أثرها على ما هو آت من تجربتها.

ويؤكد الشاعر عبد الله بيلا أن فكرة معتزلات الكتابة من المبادرات الفارقة والأفكار الطريفة من وزارة الثقافة ممثلةً بهيئة الأدب والنشر والترجمة، وتستحق أن يُنظر إليها بعين التفاؤل والإعجاب، نظراً إلى ما تحمله من فكرة متطورة تعمل على استقطاب الأسماء المبدعة وتهيئة البيئة المكانية والزمانية المناسبة لتجديد العمل الإبداعي، خصوصاً في ما يتعلق بالشعر. وعدّ اختيار الباحة مكاناً لمعتزل الكتابة موفقاً جداً، كون المنتجع المخصص يتميز بالهدوء في ربوة تعانق سماء السراة، ومسورة بخضرة الأشجار وأغاريد العصافير، ليكون هذا المعتزل بحق مثابة للروح المتشوقة إلى فسحة التجدد والإبداع. وأضاف بيلا: «يمكننا الخروج من هذه التجربة الجميلة بالكثير، إذ أغراني المعتزل بالكتابة عن سبق محبة وترصّد، ووشى ببعض البدايات التي يمكن أن تصبح قصائد محلقة قريباً، أو مشاريع لأعمال شعرية». ويرى أن أبرز ثمار الملتقى التعرف على نخبة مميزة من الأسماء المبدعة، والاقتراب من تجاربها، وتداول الأفكار القادرة على تنمية الوعي بقيمة الشعر وأهمية الانتصار للجمال.

وترى الشاعرة مليكة عبد الحميد أن فكرة المعتزلات عُرفت في العالم الغربي، ولطالما تطلّعت أن تُنقل التجربة إلى الوطن العربي. وقالت: نحن محظوظون إذ تبنتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة، ما يدل على أن المملكة حاضنة لكل مبدع وباحث عن الإبداع. ولفتت إلى تجربة الشاعر قاسم حداد في معتزله للكتابة عن فان كوخ في «أيها الفحم يا سيدي» وكم كانت جدًا مثرية، وتؤكد أن الكُتّاب والشعراء بحاجة لتجربة كهذه ينفصلون فيها عن مدن الأسمنت ويقتربون من الطبيعة ويشاركون الآخرين ذات الهموم والأسئلة وتجارب مختلفة، لتستمر الكتابة في حوارات وأمسيات وعزلات، مشيرةً إلى أن المعتزل أهدى المكان الموحي بالجمال والمغذي للإلهام، كونه لا مكان أحنّ من الطبيعة للعزلة، وعدّت الباحة طبيعة تحوّل الإنسان إلى قصيدة، وقالت: «لا أعتقد بأن المعتزل سيخرج مشروعًا واحدًا، كون كل مشارك له هدفه الذي يصبو إليه، وزملائي وزميلاتي في المعتزل وجدوا طريقهم». وأوضحت أن مشروعها في المعتزل البحث لفكّ الانسداد الذي لازمها لفترة طويلة، فعادت للنصوص التي لم تكملها وحسّنتها وقريبًا ستنهيها، فيما راودتها أفكار متجددة لكتابة نصوص أخرى تستطيع ربطها بالنصوص السابقة لتكون عبارة عن دورة حياة، والبذرة لإصدار رابع.

وذهب الشاعر عبد الرحمن العريج إلى أن المشاركة لها أثرها الكبير على تجربته.. كونه انفصل عن حياته العملية ومشاغله اليومية، وتفرّغ في مكان وأجواء جميلة للكتابة والتأمل والالتقاء بمن يشاركه هموم الشعر والكتابة.. وقال: «هذا ما كنت أتطلع له دومًا، أشكر هيئة الأدب والنشر والترجمة على إتاحة هذه الفرصة».

المُعتزل تجديد لروح الكتابة ودعم للمواهب

أوضح رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان لـ«عكاظ» أن معتزلات الكتابة هي مشروع عالمي يُمنح من خلالها المؤلف فرصة الاعتزال عن روتينه السابق وملهياته اليومية لتصفية الذهن والتركيز على إنتاج إبداعي جديد، أو لاستكمال عمل أدبي، واستلهام أفكار جديدة للعمل عليها لاحقاً، مشيراً إلى أن المشروع يهدف إلى تجديد روح الكتابة لدى المؤلفين وتطوير أدواتهم عبر الاحتكاك والاستفادة من خبرات المشاركين، التي يتيحها مرشد المعتزل، ما يسهم في رفع إنتاجية الأديب السعودي وتطوير المواهب الشابة ودعم المستهدف كونه «ثروة أدبية متجددة»، لافتاً إلى أن عدد المشاركين في المعتزل الواحد يتراوح بين 7 إلى 10 أشخاص، بهدف تحقيق الغاية منه دون الإخلال بفكرة المعتزل، مؤكداً أن المُعتزل سينفذ في جميع مناطق المملكة بشكل دوري حسب خطة المشروع، مع مراعاة عامل الطقس في كل منطقة. وعن إشراك أسماء عربية وخليجية، قال: أبرز ما يميز فكرة المعتزلات، عطفاً على الاعتزال، هو الاحتكاك بكتّاب آخرين محليين ودوليين والاستفادة من الخبرات والتجارب الكتابية المختلفة، كون المعتزلات تتيح للمشاركين من خارج المملكة التعرف على المناطق السعودية واكتشاف ثقافتها والاستلهام من طبيعتها وتراثها ما ينعكس على مؤلفات المشاركين مستقبلاً. وأكد أن المطلوب من المشاركين العمل على إتمام أعمالهم الأدبية بوتيرة أسرع، وإشعال روح الكتابة من جديد عبر الاعتزال.

Continue Reading

ثقافة وفن

بعد انتهاء العزاء.. نجل سليمان عيد يرثي والده

بكلمات مؤثرة، وجّه عبدو، نجل الفنان المصري الراحل سليمان عيد، رسالة إلى روح والده، وذلك بعد انتهاء عزائه أمس الذي

بكلمات مؤثرة، وجّه عبدو، نجل الفنان المصري الراحل سليمان عيد، رسالة إلى روح والده، وذلك بعد انتهاء عزائه أمس الذي أقيم في أحد المساجد بالقاهرة بحضور كثيف من نجوم الفن، إذ كتب عبر حسابه في فيسبوك: «أبويا يا أحلى ضحكة في حياتي إمبارح والنهار ده كل الناس جاتلي ودعيتلك، الحمد لله والشكر لله على نعمة حب الناس ليك متخافش يا حبيبي أنا كنت واقف راجل وهفضل راجل زي ما علمتني وكبرتني».

وتابع: «قلبي موجوع أوي يا أبويا بس والله العظيم مطمن إنك في أحلى وأعظم مكان عند اللي أحن مننا كلنا عليك وده اللي مصبر وجعي بحبك يا حبيبي وسندي وظهري وحشتني».

وشهد عزاء الراحل سليمان عيد أمس حضورا كثيفا من نجوم الفن والمشاهير لتقديم واجب العزاء لنجل الراحل وأسرته، منهم: يسرا، مي عمر، محمد سامي، إيمي سمير غانم، هشام جمال، نرمين الفقي، وفاء مكي، رامي رضوان، حسن الرداد، بجانب عدد كبير من أصدقاء وزملاء الراحل سليمان عيد، ومنهم: صلاح عبدالله، وكريم محمود عبدالعزيز، وأحمد السقا، ومحمود البزاوي، وعلاء مرسي وآخرون.

أخبار ذات صلة

وترك سليمان عيد بصمة مميزة في كل أعماله لدى الجمهور، ويعد فيلم فار بـ 7 أرواح آخر أعماله السينمائية التي تعرض حالياً في السينمات، وجمع العمل كوكبة من النجوم: إدوارد، ويزو، أحمد فتحي، عنبة، محمد لطفي، ليلى عز العرب، ندى موسى، وغيرهم، وكان من تأليف محمد شيبا، وإخراج شادي علي.

Continue Reading

ثقافة وفن

الرويشد يتجه إلى ألمانيا لاستكمال علاجه.. وابنته تدعمه برسالة مؤثرة

قرر الفنان الكويتي عبد الله الرويشد مغادرة الأراضي الكويتية متجهاً إلى ألمانيا مرة ثانية لاستكمال رحلة علاجه

قرر الفنان الكويتي عبد الله الرويشد مغادرة الأراضي الكويتية متجهاً إلى ألمانيا مرة ثانية لاستكمال رحلة علاجه وإجراء الفحوصات الطبية، وذلك بعد مروره بوعكة صحية خلال العام الماضي لا يزال يعاني من أثرها حتى الآن.

وأعلن الحساب الرسمي لـ«شركة روتانا» سفر عبد الله الرويشد إلى ألمانيا لاستكمال رحلة علاجه، حيث نشر مسؤول الصفحة على الحساب الرسمي بموقع انستغرام صورة له وهو داخل الطائرة المتجهة إلى ألمانيا، وكتب: «سفير الأغنية عبد الله الرويشد يغادر الكويت إلى ألمانيا لاستكمال رحلة العلاج وإجراء فحوصات طبية».

وطلبت شركة روتانا الدعاء للفنان عبد الله الرويشد بالشفاء العاجل، معلقة: «دعواتنا لك بالشفاء العاجل وترجع بالسلامة يا أبو خالد».

كما وجهت أصيل، ابنة عبد الله الرويشد، العديد من الرسائل والدعوات المؤثرة لوالدها قبل سفره لاستكمال رحلته العلاجية في ألمانيا، ونشرت صورة لها وهي تمسك يد والدها عبر حسابها بمنصة «إكس»، وقالت في تعليقها: «استودعتك الله يا حبيبي وترجع لنا أقوى من قبل والله يقويك ويطول لنا بعمرك يا أغلى إنسان».

أخبار ذات صلة

وكان عبد الله الرويشد كُرم في عدة مناسبات بالفترة الأخيرة وآخرها في مهرجان فبراير الكويت 2025، حيث أقيمت ليلة فنية استثنائية تحت شعار «ليلة للفن والتاريخ» تكريماً لمسيرته الفنية، حيث اجتمع نخبة من نجوم الغناء العربي للاحتفاء بعطائه الفني الممتد لأكثر من 4 عقود، بينما تلقى تكريماً خاصاً بجائزة الإنجاز مدى الحياة، خلال حفل «Joy Awards 2025» الذي أُقيم في 19 يناير الماضي بالرياض، تقديراً لمسيرته الفنية وتأثيره في الأغنية الخليجية.

يذكر أن مرض عبد الله الرويشد يرجع إلى مطلع العام 2024 بعدما تعرض لوعكة صحية، سافر على إثرها لتلقي العلاج في ألمانيا، برحلة علاجية استغرقت 6 أشهر، وعاد إلى وطنه الكويت محاطاً بأهله ومحبيه في أكتوبر الماضي.

Continue Reading

ثقافة وفن

«سينماء».. مرجعية حيّة للذاكرة السعودية

في مشهدٍ سينمائي آخذٍ في التشكّل بثقة وعمق، فاجأتنا هيئة الأفلام ممثلة في الأرشيف الوطني للأفلام بإطلاق مبادرة#سينماء،

في مشهدٍ سينمائي آخذٍ في التشكّل بثقة وعمق، فاجأتنا هيئة الأفلام ممثلة في الأرشيف الوطني للأفلام بإطلاق مبادرة#سينماء، بوصفها مشروعًا نوعيًا يُعيد تعريف العلاقة بين السينما والذاكرة، بين الصورة والوعي، وبين النقد والإنتاج الفني في المملكة، وذلك على هامش الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية.

«سينماء»، لن تكون مبادرة أرشيفية فحسب، بل رؤية متكاملة تسعى إلى ترسيخ المحتوى المعرفي السينمائي والثقافي من خلال أدوات دقيقة وشاملة؛ إذ تتضمن منصة إلكترونية غنية توثّق المنجزات، وتجمع الحوارات، وتعرض تجارب السينمائيين، كما تشمل مكتبة من ثلاثين كتابًا، من بينها كتاب الزميلة سهى الوعل (كلمتين ونص سينما)، الذي في رأيي يتوج خلاصة مواكبة إعلامية متواترة للإنتاج السينمائي، ويوثق جزءًا من مسيرة النقد السينمائي في المملكة.

أبرز ما يميز المبادرة هو بناء مرجعية حيّة للذاكرة السينمائية السعودية، تُتيح لصُنّاع الأفلام، والنقاد، والباحثين، ومحبي السينما، مساحةً للتأمل، وإعادة القراءة، والمشاركة.

«سينماء» ليست تكديسًا لمواد أرشيفية، بل محاولة واعية لتوليد المعنى، ولتدوين المرحلة، وتحفيز الخطاب النقدي؛ ليواكب تسارع الإنتاج السينمائي المحلي، ومساحة مفتوحة للرؤى والأسئلة والتجريب… خطوة نحو تكريس الثقافة السينمائية ليس بوصفها ترفًا بصريًّا، بل مجالٌ للمعرفة والتحوّل المجتمعي.

إنها بدايةٌ واعدةٌ؛ لأن من يُدرك قيمة الصورة يُدرك كيف يحفظ ذاكرته، وكيف يُعيد تشكيلها في المستقبل.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .