Connect with us

ثقافة وفن

مشاعل عبدالله: أكتبُ قصيدتي لأتوازن وأتجاوز العبثية

«حقاً إنها مُدهشة ومُختلفة»، هذا ما قلته عند قراءتي أول نص للشاعرة مشاعل عبدالله، إذ تعرفتُ من خلاله على شاعريتها،

«حقاً إنها مُدهشة ومُختلفة»، هذا ما قلته عند قراءتي أول نص للشاعرة مشاعل عبدالله، إذ تعرفتُ من خلاله على شاعريتها، وهي بكل مقومات اللغة الفاتنة لا تنشغل إلا بنصّها، وإن تضاءلت مساحة الحضور المنبري المُستهلك، وعبر هذا الحوار سيكتشف القارئ كم وراء هذه الردود من ثقافة واطلاع وسعة أفق وأدب، فإلى نص الحوار:

• كثيراً ما يتصدر سؤال الواجهة، من أين جاءت الشاعرة مشاعل إلى الشّعر، ومن أين جاء الشِّعر إليها؟

•• إن المرء لا يختار أن يكون شاعراً.. ولكن يقع عليه الاختيار بين أن يصبح شاعراً جيداً أو العكس. يحتاج الشعر إلى الاشتغال.. إلى الإمساك بالمعنى والانتباه للعمق وتطويع اللغة.. «أكتب لأعيش، لأحيا، لأتنفّس لأنقذ حياتي من اللاجدوى».. هكذا تقول عائشة الحاج، وأنا أكتب لأتوازن.. لأخرج من دائرة التوقيت وأسبح في الأبدية.. أكتب لأعيدني إليّ.. وأترجم روحي..

أكتب لأفهم.. لأتعلم.. لإلغاء عبثية الحياة بتوثيق اللحظة والتغني بها.. وجوهر القصيدة الدّهشة.

• بمن تأثرتِ، خصوصاً أن شاعريتكِ تدير إليها نبض ووعي الذائقة؟

•• هناك الكثير من المؤثرات التي تخلق روح الكتابة والشاعرية لدى الإنسان.. بدءاً من الطفولة الى البيئة المحيطة، القراءات الأولى، والجراحات الأولى، كذلك معرفة الإنسان ووعيه ما هما إلا نتاج تراكمات معرفية وشعورية تترك أثرها فيه لتصنع منه ما هو عليه مستقبلاً أو حاضراً؛ لذلك لا أستطيع أن أحصر مؤثراً معيناً كان هو الوحيد الذي يقف خلف إنتاجي الأدبي.

• ماذا عن البيئة وشاعريتها؟

•• طفولتي المبكرة في مكة لها دور كبير بالتأكيد.. التكوين الجغرافي لمكة وجبالها قرب العائلات المختلفة من بعضها البعض.. التنوع الثقافي والاجتماعي الذي تزخر به مكة؛ كونها مدينة دينية والاهتمام بالتاريخ والشّعر والأدب في منزلي، كان حاضراً.. وكل هذا شكّل جزءاً من حبي للشّعر واهتماماتي..

والدتي معلمة التاريخ التي تحب الشّعر وتتغنى به حتى في عتابها وحنانها ومناداتها..

ووالدي معلم الرياضيات الذي كان دافعاً حقيقياً لكتابة الشّعر؛ رغبة في إبهاره ولفت انتباهه لعلو ذائقته الأدبية وانتقائيته. كل هذه العوامل كانت جزءاً من الأسباب التي صنعت روحي كشاعرة.

• هل من تحديات واجهت مشوارك؟ وكيف كسرتِ حاجز التردد والارتياب؟

•• كان التحدي الأول والدائم هو مواجهة مخاوفي من الكتابة.. من الانكشاف.. ماذا لو تحررت من عقدة الذنب من فكرة الكمال.. من قلق الخطأ.. تذكرت عبارة لنكيتيا جيل تقول فيها:

«وقبل أن تسألها لماذا بقيت، انظر للطريقة التي يرفض بها ‏طائرٌ سجين، أحياناً أن يغادر.. ولو كان باب القفص ‏مفتوحاً على مصراعيه.. وتناديه بلطف محاولاً إخراجه من سجنه لتطلق سراحه.. ربما حينها ستفهم».

المبدع في معركة دائمة مع القلق والرغبة في أن يُرى وأن يختفي تماماً في ذات الوقت.. هذه الحساسية هي ما يجعلك متصلاً بعالم الهشاشة الذي يصنع الفن.

• لمن تدين شاعريتك بالفضل؟

•• للحياة.. بكل تقلباتها وتجاربها نحن نتاج تجاربنا وتراكمات خبراتنا.. نقسم ذواتنا الحية في ما نكتبه من نصوص.. ونتناقص بقدر ذلك، ولكن ليس كل ما نكتبه يكون نتاج حوادث حقيقية تمسنا بقدر ما نراها ونلمسها في حيوات الآخرين. الشاعر متصل بالشعور؛ لذلك عليه أن يصطاد التفاصيل.. أن يذوب في الانتباه.. وأن يلبس الحرية وتلبسه.. لا يجوز لشاعر يريد أن يكون عظيماً وضع قيد على الخيال.. ولا لخيال يريد أن يكون عظيماً رفض الحرية..

• بين الشعر العامودي والتفعيلي والنثري، أين تجدين نفسك؟

•• باعتباري أكتب العامودي والنثر والتفعيلة وأرى أن جميعها شّعر، ولا أتقيد بلون معين وأنافح دونه، بل أستمتع بما يخطه الشعراء الآخرون من القصائد النثرية وغيرها، كما يقول إيف بونفوا: «إن الشعر ليس استعمالاً للغة، بل لعله جنون في قلب اللغة»..

وهذا يريد من الكاتب أن يكون متسعاً، وأنا أحب هذه الحرية؛ لذلك أجد نفسي في اللحظة التي تكتبني القصيدة بأي شكل شاءت.

• متى تكتبين النص؟ وهل يكتب دفعة واحدة؟

•• غالباً تختار نصوصي وقتها.. لا أستطيع إجبار النص على الخروج؛ لأنه لن يكون كما أردت له.. المسافة بين ما نريد قوله وما نريده حقيقة تتسع بمثل هذا الإجبار؛ لذلك تختار النصوص وقتها تبعاً للشعور والتجربة، والرغبة في قول شيء ما.. وأما بالنسبة إلى الاشتغال على النص ومراجعته فهذا بطبيعة الحال يأتي بعد أن يُكتب وترسم حدوده كطبيعة الكتابة في كل شأن.

• من تنافس مشاعل عبدالله؟ ومن ينافسها؟

•• لا يوجد لدي رغبة في منافسة أحد، ولا أرى بأن الشّعر مضمار للمنافسة والسباق، بل هو صوتك الداخلي ورؤاك ورغبتك في ملاحقة الضوء.. يبحث الشاعر عن ذاته في معركته مع الوجود، يريد لنفسه موقعاً داخل ذاته وداخل العالم.

• لماذا يكاد يكون حضورك محدوداً؟

•• هناك تقصير من قبلي ومن قبل الهيئات المعنية بالأدب، أما ما كان منّي فهو أنّي ربما أكثر من يهرب من مثل هذه الفعاليات والمشاركات.. وأنا أعرف قدر أهميتها وأثرها على الآخر.. لكن فكرة قراءة قصائدي حساسة جداً وتربكني محاولة مشاركة الآخرين ما أكتبه بصوت عالٍ.. ما أزال أحاول الخروج من منطقة الراحة والتواصل مع القراء بروح أكثر ثباتاً، ولا نختلف أن الإلقاء وتماهي الشاعر مع النص يمنحه روحاً تجعل المتلقي يلمس الشعور ويتصل بالفكرة بشكل أسرع وربما أعمق منه عند قراءته.. لكنه لا يجعل منه معياراً يحدّد جمالية الشعر.. نقدياً كذلك. ولإيماني كذلك بأن الطريقة التقليدية في إلقاء الشّعر وإيصاله لم تعد تجذب الجمهور المتعطش إلى الإبداع والا نبهار مع تسارع الوقت وتقدم العصر..

•هل خططتِ لمشروع شعري يمتد عقوداً؟

•• الشّعر روح تلبس صاحبها، وهويته التي يستمد منها ثباته.. يصاحبني في عملي في المجال السينمائي كاتبة سيناريو، وفي هوايتي فنانة تشكيلية، وفي حياتي الشخصية معلمةً وصديقةً وأختاً؛ لذلك يقال إن الشاعر يتوقف عن الكتابة عندما ينتصر الواقع على السحر في روحه.

يقول الشاعر مالارميه: هذا هو هاجس الشعراء جميعهم.. ربما يرى بعض من الشعراء أن التوقّف عن الكتابة الشعرية هو مأزق أو أزمة ما، وربما يراه آخرون جزءاً من الكتابة نفسها.

كما فعل بول فاليري الذي صمت نحو 15 عاماً وعاد مُجدَّداً ليكتب قصيدته الرائعة الطويلة (بارك الشابة)..

• كم عدد إصداراتك؟

•• لدي ديوان بعنوان خارج الوقت، وآخر بصدد نشره قريباً.

• هل نال شيء منها التكريم أو الجوائز؟

•• ديواني الأول فاز بجائزة أبو القاسم الشابي في تونس.

• ممَ أنت قلقة فنيّاً ووجدانياً؟

•• نستطيع أن نقول إن القلق هو قربان القصيدة.. ‏القلق هو المحرك الأساسي للإبداع.. المطمئن لا يكتب.. ‏والفن عموماً، ومن ضمنه الشعر، يحاكي العوالم الحسية.. لا أستطيع تذكر يوم لم يؤثر الشّعر به على روحي وصناعة يومي.. وتحقيق توازني الداخلي.. وسيظل كفن يخدم حاجة الإنسان الدائمة للتعبير عن ذاته ومحاولة تغيير واقعه والترويج لقضاياه ومبادئه. لن يفقد الشعر أهميته طالما استمرت حاجة الانسان الطبيعية للتعبير، لكنه كما أرى قد يتخذ أشكالاً أخرى تبعاً لطبيعة الحياة والجو العام المصاحب للقصيدة، إذ أصبحت القصيدة تدور غالباً حول الذات والفلسفة ومحاولة تفكيك وتحليل وبناء الأفكار.. ومحاولة قراءة العالم بعدسة متعددة الأبعاد وكيفية هزيمة الإنسان لغربته الداخلية وإيجاد معنى لا يهدم كينونته.. لا يستطيع الإنسان أن يحيا دون أن يحركه الشعور ويلمس الشعر روحه..

• ما أثر جمال الشاعرة الحسي على نصها وعلى جمهورها ونقادها؟

•• أعتقد أن الجمال سلطة بكل أنواعه، ولكن عندما نتحدث عن الكتابة، فالفكرة هي التي ستظل خالدة، وكيف تمَّت صياغتها.

• أي قصيدة أثيرة عندك وعليك؟

•• كل نص له روحه وموقفه ورغبته الخاصة في أن يكون أثيراً؛ لذلك لا أستطيع التفضيل، وبعض النصوص للأصدقاء الشعراء تلمسني ربما أكثر مما كتبت.

• لو لم تكوني شاعرة، ماذا يمكن أن تكوني؟ ولماذا؟

•• شاعرة؛ لأن الشعراء يعيدون صياغة التاريخ.. ولأن للشعر قدرته في تصوير الواقع وتحليله وإعادة رسم الأحداث وتوثيقها..

النص الشعري ما هو إلا انعكاس لروح الشاعر أفكاره ثقافته.. النظارة التي يفسر من خلالها الحياة، ويحاول بها ترجمة ما يستطيع فهمه.. ولأن الشاعر يعيش بقلب مفتوح متعطش للحرية

وهذا ما أريد أن أكونه دائماً.. أن أحيا بقلب نابض وشعور يقظ.

• ماذا عن الطفولة، والبيت، والدراسة والتخصص؟

•• الطفولة هي البيت الأول للمشاعر.. وما خلقته المواقف الصغيرة في تصوراتي عن الحياة وروحي وهدوئي وتمردي على حد سواء.. للطفولة تأثير المشرط على أرواحنا.. مما يجعل العودة إلى ما قبل ذلك الحدث الذي أوصلنا لما نحن عليه الآن مستحيلاً..

الموسيقى، الألعاب، وحتى تلك التهويدات التي تسبق النوم كانت تخيط كل ما يتعلق بأرواحنا.

• ما القصيدة التي تحلمين بكتابتها؟

•• القصيدة التي تشبهني؛ لأن الشاعر في نهاية الأمر معني بذاته؛ لذلك ما زلت أحلم بكتابة شيء يشبهني تماماً بكل النساء اللواتي يعشن داخلي.. وهذا ما يجعل من الأمر حلماً.

• ما الذي تظلين تبحثين عنه وتتمنين أن لا تجديه؟

•• البحث عن الكمال.. كمال الرؤية.. كمال الفهم.. كمال الصورة المنعكسة عن ذواتنا وعنا،

وأعتقد أن ما أؤمن به حقيقة أن الجمال هو نحن بارتباكاتنا الداخلية بكركباتنا بأخطائنا بإنسانيتنا.. لا وجود للكمال المطلق، ولا للعمق المطلق.

Continue Reading

ثقافة وفن

ملتقى الشعر السادس بجازان يختتم فعالياته بـ 3 أمسيات شعرية

يختتم الشاعر السعودي الكبير جاسم الصحيح مساء اليوم (الجمعة) ملتقى الشعر السادس بنادي جازان الأدبي بعد أن تم افتتاح

يختتم الشاعر السعودي الكبير جاسم الصحيح مساء اليوم (الجمعة) ملتقى الشعر السادس بنادي جازان الأدبي بعد أن تم افتتاح الملتقى مساء أمس (الخميس) بحضور عدد من الشعراء والأدباء والمثقفين من داخل المنطقة وخارجها.

وشهد عددا من الأمسيات شارك فيها عدد من الشعراء والشاعرات بقصائد متنوعة نالت إعجاب الحضور.

وأكد رئيس نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي أنه ستقام مساء اليوم في ختام الملتقى ثلاث أمسيات شعرية يحييها 15 شاعرًا وشاعرة.

وأضاف أنه شارك في الملتقى 26 شاعراً وشاعرة، علاوة على مشاركة الشاعر مهدلي العارجي الذي قدم قصيدة رائعة في الحفل الخطابي لهذا الملتقى نالت الاستحسان. وأتاح نادي جازان الأدبي الفرصة للضيوف لزيارة بعض معالم جازان ومنها قرية إرث التراثية.

Continue Reading

ثقافة وفن

كيف نستفيد من محمد القشعمي

محمد القشعمي، شعلة نشاط كتابي، ومعرفي، وفي تصوري نحن اليوم في أمسّ الحاجة لشخص مثل (أبي يعرب) يكون قدوة ويحث الشباب

محمد القشعمي، شعلة نشاط كتابي، ومعرفي، وفي تصوري نحن اليوم في أمسّ الحاجة لشخص مثل (أبي يعرب) يكون قدوة ويحث الشباب من الجنسين للالتفات إلى أهمية المعرفة ودورها في تشكيل الوعي والإلمام بكل تفاصيل مجتمعنا الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. مع كل أسف، نحن نقرأ لكل مثقفي الوطن العربي والإسلامي والأجنبي، ونحفظ أسماء كتابها ومؤلفاتهم، ونتناقش فيها في مجالسنا الأدبية وعلى صفحات مجلاتنا الثقافية، ولا نعرف إلا الشيء اليسير عن بعض مثقفينا، لذلك ما فعله أبو يعرب شيء كبير وكبير جداً، أن يخصص كل وقته وماله للكتابة عن شخصيات أدبية أو اجتماعية أو سياسية قامت بأدوار لا تنسى لخدمة مجتمعنا، دون أن يفرق بين منطقة ومنطقة، بين قبيلة وقبيلة، بين طائفة وطائفة، كان جامعاً لم يفرق، إنهُ نموذج لا يتكرر بسهولة، لذلك أطلب أن يكون تكريمه مختلفاً ومميزاً، يخدم مجتمعه الذي آمنَ به وأخلص له، كيف؟ بأن نؤسس جمعية تحت عنوان «جمعية التاريخ الثقافي بالمملكة» تقوم بما كان يقوم به محمد القشعمي، ولكن بشكل مؤسساتي، يخدم المجتمع أكثر، هو يترأس إدارتها بحكم خبرة السنين، لنضمن أن تلك الشخصية الفريدة لا تغيب عن مجتمعنا حتى لو رحلت بعد عمرٍ طويل، إذ إن المؤسسة سوف تخلق جيلاً جديداً يحمل الكثير من شخصية أبي يعرب ولكن برؤية أكثر تجدداً وإشراقاً.

نبذة عن الفكرة

جمعية التاريخ الثقافي بالمملكة: تهتم هذه الجمعية بقراءة التاريخ الثقافي للمملكة ورصده. التاريخ الثقافي ليس تدوين وتسجيل الأدب المكتوب فقط، ولكن يدخل ضمنه تاريخ الفن التشكيلي، الفن المسرحي والدرامي، تاريخ الموسيقى، حتى التاريخ الرياضي، كونها ثقافات لها تأثير على حياة المجتمع وتطوره، مما يجعل رصدها وتتبعها أمراً مهماً لمعرفة تاريخ تكون تلك الثقافات، والدور الذي لعبته في نمو الوعي للأفراد والمجتمع بالكامل. يرصد الأنشطة التي كانت تقام في المملكة، عددها، نوعيتها، القائمين عليها، المشاركين فيها، من أسهموا بدور كبير في نهضتها، ما مدى تأثيرها اجتماعياً، وأولى المدن التي انبثقت فيها أنشطة ثقافية، الشخصيات الثقافية، كيف كانت تفكر وما أهدافها، وهل المجتمع كان من أولوياتها تهتم به؟ كيف سعت لرفع مستوى الوعي؟ جمعية تعنى برصد تاريخي يبرز موقع المملكة ودورها المهم عربياً وإسلامياً وعالمياً.

كما يقترح أن تسهم جمعية التاريخ الثقافي مع جامعاتنا بتقديم مادة غنية للدارسين والمهتمين بالتاريخ الثقافي، وتساهم بالتعريف بتاريخ مملكتنا الثقافي بمساعدة أهل الاختصاص من أكاديميين ومثقفين وفنانين لهم حضورهم الثقافي بالمملكة وبالتعاون مع جامعاتنا، والجهات المعنية، لوضع الخطة والأهداف والتصورات لكل موسم ثقافي، والله ولي التوفيق..

رؤيتنا:

أن يكون التاريخ الثقافي للمملكة تاريخاً مكتوباً يساعد الدارسين والباحثين ويعكس الصورة الحقيقية عن المملكة للعالم أجمع.

رسالتنا:

العمل على توعية المجتمع بأهمية التاريخ الثقافي والتعاون معنا على رصده وتسجيله.

أهدافنا:

– السعي لخلق روابط تعاونية بيننا وبين الجامعات بالمملكة، والجمعيات المختصة بالشأن الثقافي.

– عمل ورش ومحاضرات والمشاركة في المؤتمرات الداخلية والخارجية التي تخص الشأن الثقافي.

– التعاون مع مترجمين لترجمة البحوث والمحاضرات.

– إقامة فعاليات فنية للترويح عن المجتمع ولحثهم على القدوم للجمعية للتعرف على أنشطتها.

في نهاية حديثي، أشكر كثيراً النادي الأدبي في جدة رئيساً وأعضاءً على تكريم محمد القشعمي (أبي يعرب) الذي قدم الكثير لوطنه وأبناء وطنه، بحب وإخلاص ووفاء، لذلك من يقدم الحب يحصد الحب.

Continue Reading

ثقافة وفن

أفضلية الورقي.. أسباب أخرى

هناك أسباب كثيرة لأفضلية الكتاب الورقي على الرقمي نوقشت من نواحٍ عديدة، لكننا نحاول هنا مناقشة الموضوع من جوانب

هناك أسباب كثيرة لأفضلية الكتاب الورقي على الرقمي نوقشت من نواحٍ عديدة، لكننا نحاول هنا مناقشة الموضوع من جوانب قلّ أن تناقش فيها. فهناك مشكلة تواجه قارئ الكتاب الرقمي وهي صعوبة التنقل ما بين الصفحات المتباعدة، أو الرجوع إلى صفحة معينة، خاصة إذا كان القارئ لا يعرف رقم الصفحة، ولا يعرف في أي فصل، وربما لا يعرف حتى الكلمات التي تتضمنها، لكنه يريد العودة إلى صفحة ما قبل الصفحة التي يقرأ فيها الآن؛ إما لمراجعة معلومة أو للتأكد منها أو لأي سبب آخر، أو لمجرد الاستمتاع بإعادة قراءتها من جديد. أما الحال في الكتاب الورقي فأسهل بكثير، أو أن بعض القراء اعتادوا عليه، فما على القارئ سوى تقليب صفحات الكتاب حتى يصل إلى الصفحة المطلوبة، وربما وصل إليها في ثانية واحدة إذا كان قد وضع علامة أو ورقة فيها. والمشكلة في الكتاب الرقمي أنه حتى حينما تجد الصفحة التي تريد فإنك قد تواجه (في بعض أنظمة تشغيل الكتب الرقمية) صعوبة في العودة إلى الصفحة التي أتيت منها قبل لحظات، في حين يعرف القراء أنهم في الكتاب الورقي يقومون إما بوضع ورقة يعودون إليها حينما ينتهون، أو ببساطة يضعون أصبعهم بين أوراق الكتاب بحيث يعودون إليها بسرعة.

ومن شأن هذه الصعوبة في التنقل ما بين الصفحات أن توجد تشتتًا في ذهن القراء، خاصة الأطفال منهم، وقد يفقدون التسلسل في قراءة الصفحات وربما فقدوا الشغف في القراءة، خاصة مع وجود بدائل أخرى في الأجهزة الذكية أكثر سهولة وجاذبية من الكتب.

والمشكلة أن القارئ غالبًا ما يحلو له أن يعود عدة مرات لبعض الصفحات التي قرأها (خاصة مع الروايات) لكي يقرأها ثانية، لا لشيء سوى أنه يرغب في التلذذ بقراءتها ثانية، وهو أمر سهل جدًّا في الكتاب الورقي في حين يتطلب جهدًا في الرقمي.

وتتعب الشاشات عيون القراء أكثر مما تفعل الكتب الورقية، وقد تتسبب مع الوقت في تشويش في الرؤية أو جفاف أو احمرار وحكة في العين.

ومن الأمور التي قد يفتقدها قراء الكتب الرقمية رائحة الكتب التي يستمتع بها بعض القراء كثيرًا، وبعضهم يعود إلى قراءة بعض الكتب ثانية فقط لإعادة شم رائحتها، ربما بدافع ما يسمى نوستالجيا الكتب (وهو الحنين إلى ماضٍ مرتبط بالكتب). وقد قام بعض العلماء بتحليل رائحة الكتب (القديم منها) فوجدوا أنها تتضمن رائحة الفانيلا، كما ورد في موقع https:/‏/‏www.howlifeunfolds.com/‏ الذي أضاف أن الاستمتاع باستنشاق رائحة كتاب قديم يشبه إلى حد ما الاستمتاع باستنشاق رائحة العطر أو الزهور، وأن دراسات أظهرت أن الكتب يمكن أن تجعلنا أكثر سعادة، وتلهمنا السفر، وتشجعنا على اتخاذ قرارات تغير حياتنا. يقول الموقع كذلك -طبقًا لدراسات أخرى- إن مستوى الاستيعاب يكون أعلى مع الكتب الورقية، ولا سيما في الكتب غير الخيالية، كالكتب العلمية أو الأدبية أو ما شابهها.

أما موقع https:/‏/‏hechingerreport.org/‏ فإنه يقول إن الذاكرة المكانية للصفحات الورقية يمكن أن تساعد الطالب على تذكر المعلومات.

وفي دراسة أجريت على أطفال ما بين الثالثة والخامسة تبين أنه حتى في حال كان الوالدان هما من يقرأ للطفل فإن استيعاب الأطفال يكون للكتاب الرقمي أقل منه للورقي.

* أحياناً يعطيك كتاب من الدفء ما لا تعطيك إيّاه رفقة البشر، فأبطاله على الأقل لا يكذبون عليك، وعندما تغلق الكتاب لن يغتابوك.

الكاتبة أحلام مستغانمي

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .