في الدارِ أتلو ما استطعتُ من القصائدِ،
حيث لا أحد سواي،
وليس يعنيني حسابُ الوقتِ،
منتبذٌ وجوهَ النسوةِ اللائي عبرن ملامحي،
وأفضنَ من ماءِ الكلامِ على شجوني.
***
في الدارِ وحدي
لا يُشابهُني سوى عودِ الثقابِ،
فلا كتابٌ مهملٌ يحوي علامات التبصّرِ في الفضاء،
ولا قميصُ النومِ يُشبِهُني،
ولوني شاحبٌ كالحبِّ في سنِّ الكهولةِ،
ليس شيء ما قريبا من ضميري،
كلما أطفأتُ قنديلي تراءى لي قريني
هامساً يتلو صباباتي،
فأنسى أنّني وحدي غريبٌ
حيث لا كَلِفٌ يرِقُّ ولا مُريدُ.
***
وحدي ولا أدري بأنّي صرتُ ملتبساً،
أغالبُ رغبتي أنْ أفتحَ الأبوابَ،
علَّ الضوءَ يأخذني إلى ركنٍ يؤانسني،
لأحسُبَ كم حروف اسمي،
وكم شكلاً سيأخذه إذا ما رحتُ أرسمه على الجدرانِ،
وحدي أرسمُ الأشياءَ دون تكلّفٍ حتى أرواغَ وقتي المأزوم،
بيتاً ليس تسكنُه سوى الأشباحِ،
وجها غيرَ مألوفٍ لسيدةٍ تحبُّ الخبثَ في الكلماتِ،
ورداً لا يباعُ وليس يُهدى،
نجمةً تعلو وتسقطُ في مصبِّ النهرِ،
لا أبهى من الألوانِ تجعلنا نعيدُ الحبّ سيرته ونمكث فيه،
ما هذا التجلي؟
كلما أدنو من المعنى تباغتني ظنوني.
***
في الدار لا شيء سيبقى،
كلما آنست صوتاً عاد بي قلقي
أفتشُ في حوارٍ لم يكنْ في البالِ،
عن لغةِ الإشارةِ في طقوسِ الحبِّ،
عن عيدِ القيامةِ في التراثِ،
عن التوسل بالمقامِ،
أنا غريبٌ حين تتّسعُ العبارةُ في الكلامِ
أنا غريبٌ في الزمانِ
يلوكني من حيث أبدأ في الحديثِ عن الخرافةِ،
لا أبالي أنْ أرى شبهي خليطاً من وجوهٍ ليس تعرفني،
وحيدٌ أرسمُ الوجهَ الخفيَّ على جدار الوقت،
أغدو منهكاً من فكرةِ الأضدادِ،
يجذبُني مزيجُ اللونِ،
إذْ يعطي الصرامةَ خفةً،
فيعيدُ ترتيبَ المكانِ كما أريدُ ولا أريدْ.