Connect with us

ثقافة وفن

مبدعون «في مهب رياح التواصل»

كان مألوفاً؛ تعلّق المبدعين الشبان؛ برموزهم وروادهم، وكان الرواد يبشرون بأصوات لافتة، ويقدمونها في مناسبات وفعاليات،

كان مألوفاً؛ تعلّق المبدعين الشبان؛ برموزهم وروادهم، وكان الرواد يبشرون بأصوات لافتة، ويقدمونها في مناسبات وفعاليات، ونادراً ما نسمع أو نقرأ اليوم تبشير ناقد بكاتب، فيما تبنى جيل معاصر (قطيعة عفوية) مع كباره، مكتفياً بنوافذ مواقع التواصل والسوشيل ميديا، وهنا نطرح على عدد من المعنيين سؤال «هل ما زال الروَّاد يعتنون بالمواهب الشابة ويوجهون مسارهم ويتبنَّون أصواتهم؟».

ترى الناقدة الأكاديمية الدكتورة سهام العبودي، أن العناية قائمة، إلا أنه ربما تغيَّرت صورتها؛ أو أنَّ شكل الحياة ربما قاد إلى تغيير حتميٍّ ومؤثِّر: موضحةً أن الموهبة كانت محدودة منافذ الظهور والرعاية، لكنَّ التقنية منحتها نافذة حرَّة واسعة: نشراً واتّصالاً وظهوراً وشيئاً من الرعاية من المؤسسات، والروَّاد، ومن جمهور واسع متنوِّع، وعدّته العبودي؛ شكلاً من أشكال الوصول الذي يمنح فرصة ثمينة للموهبة، لافتة إلى أن الرعاية المؤسساتيَّة حاضرة على نحو ظاهر؛ كون ثمَّة أنشطة مُستقطِبة، وورشات عمل، ولقاءات تجعل المبدع المبتدئ في حضرة قريبة من المبدع الخبير، وهنا يصبح الأمر معقوداً على ذكاء الاقتناص، وقبله على الإنتاج المبدع الخلَّاق.

فيما وصفت الناقدة سهام حسين القحطاني، الموهوبين بـ«النفط البشري» كونهم ثروة وجوهر المستقبل النهضوي لأي مجتمع، ولا يمكن أن نضع له خط نهاية. وأضافت: لهذه القيمة والأهمية غدت رعاية الموهوبين سواءً على المستوى الأدبي أو العلمي (أولوية) لدى المجتمعات سواءً على مستوى البحث عنهم، أو تقديم البرامج الداعمة لموهبتهم، وعدّت الرعاة المتخصصين «مصدراً من مصادر تنمية واستثمار الموهوبين ورسم الطريق الصحيح الذي يحقق الفائدة النهضوية سواءً للموهوب أو لمجتمعه أو للتنافسية العالمية»، وقالت القحطاني: مع تطور النظرة لقيمة الموهوب واستحداث وسائل تنميتها واستثمارها من خلال (المؤسسات المتخصصة) التي تضم -بدورها- رعاة لتلك المواهب، ومنها؛ التعليم وما يوفره من برامج متخصصة لرعاية الموهوبين، لافتةً إلى «تراجع دور الرواد إزاء بروز دور المتخصصين في تنمية تلك المواهب واستثمارها؛ ولذلك أسباب منها: جهل كثير من الموهبين بالرواد أو طريقة التواصل معهم، وعدم تبني الرواد برامج أو وسائل رقميّة لتكون حلقة وصل بينهم وبين المواهب، إضافة إلى غياب واقعية التعايش بين الرواد والموهبين الجدد، ما قلّص دور الرواد للمسافة صفر.

ويؤكد الناقد الدكتور عبدالله السمطي، أنَّ من بين الأدوار النقدية التي يفترض أن ينهض بها الناقد الأدبي؛ تبنّي أصوات أدبية مبدعة من الأجيال الشابة، وأن يعمل على تقديمها للمشهد الأدبي والثقافي، وأن يتابع إنتاجها بين مرحلة وأخرى إلى أن يترسخ وجودها، وتتجلى إسهاماتها الإبداعية بشكل واضح، مبدياً اهتماماً بهذا الدور الذي يكتشف فيه المواهب والأصوات الجديدة بين مرحلة وأخرى دون توقف.

مشيراً إلى دور النقاد في مراحل سابقة؛ إذ قدّموا أصواتا شعرية وقصصية وروائية كثيرة، ومنهم عميد الأدب العربي؛ طه حسين، ومحمد مندور، والعقاد، ومارون عبود، وعبدالقادر القط، إضافةً إلى رؤساء تحرير المجلات الأدبية، والمجلات الثقافية التي قدمت عدداً كبيراً من الأصوات الأدبية الموجودة على الساحة اليوم. وعدّها منظومة ثقافية شاملة من الصحف والمجلات والإعلام المرئي والمسموع، فيما يظل دور النقاد ضرورياً في كل مرحلة؛ كونهم يضيئون الطريق أمام الأجيال الجديدة، وأضاف السمطي: «على مستوى شخصي، ربما أزعم، أنني من أكثر النقاد الذين كتبوا عن التجارب الشبابية في الرواية والقصة والشعر، وهناك أسماء كثيرة على الساحة كنت أول من كتب عنها وأول من قدمها، مستثمراً عملي في الصحافة لأكثر من ثلاثة عقود»، مؤكداً أنه لن تكتمل مسيرة الناقد إلا إذا قام بتقديم أجيال جديدة للمشهد كما كان يفعل رواد النقد الأدبي.

فيما يتحفّظ الناقد حامد بن عقيل على السؤال بحكم أنه ينطلق من مسلّمة أن الرواد كانوا يعتنون بالمواهب الشابة، قائلاً: لا أدري إن كانت هذه حقيقة بالفعل، فهناك أندية أدبية، ودوريات ونشرات تصدر عنها، وملاحق وصفحات ثقافية في المجلات والجرائد، وكل هذه الأنشطة والإصدارات كانت بحاجة إلى مادة، وهذا لا يعني بأية حال وجود دعم من الرواد، الذين لا نتفق على تسميتهم بالرواد لأنهم ليسوا الأقدم، ولا من وضع الطريقة أو القواعد التي لا يمكن تجاوزها، لافتاً إلى أنه «بالنسبة للساحة الثقافية السعودية، لو كان هناك دعم من الجيل السابق لجيلنا لما توجّه مثلاً لكتابة النقد، كون كل من سبق، خصوصاً النقاد، اشتغلوا بجيلهم وبمشاريعهم، حتى أن منهم من كتب حكاية الثقافة السعودية وكأنها كانت تُنتج وتخرج من ملحق منزله!». ويرى أن الثقافة بالعموم قائمة على القطيعة بين أدباء الجيل الواحد، وبينهم وبين من سبقهم أو من سيأتي بعدهم، كونها فعلاً فردياً في غالب فنونه وأجناسه، وإن حدث دعم ما من اسم أدبي لآخر من الجيل الذي يليه فإنه لا يخرج عن كونه أستذة لا تستمر، ليشعر الأستاذ بأنه المنعم المتفضل على من جاء بعده، فهي بهذا تلبية احتياج نفسي لصاحب الالتفاتة الكريمة.

ويذهب الكاتب صبحي موسى، إلى أنه لم يعد جيل الرواد أو الكُتّاب الأكبر سنّاً، معنيين بالعناية بالمواهب واكتشافها وتقديمها للأوساط الثقافية، إذ باتت مهمة الورش التي انتشرت في كل مكان، والمعني بها كتاب شباب نالوا الشهرة بسبب الجوائز أو غيرها، فأسرع كل منهم على التأكيد على حضوره، واستثماره بين الجماهير بإقامة ورشة يحضرها كل راغب في تعلم الكتابة، مؤكداً أن «مواقع التواصل الاجتماعي غدت معنية أكثر بذلك، فكل كاتب شاب أو جديد جهز لنفسه مجموعة من الأصدقاء والأصحاب والأهل الذين يمتدحون كتابته على الفيس أو غيره، فضلاً عن ابتكاره طرقاً جديدة للترويج لنفسه، فغدا كاتباً وشهيراً من أول حرف، ومن ثم لم تعد الآليات القديمة موجودة سواء في اكتشاف الكتاب الكبار للمواهب، أو تصدير الجرائد والمجلات لها، بحكم تغيّر كل الآليات القديمة ليصبح الجميع أمام أدب غير ناضج في أغلبه، ما يهدد مستقبل الكتابة بشكل عام، فضلاً عن خطر الذكاء الاصطناعي عليها».

تساءل الكاتب علي عطا: أين هم الرواد؟ الجيل الأدبي الأكبر عندنا، في مصر، هو جيل الستينيات، ولم يتبق منه أحد تقريباً. ويتبقى من الجيل الأسبق الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وهو معروف بوقوفه ضد القصيدة التي تلت قصيدة التفعيلة التي يعد هو أحد أبرز روادها على المستوى العربي، وأقصد هنا قصيدة النثر، وحتى شعراء قصيدة التفعيلة من الأجيال التالية لجيله الذي ظهر في خمسينيات القرن الماضي، لا أعتقد أنه دعم منهم سوى أسماء قليلة بمنطق أبوي لا يمكنه التسليم بأن الابن قد يفوق ابنه موهبة، فتلك الأسماء تدور عادة في فلك الدراويش وتجدهم يتحلقون حول شيخهم منتظرين ما يمكن أن يجود به من عطايا، من قبيل مثلاً التصريح مثلاً بأن فلاناً هذا شاعر جيد، أو أنه يستحق منصباً في بيت الشعر، أو في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة أو جائزة تشجيعية من الدولة. وهناك ممن يمكن أن نطلق عليهم -مجازاً- أنهم رواد لا يتحمسون إلا لنساء لا يميزهن سوى أنهن جميلات، يحدث ذلك في الشعر والقصة والرواية والنقد الأدبي، على نحو مفضوح في كثير من الأحيان. وهناك أيضاً من هؤلاء من لا يخجل من إظهار غيرته ليس من زملاء جيله فحسب، بل وأيضاً من الشباب فيطلق عليهم في مجالس النميمة الشائعات، من قبيل أن فلاناً هذا الذي فاز بجائزة مرموقة إنما يسرق منه ومن غيره. وإن تحمس لشاب ما، فأيضاً يكون ذلك مشروطاً بأن يكون من دروايشه لعله يدفع به إلى الفوز بجائزة ما أو بسفر إلى بلد يدفع لضيوفه بسخاء.

علي عطا:

أين هم الرواد ؟!

Continue Reading

ثقافة وفن

آخر مشهد سينمائي لـ«سليمان عيد» يتحول إلى واقع أليم بوفاته

سادت حالة من الحزن والصدمة في الشارع المصري؛ بعد وفاة الفنان المصري المعروف بخفة ظله، سليمان عيد، عن عمر ناهز 64

سادت حالة من الحزن والصدمة في الشارع المصري؛ بعد وفاة الفنان المصري المعروف بخفة ظله، سليمان عيد، عن عمر ناهز 64 عاما، إثر تعرضه لسكتة قلبية بشكل مفاجئ ونقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.

وفي سابقة فنية لم تتكرر منذ سنوات، لم يتوقع جمهور الفنان الكبير أن يتحول آخر مشهد له من فيلم «فار بـ7 أرواح» الذي يعرض حاليا في السينمات بالقاهرة إلى حقيقة، ليكتب التاريخ بأن آخر أعمال سليمان عيد كان بمشهد وفاته.

وقدم سليمان عيد في الفيلم الكوميدي «فار بـ7 أرواح» دور جثة هامدة، وخلال المشاهد مر بكل تفاصيل الوفاة، من واقعة الموت إلى وضعه في الكفن، وتغطية وجهه، حتى مرحلة الدفن، كأنه يُجري تجربة لأمر عظيم كان يشعر بقرب حدوثه، في مشاهد أبكت الجمهور.

وشارك في بطولة فيلم «فار بـ7 أرواح» كوكبة من النجوم، أبرزهم إدوارد، ويزو، أحمد فتحي، عنبة، محمد لطفي، ليلى عز العرب، ندى موسى، وغيرهم، من تأليف محمد شيبا، وإخراج شادي علي.

أخبار ذات صلة

وشُيِّع جثمان سليمان عيد اليوم (الجمعة)، من أحد المساجد بمنطقة الشيخ زايد بالقاهرة، وشارك عدد من نجوم الفن بالجنازة، منهم صلاح عبدالله، كريم محمود عبدالعزيز، أحمد السقا، هاني رمزي، أشرف زكي، ومحمود عبدالمغني، ومحمد إمام وآخرون.

من جانبه، أعلن عبدالرحمن، نجل سليمان عيد، موعد ومكان عزاء والده، حيث كتب عبر حسابه على فيسبوك: «عزاء والدي المغفور له بإذن الله، غدا السبت، بعد صلاة المغرب بمسجد الشرطة طريق المحور بالشيخ زايد».

Continue Reading

ثقافة وفن

السعودية تدشّن مشاركتها في «كتاب المغرب 2025»

دشّنت المملكة أمس، جناحها المشارك في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 المقام في العاصمة المغربية

دشّنت المملكة أمس، جناحها المشارك في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 المقام في العاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من 17 إلى 27 أبريل الجاري، بإشراف هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة عدد من الكيانات الثقافية والوطنية.

وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف الواصل أنّ الهيئة تسعى في المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 بالرباط للتعريف بعدد من المبادرات والبرامج التي تُنفذها الهيئة في سبيل تطوير صناعة النشر وتعزيز الحراك الثقافي من خلال دعم حضور الناشرين والوكلاء الأدبيين السعوديين على الساحة العالمية، وتقديم المملكة بصورة تبرز مخزونها المعرفي وتمثل الإرث الثقافي السعودي والتعريف بالإنتاج الفكري المحلي.

وبين أن المعرض يشكّل فرصة داعمة لصناعة الكتاب والنشر بما يتيحه للناشرين السعوديين من تواصل وتلاقح معرفي مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم.

وتعكس هذه المشاركة تنوع وتكامل المشهد الثقافي في المملكة بمشاركة عدد من الجهات الثقافية والتعليمية البارزة، تشرف عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى جانب جامعة طيبة.

أخبار ذات صلة

وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود المملكة لتعزيز العلاقات الثقافية مع المملكة المغربية، وتوسيع مجالات التعاون المشترك، إلى جانب الترويج للفرص الاستثمارية في القطاع الثقافي، انسجاماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جعل الثقافة رافداً للتنمية وجسراً للتواصل الحضاري.

يذكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، من أبرز الفعاليات الثقافية في الوطن العربي، ويشارك فيه 743 عارضاً من 50 دولة حول العالم، ما يمنح مشاركة المملكة زخماً إضافياً ومنصة إستراتيجية لإبراز مكانتها الثقافية على الساحة الدولية.

Continue Reading

ثقافة وفن

«كانت حرارته 40 ويرتعش».. صلاح الجهيني يروي موقفاً جمعه بـ«سليمان عيد» قبل رحيله

روى المؤلف المصري صلاح الجهيني كواليس آخر عمل مسرحي للفنان المصري الراحل سليمان عيد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم

روى المؤلف المصري صلاح الجهيني كواليس آخر عمل مسرحي للفنان المصري الراحل سليمان عيد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم إثر تعرضه لسكتة قلبية بشكل مفاجئ، مشيراً إلى أن الأخير تعرض لوعكة صحية ورغم ذلك رفض الذهاب إلى الإسعاف.

وكتب صلاح الجهيني منشوراً عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقال: «في آخر يوم عرض مسرحي لينا سوا عم سليمان درجة حرارته كانت 40، وكان نايم على سرير موجود جنب المسرح بيرتعش، وعربية الإسعاف مستنياه برة لحد ما المسرحية تخلص».

وتابع الجهيني: «قلتله أنت دورك خلص خلاص واللي فاضل بسيط المهم نتطمن عليك، قاللي يعني أمشي ويفوتني السوكسيه اللي في الآخر.. إحنا عايشين عشان الشوية دول».

أخبار ذات صلة

واختتم الجهيني منشوره داعياً للراحل: «الله يرحمك يا صديقي ورفيقي في السفر والفطار، زي ما كنا بنقول ويا رب حب الناس والسوكسيه يكون واصلك دلوقتي».

يذكر أن جنازة سليمان عيد شيعت عقب أداء الصلاة على جثمانه ظهر اليوم (الجمعة) في الشيخ زايد، وسط حزن أصدقائه في الوسط الفني الذين صدمهم خبر رحيله. وحرص على الحضور عدد من النجوم، أبرزهم أحمد السقا، محمد إمام، كريم محمود عبدالعزيز، أشرف زكي وآخرون.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .