ليلي قصير
وحائطي
الذي بنيته مع أول ليل
دخل بيتي
هو أيضا قصير
كنت لا أحتاج في تسلقه
سوى قفزة خفيفة
فأجد نفسي فوق السور
ليل يأتي، ويذهب سريعا
والنوم لا يخلق له الأعذار
حتى يطول مكوثه.
رأيته مصادفة في سوق مزدحمة
ولولا عتمته التي انزلقت من يديه
لمًا عرفته.
فكرت أن أوسع من ارتفاع الحائط
أن أضع على سوره مشاعل
تحرسها ذئاب
كانوا يصاحبون الليل
ويهدونه عواءها.
جيراني
العابرون الطريق
الزائر الصديق
رجل «الهنغرستيشن»
كانوا يرفعون أكفهم:
(مساء الخير)
لكنهم كلما تجاوزوا العتبة
كانوا ينظرون إلى أنفسهم مشدوهين
من الخطأ الذي وقعوا فيه.
كانت الشمس تشع فوق رؤوسهم
فلماذا لم يقولوا: صباح الخير؟!
أصبحت أشعل شمعة كل صباح
تحول لا حقا إلى تمرين يومي
لعل النهار يتأخر عن المجيء
وأكون مستعدا أن أفهم
ماذا يريد ليلي
بعدما أبدلت حائطي
بقلعة؟