Connect with us

ثقافة وفن

كُتّاب تجتاحهم صرعة التزاحم على توقيع إصداراتهم

لم تعد الصور التي تقتحم عالم الثقافة بريئة من الاتهامات، ومنذ موسمين لمعارض الكتب، غدَا الازدحام على منصات توقيع

لم تعد الصور التي تقتحم عالم الثقافة بريئة من الاتهامات، ومنذ موسمين لمعارض الكتب، غدَا الازدحام على منصات توقيع بعض المؤلفات أقرب للظاهرة المثيرة للاستفهامات حول دوافع الازدحام، وهل هو ازدحام موضوعي مبني على جودة محتوى وشغف قرائي، أم أنها شهرة وأضواء، أم جمهرة مدفوعة الثمن.. هنا طرحنا محورنا على عدد من الكُتّاب والمؤلفين لاستجلاء آرائهم حول القضية، فتذهب الكاتبة الدكتورة منى العتيبي إلى أن ظاهرة الازدحام الشديد حول عدد من مؤلفي الكتب في معارض الكتاب لم يكن وليد اليوم، بل كان موجوداً سابقاً عند عدد من الكُتاب المعروفين الذين لديهم نشاط فكري واجتماعي في المجتمع، إلا أن الفرق بين الأمس واليوم هو أن أغلب الازدحام يحدث مع كتّاب نكاد لا نعرفهم، وليس لهم وجود أو حراك واضح في الساحة الثقافية والفكرية، ومع ذلك نجد (طوابير) من القراء تراوح أعمارهم بين الـ15 والـ20، موضحةً أنه ربما كان الدافع في ذلك هو شهرة هؤلاء الكُتاب على منصات التواصل الاجتماعي، ما مكنهم من صنع قاعدة جماهيرية من المتابعين والمتفاعلين معهم، وأصبح القراء يحرصون على مقابلة (مشهوريهم) أكثر من حرصهم على محتوى الكتاب نفسه، مؤكدةً أن هذه الظاهرة تؤثر على المحتوى المطروح في هذه الكتب. وعدت العلاقة بين الشهرة ومحتوى الكتاب معقدة، ففي حين تساعد الشهرة في زيادة مبيعات الكتاب وانتشاره، إلا أن الجانب الإبداعي يتأثر بمقدار الشهرة التي يحصل عليها المؤلف. فإذا أصبح الكتاب جزءاً من اتجاه ثقافي أو اجتماعي معين، ربما يصبح المحتوى محدوداً أو متأثراً بهذا الاتجاه، ما يضعف مكانة الكتابة، خصوصا إن كان المحتوى «سطحياً» في الأصل. وترى أن التوافد على المؤلفين في معارض الكتاب ليس دليلاً على إبداعية الكتاب ومحتواه، بل هو في الأساس ناتج عن شهرة المؤلف على منصات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب، إكس، وسناب شات، التي ساهمت بشكل كبير في تسويق الشخص قبل النص.

ويرى المستشار الثقافي الدكتور عبدالله الكعيد أن هناك محركاً يقف وراء هذه الظاهرة، وعزاها إلى لعبة السوشيل ميديا، كون الكاتب المشهور (سوشلياً) يحظى بمثل هذا التسابق، إلا أنه ذات التسابق على أي مشهور في أي مجال، لكي يلتقط معه صورة وينشرها، ولا أستبعد أن تكون هناك فبركة أو اتفاق خفي بين الناشر والمؤلف وعدد من المنتفعين لمزيد تسويق للدار والكاتب. وأضاف الكعيد: ولو سألنا بعض المتدافعين عما قرأه للكاتب، أو عن سبب إعجابه به، فلن يرد علينا بما يدل على حرص اقتناء المحتوى، لافتاً إلى أن المفكرين الكبار لا أحد يتزاحم عليهم، إلا الذين يعرفون قيمتهم وقدرهم.

فيما أكد الشاعر محمد خضر أنها ليست دليلاً على قوة المحتوى دائماً، بل ربما العكس. ولفت إلى أنه ومع اختلاف الأسباب في حالات الجمهرة والتوافد على مؤلف ما، إلا أنها ظاهرة تثير التساؤل، وربما يكون هناك جانب لا بأس به، خصوصاً مع قارئ نشأ على قراءة مؤلف ما، ومع مجموعة من كتبه فيرى أنه أمام الشخص الذي صنع الكثير من وقته وفكره وخياله.. هذا لا بأس به وفيه شعور جميل بالامتنان أو الشكر. ودعا إلى الاحتفاء بالمؤلف كما يليق به بين قرائه، هذا جميل ويحدث في مجالات كثيرة، مع لاعبي كرة القدم والمطربين مثلاً، واستثنى ما إذا أحدث الأمر تدفقاً وتزاحماً وتوافداً، وعدّها حالة تخلقها عوامل ربما تكون بعيدة عن عالم القراءة والكتاب مثل الضوء الإعلامي الذي يدعم الرغبة في الإحساس بالمشاركة فتصادف مثلاً تلك الأنا التي ترفض الشعور بالانعزال وتغلبها الحالة الجمعية بجبروتها وإغرائها تارة، ويغلبها الفضول تارة أخرى، فتذهب للمشاركة دون أن تعرف شيئاً عن سبب كل هذا.. يحدث هذا كثيراً. وأضاف: أذكر أنني قرأت عن الممثلة (براتيوشا بانيرجي) عندما رحلت، وكيف أن أحد الذين حاولوا الانتحار لأجلها كان لا يعرف من هي أساساً.. القضية نسبية ولا تخلو من جانب صحي وآخر ليس كذلك.

وحيد الغامدي: الجماهيرية تعبّر عن شيوع استهلاك السهل والساذج

يرى الكاتب وحيد الغامدي أنه إذا رجعنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، فسنجد أن الأمر غير مستغرب إذا علمنا أن معظم الجمهور القرائي لا يهتم بالجودة مقارنة بالسهولة السردية والإيقاع السريع غير المعقد. لنرجع لروايات (عبير) مثلاً، وكذلك روايات (أحلام)، كان هذا النمط من الروايات السهلة وسريعة الاستهلاك شائعاً في فترة الثمانينيات والتسعينيات إلى درجة كان يطلق عليها (روايات الجيب)، أي يمكن وضعها في الجيب لتقرأ في أي وقت وأي مكان بطريقة أشبه بتناول (الساندويتش). وعدّ الجماهيرية في شيوع استهلاك السهل والساذج والسريع (قاعدة) في أي مجتمع وأي زمن، بل وفي كل مجال من المجالات التي يكون فيها (مرسل/‏ منتج محتوى) و(مستقبل/‏ جمهور). في بداية الثمانينيات الميلادية انتشرت في مصر ظاهرة تسمى (أفلام المقاولات)، وهي نمط من الأفلام ساذج الكتابة وساذج المحتوى الفني، وغالباً لا يوجد سيناريو حقيقي، أو تكون القصة سخيفة وربما تكتب في أقل من يوم واحد، ولكن يتم ملء مساحة الفيلم بالرقص والإغراء أو مشاهد العراك وتعاطي المخدرات، كذلك التصوير يكون رديئاً، وتكون أغلب المشاهد داخلية في فيلا وبأدوات بسيطة لتجنب التكلفة العالية. سبب انتشار هذا النوع من أفلام المقاولات هو تعطش الجمهور في الخليج، خصوصاً في السعودية، لأفلام الفيديو مع دخول هذا الجهاز كمنتج جديد معاصر في تلك الحقبة لكثير من البيوت، فكان الفيديو هو وسيلة الترفيه المتاحة تقريباً آنذاك، وبالتالي فهناك سوق لتلقي الغث والسمين. هذه السوق هي التي تصنع أو تغري بصناعة منتجات رديئة طالما سيكون عليها إقبال، وبالتالي تدرّ أرباحاً.

وقارن بين الروايات والسينما والصحافة، إذ في نفس حقبة الثمانينيات والتسعينيات، انتشر ما كان يسمى آنذاك (الصحافة الصفراء)؛ وهي نمط صحفي رديء يعتمد على نشر أخبار الجريمة والقتل والفضائح وتناول آخر الشائعات، وكان هذا النمط يلقى رواجاً كبيراً لدى شرائح من الجمهور القرائي الذي قد تعنيه هذه (الدهشة) في المحتوى الساذج أكثر بكثير مما تعنيه أخبار السياسة والاقتصاد مهما كانت انعطافاتها التاريخية. وبالتالي فهي تكاد تكون قاعدة في مفهوم الإنتاج والتلقي، وهو المضمون الاستهلاكي الذي يكون سهل الهضم وسريع الانتشار.

وأضاف: لو تأملنا القاعدة الواقعية عبر الزمن سنجد أن الموضوع لا يتعدى الموضة العابرة، أو (الترند) في وقتنا المعاصر، فالأجيال التي نشأت على (روايات الجيب) الساذجة تجاوزت تلك الهواية بعد بضع سنين من تجاوزها للمرحلة العمرية التي كانت فيها تتلقف مثل ذلك النوع من الكتابة، ومثل تلك الروايات (أفلام المقاولات) الهابطة، إذ لم يعد لها أي وجود في ذهن المشاهد، في حين أن العديد من الأفلام والمسرحيات من الحقبة ذاتها، لا تزال مشاهدةً ومتداولة حتى اليوم من جيل إلى جيل، لأنها تحمل عناصر البقاء التي هي عناصر الجودة والفن. وقس على ذلك كل المجالات التي تهبّ عليها أنواع رديئة من الموضات العابرة، ولكنها في الأخير عابرة وليست باقية. ولا يجب أن نقلق من هذه الحالة التي هي (عابرة) في كل الأحوال، الجيل الذي يزدحم الآن في معارض الكتب على نوع معين من الروايات، وبطريقة غير طبيعية أبداً وغير صحية أيضاً في عالم الكتاب والكتابة، هذا الجيل نفسه بعد سنوات قليلة لن يظل وفياً لوعي كتابي معين أو نمط محدد يستهلكه الآن في هذه الفترة بسبب مرحلته العمرية ووعيه المرحلي. هذا الجيل سيكبر وسيعبر، وسيأتي جيل آخر باهتمامات وأدوات إدراك مختلفة، وبالتالي يحتاج إلى كتّاب آخرين، استهلاكيين ومقاولين هم أيضاً، ولكن ليسوا هؤلاء الحاليين الذين سينقرضون وستظهر أسماء جديدة مختلفة وبأدوات مختلفة، ولكنها لجيلها ووقتها الخاص بها، لافتاً إلى أن الشيوع والاستهلاك والمقاولات في كل مرحلة زمنية، ولكن لا ينبغي أن ننسى أننا ما زلنا نتداول إنتاجاً وكتباً قد مر على وفاة مؤلفيها عشرات السنين، وبالتالي فإن ذاكرة الحياة أشبه بذاكرة الإنسان الذي ينسى الكثير من التفاصيل الصغيرة اليومية، ولكنه لا ينسى الأحداث والمواقف التي مرت عليه. ببساطة، ذاكرة الإنسان تطرد التافه من الأحداث اليومية، وذاكرة الحياة أيضاً تطرد التافه من الأشخاص الذين قد يملؤونها صخباً لبعض الوقت فقط.

آل حمدان: حضر 2000 قارئ واستمر التوقيع 6 ساعات وتم إيقافه بسبب الزحام

أوضح الروائي أحمد آل حمدان أنه خلال توقيع أعماله «أبابيل، آرسس، الجسّاسة، مدينة الحب لا يسكنها العقلاء» في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بلغ عدد الحضور نحو 2000 قارئ، مؤكداً أن التوقيع استغرق ست ساعات، وانتهى بأن أوقف معرض الكتاب التوقيع بسبب الازدحام وانتهاء وقت المعرض.

Continue Reading

ثقافة وفن

فانتازيا المسلم بين سحرية التراث ورفض النخبة

يخيل إليك في البداية أنك تقرأ إحدى الأساطير الإغريقية كالأوديسة والإلياذة، ولكن سرعان ما تدرك أنك هنا في قلب إرثك

يخيل إليك في البداية أنك تقرأ إحدى الأساطير الإغريقية كالأوديسة والإلياذة، ولكن سرعان ما تدرك أنك هنا في قلب إرثك العربي، مع زرقاء اليمامة والجن الأزرق، وغابات تزحف برجالها صوب أسوار العدو. تتساءل إن كانت نبوءة الساحرات لمكبث بأنه لن يُهزم إلا إذا «تحركت غابة بيرنام» نحو قصره، ما هي إلا صدى لصيحة زرقاء اليمامة: «أرى شجراً يتحرك»!

يعيدنا أسامة المسلم إلى جذورنا العربية التي لطالما كانت منبع الفانتازيا والخيال. في زمن بات فيه الأدب يُستورد من الغرب، يصر المسلم على استعادة هويتنا الأدبية عبر قصص تستند إلى أساطيرنا العربية وأبطالنا، بعيداً عن روايات الغرب التي لا تشبهنا ولا تنتمي لبيئتنا.

هكذا، يجد القارئ نفسه غارقاً في عالم من الجنيات والمخلوقات العجيبة والقوى الخارقة، يصدق بوجود خاتم يخفي مارداً وثلاث أمنيات، وحيوانات ناطقة، ورؤوس تُجزّ، وألسنة تُقطع، وفتيات يضحّين بأصواتهن لاستعادة رشاقتهن. ويجاري البطل عندما يحمله جنيّ طيب إلى بلاد بعيدة في لمح البصر. وتأسره فكرة أن تعشقه جنية فاتنة. إنه عالم يبتلع قارئه، حيث الماضي والحاضر يلتقيان في لا واقعية سحرية تأسر الخيال وتجعلنا نستسلم لفتنتها.

في «بساتين عربستان»، نشهد صراعاً بين ساحرتين. تسعى كل منهما لتكوين عصبة من الساحرات وتدريبهن لتحقيق أهدافها. وبينما تخوض كل ساحرة مغامرتها، يكشف السرد عن قصص الساحرات المنضمات إلى عصبتيهما، بأسلوب متداخل يُشبه «لعبة ماتريوشكا» الروسية، حيث تنفتح الحكايات واحدة تلو الأخرى، مكوّنة شبكة غنية من القصص المتداخلة. هذه التقنية السردية، التي استلهمها الأدب الأوروبي من ألف ليلة وليلة، تتجلى هنا في أسلوب معاصر يُعيد إحياء روح القصة داخل القصة، مما يضفي عمقاً وتشويقاً على الرواية.

وفي رواية «خوف» نجد الخوف وقد تحول من شعور عابر إلى تجربة وجودية عميقة ودافعاً لاستكشاف الذات. من منا لم يفكر في لحظات الخطر الاستعانة بـ«الجن الأزرق»؟ أو ربما يدفعه طموحه وفضوله لعقد صفقة مع الشيطان. لكن الخوف هنا لا يقود إلى الهلاك، بل يصبح أداة لفهم النفس وإعادة تشكيلها.

يبحث القراء الشباب في الأدب عن متنفس لرغبتهم في التمرد على سلطة تنتقص منهم، في مجتمعات تمنح الكتب قدسية مفرطة، يتحول الكتاب إلى رمز للتعقيد والغموض، مما يثير رهبة القارئ وتردده، وكأن الأدب حكر على النخب المثقفة. فيأتي المسلم ليكسر هذه الصورة النمطية، مستقطباً جمهوراً واسعاً، وممهداً الطريق لأدب أكثر قرباً من القارئ العادي، متحدياً بذلك هيمنة كبار الأدباء وسلطتهم الثقافية التقليدية.

على عكس الواقع العربي، شهد الأدب الغربي انفتاحاً أزال عنه هالة القدسية. فنجد تصنيفات جديدة تظهر كل يوم في أدب الأطفال والخيال العلمي والرومانسي والسيرة، مما يتيح للكتّاب حرية الإبداع دون خوف من تهم التسطيح، وللقرّاء حرية اختيار ما يمتعهم دون وصاية من أحد. أعمال بسيطة مثل «يوميات الفتى المشاغب»، وسلسلة «الشفق»، جذبت ملايين القراء وأكدت أهمية وجود بيئة أدبية تحتفي بالتنوع وتمنح لكل صوت مكانه، بعيداً عن قيود الأحكام المسبقة أو التصنيفات النخبوية.

تُتهم روايات أسامة المسلم بالتركيز على التسلية والخيال أكثر من الرسائل العميقة، لكن متى كان الترفيه تهمة؟ كتب مثل «كليلة ودمنة» وأساطير عنترة لم تكن فلسفية معقدة، بل ممتعة وملهمة. وقصص خيالية مثل «الأمير الصغير» قدمت رؤية إنسانية عميقة تجمع بين الانتشار الجماهيري والعمق الأدبي. فالأدب، في جوهره جسر يربط الكاتب بالقارئ، لا اختبار لصبره أو قدرته على فك الشفرات.

وقول إن الفانتازيا تمثل هروباً من الواقع أو ترسيخاً للغيبيات يتجاهل طبيعتها الحقيقية كفن أدبي، شأنها شأن الخيال العلمي، ليست انعزالاً عن الواقع، بل هي إعادة صياغة له في قالب خيالي يسمح باستكشاف أفكار معقدة بطريقة غير تقليدية.

تتطلب الفانتازيا من كاتبها جهداً فائقاً لابتكار عوالم جديدة مليئة بالتفاصيل والقوانين المتكاملة، مما يجعلها فناً إبداعياً من الدرجة الأولى. وقد استطاع المسلم، على غرار أحمد خالد توفيق وجرجي زيدان، عبر أدب يوازن بين الترفيه والإبداع، ويعيد تشكيل الموروث بلغة معاصرة، أن يكون صوتاً لجيله، متجاوزاً قيود النخب الثقافية، ومتجاهلاً رضا النقاد الذين اعتبرهم «شلة تتبادل المجاملات النقدية».

في النهاية، ليست كل رواية درساً فلسفياً، لكنها يمكن أن تكون مغامرة تأخذ القارئ إلى عوالم جديدة، لتظل الرواية فضاءً يمزج بين الخيال والواقع، وبين الماضي والحاضر.

Continue Reading

ثقافة وفن

«هوبال» تأكيد على خلق الفيلم السينمائي السعودي

بين السكون والحركة جرت أحداث الفيلم، وكلما غاب المتجمد سالت الحياة..المخرج والسينارست والممثلون صنعوا لنا عالماً

بين السكون والحركة جرت أحداث الفيلم، وكلما غاب المتجمد سالت الحياة..

المخرج والسينارست والممثلون صنعوا لنا عالماً موازياً حقيقياً أمام الأسطورة..

لدينا كنز من الممثلين الأفذاذ.. وفي كل خطوة يثبتون أنهم جواهر تمثيلية..

أي حالة فنية تدهشك يصعب عليك الوقوف على مثيرات إعجابك، ودهشتك.. وهذه حقيقة نقفز عليها بتثبيت الكلمات لمحاولة استنطاق حالة الإعجاب التي انتابتك.

فيلم (هوبال) من الحالات الفنية المضيئة التي تصب في داخل من يشاهد الفيلم، إلا أن لكل مشاهد حالته الخاصة في كيفية إعجابه بفيلم (هوبال)، ولو وقفت على بوابة الخروج من صالة العرض حاملاً سؤالاً محدداً:

– ما رأيك في الفيلم؟

لنقل إن الإجابة جاءت من معجب بالفيلم، ستكون إجابته إجابة قلقة، وقلقها قادم من تشتت المشاهد التي أبهرته، ولا يجد حيالها سوى الإعجاب بجزئيات عديدة، وذلك الإعجاب تأتي إجابته بمفردات الاستحسان كـ(جميل، رائع، مدهش، وهكذا). ومفردات الإعجاب تلك تجعل مقاطع الفيلم قد استطاعت الاستحواذ على المشاهد في اختلاف مواقعها وحواراتها وأفكارها الخاصة بها، فتقطيع المشاهد (كل مشهد يقودك إلى عوالم خاصة بك كمشاهد تتوحد مع انتهاء الفيلم).. ربما تكون مفردة (هوبال) مفردة غامضة ومع بحثك عنها لاحقاً يحدث مراجعة الفيلم مراجعة ذاتية بأن هناك لغتين أو لهجتين مدمجتين (لغة الإنسان، ولغة الحيوان ممثلة في الإبل)، فهوبال لغة تبادلية بين الإبل وصاحبها، فتكون الصحراء فضاء سردياً يتلاءم مع الحكاية، وطريقة سردها ليس قولاً، وإنما سردية بصرية يساهم المشاهد في ملء تقطع المشاهد، وهي تقنية سردية أمسك بها كاتب السيناريو (مفرج المجفل) إمساكاً متقناً.

وفي اتساع الصحراء (كفضاء سردي) التي لا تحدها الكلمات جاءت الصورة حاوية لذلك الاتساع، وهنا يأتي دور المخرج (عبدالعزيز الشلاحي)، وبعمدية المقصودة كانت كل صورة (في ثباتها وحركيتها) حكاية داخل حكاية، فالعين أكثر اتساعاً من السماع، كما أن الكلمات تتلاشي في الفضاء المتسع، فكان الممثلون والتصوير والموسيقى التصورية في تناغم من العزف الراقص يمثل المخرج (الشلاحي) المايسترو الذي وزع أدوار كل نغمة متى ترتفع ومتى تنخفض.

والكاتب (السيناريست) الرائع فرج المجفل سبق له الإجادة في عالم الإبل من خلال فيلم (هجان) وهي لغة مشفرة بين كائنين ومن لم يعيش تلك البيئة، ربما يجد عينيه تتنقلان مع الصورة، وهو في حالة تجميع للمشاهد ودلالاتها، وفيلم (هوبال) كانت المشاهد تغزل عوالم بصرية تتحد مع الكلمات المختصرة الخارجة من أفواه الممثلين؛ لكي تتكامل الحالة السردية والبصرية.. والحوار في الفيلم عميق ومتقن أدى دور الرابط والمعمق لما تشاهد، واختيار عبدالعزيز الشلاحي لموقع التصوير كبيئة مكثفة لتصديق الحدث كان موفقاً أيضاً، فالبيئات المغلقة (وإن كانت متسعة باتساع الصحراء) تمكن الحكاية من التغلغل في ذهنية المشاهد والتصديق بما يحدث كواقع حياتي يؤديه الممثلون، فتلتصق الصورة مع عين المشاهد ويتحدان في بناء الفيلم كحقيقة وليس حكاية.

فرمزية الجد بما يمثله من ماضٍ يرى صحة آرائه، وخضوع الأبناء والأحفاد لتلك الآراء، وسريان الحكاية في بوتقة الأسطورة مكنت أحداث الفيلم من التكاملية وخلق بناء حكائي ملفت، وجاءت الصورة مكملة لسرقة اهتمام المشاهد، فسكون البيئة، وبطء الأحداث منحا الفيلم ثقلاً وجوديّاً داخل المشاهد.

ومن البدء تم تأسيس أن الجد هو العمود الفقري لبقية الأحداث، ومع وجوده رسمت أدوار بقية الشخصيات، فبوجوده ليس هناك سوى رأيه، ومع اعتكافه تتحرك بقية الأحداث التي تتجاوز الساكن من فعل إلى حركة، وإن كانت تلك الحركة هي متوازية مع الشهب الخالقة لبقع (الدحل)، اذ تبدأ حركية الخروج من أوامر الجد بمرض الحفيدة (ريفة) بالحصبة.

تلك الحالة تكون منطلقاً لنزاع الآراء، يحدث ذلك في تغيب الجد، فغياب الماضي مكّن جيل الحاضر من الاحتداد حيال آراء الجد المتعصبة الواثقة من صحتها، فجيل الأحفاد امتلك الآراء الرافضة لأي حركة خارج عقلية الجد حتى ولو كانت الحركة هي الانتقال إلى المستشفى، وهنا مثلت المدينة دوراً رئيساً في كشف لزيف الماضي (الذي يمثله الجد)، ومع إصرار جيل الأحفاد على المغامرة والانعتاق من وصايا الجد بالوصول إلى المدينة (بحثاً عن الشفاء لمريضة الحصبة) كانت رحلة (الأحفاد) هي الكاشفة لما يدور خارج البيئة المنغلقة.

ومثلت شخصية (ليام) القفل الذي وضع لإغلاق عقلية الناس في تلك البيئة التي احتفت بالدعوات، ودور الداعي على من يخالف آراء الجد إلى أسهم تصيب المخالف للمقولات الراسخة في أذهان الأبناء والأحفاد.

فالمخالفة لها سهم، والمخالف تصيبه نازلة من نوازل القدر بمجرد الدعوة عليه، وأصبح أي فعل يغاير رأي (ليام) مدعاة للاستغفار.. ثمة مفاتيح متعددة حملها الجوار لفتح القفل المثبت في ذهنية أفراد الأسرة التي اختار لها الجد هذا المكان الذي لا ينهض فيه إلا رأي الجد، ومثل أفراد الأسرة طبائع بشرية (رافضة، وخاضعة، وشريرة، ووصولية، ومغامرة) كل شخصية حملت جملاً حوارية استطاعت فتح مغاليق القفل مع تنامي الحكاية.

والدحل (مهبط الشهب المتتبعة لشياطين المسترقة لسمع) كان مهبطاً للجد، وهي دلالة أن الالتقاء الأسطورة مع الواقع ينتصر فيها العالم المتحرك، عالم الحاضر.. وبين البيئة المتسعة المنغلقة جمعت الحكاية عالمين متناقضين حين ظهرت حرب استقلال الكويت، فعلى حدود الصحراء كانت الدنيا تمور بالدبابات والصواريخ وإشارات استعداد الناس للمغادرة من أجل اللجوء، صور الدبابات والصواريخ والجنود مكنت الفيلم من خلق المقارنة بين الساكن والمتحرك، وهنا جزئية علينا المبادرة للجهات المعنية التي أسهمت بمد أصحاب الفيلم بكل تلك المعدات الضخمة، وهذا دور يمكن صناع الأفلام من تجويد أعمالهم.

مقالتي هذه لا تبحث عن تفصيل تفاصيل حكاية الفيلم، وإنما تمثلت دور أحد الخارجين من صالة العرض ووجد أمامه سائراً يسأله:

– ما رأيك في الفيلم ؟

وإن بقى شيء من قول فهو الشكر لجميع من صنع هذا الفيلم الرائع، الذي يمكننا القول إن لدينا فيلماً سينمائياً..

وإن كان هناك التفاتة يمكن الكتابة عن روعة وجودة الممثلين، فقبل سنتين شاهدت فيلم (طريق الوادي)، وصفقت إعجابا بالممثل الصغير سنّاً الكبير أداء الفنان حمد فرحان، وحمد أدى دور عساف في فيلم (هوبال) كان ممثلاً فذاً بحق، وإن كان من حاجة للالتفات للممثلين، فحقيقة الأمر أثبتت الأفلام والمسلسلات السعودية أن لدينا ثروة من الممثلين كل منهم يجيد الدور الذي يؤديه..

وفي فيلم (هوبال) بزغت وجوه معظم من شارك في التمثيل، فإبراهيم الحساوي أصبح نجمنا الذي يضيء في أي عمل يؤديه، وميلا الزهراني أشعرتك بأنها تؤدي دورها الطبيعي والعفوي في تلك البيئة الخانقة، تركت بصرها يمثل حالات الرضا والرفض والإغراء، مشعل المطيري شاهدته في أكثر من عمل، وتستطيع القول إنه في حالة ترقٍّ من دور إلى دور، وحمدي الفريدي خلق في داخل المشاهد نوازع الإقبال والركون للساكن، ومن ثرواتنا التمثيلة الذين ظهروا في هذا الفيلم راوية أحمد، ريم فهد، وباختصار كان الممثلون قوة إضافية لجمال الفيلم.

Continue Reading

ثقافة وفن

عرّافة الرمال لجاسم الصحيّح

تعد قصيدة «سيرةٌ إنسانيَّةٌ للرِّمال» للشاعر السعودي جاسم الصحيّح واحدة من أبرز الأعمال الأدبية، ليس في منجز

تعد قصيدة «سيرةٌ إنسانيَّةٌ للرِّمال» للشاعر السعودي جاسم الصحيّح واحدة من أبرز الأعمال الأدبية، ليس في منجز الصحيّح فحسب، بل وفي الشعر العربي الحديث. تعكس القصيدة بعمقها وثرائها التعبيري قوة الشاعر في نقل المشاعر والأفكار المتعددة بأسلوب شعري راقٍ ومؤثر. يلامس الصحيّح قلوب القراء من خلال استخدامه للصور الذهنية المتنوعة والمبدعة، ويثير فيهم مشاعر الانتماء والفخر والحب للوطن، لتحتل هذه القصيدة مكانة مرموقة في الأدب العربي بفضل عمقها الفني، وقدرتها على التعبير عن التحديات والصمود والتفاني في خدمة الوطن.

أولا: أهمية القصيدة الفنية

1.التعبير عن الوطن

فتعد القصيدة لوحة فنية تعبر عن حب الوطن والتفاني من أجله، إذ قدّم الشاعر صورة مدهشة للوطن ككيان حي ينبض بالحياة، يواجه التحديات ويصنع المجد. في هذا السياق، يعبر الشاعر عن الوطن بكلمات ملهمة:

«فتَجَلَّى في مداها وَطَنٌ

يُلْهِمُ الحاضِرَ أنْ يغدو حَضَارَةْ»..

كما يشبّه الشاعر الوطن بالبحر، الذي يحتوي على حيتان كثيرة دون أن تُفسد محاره، مما يعكس غنى الوطن وتنوعه مع الحفاظ على نقائه وجوهره:

«وَطَنٌ كالبحرِ في سِيرتِهِ..

كثرةُ الحيتانِ لم تُفسِدْ مَحَارَهْ!»

2. الصور الذهنية المبتكرة

يعكس تشبيه النهارات بخيول مستثارة والليالي كغارات متتابعة، حركة الزمن والتحديات المستمرة، مما يُضفي على القصيدة ديناميكية وقوة تعبيرية:

«النهاراتُ خيولٌ مُسْتَثارَةْ

والليالي غارةٌ تتبعُ غارَةْ»..

كما يُضيف استخدام الشاعر لصورة الرّمال بعدًا فلسفيًا للقصيدة، وذلك بوصف الرّمال عرّافة تقرأ الوقت وتستجلي مداره، إذ تصبح الطبيعة جزءًا من حكاية الإنسان وتاريخه:

«والرمالُ ابْتَدَأَتْ عَرَّافَةً

تقرأُ الوقتَ وتستجلي مَدارَهْ»..

3. الجمال الأسلوبي

تتميز القصيدة بلغة شعرية رصينة وموسيقى داخلية متناغمة، مما يعكس براعة الشاعر في استخدام اللغة العربية وتطويعها لتناسب موضوع القصيدة:

«وطني.. إنَّ رصيدًا من هَوًى

عاشَهُ الأجدادُ، ضَاعَفْنَا ادِّخارَهْ»..

ويستخدم الشاعر التكرار بشكل فني يعزز من تأثير القصيدة على المستمع والقارئ، مما يجعلها أكثر تذكرًا وتأثيرًا:

«كلَّما اصْفَرَّ المدى لاذَ بنا

فـهَزَزْنَاهُ وأَسْقَطْنَا اصفرارَهْ»..

ثانيا: الأهمية الأدبية للقصيدة:

1. التعبير عن الهوية والانتماء

يبرز الشاعر الهويّة الثقافية والجغرافيّة للوطن، من خلال استخدام الصور التي تمثل الصحراء والرمال والنخيل، مما يعزز من إحساس الانتماء لدى القراء:

بيننا يسعَى غرامٌ زاجلٌ

في سقوفِ النخلِ رَبَّينَا هَزارَهْ..

كما يشير الشاعر إلى تضحيات الأجداد وبطولاتهم، مما يزيد ارتباط الحاضر بالماضي ويخلق جسراً من الفخر والتواصل بين الأجيال:

في ثراهُ انْصَهَرَتْ أزمنةٌ

مِنْ رجالٍ رَوَّضُوا قلبَ الحجارَةْ..

2. الدلالات الرمزية

ترمز الرمال والبراري في القصيدة إلى الصمود والتحدي، حيث تتحول الصحراء القاسية إلى مصدر إلهام وعطاء بفضل تضحيات الإنسان وجهوده:

الرمالُ احْتَرَقَتْ فائْتَلَقَتْ

فإذا الصحراءُ تزدادُ نَضَارَةْ..

ويعكس التوتر بين الخوف والسلام وكيف يمكن للإيمان أن يجلب الطمأنينة، مما يضفي على القصيدة بعدًا روحانيًا وفلسفيًا:

وَطَنٌ سَهَّدَهُ الخوفُ، وما

نامَ حتَّى سَكَنَ اللهُ جوارَهْ..

3. التفاعل مع القارئ

يضفي استخدام بحر الكامل على القصيدة إيقاعًا موسيقيًا جذابًا يسهل حفظها وترديدها، مما يجعلها أكثر قربًا من قلوب القراء:

نحنُ لم نرفعْ شِعارًا، إنَّما

رَفَعَ اللهُ بأيدينا شِعارَهْ..

وتنجح القصيدة في إثارة مشاعر متنوعة لدى القارئ، من الفخر والانتماء إلى التأمل والحنين، مما يجعلها تجربة شعرية غنية ومؤثرة:

كوكبٌ من لهفةٍ وَحَّدَنَا..

كوكبٌ.. لا كَتَبَ اللهُ انشطارَهْ!

ثالثاً: الصور الذهنية وأدوارها وقيمها في القصيدة

1. «النهاراتُ خيولٌ مُستثارة»

فالصورة الذهنية هنا تعبر عن الحركة المستمرة والنشاط الدؤوب، بما يعزز قيمة العمل الجاد، الحيوية، والمثابرة.

2. «والليالي غارة تتبع غارة»

فالصورة الذهنية تعبر عن التحديات والمصاعب التي تأتي تباعاً. لتحقق قيم الصبر، القوة في مواجهة الصعاب، والاستعداد الدائم.

3. «والبراري دفتر من وهج»

فالصورة الذهنية تمثل البيئة الصعبة التي تُكتب فيها حكايات الشجاعة والنضال، مما تعزّز قيم التضحية، الشجاعة، وتسجيل التاريخ البطولي.

4. «والرمالُ ابْتَدَأَتْ عَرَّافَةً

تقرأُ الوقتَ وتستجلي مَدارَهْ»..

فالرمال كعرافة تقرأ الوقت، لتمثل الحكمة والمعرفة المتجذرة في الطبيعة، محققة قيم الحكمة، الفطنة، والقدرة على التنبؤ بالمستقبل.

5. «وَطَنٌ كالبحرِ في سِيرتِهِ..

كثرةُ الحيتانِ لم تُفسِدْ مَحَارَهْ!»..

رسمت الصورة الذهنية الوطن كالبحر، تعبيرا عن غنى الوطن وتنوعه، مع الحفاظ على نقائه وجوهره، مما تضفي قيم الوفرة، الاستمرارية، والتناغم بين التنوع والوحدة.

6. «وَطَنٌ كالشِّعرِ إلَّا أَنَّهُ

لم يَجِيء من كُوَّةِ الغيبِ (استعارَةْ)»

فالوطن كالشعر، بما يشير إلى الإلهام والجمال الذي ينبع من الوطن، لترفل في ظلها قيم الإبداع، الجمال، والإلهام.

7. «وَطَنٌ سَهَّدَهُ الخوفُ، وما

نامَ حتَّى سَكَنَ اللهُ جواره»

إذ يسهد الوطن بالخوف حتى يُسْكِن الله جواره، وقد يعكس التداخل بين الخوف والأمان المستمد من الإيمان، مظهرة قيم الإيمان، السلام الداخلي، والتوكل على الله.

8. «في ثراهُ انْصَهَرَتْ أزمنةٌ

مِنْ رجالٍ رَوَّضُوا قلبَ الحجارَةْ»

انصهرت في ثرى الوطن أزمنة الرجال الذين روضوا قلب الحجارة، بما يمثّل القوة والعزم في مواجهة التحديات، عبر قيم الشجاعة، الصمود، والإرادة الصلبة.

9. «الرمالُ احْتَرَقَتْ فائْتَلَقَتْ

فإذا الصحراءُ تزدادُ نَضَارَةْ»

تحمل الصورة الذهنية هنا مقابلة بلاغية، فالرمال التي احترقت، زادت القفر نضارةن بما تفيد التجدد والنهوض من جديد بعد الصعاب، مرددة قيم التجدد، الأمل، والتفاؤل.

10. «إِنَّما التَّمرُ لنا (تأشيرةٌ)

ولنا النخلةُ في الدنيا (سفارَةْ)»..

ترسم الصورة الذهنية التمر تأشيرةً والنخلة سِفارةً، تمثيلا بليغا عن التراث والهوية الثقافية الراسخة، وأهمية العطاء المستمر للوجود.

11. «أيُّها الأجدادُ.. طيبوا خاطرًا..

ذلك السندسُ ما خانَ اخضرارَهْ!»..

تعبّر صورة الأجداد والسندس الذي لم يخن اخضراره، عن الاستمرارية والثبات في القيم والمبادئ، بما توظّفت به قيم الوفاء، الثبات، والتراث المستمر.

الخلاصة

قصيدة «سيرةٌ إنسانيَّةٌ للرِّمال» لجاسم الصحيح تعد من أبرز الأعمال الشعرية التي تعكس حب الوطن والارتباط بالأرض والهوية. من خلال الصور الذهنية المبتكرة واللغة الشعرية الراقية، يقدم الشاعر لوحة فنية تعبر عن التحديات والصمود والتفاني في خدمة الوطن. هذه القصيدة ليست مجرد عمل شعري بل هي تجربة شعورية عميقة تلامس القلوب وتثير مشاعر الفخر والانتماء لدى كل من يقرأها. باستخدام الصور الذهنية المتنوعة، يعبر الشاعر عن الأمل، التجدد، الوحدة، والقيم الروحية والاجتماعية التي تجعل القصيدة تجربة فريدة ومؤثرة.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .