Connect with us

ثقافة وفن

كُتُبٌ غيَّرَتْني!

ثمة قائمة طويلة من الكتب غيّرتني، غيّرت نظرتي للكتابة ونظرتي للحياة، سأذكر هنا بعضها، سأستلها من الذاكرة مباشرة:

ثمة قائمة طويلة من الكتب غيّرتني، غيّرت نظرتي للكتابة ونظرتي للحياة، سأذكر هنا بعضها، سأستلها من الذاكرة مباشرة: الروايات الساخرة لعزيز نسين مثل «زوبك»، «الطريق الوحيد»، حيث سلوك المحتالين الكبار لمقاومة سطوة الحياة والبشر، وحيث سيادة ثقافة الوهم (الكلب الذي يجلس في ظل العربة ويظن أن ظل العربة ظله)، سيرة عزيز نسين المليئة نفسها (جزءان).. كتب ناظم حكمت منها «مشاهد إنسانية» (أربعة أجزاء) كتبها في السجن وهي ترصد سلوك الناس البسطاء وما فيهم من جمال وقبح ورقة وجلافة وصدق وأراجيف، وهنا يرتفع عالياً حس الدعابة وفطنة النقد، أيضاً سيرته الجميلة «الحياة جميلة يا صاحبي» المفعمة بالنضال والجمال والتحدي..

ياشار كمال وكتابه الفاتن «ميميد الناحل»، حيث أعراس الطبيعة وأعناق الأحلام المشرئبة نحو أفق مغاير وسيادة النضالات اليومية في سبيل التغيير وحيازة غد أفضل.. «يوميات لص» لجان جينيه، من لقيط مشرد ولص مطارد، ربيب الضياع، ونزيل المعتقلات إلى كاتب مرموق يكسر كل الأقواس، ينحاز للقضايا العادلة، ويصطفي الإنسان.. رواية «المسخ» لكافكا أو «المتحول» – حيث تؤكد الصديقة ربيعة حمو التي تتقن سبع لغات دقة هذا العنوان وهذه الترجمة – تغيرك هذه الرواية على مستوى تقنية الكتابة أو على مستوى العيش في الحياة: أن تصحو مشرقاً بالأمل وإذ بك تجد نفسك مثقلاً بالحسرات، محض حشرة ضخمة تملأ السرير، لست قادراً على الحراك أو عناد المصائر، فأنت محض ضحية لهذا الوجود الذي يفضي إلى ما يسمى «تشيؤ الإنسان»، تحيا حياتك خاضعاً لعالم يقهر ويسحق ويبدد طاقاتك ويهدر كرامتك ويستلب إنسانيتك ويجعلك محض مسخ لا قيمة لك ولا أثر.. كتاب «المثنوي» (ستة أجزاء) لجلال الدين الرومي حيث اصطفيت كل ما يندرج تحت هذه اللافتة «كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة» ووضعت أكثر من ٧٠٠ شذرة مما يمكن تسميتها بقصيدة الومضة في كتاب تشعل حرائقه الأصابع وتذكي فيك جذوة النص الذي سبق عصره وتموضعات ذلك العصر.. مختارات من كفافيس (الشاعر اليوناني السكندري العظيم) قرأتها بثلاث ترجمات مختلفة (ترجمة نعيم عطية، وترجمة سعدي يوسف، وترجمة صلاح عبدالصبور) حيث «انتظار البرابرة» – نعم البرابرة – لتحريك المياه الآسنة في مجتمع مسه الركود والخذلان وتم ترويضه على نحو يهجو بغباء كل تلك النيران الناصعة الملوحة الرابضة في البعيد فيما يمتدح كل الذي كان رماداً أو سيؤول إلى رماد، وحيث الثمين في الرحلة إلى «إيثاكا» يكمن في مقولة: «الطريق إلى إيثاكا أجمل من إيثاكا».. «حمامة» زوسكيند و«عطره» وتجليات الرائحة الممتدة في البدء من الرائحة العفنة التي تشبه رائحة الجبنة الفاسدة لطفل لقيط متروك تحت منضدة مهملة في سوق السمك إلى خبير هائل يصنع من التفاهات عطراً يدير إليه الأعناق ويجبر الحياة أن تقبع تحت قدميه وهي بكامل نضارتها وغواياتها.. «دون كيخوته» لسرفانتس ذلك الذي يمد لسانه الطويل ساخراً من مجتمع يدعي الفروسية فيما هو يحسن تربية الأوهام.. كتاب بيسوا «اللاطمأنينة» أجزم أنه كتاب تغييري بامتياز استطاع أن يزلزل قناعات كثيرة لدي وأن يهدم ما كان عصياً على الهدم على الرغم من كونه محض «يوميات» كتبها موظف قانط في جمارك الميناء.. كتاب «الحكمة التاوية» للحكيم الصيني لاوتسو الذي كان يجوب القرى على الحدود الطويلة راكباً حماره الهزيل هاذياً بحكم أو أشعار أو وصايا وبما يجعل الإنسان إنساناً ينحاز لإشراقات الروح وتجلياتها الممتدة في الآفاق العريضة والواسعة ضد عتمة الطين وقتامة هذا الجسد المحبوس في قفص.. رواية «النفق» للأرجنتيني ساباتا الذي بهرتني سيرته الشخصية: كان توحدياً لم يتكلم إلا بعد أن بلغ التاسعة من عمره ثم أضحى روائياً مرموقاً وأستاذاً جامعياً متخصصاً في الفيزياء.. «لهب شمعة» لباشلار، كيف استطاع إنجاز كتاب كامل في تأويل لون اللهب وفلسفة تحولاته؟.. «داغستان بلدي» لرسول حمزاتوف، حيث سخر المبدع الحقيقي من كتابة تقرير حزبي آيديولوجي تافه طلب منه الحزب الأحمر كتابته وامتنع عن ذلك ببسالة؛ ليحوله في ما بعد إلى كتاب عظيم يحيا في الزمن ويمكث في الوجدان لأن حمزاتوف كتبه بحبر القلب عن تجليات المكان وثراء الحياة وعظمة الإنسان.. رواية «ليلة لشبونة» للمبدع إريك ماريا ريمارك حيث الاقتدار على سرد أحداث حياة كاملة مثقلة بغبار الحرب الكونية وسطوة الموت وهدم الإنسان ودمار الروح وفساد النفس وسواد الأعماق وانهيار القيم، سرد ريمارك كل تلك الأحداث الكارثية في ليلة واحدة حيث ينتظر السارد والمنصت على رصيف الميناء ريثما تأتي السفينة.. كتاب «كنت شيوعياً» لبدر شاكر السياب الذي يفضح المثقف العربي الحزبي الذي في الممارسة اليومية يتلذذ بغرقه في الوحل فيما هو على مستوى الشعار والتنظير يتجلى للناس مثل نبي.

Continue Reading

ثقافة وفن

«سينماء».. مرجعية حيّة للذاكرة السعودية

في مشهدٍ سينمائي آخذٍ في التشكّل بثقة وعمق، فاجأتنا هيئة الأفلام ممثلة في الأرشيف الوطني للأفلام بإطلاق مبادرة#سينماء،

في مشهدٍ سينمائي آخذٍ في التشكّل بثقة وعمق، فاجأتنا هيئة الأفلام ممثلة في الأرشيف الوطني للأفلام بإطلاق مبادرة#سينماء، بوصفها مشروعًا نوعيًا يُعيد تعريف العلاقة بين السينما والذاكرة، بين الصورة والوعي، وبين النقد والإنتاج الفني في المملكة، وذلك على هامش الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية.

«سينماء»، لن تكون مبادرة أرشيفية فحسب، بل رؤية متكاملة تسعى إلى ترسيخ المحتوى المعرفي السينمائي والثقافي من خلال أدوات دقيقة وشاملة؛ إذ تتضمن منصة إلكترونية غنية توثّق المنجزات، وتجمع الحوارات، وتعرض تجارب السينمائيين، كما تشمل مكتبة من ثلاثين كتابًا، من بينها كتاب الزميلة سهى الوعل (كلمتين ونص سينما)، الذي في رأيي يتوج خلاصة مواكبة إعلامية متواترة للإنتاج السينمائي، ويوثق جزءًا من مسيرة النقد السينمائي في المملكة.

أبرز ما يميز المبادرة هو بناء مرجعية حيّة للذاكرة السينمائية السعودية، تُتيح لصُنّاع الأفلام، والنقاد، والباحثين، ومحبي السينما، مساحةً للتأمل، وإعادة القراءة، والمشاركة.

«سينماء» ليست تكديسًا لمواد أرشيفية، بل محاولة واعية لتوليد المعنى، ولتدوين المرحلة، وتحفيز الخطاب النقدي؛ ليواكب تسارع الإنتاج السينمائي المحلي، ومساحة مفتوحة للرؤى والأسئلة والتجريب… خطوة نحو تكريس الثقافة السينمائية ليس بوصفها ترفًا بصريًّا، بل مجالٌ للمعرفة والتحوّل المجتمعي.

إنها بدايةٌ واعدةٌ؛ لأن من يُدرك قيمة الصورة يُدرك كيف يحفظ ذاكرته، وكيف يُعيد تشكيلها في المستقبل.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

الجينات تكشف سر استمتاع البعض بالموسيقى

أكدت دراسة علمية فنلندية، أن التفاعل العاطفي العميق مع الموسيقى ليس مجرد تفضيل شخصي، بل يرتبط بجينات محددة تميز

أكدت دراسة علمية فنلندية، أن التفاعل العاطفي العميق مع الموسيقى ليس مجرد تفضيل شخصي، بل يرتبط بجينات محددة تميز بعض الأفراد عن غيرهم. وأوضحت الدراسة، أن من يمتلكون هذه الجينات يظهرون تجاوباً عصبياً أكبر عند سماع الألحان، ما يفسّر سبب استمتاعهم العالي بالموسيقى. كما بين الباحثون، أن هذه الجينات تلعب دوراً في تحفيز مناطق معينة من الدماغ مسؤولة عن العاطفة والذاكرة والتواصل. هذا الاكتشاف يمنح بعداً بيولوجياً جديداً لفهم علاقة الإنسان بالموسيقى، ويكشف أن ذوقنا الفني قد يكون محفوراً في حمضنا النووي منذ الولادة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

ريهام عبدالغفور: التنمّر يزعج أولادي «بِيتأذوا»

أبدت الفنانة المصرية ريهام عبدالغفور، استياءها من موجة التنمّر التي طالتها بعد ظهورها في مقطع فيديو على «تيك توك»

أبدت الفنانة المصرية ريهام عبدالغفور، استياءها من موجة التنمّر التي طالتها بعد ظهورها في مقطع فيديو على «تيك توك» إلى جانب طفلة شاركتها التمثيل في مسلسل «ظلم المصطبة»؛ إذ وجّه بعض المعلقين انتقادات ساخرة حول مظهرها وسنّها، ما دفعها للرد قائلة: «مشاعري مش مهمة قد مشاعر أولادي». وأضافت، أن تأثير هذه الكلمات يطال أسرتها، ويؤذي أبناءها نفسياً، مطالبة بقدر من الاحترام في النقاشات العامة. وأكدت ريهام، أنها لا تمانع النقد الفني، لكنها ترفض التنمر القائم على الشكل والعمر. موقفها أثار تعاطف جمهور واسع، وفتح باب النقاش مجدداً حول التعليقات المسيئة على منصات التواصل الاجتماعي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .