Connect with us

ثقافة وفن

قمع القراءة

لطالما حفل ذهن القارئ برؤى نابهةٍ ومحقة لاحيال ما يمنحه انعتاقاً وحرية من سطوة الأفكار السائدة والمعتقدات العتيقة

لطالما حفل ذهن القارئ برؤى نابهةٍ ومحقة لاحيال ما يمنحه انعتاقاً وحرية من سطوة الأفكار السائدة والمعتقدات العتيقة فحسب بل تجاه مايخلق له هوية فريدة ورصينة ويمنحه دليلاً لايمكن دحضه على إثبات وجوده.

فعلى خلاف الأنشطة الأخرى تكمن الغاية من القراءة في خلق هوية مختلفة تجترح فكراً مغايراً ورؤىً متفردة، ولذلك يُعرِف القارئ هويته من خلال المكتبة ويضطلع ببنائها عبر نهج قرائي متسق ومتسع يتجاوز تجزيه الوقت وتمضيته على نحو فاعل إلى نزوعٍ وشغفٍ يحققان حاجته الملحة إلى الازدهار والنماء ويدفعانه لادخار ماثقف من وقته خازناً إياه رهن القراءة.

وعوضاً عن أن تمنحه المكتبه مادةً ماتعةً يتطلع القارئ لأن تسديه تجسيداً مادياً لأفكارٍ نابهةٍ وفريدة، وتفسيراً حكيماً لما يمده به حدسه من ظنون ومايدور في خلده من تساؤلات، مفترضاً أن الثراء والبذخ اللذين يكسوان رفوفها سيتيحان له إشباع نزوعه وإرضاء شغفه.

بيد أن حالة الانتشاء والحماسة اللتين تعتريانه وهو يقلب صفحات الكتب لاتلبثان أن تتلاشيا ليحل موضعهما شعور ملتبس ومعقد، فالعناوين المبهجة التي تَطّرد لها أنفاسه تُفصح سريعاً عن تدنٍ في المحتوى واجترارٍ لإفكارٍ سائدة ولغةٍ منتابة بالأعياء والخَطل، مايخلق داخله شعوراً مرهقاً وهو يَحدُبُ على تلك الكائنات الورقية وكأنه يجذب الفائدة من عمق سحيق.

إن حقيقة انحياز القارئ إلى ذائقته تحضر دائماً في ذهنه، وتمتد عميقاً في انتقائه لما يقرأ وتحبس خارجها كل مظنة للحياد امتثالاً لمعايير حاسمة تقاس إليها جودة كل عمل وإن بدا رواجه مقنعاً، فماينتقيه للقراءة ينطوي على حزم ودقة لاتحضى بها أكثر الأحداث أهمية في حياته غير أن في كثرة وقوفه أمام مؤلفات لاتحقق غايته مايشوب شغفه ويقوض حماسته وينحدر قسراً بذائقته.

يعتقد الروائي الفرنسي ميلان كونديرا أن في عالم الأدب مقبرة للأعمال المتواضعة تُدفن فيها وإن بعد حين، وأن الأعمال الأدبية الرخيصة كما يصفها قد تحظى بمجدٍ قصير بيد أنها في النهاية تموت وتبقى الأعمال التي بذل أصحابها أعمارهم كي يقدّموا للعالم قيماً جمالية مبتكرة، وأن كونديرا لم يصف الحال التي تؤول إليها هوية القارئ لقاء ندرة المؤلفات القيمة وظل متوجساً حيال شيوع المتواضع منها، آملاً أن تتخلق مفرزة ما تحول دون رواج تلك المؤلفات وتبوئها موضعاً أثيراً في متاجر الكتب.

وهو ماتأمله النهضة الثقافية عادةً حال حظيت بمؤازرة وتأييد المؤسسات والمنظمات التي تتعاطى الصناعات الثقافية في مهمة بناء العقل ونشر الوعي من خلال امتثالها لأعراف وقوانين الكتابة الإبداعية وانحيازها التام إلى رؤى التطور، بيد أن كثيراً مما تفترضه النهضة الثقافية لايتواءم مع ماتزاوله دور النشر التي اختطت لنفسها نهجاً يؤول عليها بالربح دون أن تولي جودة العمل عنايتها متغافلةً الارتباط العضوي بين الكتابة والقراءة، ومن خلال تسليع الكتب وعبر خلق ذائقة قرائية متواضعة تمضي في اجترائها على حق القارئ الحقيقي الذي يقف أمام سيل الكتب المتواضعة وقد ساوره الظن بأن ماتفعله دور النشر لن يخفض سقف الإبداع وحسب بل سيقمع القراءة على المدى البعيد، فكثير من المطبوعات التي تقدمها دور النشر على هيئة روايات ليست سوى ركام من مشاعر ملتبسة وأفكار منتحلة وذكريات تتوزع في أنحاء متفرفة كقطع الأحجية التي يستحيل جمعها قد أغفل كاتبوها مايجب أن ينطوي عليه تأليف رواية من كبح منضبط للصوت الداخلي ومجالدة صبورة لتشضي الفكرة وبراعة في استخلاص الصور الجامحة من لجة الفوضى وتطويعها فجاءت جل الأعمال الروائية ناتئة بمئات الجمل والصور التي لم تزرها يد التجويد لتهذب زوائدها وتحيد بروزها، ولذلك كان كل ماتفعله هو أنها تسقط القارئ في تلك اللحظات المنهكة من الفراغ والسأم.

إن تعويذة السحر التي اعتادت المكتبة أن تلقيها على القارئ جاذبةً إياه نحو عالم معارفي يتماهى معه ويستقر فيه ويجده ملاذاً يسكن إليه لم يعد لها ذات التأثير، فقد أصبح لزاماً على القارئ أن يشحذ ذاته بطاقة مضاعفة ليحظى بسحر محموم ومرضٍ وكتاب يلبي حاجته وأن يبقى متيقظاً إلى الشراك التي تحاك في دور النشر مترصدة بذائقته القرائية وببناء هويته.

Continue Reading

ثقافة وفن

كيف أشعلت «سيجاره» أزمة بين بريتني ومضيفات طائرة خاصة ؟

قدمت الفنانة الأمريكية بريتني سبيرز، اعتذاراً علنياً إثر قيامها بالتدخين على متن طائرة خاصة خلال رحلتها من كابو

قدمت الفنانة الأمريكية بريتني سبيرز، اعتذاراً علنياً إثر قيامها بالتدخين على متن طائرة خاصة خلال رحلتها من كابو سان لوكاس إلى لوس أنجليس.

وأكدت في بيان أصدرته أن الحادثة كانت نتيجة سوء فهم.

ونشرت بريتني سبيرز، مقطع فيديو عبر حسابها على تطبيق إنستغرام ظهرت فيه داخل الطائرة، وأرفقته بتعليق أوضحت فيه أن صديقها هو من وضع السيجارة في فمها وأشعلها لها، مضيفة: «ظننت أن القوانين على هذه الطائرة الخاصة تسمح بالتدخين».

وأكدت عدم تقصدها الإساءة أو إزعاج الركاب، مشيرة إلى أن طاقم الطائرة خصص لها مقعدًا في مؤخرة الطائرة بعيدًا عن الآخرين.

وأفادت تقارير إعلامية أن طاقم الطائرة اعتبر تعامل سبيرز صعبًا إلى حدّ ما، رغم أنها امتثلت على الفور لطلب إطفاء السيجارة.

أخبار ذات صلة

كما جرى إبلاغ سلطات مطار لوس أنجليس الدولي بخصوص الحادثة، واستقبل موظفون من إدارة الجمارك النجمة عند وصولها، الأمر الذي فسّرته مازحةً بأنه استقبال رسمي بسبب شهرتها، إذ قالت: «ظننت أنهم ينتظرونني بهذا الشكل لأنني معروفة».

وأشارت إلى موقف غير مريح حدث بينها وبين إحدى مضيفات الطيران، واصفة تصرف المضيفة بأنه غير مهني، إذ قالت إنها شعرت بقيود على حركتها داخل الطائرة، على الرغم من عدم وجود ركاب آخرين خلال الدقائق الأولى من الرحلة.

من جهتها، أفادت مصادر مطلعة بأن بريتني سبيرز غادرت المطار بعد أن تلقت تحذيرًا شفويًا من موظفي الجمارك، فيما امتنعت شركة الطيران المشغّلة للرحلة عن الإدلاء بأي تعليق رسمي حول الحادثة.

Continue Reading

ثقافة وفن

عرفت بـ«مات خوفي» و«ماما حسناء».. سماعة طبيب وقلم روائي يختزلان قصة ظافرة القحطاني

لم تكتفِ طبيبة العظام الدكتورة ظافرة القحطاني بجبر آهات المرضى وتسكين الآمهم، بل تجاوزت ذلك بالجمع بين سماعة الطبيب

لم تكتفِ طبيبة العظام الدكتورة ظافرة القحطاني بجبر آهات المرضى وتسكين الآمهم، بل تجاوزت ذلك بالجمع بين سماعة الطبيب وريشة الروائية المبدعة.

عرفت القحطاني في الوسط الأدبي بروايتها الجريئة «ومات خوفي» التي خطت فيها وجع الصحراء ومآسي الطفولة، وبرز اسمها في عالم الأدب الواقعي السحري بروايتها المؤثرة «ماما حسناء» المستوحاة من قصة حقيقية، إلى جانب أعمالها المتنوعة مثل «نجلاء» و«المكتبات والكتب» و«في السجن» و«بُناة الأمم»، وأخيراً روايتها المنتظرة «غربة» التي تترقبها الساحة الأدبية بفارغ الصبر.

تميزت ظافرة القحطاني بأسلوبها الذي يمزج الواقع بالخيال، والمرارة بالأمل، لتصنع من الألم أدباً واقعياً سحرياً ينثر الدهشة على صفحات القارئ. لم تكتفِ بأن تكون طبيبة للجسد، بل اختارت أن تعالج روح الحياة بنصوصها، فتغزل للقراء حكاياتٍ تنبض بالخيال المسكون بالوجع، وتغمس قلمها في ذاكرة صحراء خصبة بالحكايات.

من الطب إلى الأدب

ولأن الحكايات الجميلة تُحاك بتفاصيل غريبة فإن ظافرة، بعد أن أنهت سنة الامتياز بكلية الطب بتفوق، اجتمعت أسرتها ووالدها، الذي أبدى مع الأسرة اعتراضه القاطع على عملها طبيبة، وختم والده القرار قائلاً: «إن لبست ظافرة البالطو وعملت طبيبة، فسأطلق أمها». برًا بوالديها ووفاءً، حملت ظافرة ملفها الأخضر، وقدمت حلمها قربانًا لرضاهما، واتجهت به إلى ديوان الخدمة المدنية بالرياض، فتم تعيينها معلمة في إحدى قرى الجنوب، وهناك قضت سنواتها الأولى تزرع العلم وتداوي الحنين.

مرت الأعوام، وعادت إلى الرياض بعد رحيل والدها وزوجها، ونهضت ظافرة من جديد لتلاحق حلمها، فتقدمت بطلب العودة إلى الطب، لكنها أُجبرت على إعادة سنة الامتياز التي سبق أن أنهتها بتفوق. لبست المعطف الأبيض مرة أخرى، وها هي اليوم تجمع بين سماعة الطبيبة وريشة الروائية، تداوي العظام برفق وتسكب حبر الحكاية بلون مختلف يبهر القارئ ويعيد للرواية السعودية وهجها وألقها.

ذكريات الطفولة

حين تحدّثك ظافرة عن طفولتها، لا تسمع مجرد ذكريات، بل كأنك تسمع صحارى بيشة تحكي عبر ريحها عن طفلة كانت ترى الطبيب يجلس على مخدات القبيلة، وعن ملعقة وحيدة تتناقلها الأيدي لتطعم ضيفاً وطبيباً. تلك التفاصيل لم تكن مرويات عابرة بل بذوراً زُرعت في أرضها الداخلية، وسقتها دموعها حتى أينعت فناً وواقعاً سحرياً مدهشاً.

أخبار ذات صلة

ماما حسناء

عرف جمهور الأدب والقراء الدكتورة ظافرة القحطاني ليس فقط من خلال «ومات خوفي»، بل أيضاً من خلال رواية «ماما حسناء» التي استوحتها من قصة إنسانية عميقة عايشتها. بعد أن فقدت زوجها فجأة في يوم عيد، وأسودت الدنيا في عينيها، اتجهت للعمل في أحد المراكز المعنية بكبار السن، وهناك قادتها الصدفة إلى لقاء «حسناء»، المرأة العجوز التي أنهكها المرض وأثقلها الإهمال من أقرب الناس إليها. كانت هذه القصة الواقعية الملهمة نواةً لرواية رسمت فيها ظافرة ملامح الألم والحنين والكرامة المهدورة، فجعلت من «حسناء» بطلة حكاية تمزج الواقع بالخيال، وتعيد للقراء الأمل بأن في قسوة الحياة قدراً من اللطف، وفي الحكايات الموجعة ومضات نور.

واقعية سحرية

أدب ظافرة يمتزج فيه الواقع بالخيال، الصحراء بألوانها القاسية والناعمة، والطفولة بحكاياتها المدهشة. حتى حادثة الكلب الأسود الأعمى الذي كان صديقها الصغير، حين التهمته النيران بفعل جهل صبي، لم تكن مجرد ذكرى، بل لحظة مفصلية زرعت فيها الحلم بأن تصبح طبيبة، وحين أخفقت الظروف، وجدت في الأدب علاجاً للوجع وأداة لصياغة الوجدان.

إشراقة جديدة

عندما تسأل ظافرة عن الواقعية السحرية التي تميزت بها رواياتها، تبتسم وتجيب: «ليست غريبة عني… بيئة البر، حكايات الجدات، وقراءاتي الكثيرة، كلها صنعت عالمي الأدبي».

اليوم، وبعد أعوام من الغياب، عادت ظافرة إلى الساحة الأدبية بقوة، تستعد لنشر روايتها الجديدة «غربة»، وتواصل كتابة تاريخ أدبي ينبض بالحياة. جمهورها السعودي ينتظر جديدها، ويترقب إبداعاتها التي تحمل في طياتها أصالة الصحراء ورؤية المرأة السعودية المعاصرة.

Continue Reading

ثقافة وفن

«بعد تأجيله أكثر من مرة»..عرض «فرقة الموت» لأحمد عز في عيد الفطر

أعلن المؤلف المصري صلاح الجهيني، عرض فيلم «فرقة الموت» بطولة الفنان أحمد عز في عيد الفطر القادم.

وأكد الجهيني

أعلن المؤلف المصري صلاح الجهيني، عرض فيلم «فرقة الموت» بطولة الفنان أحمد عز في عيد الفطر القادم.

وأكد الجهيني في رده على تساؤلات متابعيه استئناف تصوير بقية مشاهد الفيلم خلال الفترة المقبلة.

وفيلم «فرقة الموت» مأخوذ عن أحداث حقيقية، ومن نوعية الأعمال الأكشن التشويقية التاريخية، ودارت أحداثه في فترتي الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي في صعيد مصر، ويجسد خلاله أحمد عز شخصية ضابط، ويدخل في صراعات مع خُط الصعيد الذي يقدم دوره آسر ياسين.

أخبار ذات صلة

بينما تظهر منة شلبي بشخصية فتاة تدعى سميرة وتشارك في مقاومة الاحتلال البريطاني، كما تشارك أمينة خليل ضيف شرف ضمن أحداث الفيلم وتظهر بشخصية زوجة أحمد عز.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .