«الموت في حضن امرأة»
تفوهت دون قصد بلفظ «اللعنة» عندما كنت أحلق ذقني وقام رجل الحلاقة بجَرحي في منطقة المثلث تحت الفك السُفلي.
بادر بسرعة مربكة بعض الشيء للحد من نزول الدم باستخدامه قطعة قماش مبلولة بالماء الساخن، ثمّ وضعها بيد متينة حتى خرجت مني آهٍ مستساغة الألم مما جعله يسألني بعين الاستغراب: على ماذا ؟! عندما قلت له «تسلم يا عمار». لا عليك، كان طعم الألم لذيذاً فقط، ولكن ما زلت أرى بقعاً من الدم وصلت إلى الغضروف الحلقي !
هل أنت متأكد أنك أوقفت الدم يا عمار؟! أم سأنطق بلعنة أخرى ولكن هذه المرة ستكون لك. فالأولى كانت لأني نسيت رقم الصفحة التي وصلت لها عندما كنت أقرأ رواية أحبها لامرأة لا تحبني.
– ما اسم الرواية ؟
– الموت في حضن امرأة
– لا أعرفها، ولكن لا تخف.. لا يوجد دم
– لست خائفاً، ولكن سأحب أن أموت في حضن امرأة لا تحبني، على الموت في صالون حلاقة.
حلم تحرسهُ ابتسامتها..!
……
كنتُ أعتقد بأنني أحبُّ !
منذ قليل،
علمتُ أنَّ بإمكانيَ أنْ أحلُمَ مستيقظاً.
ولكنّها تختار زيارتي نائماً،
فأختارُ المكوث في النوم، حيثما أعانقَ وجهاً طموحاً !
أنهض هلوعاً بقطراتٍ تسيلُ من وجهيَ الذي كان ملاكاً حتى استيقظَ،
فأُدرك: إنني أحبّ.
كنتُ أعتقد بأنني أضلُّ طَرِيقَهَا !
فأعود مسرعاً كطفلٍ أضاع أمِّهِ،
يبكي ويبكي،
ثمّ ينام مبتسماً كأن موسيقى حُلمهِ إيماءةٌ سحريةٌ نوتاتها ثلاثةُ حروف.
أهيمُ في حلمي مُلهَماً علَّنَا نغني سطراً، سطرين، عشرة، بل ألف..
نبرهن بها حُبُّنا الذي يطير بلا جناحين.
وأصحو: إنني أضلُّ.
وكنتُ أعتقد بأنني أموت !
تحُطَّ حمامةٌ على قلبي لحنًا «سنباطيّاً»،
فأتذكر أنَّ «القلب يعشق كل جميل».
ويصير سماوياً «بعفو ربٍّ غفور» فأطلبُ ثانيةً:
اسمًا يُعزف على أوتار زهرة البنفسجْ !
ثمّ أغني: إنني أموت.