Connect with us

ثقافة وفن

قصائد السوشال ميديا.. أسئلة ومآلات

‏يمر الشعر بمرحلة، ربما تعد الأخطر في تاريخه، وهو يواجه سيل السوشال ميديا، ورغبة الاختصار والإيجاز، في الوصول

‏يمر الشعر بمرحلة، ربما تعد الأخطر في تاريخه، وهو يواجه سيل السوشال ميديا، ورغبة الاختصار والإيجاز، في الوصول إلى الفكرة وإبرازها، ضمن قالب أدبي جميل، الأمر الذي جعله يميل إلى الانكفاء على الذات، والاشتغال بالقصيدة وآلياتها وأفكارها، بعيدًا عن أجواء السوشال ميديا المتلاحقة والمتوترة، مدفوعًا في ذلك برغبة الوصول إلى اتفاق مع القارئ؛ يقضي بإيجاد منطقة تلاقٍ، لا يصل الشعر فيها حد الابتذال والترهل، ولا يصل كذلك حد الغموض والانغلاق، أما القارئ؛ فعليه أن يكون هو أيضًا، واعيًا ومدركًا لما يجري من تغيرات.

مسألة عميقة وشائكة، يطرحها التأمل في شعر العصر الراهن، على الشعراء والقراء على حد سواء؛ فالمتغيرات الحياتية المتسارعة، وسطوة السوشال ميديا؛ فرضت هيمنتها على إيقاع القصيدة، وأجبرتها على الولوج إلى خندق المقاومة؛ فما الذي تقاومه القصيدة؟

ثمة أمور كثيرة تقاومها القصيدة، على رأسها الطول، والطول المفرط، فشرط السوشال ميديا يتمثل في الإيجاز والقصر؛ إيجاز الأفكار والمعاني ضمن أبيات قليلة، لا تتجاوز أربعة أو خمسة؛ حيث تحتوي هدفًا محددًا، لا تحيد عنه، ولا تسعى إلى آخر، هدف وحيد فقط، وهو ما يبدو نقيضًا لقصائد العرب السابقين، وتاريخهم الذي يصل بها إلى أربعين وخمسين بيتًا، وبعضها ربما تجاوز المائة والمائتين.

تقاوم القصيدة أيضًا؛ الترميز العالي، وخلق نوع من الإحالات الدلالية، فشرط السوشال ميديا، يتمثل في الوضوح، وعدم التعمية؛ الوضوح الذي يُظهر الفكرة أمام القارئ، دون أن يحتاج إلى البحث عن جذورها، بل يتصل بها عبر تشعبات نصية وروابط شارحة، في أحسن تقدير، إذ الرجوع إلى المعاجم والمصادر التاريخية والإحالة إلى كتابات الآخرين، سابقين أو حاليين، سيُعد عيبًا خطيرًا في تكوين القصيدة، ولن يصل بها سوى إلى الإهمال والتجاهل، وعدم إعطائها قيمتها الفعلية، كعمل فني إبداعي.

كذلك من الأمور التي تقاومها القصيدة: التأويلات المغلقة والمكتفية بذاتها؛ أي اقتصار القصيدة على معنىً واحد ووحيد، يُستقى عبر كلماتها وتراكيبها، دون النظر إلى احتمالات أخرى قد تظهر، فالقصيدة العصرية تحارب مثل هذه النظرة، وتلقي بها خلفها؛ حيث تسعى إلى أن تصبح متعددة التأويلات، ومناسبة لمختلف الأذواق والمشارب، فالقارئ ليس واحدًا، ذلك الذي تتوجه إليه، إنما مجموعة متنوعة؛ رجالًا ونساء، كبارًا وصغارًا، ولكل واحد منهم؛ قدرة على القراءة المختلفة، عن الآخر.

من الأمور التي تقاومها القصيدة أيضًا: الختام التقليدي والاعتيادي الخالي من عنصر المفارقة، فالأشعار القديمة اعتادت التدرُّج، وصولًا إلى نهاية تتسق مع فضاء القصيدة، فهي لا تقترح بديلًا لهذا الفضاء، بل ربما عُد عيبًا من عيوبها، في تلك الأزمان، أما اليوم، وفي ظل انغماس القارئ، وانغماره بسيل السوشال ميديا، بات لزامًا عليها إعادة ضبط فنياتها؛ لتنافس الأشكال المختلفة والجديدة، حيث لم يعد هنالك مكان للنهايات التقليدية، وغير المدهشة؛ إذ القصيدة تسعى إلى إحداث أعمق تأثير في القارئ، عبر هيمنتها على اللغة والصورة، واستدراجه إلى مناطق غير مأهولة ولا متوقعة، ثم مفاجأته بنهايات صادمة، تجبره على التفكير والتأمل، وربما إعادة القراءة.

الطول، الرمزية العالية، التأويلات المغلقة، الختام التقليدي؛ أربعة أمور تقاومها القصيدة خلال العصر الراهن، أما الهدف من المقاومة؛ فمحاولة تأسيس شعرية جديدة، تعتمد الذائقة المتشكِّلة بتأثير السوشال ميديا، كمرجع أساسي، حيث لا تنظر لذاتها فقط، بل تنظر وبنفس القدر إلى القارئ، الذي أصبح مشاركًا فعالًا في صناعتها وصياغتها، فالقصيدة ما عادت ملكًا لكاتبها، أو منشئها، بل يشترك الكثير في كتابتها، وهؤلاءِ مَن يمنحها البقاءَ والديمومة.

Continue Reading

ثقافة وفن

عابد البلادي.. صوت «الكسرة» في الأغنية الشعبية

حين يُذكر التراث الشعبي الحجازي، يقف اسم عابد البلادي شامخاً، كشجرة عتيقة تغذت من تربة المكان، وارتوت من وجدان

حين يُذكر التراث الشعبي الحجازي، يقف اسم عابد البلادي شامخاً، كشجرة عتيقة تغذت من تربة المكان، وارتوت من وجدان الناس، لتنبت أغنيةً مختلفة، تحفظ اللهجة، وتحاكي الوجدان، وتبث نغمة الكسرة في روح الأغنية الشعبية.

ولد البلادي 1955، فكان للفطرة نصيبها من صوته، وللبيئة أثرها في وجدانه. لم يكن عابراً في الساحة الغنائية، بل كان مشروعاً فنياً حقيقياً؛ أعاد تعريف العلاقة بين الشعر الشعبي والغناء، خصوصاً من خلال توظيفه لفن «الكسرة»، الذي كان حتى ذلك الوقت حكراً على المجالس واللقاءات الضيقة.

الكسرة، ذلك النبض اللفظي المكثف، اختزلت أحاسيس البسطاء في أبيات قصيرة، تتسرب إلى القلب دون استئذان. جاء عابد البلادي ليحملها من عزلتها، ويمنحها صوتاً ولحناً وأفقاً واسعاً. لم يغن الكسرة فحسب، بل أعاد تشكيلها؛ فابتكر لها إيقاعاً جديداً، ومزجها بألحان شعبية عذبة، جعلتها تصل إلى الجمهور بألوانه كافة، من جدة إلى الرياض، ومن القرى الصغيرة إلى المدن الكبرى.

أغانٍ مثل «أنا ونومي»، و«يا ناس راح المحبة»، لم تكن مجرد محاولات لتقديم لون جديد، بل كانت ثورة صامتة أعادت الاعتبار للكسرة كفن قائم بذاته، قادر أن يحيا داخل الأغنية الشعبية الحديثة دون أن يفقد خصوصيته أو طعمه الحجازي الأصيل.

في مسيرته، تجاوز عابد البلادي 250 أغنية، كثير منها حوى بصمته الكسراوية الفريدة. لم يكن فقط صوت مرحلة، بل صانع مسار، ترك أثره في الأجيال التي جاءت بعده. ولأن التراث الشعبي في نظره لم يكن مادة استهلاك أو ترفاً عابراً، حمله على كتفيه، وغناه للناس، وسجله للتاريخ.

اليوم، يقف عابد البلادي، كأحد رموز الأغنية الشعبية السعودية، كمن حمل هم «الكسرة» فجعلها تغني، وأعطاها من صوته وفنه عمراً جديداً.

في زمن تذوب فيه الملامح الفنية الأصيلة، تبقى تجربة البلادي، درساً في الوفاء للتراث، والقدرة على تجديده دون تشويهه؛ صوتاً لا يزال يردد بيننا الكسرة كما يجب أن تكون: قصيرة، عميقة، وصادقة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

أصالة تدعم بوسي شلبي في أزمتها مع أبناء محمود عبدالعزيز.. ماذا قالت؟

دعمت المطربة السورية أصالة، الإعلامية المصرية بوسي شلبي في أزمتها الأخيرة مع ورثة الفنان الراحل محمود عبد العزيز،

دعمت المطربة السورية أصالة، الإعلامية المصرية بوسي شلبي في أزمتها الأخيرة مع ورثة الفنان الراحل محمود عبد العزيز، بشأن ما إذا كانت طليقته أم أرملته.

وعبر حسابها الشخصي بمنصة «إنستغرام»، نشرت أصالة صورة تجمعها بالإعلامية بوسي شلبي، وكتبت في التعليق: «من وقت طويل بستنى أحكي عن هالست وأعطيها جزء من حقها ومثل كتير أشياء بتروح أو بتتأجّل لوقت مناسب».

وأكدت أصالة أن بوسي شلبي استقبلتها في منزلها عدة مرات منذ استقرارها في مصر، قائلة: «من يوم ما جيت على مصر العظيمة وكان كلى سعادة وشرف الاستقرار على أرضها وبين ناسها منهم هذه السيدة الطيبة اللي دائما بتبهرني باهتمامها بناس كتير الحياة امتحنتهم بمرض وباحتياج، وبعرفها زوجة ما في أوفى منها».

أخبار ذات صلة

وفي الأيام الأخيرة، خرج ابنا الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، كريم ومحمد، ليفجّرا مفاجأة من العيار الثقيل بإبرازهما حكم محكمة يؤكد أن مقدمة البرامج بوسي شلبي لم تكن زوجة لوالدهما وقت وفاته، بل كانت طليقته منذ 1998، وبالتحديد بعد شهر ونصف من زواجهما.

Continue Reading

ثقافة وفن

حلا شيحة تطلق قناة على «إنستغرام» وتقدم لجمهورها محتوى حصرياً

فاجأت الفنانة حلا شيحة، جمهورها بخطوة جديدة من خلال إعلانها إطلاق محتوى خاص وحصري للمشتركين فقط على حسابها الشخصي

فاجأت الفنانة حلا شيحة، جمهورها بخطوة جديدة من خلال إعلانها إطلاق محتوى خاص وحصري للمشتركين فقط على حسابها الشخصي بمنصة «إنستغرام»، بمقابل مادي قدره 249 جنيهاً شهرياً.

ويحصل المشاركون على مجموعة من الميزات من بينها إشارة مخصصة تظهر بجانب أسمائهم، إضافة إلى محتوى حصري لا يتاح لغير المشتركين، وإمكانية الانضمام إلى مجموعات للتواصل الاجتماعي، والرسائل الجماعية المباشرة معها.

كما تشمل المزايا دعوات لحضور مناسبات ولقاءات شخصية معها، بجانب العديد من المفاجآت، دون الكشف عن نوعية المحتوى الذي ستقدمه بالفترة القادمة.

وفي الأشهر الماضية، أعلنت حلا شيحة عن تقديمها «بودكاست» في فكرة جديدة، تروي من خلاله قصتها مع الحجاب والتمثيل والعديد من الأمور التي مرت بها.

أخبار ذات صلة

وشاركت حلا شيحة جمهورها صورتين وهي مرتدية الحجاب، عبر حسابها الشخصي بموقع «إنستغرام»، وأرفقت الصور بتعليق: «إن شاء الله هعمل Podcast أتكلم فيه عن تجربتي، لأن أكيد شبه ناس كتير».

يُعد مسلسل «إمبراطورية ميم»، آخر أعمال حلا شيحة وعرض في موسم رمضان 2024، وجمعها بالنجم خالد النبوي، من تأليف محمد سليمان عبدالمالك، وإخراج محمد سلامة.

وضم العمل مجموعة من الفنانين، منهم نشوى مصطفى، نور النبوي، محمود حافظ، محمد محمود عبدالعزيز، مايان السيد، هاجر السراج، وليلى عز العرب وغيرهم من النجوم.

وفي السينما، كان آخر ظهور لها بفيلم «مش أنا»، الذي عرض بالسينما في 2021، وقدمت حلا دور البطلة أمام الفنان تامر حسني، وضم العمل مجموعة من النجوم أبرزهم ماجد الكدواني، إياد نصار، سوسن بدر، شيرين، محمد عبدالرحمن، وآخرين.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .