يقول الشاعر عبيد بن الأبرص وهو من حكماء العرب قبل الإسلام:
لقد ورثنا داراً عن الأقدم.. القدموس من عم وخال
فمن يكون قدموس المشرقي هذا ليكون للعرب من الأعمام والأخوال؟
يوضح بعض الباحثين أنه قدموش بالشين، أي القادم من الشرق، ويعني الشرق الفينيقي، وأنه صاحب الجيش العظيم، لكنه في الأصل صوري من صور ظفار، وجيشه ومن معه من الغفاريين (بنو غفار بن مليل، وهم بطن من كنانة) وهم أصل الفينيق وكنعان، وكما يقول هيرودوت المنتمي إلى القرن الخامس ق.م، بأنهم أبحروا نحو المتوسط بعد أن تعلموا في ومن مدينتهم صور صناعة السفن وتقنية بنائها والإبحار بعدها بشجاعة، وحسب ما أتى من كتاب (الطواف حول البحر الإريتيري) أبحروا من بحر قلزم (الأحمر) وكذلك من بحر العرب حتى الخليج العربي، المملكة البحرية الأقدم في الإبحار، ليتعلموا علوم الفلك وقياس النجوم من أجل سلامة الإبحار، ونقلوا الأبجدية إلى اليونان، ومعها ينتقل اليامال وأسلوب الغوص وتفاصيل الإبحار إلى الشام حتى اليوم غناءً وطريقةً أثناء إبحارهم، ناقلين أسماء مدنهم معهم بعد رحيلهم وتأسيسها هناك من جديد، مثل مدينة جبيل اللبنانية، والأقدم منها جبيل الواقعة على شاطئ الخليج العربي وهي اليوم في حدود المملكة العربية السعودية، وجزيرة أرواد التي أصلها من مدينة عراد وهي المحرق البحرينية اليوم، وكما يقول المؤرخ سترابو: «أصل اسم المدينة أرواد الفينيقية هي من مدينة (أرادو) في الخليج العربي عراد، فيها معابد تشبه معابد…». وكذلك حضرميت التونسية وهي اليوم سوسة، في جذورها حضرموت اليمن،
كما يؤكد التاريخ والمؤرخون أن اسم أوروبا هو اسم لابنة ملك صور أوروبة إن لم تكن عروبة، التي تزوجت من ملكهم وتمت تسمية القارة على اسمها، والدلائل متوفرة في كل المتاحف الأثرية والفسيفسائية تصويراً وكتابة، تعبر عن خطفهم أوروبا ابنة ملك صور التي يطلق الأجانب على صور إلى اليوم «تيروس»، وهي أسطورة أوروبا وقصتها معروفة وذات أبعاد ودلائل.
هذا ويذكر الأستاذ علي محسن كما أتى في كتاب التوراة حجازية للدكتور محمد مصطفى منصور، بأن مسمى الفينيق آتٍ من كلمة فينق الجبالية الأمهرية في ظفار وتعني المستكشف، وكيف أنهم استكشفوا البحر المتوسط وجالوا فيه كله، قبل الرومان بقرون، وأسسوا مستعمرات في جزر المتوسط مثل قبرص وكريت حتى جنوب فرنسا وإسبانيا، بل هم من أطلقوا على إسبانيا اسمها، وهو من «إش بانيا» أي أرض الأرانب. إلى قرطاجة، وقِرْ من الأرض أي مقر ويقر، أي الأرض الجديدة أو المقر الجديد.
ويذهب الجغرافي الهمداني إلى أن بلاد فونيقا هي بلاد اليمن، وأن انطلاقتهم كانت من الجنوب العربي، أما المفاجأة فحين كتب الباحث اللبناني فرج الله صالح ديب في كتابه «كذبة السامية وحقيقة الفينيقية» عن أوجه الشبه بين الرموز والنقوش، وجرب قراءة النصوص السبئية والفينيقية على أنها نصوص عربية، مما يؤكد أن الفينيق أصلاً شعوب قديمة سكنت في الجنوب العربي لجزيرة العرب.