ثقافة وفن

فلمبان تنثر ألوان الحجاز على جداريات «أمل»

حجازية المنشأ والهوى تتنفس ألوانها من رائحة وعبق أزقة وحواري جدة القديمة، تعشق الألوان التراثية والارتباط البيئي

حجازية المنشأ والهوى تتنفس ألوانها من رائحة وعبق أزقة وحواري جدة القديمة، تعشق الألوان التراثية والارتباط البيئي بها ونالت بها أعلى الجوائز والمقتنيات داخليا وخارجياً.

رسمت البيوت الحجازية القديمة بتناغم لوني وهارموني لتعيد للمتلقي ذاك العبق التاريخي والإرث الحضاري لعروس البحر الأحمر، فتارة تجدها بين أزقة وشوارع جدة التاريخية وأخرى على الشواطئ بجماليات قواربها القديمة وتحط بها الرحال في قصص ومشاهد بانورامية، لتحكي تاريخاً اجتماعياً بروح حداثية وعصرية تتمثل في التقنية واللون.

إنها الفنانة التشكيلية أمل فلمبان صاحبة أكبر جداريات بجوار الحرم المكي وفي أكبر صالات مطار الملك عبدالعزيز، سنكون معها غداً (الخميس) على موعد مع 12 جدارية جديدة في معرض شخصي جديد تحت اسم «أمل»، ويطلقه رجل الأعمال عبدالله السيد في صالة داما آرت بجدة بحضور عدد من محبي ومتذوقي الفنون.

المعرض الذي يحمل عنوان «أمل» يتزامن مع عرض تنظمه منصة SaudiNFTclub للوحات الجدارية بتقنية Non fungible token أو الـNFT (الرموز غير القابلة للاستخدام)، ويعتبر الأول من نوعه لفنان تشكيلي في السعودية، كما ستعرض اللوحات في العالم الافتراضي الرقمي الجديد Metaverse

الناقد والأديب هاشم الجحدلي قال عن لوحات أمل فلمبان «من مهمات الفن أن يهدم السائد، فإنه يتحمل عبء تخليد الذاكرة فمن النقوش المحفورة على صخور ما قبل التاريخ حتى فتنة ألوان ما بعد التاريخ كان للفن وعي بأن «الأمل» ليس ذريعة لغواية الروح ولكنه جسر بين ما نعيشه وما نحلم به وربما بل الأكيد بما عشناه، وهنا لا نبكي على الأطلال أبداً ولكننا نستند على إرث الذاكرة».

من جهته، يوضح المؤسس الشريك في منصة SaudiNFTclub محمد سمان أن الرموز غير القابلة للاستخدام هي أحدث تقنية للتوثيق الرقمي لجميع للفنون البصرية، مستعرضاً أهميتها للفن التشكيلي، في حفظ وتوثيق أعمال الفنانين وإثبات ملكيتهم لها، بحيث يتم تسجيلها رقمياً في شبكة Blockchain ما يعني أنها لن تتعرض للنسخ والاستبدال والتزوير، فضلاً عن أن التقنية شرط أساسي لتواجد لوحات وأعمال الفنان في الجيل الثالث من شبكة الانترنت العالمية web3 التي يجري العمل عليها حالياً.

وقال محمد سمان: لوحات للفنانة أمل فلمبان تم توثيقها جميعاً بتقنية NFT، وسيتم عرضها في العالم الافتراضي Metaverse، مشيراً إلى ذلك سيوفر إمكانية الشراء مباشرة (أون لاين)، للأشخاص القاطنين خارج مدينة جدة والذين لن يتمكنوا من زيارة المعرض.

وفي شرح مبسط للتقنية وعلاقتها بلوحات الفنان التشكيلي واقتنائها، قال سمان: NFT هي صك الملكية الرقمي للوحة، مشبهاً إياها باستمارة الملكية أو مثل (استمارة ملكية السيارة)، على حد تشبيهه. وأضاف: حينما يبيع الفنان لوحته NFT فإنه ينقل ملكيتها كاملة إلى المقتني بمعنى أنه يبيع نسخة الـNFT واللوحة الأصلية معاً، والـNFT هنا بالنسبة للمالك الجديد، هي صك الملكية الكاملة الذي يؤكد أن اللوحة أصلية وغير مزورة واشتراها كاملة من الفنان.

وحول استفادة الفنان التشكيلي من التقنية في نشر لوحاته واقتنائها، أوضح أن لوحات الفنانين وحتى وقت قريب، يتم عرضها واقتناؤها بأسلوب كلاسيكي سواء بتنظيم معرض شخصي أو المشاركة في معارض محلية أو دولية، وهذا الأسلوب والحديث لمحمد سمان «يحمّل الفنان أعباء عدة، من بينها: تكلفة التنظيم، ومصاريف المشاركة والسفر والإقامة والتنقلات، كما يقع كثيراً تحت ضغوط وإحراجات تقدير القيمة الحقيقية لعمله الفنية، ولا ننسى احتمالية تعرض لوحاته للتلف في عملية النقل»، مؤكداً هنا أن الـNFT ستحدث تغيراً جذرياً، فعلى سبيل المثال: تتضمن التقنية عرضاً تعريفياً عن الفنان وتاريخه وسجله، وشرح مواصفاته، وعرضها في مواقع عالمية ومحلية مختصة بهذا النوع من الأعمال، فيما تمنحه التقنية صك الملكية الرقمي باسمه، مشيراً إلى أن هذه المكتسبات ستمكن الفنان من عرض ومشاركة لوحاته دون الحاجة لتنظيم معارض شخصية أو الحضور الشخصي في المعارض المحلية الدولية، وأخيراً الحصول على التقدير الأمثل والحقيقي مادياً ومعنوياً لأعماله، بامتلاكه نسخة الـNFT للوحة الأصلية.

Trending

Exit mobile version