لن نضربَ خشباً ببعضِهِ لِيشهقَ ويطيرَ ويستقرَّ فيما يُشبُهنا وأبعدَ منا بعيونٍ كثيرةٍ، لن نقفَ في دائرةٍ جَمعَ لها الترابُ لأن الفتاةَ قَطعتْ فجأةً بُحّتها ولم تعدْ تعبرُ، أطلقتْ بَشرَتَها البيضاءَ التي اِبتعدتْ كثيراً عنها وتركتْها صيداً سهلاً لِتواطُؤ الجدرانِ لئلا تعبر، تتركُ الهواءَ أيضاً دائخاً بعبقِها لا تُسندُه بفستانٍ واحدٍ أو حذاءٍ، ولا تضع حداً لِتطوّحِه بنداءٍ..
لن نَفعلَها ونُثيرَ الضّغينةَ بين خشبٍ وخشبِ، ولن نكونَ الفصحاءَ الذين طالَ عليهم الأمدُ في دائرةٍ مُحيطُها يَحزُّ قلوبَهم يكادُ يقطَعها لأنّ كُحلَ عيونِ الفتاةِ غيرِ الحائلِ قطع الطريق، ولأن حِنّاءَها كان عالياً وأعلى من أن يدعَ فتاةً تُحدّقُ في واقفين، أبعد ما يكونونَ عن دائرةٍ هي في الأغلبِ هم، واقفين يؤلّفونَ بين أخشابٍ كانت لهم، يسقون زعيقَهم الذي صار عشباً أخضرَ كثيفاً حولَ دائرةٍ خاويةٍ لم يعدْ أحدٌ يقفُ فيها، عشباً يُغْري باطِنَ قَدَمَيْ فتاةٍ بالوطءِ عليهِ، فربّما قطعتْ تردُّدَها، فتحتْ حقيبتها وأخرجتْهم منها لِيستعِيدوا أيديهم ويلْتقِطوا الخشبَ السريعَ قبلَ أنْ تنْخرَهُ أوهامُه، يستعيدوا أكفّاً يُمسِكون بها سماءَ وجهِها معها، يرفَعون بها ذيلَ ضِحكتِها وراءَها؛ عَلّها تحسِمُ أمرَها وتعفو عن خشبِهم الذي اِختلطَ عليهِ الأمرُ وتَشابهتْ الأسماءُ؛ وتَعْبُرُ.
24 يناير 2023
____
* كنا أطفالاً أو بدأنا نأكل من كعكة المراهقة ونلعب لعبة (العود) دائرة تُرسَم في التراب، يقف فيها الواحد ويضرب عود الخشب بعود.. فيما الجميلة تعبر بهالتها الذهبية، ليتوقف اللعب وتبدأ الدهشة.