(١)
بالوهمِ ننجو من هزائمنا،
ونرسمُ ألفَ بابٍ في جدارِ اليأسِ؛
كي نجتازهُ بالملهيات..
لن أنحني للواقعِ المأزومِ
مهما أرهَقَتني خلفَ واحاتِ السرابِ
الأغنيات..
سأظل -رغمَ توجسي مما وراءَ الغيبِ-
منفيًّا بأرضِ الأمنيات..
(٢)
ورغم حصار الكآباتِ
لن أنحني لدواعي التبلدِ
مهما تَضاءَلتُ في وجهِ سودِ الليالي
ولو أطفَأَت في عيوني
ضياءَ المجرَّة..
ورغم الحصارِ
سأشدو بلحنِ الحياةِ
وأستَلُّ من خُطُواتِ الزمانِ
مدىّ للمسرةْ..
(٣)
لم أعد مُطمئناً إلى هَجعتي،
كيف لي أن ألوذَ لدفءِ المنامِ
وسيلُ التداعي الذي يستفيقُ على عتباتِ التهاويمِ
يصطادُ من دفتر الذكرياتِ
سطورَ المآسي ؟!
كيف لي أن أنامَ
ورأسي الذي أثقلتهُ حكاياتُ آماسيَ الغابراتِ
أَبَى أن يزيحَ السِّتارَ
لضوءٍ تسَلَّـلَ مِن ثغرةٍ
في جدارِ غَدِي ؟
(٤)
يا صديقي الذي
تاهَ في رحلةِ البحثِ عن ذاتهِ
وارتوى بالغيابِ،
فلم تَرسُ أقدامُهُ فوق بَرْ:
لا تَذُبْ في دروبِ التنائي.
وكُن ماثلاً في مدى الآخرينَ
ولو لم تُصِبْكَ سِهامُ النظرْ..
أو فكن كالسرابِ،
يطارِدُ وهمَ بريقِكَ
مَن أظْمَأَتهُ الحياةُ إليكَ،
ولم يُلْهِهِ عنكَ أيُّ مَفَر..