صدر حديثاً كتاب «قارئ الجثث» للبريطاني سيدني سميث من ترجمة الكاتب مصطفى عبيد، ويمثل سيدني سميث استنساخاً حقيقيّاً لجوزيف بيل، طبيب الجراحة بأدنبرة الذي استوحى منه آرثر كونان دويل شخصية شارلوك هولمز كما قال كيث سيمبسون كبير الأطباء الشرعيين في لندن.
وقال المترجم مصطفى عبيد إن سيدني سميث زار مصر في عام 1917، ومكث فيها حتى 1928، تلك الفترة التي كانت صاخبة في أحداثها، إذ واكب أحداث ثورة 1919 كاملة وما بعدها، فضلاً عن تأسيسه مصلحة الطب الشرعي، إضافة إلى تحقيقه في العديد من القضايا المهمة، أبرزها «ريا وسكينة»، واغتيال السير لي ستاك، التي تسببت في تغيير مجرى أحداث الثورة المصرية آنذاك، وأدت إلى استقالة الحكومة برئاسة زعيم الأمة سعد باشا زغلول. ولفت المترجم، إلى أن الكتاب استغرقت ترجمته وتحقيقه عشرة أشهر، مضيفاً: «عرفته من خلال إشارات توماس راسل حكمدار القاهرة في مذكراته إليه.. والكتاب عنوانه الحقيقي على الأرجح قتل Mostly murder، لكن غيّرت العنوان لكي يلائم القارئ العربي».
ويرى «عبيد»، أن أهمية الكتاب تكمن في أنه يكشف حقبة منسية من تاريخ مصر الاجتماعي، ويعبّر عن أساليب وطرق وحيل القتل المختلفة، ودور العلم في كشفها، فضلاً عن كونها تعدّ فارقة في تاريخ مصر الحديث بما شهدته من أحداث متلاحقة وسريعة قبل وأثناء وبعد ثورة 1919، موضحاً أن الغلاف من تصميم أحمد مراد.
كتاب قارئ الجثث
جاء على غلاف الكتاب الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، عبارة سيرة طبيب تشريح بريطاني في مصر وهو ما يصف محتوى الكتاب بشكل كبير حيث يورد الكتاب مقاطع من سيرة طبيب بريطاني عمل في مصر خلال القرن التاسع عشر، وهو ما يدخل القارئ في عالم من الجرائم والجثث مع مزيج من التاريخ والسيرة الذاتية
كما قال عنه توماس راسل حكمدار البوليس في القاهرة بين عامي 1918-1946:«لقد وجد سيدني سميث في مصر حقلاً نموذجيّاً لمختلف الجرائم».
وبين العظام، والأشلاء المجهولة، وفوارغ الطلقات يصوغ الكاتب سيدني سميث حكايات مدهشة عن القتل، ترسم إرث قابيل الذي يطارد البشرية إلى الأبد.
سيرة الطبيب الشرعي سيدني سميث
وفي سيرة الطبيب الشرعي الإنجليزي سيدني سميث (1884-1969) جانب من جرائم غامضة حقّق فيها طلباً للحقيقة، وسعياً للعدالة، جرى معظمها في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، وكانت اكتشافاته سبباً للوصول للجناة مثلما حدث في قضية ريا وسكينة، وغيرها من القضايا المرعبة التي تمكّن من فك غموضها.
يذكر أن الأميرال السير وليم سيدني سميث ولد في 21 يونيو 1764 وكان ضابطاً بالبحرية الملكية البريطانية، شارك في حرب الثورتين الأمريكية والفرنسية، وارتقى لاحقاً إلى رتبة أميرال، قال عنه نابليون بونابرت في آخر أيامه «لقد ضيّع عليّ قدري هذا الرجل».
وقد انتُخب زميلاً للجمعية الملكية في يونيو 1811، وتوفي بالسكتة الدماغية في باريس في 26 مايو 1840 ودُفن إلى جوار زوجته كارولين في مقبرة بير لاشيز.