لا أدلّ على صدق تجربة الشاعر عبدالرحمن موكلي، من أنك تجده ماثلاً في نصه «بالمقطب، والمعوز، والشميز، وعكاوة البِعَيْثْران والهِزَّاب والشِّيح والسِّكَب والوالَة والفَنْكَة والصَّنْبَر وعين العَناق والرَّيحان والكادي، واللهجة الصبيانية الحالية» ما إن تُطلق «أبو عوف» حتى يرد سامعك: «الموكلي» كما يُكنيّه أصدقاؤه، شاعر مطبوع، ومثقف حضاري، يصوغ من العاديّ قصيدةً فاتنةً، ويحيل الوجع لعصمة الصمت، مؤثراً المبيت في غابة الروح، متفادياً صدى الصخب، وتقلبات مزاج الأصدقاء ويظل يومه عيده «وخلها تمطر قشر» كما يردد إذا تكالبت عليه الشجون، وهنا بعض ما خرجنا به من مسامرة رمضانية «مشعرنة».
• مَنْ أنت؟
•• أنا عبدالرحمن.. أكْحَلٌ، والعيونُ منارة.. أبي بالكاد أعرفه.. جدي نسيت من يكون.. أمي تضاريس المتون.. وطني على الأكتاف.
• ماذا وهبك الشعر؟
•• ما يهب الطوفان لعيني كفيف.
• هل من قلق على الثقافة؟
•• القلق على الثقافة يكون مرتبطا بالأحلام، ومع تقدم العمر تتضاءل الأحلام ويصبح الوعي بالذات ومعرفة مكنونات النفس هو الأهم وهذا هم ثقافي لكنه متخفف من الهم الجمعي.
• ما مدى رضاك عن المشهد الثقافي، مؤسسيا وفرديا؟
•• أقرأ وأشاهد بعض النشاطات التي تقيمها المؤسسات الثقافية، لكن لا يمكن الحكم لها أو عليها، لأنني بعيد عنها. ومسألة الرضى مرتبطة بالمخول بالمسؤولية عن المؤسسات الثقافية.
• هل استعجلنا على إماتة الأندية؟
•• لا أظن الأندية ماتت.. ربما تكون مريضة، والمريض يعالج وتدب فيه الحياة، بمعنى: الأندية بحاجة لمنظومة قانونية تحدد عمل هذه الأندية والعضويات والدخل المالي، وارتباطها باعتبارها مؤسسات من حيث المتابعة والرقابة المالية.
• كيف تستمر جمعيات الثقافة والفنون بمسؤولياتها الكثيرة وميزانياتها القليلة؟
•• جمعيات الثقافة والفنون هي أهم مؤسساتنا الثقافية من خلال النظر لطبيعة عملها، إلا أنها -للأسف- مؤسسات هامشية في ارتباطها بالجهات المعنية بالثقافة، إضافة إلى الشح المالي الذي جعلها تعمل من دون خطط على المدى القصير والطويل وخاضعة للاجتهادات من قبل القائمين عليها.
• أين تضع مشهدنا الثقافي السعودي بين المشاهد العربية؟
•• من وجهة نظري لا يجب أن نخضع المشهد الثقافي للمقارنة مع أحد، ولا نكون في سباق ثقافي مع أحد بل مع أنفسنا، كيف نتجاوز الأمس واليوم، وماذا يجب علينا في الغد، مؤسسات ومجتمعا وأفرادا.
• ما انطباعك عن الجوائز؟
•• الجوائز هي جزء من الحراك الثقافي في أي مجتمع، وقيمتها في استقلالية الجائزة.
• ما مدى نجاحك في التوفيق بين شاعرك وناقدك؟
•• الشاعر هو أهم ناقد لذاته، لكن تبقى الـ«أنا» الشاعرة متحيزة لذاتها.
• هل ما زال الشعر قادرا على تبليغ رسالته؟
•• الشعر هو المتعة، والرسالة وما يمكن تسميته الموقف يأتيان مكملَين.
• لماذا يعج مشهد الثقافة بصدام المثقف بالمثقف؟
•• يوجد صدام مبني على الصراع الشخصي ويخضع لنزوات حب الذات وهذا مقيت جدا، وصراع يكون على قضايا بعيدا عن الشخصي وهذا هو الصراع المحمود.
• كيف ترى المثقف النفعي؟
•• لا أدري ما القصد بـ«النفعية» هل هي التكسب من خلال الثقافة؟ أم هي غياب المثقف صاحب القضية؟
• هل يجب أن يكون المثقف براغماتيا؟
•• فهمي قاصر عن البراغماتية.. رجعت لـ«النت» ووجدت تعريفات «ما ركبت معي»، لذلك: «العذر والسموحة».
• ماذا تقول للصديق للشاعر علي الدميني؟
•• أنا فداك، سائقاً عليك القلب، لا تشد القلب شدّ هارب.. أنا فداك، ركّز على ما خفّ من الحُب.. هب قلبك مهبطاً لباهي السلام، ومرر عصيّ الحزن في ضحكة تسلطن لمّا تسكب الكلام.