Connect with us

ثقافة وفن

صدور كتاب «التواصل الإستراتيجي» بالتزامن مع عام التحول الإعلامي

أصدر خبير التواصل الكاتب الصحفي في صحيفة الرياض الزميل عبدالرحمن بن سلطان السلطان مؤلفه الجديد «التواصل الإستراتيجي..

أصدر خبير التواصل الكاتب الصحفي في صحيفة الرياض الزميل عبدالرحمن بن سلطان السلطان مؤلفه الجديد «التواصل الإستراتيجي.. دليلك العملي من النظرية إلى التطبيق»، الذي يُعد الإصدار الأول في مجاله باللغة العربية، وجاء متزامناً مع عام التحول الإعلامي2024 الذي أعلن عنه وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، ويقوم على 4 ركائز هي: الأرقام، والمؤشرات، والشغف، والعمل.

ويتناول الكتاب أسس التواصل الاستراتيجي ومجالاته واتجاهاته ومستقبله، في 30 موضوعاً، منها طرق إدارة الأزمات الاتصالية، إلى جانب بناء الهوية المؤسسية، وفن تنظيم الفعاليات، وآليات الرصد والتحليل الإعلامي، ناهيك عن تناول محاور التواصل المبطن والفردي، وكذلك مناقشة مستقبل التواصل الاستراتيجي.

كما يجيب الكتاب على كثير من التحديات الشائعة والأسئلة المُحيّرة في عالم التواصل، ومن بينها: لماذا تفشل بعض خطط التواصل الاستراتيجي والحملات الاتصالية؟ ما هي الخطوات الاستراتيجية للتواصل والمحتوى الفعّال؟ ما هي السمعة الرقمية، وكيفية تحضير الإرث الرقمي، وأخلاقيات التواصل؟

يذكر أن الزميل السلطان يحمل مؤهلات علمية وخبرة إعلامية واتصالية واسعة، شملت قطاعات حكومية وخاصة، إلى جانب تجربة لافتة في الصحافة المحلية، مما يعزز من مكانة الكتاب كمرجعٍ توثيقي في هذا المجال الحيوي والمهم، ويجعله قابلاً للتبني والتطبيق، كمنصة انطلاق نحو أفق النجاح التواصلي.

Continue Reading

ثقافة وفن

كيف نستفيد من محمد القشعمي

محمد القشعمي، شعلة نشاط كتابي، ومعرفي، وفي تصوري نحن اليوم في أمسّ الحاجة لشخص مثل (أبي يعرب) يكون قدوة ويحث الشباب

محمد القشعمي، شعلة نشاط كتابي، ومعرفي، وفي تصوري نحن اليوم في أمسّ الحاجة لشخص مثل (أبي يعرب) يكون قدوة ويحث الشباب من الجنسين للالتفات إلى أهمية المعرفة ودورها في تشكيل الوعي والإلمام بكل تفاصيل مجتمعنا الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. مع كل أسف، نحن نقرأ لكل مثقفي الوطن العربي والإسلامي والأجنبي، ونحفظ أسماء كتابها ومؤلفاتهم، ونتناقش فيها في مجالسنا الأدبية وعلى صفحات مجلاتنا الثقافية، ولا نعرف إلا الشيء اليسير عن بعض مثقفينا، لذلك ما فعله أبو يعرب شيء كبير وكبير جداً، أن يخصص كل وقته وماله للكتابة عن شخصيات أدبية أو اجتماعية أو سياسية قامت بأدوار لا تنسى لخدمة مجتمعنا، دون أن يفرق بين منطقة ومنطقة، بين قبيلة وقبيلة، بين طائفة وطائفة، كان جامعاً لم يفرق، إنهُ نموذج لا يتكرر بسهولة، لذلك أطلب أن يكون تكريمه مختلفاً ومميزاً، يخدم مجتمعه الذي آمنَ به وأخلص له، كيف؟ بأن نؤسس جمعية تحت عنوان «جمعية التاريخ الثقافي بالمملكة» تقوم بما كان يقوم به محمد القشعمي، ولكن بشكل مؤسساتي، يخدم المجتمع أكثر، هو يترأس إدارتها بحكم خبرة السنين، لنضمن أن تلك الشخصية الفريدة لا تغيب عن مجتمعنا حتى لو رحلت بعد عمرٍ طويل، إذ إن المؤسسة سوف تخلق جيلاً جديداً يحمل الكثير من شخصية أبي يعرب ولكن برؤية أكثر تجدداً وإشراقاً.

نبذة عن الفكرة

جمعية التاريخ الثقافي بالمملكة: تهتم هذه الجمعية بقراءة التاريخ الثقافي للمملكة ورصده. التاريخ الثقافي ليس تدوين وتسجيل الأدب المكتوب فقط، ولكن يدخل ضمنه تاريخ الفن التشكيلي، الفن المسرحي والدرامي، تاريخ الموسيقى، حتى التاريخ الرياضي، كونها ثقافات لها تأثير على حياة المجتمع وتطوره، مما يجعل رصدها وتتبعها أمراً مهماً لمعرفة تاريخ تكون تلك الثقافات، والدور الذي لعبته في نمو الوعي للأفراد والمجتمع بالكامل. يرصد الأنشطة التي كانت تقام في المملكة، عددها، نوعيتها، القائمين عليها، المشاركين فيها، من أسهموا بدور كبير في نهضتها، ما مدى تأثيرها اجتماعياً، وأولى المدن التي انبثقت فيها أنشطة ثقافية، الشخصيات الثقافية، كيف كانت تفكر وما أهدافها، وهل المجتمع كان من أولوياتها تهتم به؟ كيف سعت لرفع مستوى الوعي؟ جمعية تعنى برصد تاريخي يبرز موقع المملكة ودورها المهم عربياً وإسلامياً وعالمياً.

كما يقترح أن تسهم جمعية التاريخ الثقافي مع جامعاتنا بتقديم مادة غنية للدارسين والمهتمين بالتاريخ الثقافي، وتساهم بالتعريف بتاريخ مملكتنا الثقافي بمساعدة أهل الاختصاص من أكاديميين ومثقفين وفنانين لهم حضورهم الثقافي بالمملكة وبالتعاون مع جامعاتنا، والجهات المعنية، لوضع الخطة والأهداف والتصورات لكل موسم ثقافي، والله ولي التوفيق..

رؤيتنا:

أن يكون التاريخ الثقافي للمملكة تاريخاً مكتوباً يساعد الدارسين والباحثين ويعكس الصورة الحقيقية عن المملكة للعالم أجمع.

رسالتنا:

العمل على توعية المجتمع بأهمية التاريخ الثقافي والتعاون معنا على رصده وتسجيله.

أهدافنا:

– السعي لخلق روابط تعاونية بيننا وبين الجامعات بالمملكة، والجمعيات المختصة بالشأن الثقافي.

– عمل ورش ومحاضرات والمشاركة في المؤتمرات الداخلية والخارجية التي تخص الشأن الثقافي.

– التعاون مع مترجمين لترجمة البحوث والمحاضرات.

– إقامة فعاليات فنية للترويح عن المجتمع ولحثهم على القدوم للجمعية للتعرف على أنشطتها.

في نهاية حديثي، أشكر كثيراً النادي الأدبي في جدة رئيساً وأعضاءً على تكريم محمد القشعمي (أبي يعرب) الذي قدم الكثير لوطنه وأبناء وطنه، بحب وإخلاص ووفاء، لذلك من يقدم الحب يحصد الحب.

Continue Reading

ثقافة وفن

أفضلية الورقي.. أسباب أخرى

هناك أسباب كثيرة لأفضلية الكتاب الورقي على الرقمي نوقشت من نواحٍ عديدة، لكننا نحاول هنا مناقشة الموضوع من جوانب

هناك أسباب كثيرة لأفضلية الكتاب الورقي على الرقمي نوقشت من نواحٍ عديدة، لكننا نحاول هنا مناقشة الموضوع من جوانب قلّ أن تناقش فيها. فهناك مشكلة تواجه قارئ الكتاب الرقمي وهي صعوبة التنقل ما بين الصفحات المتباعدة، أو الرجوع إلى صفحة معينة، خاصة إذا كان القارئ لا يعرف رقم الصفحة، ولا يعرف في أي فصل، وربما لا يعرف حتى الكلمات التي تتضمنها، لكنه يريد العودة إلى صفحة ما قبل الصفحة التي يقرأ فيها الآن؛ إما لمراجعة معلومة أو للتأكد منها أو لأي سبب آخر، أو لمجرد الاستمتاع بإعادة قراءتها من جديد. أما الحال في الكتاب الورقي فأسهل بكثير، أو أن بعض القراء اعتادوا عليه، فما على القارئ سوى تقليب صفحات الكتاب حتى يصل إلى الصفحة المطلوبة، وربما وصل إليها في ثانية واحدة إذا كان قد وضع علامة أو ورقة فيها. والمشكلة في الكتاب الرقمي أنه حتى حينما تجد الصفحة التي تريد فإنك قد تواجه (في بعض أنظمة تشغيل الكتب الرقمية) صعوبة في العودة إلى الصفحة التي أتيت منها قبل لحظات، في حين يعرف القراء أنهم في الكتاب الورقي يقومون إما بوضع ورقة يعودون إليها حينما ينتهون، أو ببساطة يضعون أصبعهم بين أوراق الكتاب بحيث يعودون إليها بسرعة.

ومن شأن هذه الصعوبة في التنقل ما بين الصفحات أن توجد تشتتًا في ذهن القراء، خاصة الأطفال منهم، وقد يفقدون التسلسل في قراءة الصفحات وربما فقدوا الشغف في القراءة، خاصة مع وجود بدائل أخرى في الأجهزة الذكية أكثر سهولة وجاذبية من الكتب.

والمشكلة أن القارئ غالبًا ما يحلو له أن يعود عدة مرات لبعض الصفحات التي قرأها (خاصة مع الروايات) لكي يقرأها ثانية، لا لشيء سوى أنه يرغب في التلذذ بقراءتها ثانية، وهو أمر سهل جدًّا في الكتاب الورقي في حين يتطلب جهدًا في الرقمي.

وتتعب الشاشات عيون القراء أكثر مما تفعل الكتب الورقية، وقد تتسبب مع الوقت في تشويش في الرؤية أو جفاف أو احمرار وحكة في العين.

ومن الأمور التي قد يفتقدها قراء الكتب الرقمية رائحة الكتب التي يستمتع بها بعض القراء كثيرًا، وبعضهم يعود إلى قراءة بعض الكتب ثانية فقط لإعادة شم رائحتها، ربما بدافع ما يسمى نوستالجيا الكتب (وهو الحنين إلى ماضٍ مرتبط بالكتب). وقد قام بعض العلماء بتحليل رائحة الكتب (القديم منها) فوجدوا أنها تتضمن رائحة الفانيلا، كما ورد في موقع https:/‏/‏www.howlifeunfolds.com/‏ الذي أضاف أن الاستمتاع باستنشاق رائحة كتاب قديم يشبه إلى حد ما الاستمتاع باستنشاق رائحة العطر أو الزهور، وأن دراسات أظهرت أن الكتب يمكن أن تجعلنا أكثر سعادة، وتلهمنا السفر، وتشجعنا على اتخاذ قرارات تغير حياتنا. يقول الموقع كذلك -طبقًا لدراسات أخرى- إن مستوى الاستيعاب يكون أعلى مع الكتب الورقية، ولا سيما في الكتب غير الخيالية، كالكتب العلمية أو الأدبية أو ما شابهها.

أما موقع https:/‏/‏hechingerreport.org/‏ فإنه يقول إن الذاكرة المكانية للصفحات الورقية يمكن أن تساعد الطالب على تذكر المعلومات.

وفي دراسة أجريت على أطفال ما بين الثالثة والخامسة تبين أنه حتى في حال كان الوالدان هما من يقرأ للطفل فإن استيعاب الأطفال يكون للكتاب الرقمي أقل منه للورقي.

* أحياناً يعطيك كتاب من الدفء ما لا تعطيك إيّاه رفقة البشر، فأبطاله على الأقل لا يكذبون عليك، وعندما تغلق الكتاب لن يغتابوك.

الكاتبة أحلام مستغانمي

Continue Reading

ثقافة وفن

الشاعرة لينا الطيبي: احتفاء النقاد بأنوثتي وجمالي ظَلم نصّي

منذ أن تولّت الشاعرة لينا الطيبي أمر العناية بـ«نعناع الأهل» وهي مفتونةٌ بالعُشبة التي يقفز شذاها على الأسوار،

منذ أن تولّت الشاعرة لينا الطيبي أمر العناية بـ«نعناع الأهل» وهي مفتونةٌ بالعُشبة التي يقفز شذاها على الأسوار، ويعطّر أبواب الجيران، فالكلمة عند شاعرة مغامرة، اخضرار وعبق ونكهة ومذاق، وبها ومنها تولّد صمت أتمّت به ركعتها، تحلم بأجنحة كثيرة ليمكنها التحليق إلى فضاءات أرحب، وبين ما تمر به سورية اليوم، وما تتطلع إليه شاعرة معجونة روح أشعارها بعبق الأوطان، نجوب في وجدانية وتجارب أدبية مع ضيفة هذه المساحة.. فإلى نصّ الحوار:

‏• متى انقدحت شرارة الإبداع في وجدان لينا الطيبي؟

•• ‏تربيت في بيت جدي، كانت مكتبة العائلة تضم في ذلك الوقت كتبا مختلفة من حيث التوجه والتنوع، كان كتاب المتنبي يتكئ على كتاب نزار قباني، ومعهما كما أذكر ذلك الوقت كتاب لأنسي الحاج.

‏مكتبة جمعت القصيمي في «العالم ليس عقلاً» إلى جانب مصطفى محمود وعبدالرحمن البدوي، روايات ذات أطر استهلاكية وروايات إبداعية مترجمة..

‏وكانت جدتي التي لم تتجاوز في تعليمها الخامس من الابتدائية قارئة تلتهم كل الكتب. عمتي كانت تكتب الشعر وعمتي الأخرى أيضاً، كانتا تكتبان على نهج يشبه قباني، ثم عمي في غزلياته، وصراع بين القديم والحديث، بين التراث والحداثة..

‏أذكر أنني كنت أقلد عمتي منى في البدء، فقد تأثرت بها. ‏لكن قصيدتي الأولى كانت في الـ11 من عمري وكانت تحاول الوزن والإيقاع وكتبتها عن لبنان.

‏• ما مغذيات الكتابة التي منحتك الجسارة على النشر؟

•• ‏البيت أولاً، كان صداه عميقاً في تكويني. ‏قراءاتي المتنوعة والمتناقضة أحياناً، الانفتاح على التضاد لفهم وجهة نظره، وبالتالي عدم الركون للسائد أو الموجود، إيماني بأن الاختلاف ليس دائماً هو الأفضل، لكن إيمانك الحقيقي بالاختلاف قد يصنع الأفضل.

‏• من هو صاحب الفضل على تجربتك؟

•• ‏لا أستطيع أن أقول إن هناك صاحب فضل واحد، بل كوكبة من الشعراء: الماغوط بتمرده، أنسي الحاج بعرفانية كلمته، سعيد عقل بأناقة مفرداته. ‏ومن ثم بعد فترة جاء شعراء قصيدة النثر حينها مثل نوري الجراح، وأمجد ناصر، وصلاح فائق، وسركون بولص. ‏لكن كان العنصر النسائي حينها غائباً إلا من حيث تشكيل ثقافتي، إذ لم أجد تأثيرات حقيقية من الرائدات في ذلك الوقت كنازك الملائكة أو مي زيادة أو غادة السمان أو غيرهن، وربما كانت الشاعرة التي لفتتني حينها سنية صالح، التي غابت خلف وهج الماغوط. أما من نشر لي أول مرة وفي صحيفة رسمية فقد كان الشاعر شوقي أبي شقرا في صحيفة (النهار)، وشكلت هذه الخطوة أحد أهم الدوافع لي.. خصوصاً عندما طلب مني التوجه لقسم المحاسبة لأحصل على المقابل المادي. يومها عنى لي هذا المبلغ كثيراً، مع أنه كان مبلغاً صغيراً، ومع أن أهلي كانوا من ميسوري الحال، إلا أنني عندما أمسكت بـ(عرق) كتابتي كان لا يساويه أي شيء في هذا العالم.

‏• في بيئة كان فيها الماغوط وممدوح عدوان وعلي الجندي ونذير العظمة، ألم تتهيّبي الكتابة؟

•• ‏تربيت بين لبنان وسورية، بين بيت أهلي لجدي في لبنان وبيت أمي في دمشق.. لبنان كان أكثر انفتاحاً على التجارب الشعرية وفي الثقافة عموماً، هناك كان المثقفون العرب يجتمعون في شبه مؤتمرات ومهرجانات دائمة، لهذا ربما انتميت إلى المفهوم الأوسع.. ‏حتى صدور ديواني الأول (شمس في خزانة) ومع تواجدي شعرياً قبل نشر الديوان كنت أتهيّب من قول كلمة «أنا شاعرة»، ولكن بعد صدور الديوان وجدت ديواني يقف على رفوف المكتبة إلى جانب شعراء تهيبتهم، حينها اعترفت لنفسي بأنني أريد أن أتميّز ولا أريد أن أكون رقماً.

‏• بمن ارتبطت ذائقتك؟ أو تقاطعت معه؟

•• ‏محمد الماغوط وأنسي الحاج في الوقت نفسه الشعراء المتصوفة. أنسي الحاج ظل يشدني بأناقته، طبعا لا أتحدث عن شخصه، ولكن كان هناك تداخل بين الشخص والنص، وكان الحاج يحمل لغة رقراقة لكنها تترك أثراً، كما يحمل بعداً فلسفياً عميقاً. ‏فيما بعد تقاطعت حتى مع من نشروا بعدي أو اطلعت على تجاربهم متأخرة بسبب الجغرافيا.

‏• كيف تلقى القارئ والناقد نصوصك؟

•• ‏الاحتفاء، أحياناً بوصفي امرأة، وأحياناً بوصفي جميلة (في ذلك الوقت)، وهذا نقد ظلمني كثيراً، بل أثرّ في داخلي بشكل سلبي، كان هناك نوع من الاحتفاء بالأنثى لا بالشاعرة، كلمات مثل «أصابع حريرية تنقش حبر القصيدة». ولكن وسط هذا كان هناك من انتقدني من باب انتقاد قصيدة النثر، وهناك من احتفى بتجربتي بشكل محايد أو انتقدني بشكل محايد.

‏• ما هو الديوان الأول ومتى كان صدوره؟

•• ‏شمس في خزانة، 1988.

‏• هل حمّلك الإصدار الأول عبئاً، وكيف تجاوزتِه؟

‏•• عادة كل كاتب أو فنان لا يتجاوز مرحلة منجزة إلا بعد أن يشتبك بالنور، في لحظة إصدارك لكتاب أو عرض لوحاتك في معرض يقوم داخلك فوراً ببناء منطلق جديد، تماماً كما عندما تقوم ببناء عمارة. ‏بعد (شمس في خزانة) كنت أشعر بأنني أصبحت شاعرة لها حضورها، ولكن أيضاً كان ذلك الخوف من ألا أتجاوز نفسي.. فالاحتفاء بالمولود الأول عادة لا يشبهه الاحتفاء بالثاني.

‏• لماذا وصفك البعض بشاعرة متمردة؟

•• ‏لا أعرف، هل أنا متمردة!؟ ما أعرفه أنني تبنيت منذ طفولتي مبدأ هو أن ما أخاف من إعلانه على الملأ يجب ألا أقوم به سرّاً، هذا أيضاً بعيد عن أي تفسير ديني أو فلسفي، بمعنى أنني أيضاً لن أكتب قصيدة تكسر (تابو) متعارفأً عليه إن لم أستطع مناقشة هذا التابو في محيطي على الأقل. ‏يجب أن يصدر القرار من داخلي، وإن صدر أتحول لإعصار.

‏• بماذا تنتصر شاعريتك على الغربة مكانياً، وعلى الاغتراب وجدانياً؟

•• ‏ذات يوم وبينما كنت في مهرجان مديين العالمي للشعر في كولومبيا، أعطتني لجنة المهرجان قائمة تضم المناطق التي سألقي بها الشعر، قالت: تم التركيز على أمسيات لك في الأماكن البعيدة عن المدينة والنائية تقريباً، هناك يعيش عجائز تُركوا وحيدين، يعانون من الوحدة، وقد وجدنا في قصائدك المترجمة معنى جميلاً للوحدة، وكيف يصنع الإنسان من غرفة صغيرة عالماً كاملاً.. ‏الاغتراب المكاني ليس بالضرورة اغتراباً وجدانياً، لكن إحساس الوحدة في عالم يضج بالبشرية هو اغتراب.

‏• بأي عين ترين العالم؟

‏•• مظلم وجائر، قتلت فيه الوحشية الآدمية، وكي ننجو علينا أن نتمسك بدواخلنا.

‏جملة لـ(نيتشه) ارتبطت بذاكرتي كثيراً مع بداية الثورة السورية «احذر عندما تقاتل الوحوش أن تصبح واحداً منهم، وتذكر دائماً عندما تحدق في الهاوية فإن الهاوية تحدق بك».

‏• كيف تقرأين المسافة بين أطياف أيلول وأحداث ديسمبر؟

•• ‏تحتاج إلى ترميم كبير.. إلى رأب التصدعات في دواخلنا جميعاً. ‏إذا تحدثت عني بشكل شخصي، فقد خسرت كثيراً، خسرت روحي تلك المرأة التي تخشى على صوت السنونو من الشتاء، صار الدم ممتزجاً بالتراب مشهداً عادياً، جروح الروح غائرة ومخيفة. عندما أنظر حولي الآن، وانظر إلى المشهد العام، نعم أزحنا الديكتاتور وانتصرنا، لكن شعبنا بحاجة لترميم وإعادة بناء، فأرواحنا مجروحة، وآثار الديكتاتور الصغير في كل منا موجودة إلى حد كبير (بالطبع لا أعمم) ولكن أعرف أن علينا عقلنة انفعالاتنا لأجل مستقبل سورية، نحتاج إلى مد الجسور نحو الآخر وتفهم مواقفه، وهو ما يبدو يحتاج إلى عمل كبير بين مثقفي الشعب السوري.

‏علينا كسوريين أن نتحد متنازلين عن اختلافاتنا سواء الفكرية أو العقائدية وهذا يحتاج إلى زمن ومنظومة تضرب في الأعماق.

‏• ما النص الذي تتمنين كتابته؟

•• ‏رواية، عملتُ عليها طويلاً، وكنت دائماً أهملها بسبب تقلبات نفسية أغلبها مرتبط بسورية، بالإضافة إلى هوائيتي. أتمنى أن أنهي روايتي التي تعتبر شبه منتهية وفي طور القراءة والمراجعة المتأنية.

‏• ماذا يعني أن ترتبط شاعرة بفنان؟

•• ‏أنا ارتبطت بمثقف قبل أن يكون فناناً، والثقافة هي عنوان حياتنا. ‏وتجمعني بنصير شمة الأحلام بأوطان تشرق شمسها، جمعتنا أيضاً المبادئ. ‏جمعنا الألم والفرح، الغبطة والحزن، وهذه مفردات أكبر من فنان وأكبر من شاعرة.

‏• هل أنت مطمئنة على سورية، وممَ تخشين عليها؟

•• ‏الآن كما نقول: «سورية على كف عفريت»، لكن لدي أمل بمثقفيها، وقد اعتدنا خلال 14 سنة أن نتعرض لهجوم شرس. لنقل إنه حسب تعبير غوستاف لوبون في (سيكولوجية الجماهير)، «ان الجماهير لا تُعقل». أرى أن على المثقف السوري الآن أن يقف لأجل سورية أولاً بعيداً عن أية أيديولوجيات، تحتاج سورية الشعب إلى الوعي الذي نجح النظام السابق بطمس معالمه عند مجموعات لا يُستهان بها.

فالمرحلة شاقة ولم تتبين سماتها تماماً، من الصحيح ألّا نركن إلى الطمأنينة تماماً، ولا نركن إلى الخوف أيضاً. ‏أخشى على سورية منا -نحن السوريين- إذا لم نقترب من بعضنا، إذا اقتربنا وتفاهمنا فالمستقبل سنبنيه معاً. كما أخشى من التطرف الذي أوجده النظام السابق.

‏• إلى أين توجهت الشمس من خزانتك؟

•• ‏ربما ما زالت في انتظاري كي افتح الخزانة.. وقد جاء الوقت.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .