نبتَتْ غابةٌ في خيالِ القصائدِ
يا سيلڤيا
دوَّختني متاهةُ أسرارِها
بنبيذِ السماءِ المقطَّرِ من مطرٍ
قاحلٍ خلف عينيكِ
سيدةَ الكلماتِ/ القصائدِ
بنتَ الصباحاتِ
أمّ المساءاتِ
يا سيلڤيا.
أخرجُ الآن من عتمةِ الروحِ
أمحو ضبابَ القصائدِ
والذكرياتِ الجريحةَ
أطعنُ بالفأسِ أغصانَ أشجارِها العالية.
فأراها تطير بعيداً إليكِ
ربيعاً تصير السماءُ هناكَ
ويخضرُّ وجهُ المدى
حين تشرق بالحب عيناكِ
تهمي سماءُ القصائد أسرارَها
والأغاني التي خانها البوحُ
واختنقَت في صباحِ الفجيعةِ
يا سيلڤيا.
مرةً إثرَ أخرى يخاتلكِ الموتُ
تنمو فخاخُ القصائدِ فيكِ
وتمتدُّ
تدنو إليكِ وتبعدُ
والموتُ منهمكٌ في تأمُّلِ طيفكِ
يشرُدُ في بسمةٍ سخِرَت من جراحِ خطاكِ
يفكرُ يا سيلڤيا
كيف تذبلُ روحُ الورودِ على مهلٍ
في صقيعِ احتضارِكِ
سيدةَ الوقتِ
والمِيتةِ المشتهاةِ
تخيّرتِ شكلَ الرحيلِ الأخيرِ
مجازاً يعيدُ ابتكارَ الحقيقةِ فيكِ
فكل القصائد بعدكِ لائقةٌ بالغرق.
إلى الشاعرة الأمريكية سيلڤيا بلاث ١٩٣٢ – ١٩٦٣م.