Connect with us

ثقافة وفن

سماتُ نقدِ ما بعدَ الحدَاثة

‏ ثمَّة سماتٌ عامَّة يمكنُ اكتشافُها من نقدِ ما بعدَ الحدَاثة، فغالبيةُ ما يقدَّم من نقدٍ ينتمِي إليها، وهو يتمثَّل

‏ ثمَّة سماتٌ عامَّة يمكنُ اكتشافُها من نقدِ ما بعدَ الحدَاثة، فغالبيةُ ما يقدَّم من نقدٍ ينتمِي إليها، وهو يتمثَّل في: الفردانيَّة الذاتيَّة، التجاوُز، الانفتَاح، غياب التخصُّصِيَّة، اتِّساع مساحَة الهامِش، إلغاء المركزيَّة، التَّخلِّي عن الجمَالي، الاكتفاء بالدِّلالي، التَّشظِّي، غياب القيُود.

استمرَّ النَّقد في اعتمادِه على القواعِد العامَّة والمعاييرِ المؤسِّسة للفنِّ والأدَب؛ لتكونَ الإطارَ العامَّ المرجِعي، الذي تعودُ إليه كلُّ ممارسةٍ نقديَّة، لكن مع الدُّخول في عصَر القارئ، وتعدُّد القراءاتِ وانفتاحِها، باتِ بإمكَان من يشاءُ تقديمَ قراءةٍ نصيَّة، وفقَ معاييرَ خاصَّة، تضعُها الذَّات، وتنفردُ بها.

المعاييرُ الذاتيَّة تعني إلغاءَ المعاييرَ العامَّة، والتخلُّص منها، ومن هُنا تأتي أهميَّة التَّلاقي والحِوار مع الآدَاب والثَّقافات المختلِفة، حيثُ انفتاحُ النَّقد على أشكَال مختلِفة، ورؤىً متعدِّدة؛ قادَ إلى تعدِيل المدوَّنة النقديَّة، حذفاً، وإضافَة، واستبدالاً.

تعديلُ المدوَّنة من قِبَل قارئٍ غيرِ متخصِّص، رفعَ احتماليَّة حدُوث أخطَاء، خصوصاً حينَ تمَّ استيرادُ المعاييرَ من ثقافَات، يتباينُ أدبُها مع أدبِه؛ حيثُ المعاييرُ التي تناسبُها، لا تتناسبُ مع ثقافتِه وأدبِه؛ ما أدَّى إلى فوضويَّة وتشتُّت القراءّات النقديَّة.

‏تعدُّد القرَّاء، والانفتاحُ على ثقافاتِ الآخرِين، وتجاوزُ المعاييرِ العامَّة؛ أبرزَ الحاجةَ إلى إلقاءِ الضَّوء على المناطقِ المعتِمة في النَّص، من أجلِ الوصُول إلى فهمٍ كافٍ للتَّجربة الكتابيَّة، التي ظلَّت مهمَّشة وغائِبة عن العمليَّة النقديَّة وإجراءَاتها، وبهذَا اتَّسع أُفق النَّص، مع اتِّساع أُفق التَّلقي.

‏باتَ القارئُ محورَ العمليَّة النقديَّة، إذ يستطيعُ تقديمَ القراءةِ التي يشَاء، للنَّص الذي يشَاء، وفقَ معاييرَ خاصَّة وضعَها بنفسِه، أو قامَ بتعدِيلها وتحوِيرها؛ لتُناسب الهدَف الذي رغِب الوصُول إليه، وهُنا تمَّ إلغاءُ مركزيَّة النَّص، ومركزيَّة الكَاتب، وتثبِيت مقُولة «موت المؤلِّف»، التي هدفَت إلى تحريرِ القارِئ من أيِّ سُلطة سابِقة.

الجماليُّ يمنحُ الأدبَ أدبيَّته، حيثُ الأفكارُ يمكنُ التَّعبير عنها بأكثرَ من طريقَة، والقارئُ غيرُ المتخصِّص سيُعجبه النَّص الذي يُثير دهشَته وفضُوله؛ لاستخدامِه أساليبَ وصِيغ مُبتكرة، حتى إنْ تعارضَت مع القواعِد المعياريَّة الموضُوعة، فكَما للكَاتب الحقُّ في تعدِيل المعَايير، كَذلك القارئُ متاحٌ له اختراعَ معاييرَ خاصَّة، يقرأُ بواسطتِها النُّصوص.

لا يمكنُ فصلُ الجمَالي عن الدِّلالي في النَّص، حيثُ الاهتمامُ بهما جزءٌ من الاشتِغال النَّقدي، إنما لكُون القارِئ غيرَ متخصِّص؛ لن يستطيعَ اكتشافَ مواطِن الجمَال وأسبَاب الرَّوعة، وإنْ تفاعلَ معه، وأُعجب به، إذ سيتَّجه غالباً إلى البحثِ عن الدِّلالة والمعنَى، وكيفَ طرَح فِكرته، وماذا ناقَش فيها، وهو ما سيُخرجه من الأدَب إلى «عِلم الخِطاب»؛ الذي يُناقِش الدِّلالات، لا الجماليَّات.

التركيزُ على الدِّلالي؛ دفعَ العمليَّة القرائيَّة إلى استِثمار طاقاتِها، في اكتِشاف الخِطاب، ومعرِفة الهدَف من ورائِه، الأمر الذي أدَّى بالقرَّاء إلى تقدِيم قراءاتٍ متنوِّعة، ومختلِفة، طرحَت موضُوعات مُتباينة، بحسَب فهَم وإدرَاك كلِّ واحدٍ منهم، إذ باتَ لكلِّ قراءةٍ أهميَّة، وقبُول، وتمَّ الاعترافُ بصحَّتها؛ ما شكَّل فُسَيفِسَاء من القراءَات، استمرَّت بالتَّوسُّع والنُّمو، مع ما بينَها من اختِلاف، وعدَم تجانُس.

اختلافُ القراءاتِ، وعدَم تجانسِها؛ يعودُ إلى الحرِّيَّة المطلَقة الممنُوحة للقَارئ، الذي انفكَّ عن القيُود، وتخلَّى عن المعَايير؛ من أجلِ الظَّفر بدِلالة جدِيدة، ومعنًى مُبتكر، مُتَّبِعاً في ذلك أُسلوب الكَاتب، حينَ تخلَّى عن القيُود المعياريَّة، وأرادَ هدمَها، وتحطِيمها؛ بهدفِ إثارةِ الانتبَاه، وجذبِ القرَّاء، فغيابُ القيُود أثناءَ الكتابَة؛ أدَّى لغيابِ القيُود أثناءَ القراءَة.

‏عشرُ سماتٍ تظهرُ بوفرةٍ ضمنَ أيِّ مشهدٍ ثقَافي يحتوِي قراءَة نقديَّة، إذ تتوزَّع بنسَب مُتفاوِتة، بعضُها يُعلي من شأنِ العتَبات والهوامِش، بينما غيرُها يكتفِي بتقدِيم قراءَة انطباعيَّة متحرِّرة من القيُود والهوامِش، مع إهمالٍ تامٍّ أو جزئِي للقواعد والقوانين.

Continue Reading

ثقافة وفن

بعد الحكم بسجنه وتغريمه.. إعادة النظر في قضية نيشان وياسمين عز

قررت محكمة مستأنف القاهرة الاقتصادية، النظر مجدداً في قضية الإعلامي اللبناني نيشان في نهاية الشهر الجاري، بعدما

قررت محكمة مستأنف القاهرة الاقتصادية، النظر مجدداً في قضية الإعلامي اللبناني نيشان في نهاية الشهر الجاري، بعدما تقدم محاميه بالاستئناف على حكم حبسه شهراً وتغريمه بكفالة 5 آلاف جنيه، وغرامة 50 ألف جنيه، بتهمة سب وقذف الإعلامية ياسمين عز.

ومن المتوقع أن يُواجه نيشان ثلاثة احتمالات قضائية مختلفة، هي: تأييد الحكم الصادر من المحكمة بالحبس شهرًا، أو تخفيف الحكم، أو إلغاء الحكم الصادر والقضاء ببراءته.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

استحواذ على الأرباح واحتيال فني.. «انتي باغية واحد» أمام القضاء المغربي

لا تزال الأغنية المغربية الشهيرة «انتي باغية واحد»، التي عرضت عام 2014 بصوت الفنان سعد لمجرد، محط نزاع قضائي حاد

لا تزال الأغنية المغربية الشهيرة «انتي باغية واحد»، التي عرضت عام 2014 بصوت الفنان سعد لمجرد، محط نزاع قضائي حاد بين صُنّاعها الأصليين.

واتهم كل من الملحن محمد الرفاعي وكاتب الكلمات سمير المجاري، الموزّع الموسيقي المعروف بـ«ديجي فان»، بالاستحواذ غير المشروع على الأرباح الضخمة التي حققتها الأغنية خلال العقد الأخير.

وتؤكد تقارير مالية مرفقة بملف القضية، تم إنجازها بأمر من محكمة الاستئناف بمراكش، أنّ ديجي فان استأثر بمفرده بعائدات الأغنية، والتي تُقدّر بملايين الدراهم، دون أن يَمنح المؤلف والملحن أي حصة من الأرباح، رغم مشاركتهما الإبداعية المباشرة في إنتاج العمل الذي كان بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية لسعد لمجرد عربياً.

وأوضح الملحن محمد الرفاعي بأن ما حصل يُعد «عملية احتيال فنية»، مؤكداً أن القضية وصلت مراحلها النهائية داخل أروقة المحكمة، وأن تقرير الخبرة قدّم تفاصيل دقيقة عززت موقفهما القانوني أمام القضاء.

وأضاف: لا أنتظر أي مبادرة لحل ودي، وكلمة الفصل تعود للسلطة القضائية وحدها، مشيراً إلى أن ما وقع يمثّل انتهاكاً صريحاً لحقوق الإبداع، ويستوجب إنصاف المتضررين وتعويضهم عما لحقهم من ضرر معنوي ومادي طوال سنوات. وبحسب إفادات الأطراف المتضررة، فقد تم اكتشاف نسخ غير أصلية من الأغنية بيعت من طرف «ديجي فان» إلى جهات عدة دون امتلاكه الحق القانوني في ذلك، مع اتهامات مباشرة بتزوير توقيعات كل من المؤلف والملحن والفنان سعد لمجرد، ما يُعد انتهاكاً خطيراً لقانون حقوق الملكية. الخلاف تفجّر بدايةً عام 2021، حين تعاقد «ديجي فان» بشكل منفرد مع شركة «يونيفرسال ميوزيك»، دون إشراك المجاري والرفاعي، ما اعتُبر حينها «خرقاً قانونياً بيّناً»، دفع الطرفين إلى اللجوء للقضاء المغربي، مؤكدين أن ما جرى لا يمكن السكوت عنه، خصوصاً في ظل الغموض الذي أحاط بعائدات الأغنية لسنوات.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

يواجه تهماً تسجنه 40 عاماً.. طبيب يقر بتزويد بطل «فريندز» بالكيتامين

أقر الطبيب سلفادور بلاسينسيا بمسؤوليته عن تزويد الممثل الأمريكي الراحل ماثيو بيري أحد أبطال مسلسل «فريندز» بمادة

أقر الطبيب سلفادور بلاسينسيا بمسؤوليته عن تزويد الممثل الأمريكي الراحل ماثيو بيري أحد أبطال مسلسل «فريندز» بمادة الكيتامين المخدرة.

ووفقاً لصحيفة ميرور البريطانية يواجه الطبيب بلاسينسيا حُكمًا بالسجن قد يصل إلى 40 عامًا؛ بسبب توزيعه غير القانوني للدواء المهدئ وتزوير مستندات متعلقة بالقضية.

وتوفي بيري عن عمر يناهز 54 عامًا في أكتوبر 2023، إذ عُثر عليه داخل حوض استحمام بمنزله في لوس أنجلوس، وأكدت التحقيقات أن السبب كان نتيجة تأثير قوي لمادة الكيتامين أدّى إلى فقدانه الوعي وغرقه.

بلاسينسيا يُعد واحدًا من بين خمسة متهمين في القضية، جميعهم واجهوا تهمًا تتعلق بإمداد بيري بالكيتامين رغم علمهم بتاريخه الطويل مع الإدمان. وقد اعترف آخرون بدورهم، من بينهم الطبيب مارك تشافيز، والمساعد الشخصي للراحل كينيث إيواماسا، إضافة إلى إريك فليمنغ، الذي وُصف بأنه تاجر مخدرات.

وفي المقابل، أنكرت جاسفين سانغا، الملقبة إعلاميًا بـ«ملكة الكيتامين» في هوليوود، التهم المنسوبة إليها، في وقت لا تزال التحقيقات مستمرة في تفاصيل علاقتها بالقضية.

وكان ماثيو بيري قد تحدث مرارًا عن معاناته مع الإدمان، مشيرًا إلى أن تلك الصراعات بدأت منذ أيام عمله في مسلسل «فريندز» الشهير، إذ ظل لسنوات تحت تأثير أدوية وعقاقير أدّت إلى تدهور حالته الصحية والنفسية.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .