الثقافة و الفن
رقصٌ يؤجّل الشتاء
في كل مرة يجذبها إليه، تلصق خاصرتها به، يطوقها بذراعه، يموج صدرها وعودها اللينين؛ فترق في الأمسيات النسائم، ويدب

في كل مرة يجذبها إليه، تلصق خاصرتها به، يطوقها بذراعه، يموج صدرها وعودها اللينين؛ فترق في الأمسيات النسائم، ويدب في الروح الشباب، وينسى الجسد ما أسلمه للدهر طوعاً أو كراهية، ويخنس الوقت كشيطان ضئيل قبيح الملامح إلى الزاوية.
أي عمرٍ يتحدثون عنه؟ إنه يملك ما هو أهم؛ لحظةً منسوجة بالرضا، ومتسعاً تتنزل فيه الرغائب، وعطيةً لم تخطر له على قلب.
ساعتها يكف الكون عن الدوران، وتنام المرضعات قبل أطفالهن، وتنطفئ المواقد في القرى، ويُسكت الوادي هدير مائه وثرثرة ساكنيه.
يجذبها إليه مشتهاة ككل ما تمنى، ويرخي لها معصمه حرةً ككل ما خلق الله. إن شدَّ غالبته وإن فتر فارقته، وبينهما حبال من حرارة الطلب والعطاء مخافة أن تهب بينهما تلك الريح التي تذهب فيها السنابل فتية، وتشيخ بها الدوالي في عرائشها، وتطير معها الهوام إلى الجرار المكشوفة.
فتسر إليه: ألم تحن منا دورة كما يفعل الراقصون؟
فيحل عليه الوقت غولاً سمج الطباع يحيل اللحظة زمناً يجري، والمتسع مكاناً لكل أحد، والعطية مشاعاً لكل ناظر.
وقبل أن يطلقها بعيداً مدَّ ذراعيهما؛ كافأته بنظرة نصف مغمضة وابتسامة محصورة بين هلالين كأجمل ما ينصص من قصيدة حب خالدة.
ترخي رأسها وتطلق شعرها كلما جاء دورها لتلتف قادمة إليه من حافة ساحة الرقص. شعر داكن كحقله ولامع كسماء ليله وعفوي كضحكة أمه.
تدور قادمة، يلفها ذراعه الأيمن قبل أن تستقر في فلكه متحسساً عنقها بنفس حار وصامت. رغم ازدحام الساحة إلا أن أحداً لم يشعر لوهلة أنه محاط إلا بالإيقاع والفرح.
كانا يطيران في المكان ويضربان الهواء بأجنحة من أيدٍ ورعشة من جذع. وعندما يفلتان من بعضهما كأنما هبطا للتو إلى الأرض.
يطلب يسراها عالياً ويقوس ذراعه الأيمن في دعوة متواضعة للقرب يخالجها هز كتفين ضاحكين وصدر متسع.
لكنها لم تعد إليه هذه المرة.
ساعتها فقط حانت منه التفاتة للراقصين والساحة. لم يكونوا كلهم زراع ذرة وقمح يتشبثون بأستار الخريف. فهؤلاء أهل خضرة يراقصون الربيع كلما غفا، وأولاء زراع فاكهة ولوز يرقصون لتمتد أواخر الصيف، أما الشاحبون في مكاتبهم فقد اعتادوا الشتاء وتيبست خواصرهم.
دس فرحه في جرابه وحمل معوله على كتفه وغادر الساحة راجلاً.
غدا يرقص ثانية إن ظل في الخريف متسع.
الثقافة و الفن
عبدالعزيز جاسم: إرث فني خالد في ذكرى رحيله السابعة
عبدالعزيز جاسم: رمز الدراما الخليجية الذي حوّل التمثيل إلى حوار مفتوح مع الواقع، تاركاً إرثاً فنياً خالداً في ذكرى رحيله السابعة.

عبدالعزيز جاسم: الفنان الذي جعل من التمثيل حواراً مفتوحاً
في ذكرى رحيله السابعة، يعود اسم الفنان القطري عبدالعزيز جاسم ليضيء سماء الدراما الخليجية كواحد من أولئك الذين صنعوا من التمثيل فناً يتشابك مع الواقع دون أن يفقد بريقه الجمالي.
كان جاسم أكثر من مجرد نجم؛ كان فناناً واعياً يمارس الفن كحوار بين النص والإنسان، وبين الدراما كصناعة والفن كإدراك للحياة.
التمثيل كتفسير للواقع
ما يميز تجربة عبدالعزيز جاسم هو أنها لم تكن مبنية على التكلّف أو البحث عن البطولة الزائفة.
بل كانت تعتمد على فهم عميق للشخصية داخل المشهد. كان يقرأ النصوص بوعي نفسي واجتماعي، فيفكّك الموقف من الداخل قبل أن يمنحه شكلاً خارجياً.
أداؤه لم يكن تقليداً للواقع، بل تفسير له. عندما يضحك، كان يمنح الضحكة سياقها الاجتماعي، وعندما يحزن، يترك في الحزن بُعداً تأملياً يتجاوز الحدث الدرامي.
التوازن بين الكوميديا والتراجيديا
لم يكن التناقض بين الكوميديا والتراجيديا لدى جاسم انفصالاً بين حالتين، بل تكاملاً بين مستويين في رؤية واحدة؛ الإنسان كما هو بكل ما فيه من بساطة وتعقيد.
وفي سياق إقليمي تتقاطع به التجارب الخليجية، لمع جاسم في لحظة احتدام فنيّ حقيقي. في الثمانينات والتسعينات، كانت الدراما الكويتية تتصدر المشهد بإنتاجها المتكامل ومدارسها الفنية الراسخة، بينما كانت الدراما السعودية تنمو بوعي واقعي جديد يحاكي المجتمع من الداخل.
صوت متفرّد ونبرة مثقفة
وسط هذا الحضور القوي، استطاع جاسم أن يخلق لنفسه موقعاً واضحاً لا كمنافس بل كصوتٍ متفرّد في نبرته ومثقف في اختياره وملتزم بأدواته.
وقد أوجد توازناً نادراً بين الحضور المحلي في قطر والمشاركة الواسعة في الأعمال الخليجية. كان جسراً فنياً بين التجارب الخليجية دون أن يتنازل عن هويته الفنية القطرية التي حملت ملامح النضج والتجريب.
الموقف الدرامي ككائن حيّ
امتلك جاسم قدرة دقيقة على التعامل مع الموقف الدرامي ككائن حيّ. كان يدرك أن كل لحظة على الشاشة تتطلب اقتصاداً في الحركة وتكثيفاً في التعبير. لهذا السبب كان حضوره دائماً مؤثراً ومعبراً بشكل لا يُنسى.
عبدالعزيز جاسم لم يكن مجرد فنان عابر؛ بل علامة فارقة تركت بصمة دائمة على مسار الدراما الخليجية وجعلت منها خطابًا فنياً حقيقياً يتفاعل مع الحياة بكل تفاصيلها وتعقيداتها. رحل جسده لكن روحه الفنية تبقى خالدة تلهم الأجيال القادمة لتقديم الأفضل والأعمق دائماً.
الثقافة و الفن
إحياء الذكرى الخامسة لرحيل محمود ياسين: تفاصيل وأحداث
إحياء الذكرى الخامسة لرحيل محمود ياسين يفيض بالحنين والشوق، حيث تجتمع أسرته لتستذكر إرثه الفني والإنساني، وكلمات شهيرة تلامس القلوب.

الذكرى الخامسة لرحيل محمود ياسين: حنين لا ينتهي
في يوم 14 أكتوبر، اجتمعت أسرة الفنان المصري الراحل محمود ياسين لإحياء الذكرى الخامسة لرحيله، وكأن الزمن لم يمضِ منذ غيابه. هذا اليوم كان مليئًا بالمشاعر والذكريات التي تفيض بالحنين والشوق.
شهيرة: كلمات من القلب
الفنانة المعتزلة شهيرة، زوجة محمود ياسين، لم تستطع أن تخفي مشاعرها الجياشة تجاه شريك حياتها الراحل. عبر حسابها على “فيسبوك”، كتبت رسالة مؤثرة تعبر فيها عن مدى اشتياقها واحتياجها له. قالت شهيرة: “تمر خمس سنوات اليوم على رحيلك، لا توجد كلمات تليق بشوقي واشتياقي واحتياجنا أنا وأولادي لوجودك”.
وأضافت بكلمات ملؤها الحب والدعاء: “أدعو الله أن يغفر لك ويرحمك ويشملك برعايته وحنانه، لتنال الفردوس الأعلى”. يبدو أن هذه الكلمات ليست مجرد تعبير عن الحزن بل هي أيضًا دعوة للسلام والراحة الأبدية لمن أحبته بصدق.
رانيا محمود ياسين: انتظار لا ينتهي
رانيا محمود ياسين، الابنة المحبة للفنان الكبير، شاركت أيضًا مشاعرها مع العالم. كتبت رانيا قائلة: “الأيام تمضي والسنين تمر وما زلت أنتظرك يا حبيبي”. هذه الكلمات البسيطة تحمل في طياتها الكثير من الألم والشوق الذي لا يمكن وصفه.
“خمس سنوات مرت عجيبة”، هكذا وصفت رانيا مرور الوقت منذ رحيل والدها. وأضافت: “ولكن القلب لا يزال عاجزا عن استيعاب مرور الوقت، فالأحبة في القلب لا يمكن أن يُمحى أثرهم”. ربما هذه العبارة تلخص شعور كل من فقد شخصًا عزيزًا عليه؛ فالأثر يبقى محفورًا في القلوب مهما مر الزمن.
الذكريات تبقى حية
محمود ياسين لم يكن مجرد فنان عظيم بل كان إنسانًا ترك بصمة واضحة في حياة كل من عرفه أو تابع أعماله الفنية. ذكراه ستظل حية في قلوب محبيه وعائلته الذين يجدون فيه الإلهام والقوة للاستمرار رغم الفقدان.
وفي النهاية، يمكن القول إن الذكرى ليست فقط لاستعادة الماضي بل هي أيضًا فرصة للتعبير عن الحب الذي لا يموت أبدًا. كما يقولون في الثقافة الشعبية: “الحب الحقيقي يبقى حتى بعد الرحيل”، وهذا ما تجسده أسرة محمود ياسين بكل صدق وإخلاص.
الثقافة و الفن
تامر حسني لم يختار صور الفنانين الراحلين بمصر
جدل حول كليب تامر حسني وأبناء الفنانين الراحلين، والنقابة توضح: تحية رمزية للفن المصري. اكتشف التفاصيل في مقالنا المثير.

النقابة ترد على الجدل: تحية رمزية للفن المصري
في مشهد أشبه بمسلسل درامي، أثار كليب أغنية من كان يا مكان جدلاً واسعاً بين أبناء الفنانين الراحلين. ولكن، وكما يحدث في كل قصة جيدة، جاء الرد سريعاً من نقابة المهن التمثيلية لتوضيح الأمور.
الأغنية التي عُرضت خلال افتتاح الدورة الثامنة من مهرجان النقابة المسرحي كانت بمثابة تحية رمزية للفن المصري ورواده. لكن، كما هو الحال في أي عمل فني، لم يكن الهدف منها توثيقياً شاملاً لكل الرموز الفنية. بل تولت الجهة الإنتاجية وكاتب الأغنية مسؤولية المحتوى الفني والتنفيذي.
تامر حسني: دعم بلا مقابل
ومن المفاجآت السارة في هذه القصة أن الفنان تامر حسني قدّم الأغنية دون أي مقابل مادي. نعم، لقد قرأتم ذلك بشكل صحيح! تامر لم يتدخل في اختيار الصور أو الأسماء التي ظهرت بالكليب، بل كان دعمه نابعاً من حبه للفن والمسرح المصري.
وهنا تأتي النقطة الطريفة: تخيلوا لو كان تامر هو من اختار الصور بنفسه؟ ربما كنا سنرى صوراً لنجوم هوليوود بجانب نجومنا المصريين!
نسخة جديدة قريبًا: فرصة ثانية للتألق
لكن لا تقلقوا إذا لم تظهر صورة والدكم أو والدتكم في الكليب الأول. فقد أعلنت النقابة عن إطلاق نسخة جديدة من الأغنية قريبًا. هذه النسخة ستُسلَّم إلى التلفزيون المصري وستتضمن مشاهد إضافية تُبرز مزيدًا من رموز الفن الراحلين تقديرًا لعطائهم وإرثهم الفني.
لذا، استعدوا لرؤية المزيد من الوجوه المحبوبة التي صنعت تاريخ الفن المصري تتألق مجدداً على الشاشة!
رسالة وفاء واعتراف
اختتمت النقابة بيانها بتأكيد أنها تمثل بيتاً لكل الفنانين وأبنائهم. رسالتها الفنية والإنسانية قائمة على الاعتراف والوفاء لكل من خدم الفن المصري العظيم، دون تفرقة أو نسيان.
“الفنانون لا يموتون”. ربما تكون هذه العبارة هي الأنسب لوصف موقف النقابة؛ فهم يعيشون في قلوب محبيهم وفي كل عمل فني تركوه وراءهم.
“من كان يا مكان”، ليست مجرد أغنية؛ إنها رحلة عبر الزمن تستحضر ذكريات جميلة وتعيد إحياء إرث عظيم يستحق الاحتفاء به مراراً وتكراراً.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية