غيّب الموت، صباح اليوم، الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين (عن 80 عاماً) إثر انتكاسة صحية لازم خلالها المستشفى، ونعته ابنته الشاعرة رباب شمس الدِّين. وقالت: بمزيد من الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره ننعى إليكم وفاة شاعر وأديب لبنان وجبل عامل فقيدنا الدكتور محمد علي علي شمس الدين (أبو علي). ويوارى الفقيد الكبير في الثرى، عند الرابعة من عصر اليوم الأحد.
فيما قال الشاعر شوقي بزيع: «يمضي وعيناه على (الريحان) مطبقتان / تتصلان بالشجر العظيم لغابة الأسلاف / نهرا حنطةٍ كفاه/ والزيتون يتبعه وزهر البرتقال». سقط محمد علي شمس الدين. لا كما تسقط الأوراق عن فروع صيفها الآفل، أو كما تسقط فكرة نافلة من عتمة الذاكرة، بل كما تسقط المدن والنيازك وأبطال الملاحم القديمة.
ومع أن جسده قد بدأ بخذلانه منذ زمن طويل، إلا أنه بكبريائه المعهودة، لم يسمح للموت بأن يقوده ساعة يشاء إلى حتفه النهائي، بل أمسك هو نفسه بزمام المبادرة. وفي الموعد القياميّ المضروب لسقوط الأبراج، إذ كان قمر الجنوب في ذروة اكتماله، قرر محمد علي أن يعقد مع الموت صفقة بالتراضي، تنازل من خلالها لهذا الأخير عن جسده الترابي، فيما الشعلة التي رفعتها قصائده فوق أعلى القمم، ستظل أبد الدهر، عصية على الانطفاء.
نال الراحل جائزة العويس في دورتها الـثانية عشرة: 2010 – 2011 وله مجموعات شعرية ونثرية منها: قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا، غيم لأحلام الملك المخلوع، أناديك يا ملكي وحبيبي، الشوكة البنفسجية، طيور إلى الشمس المرّة، أما آن للرقص أن ينتهي، أميرال الطيور، يحرث في آبار، منازل النرد، ممالك عالية، رياح حجرية، كتاب الطواف، حلقات العزلة، اليأس من الوردة، غرباء في مكانهم الغيوم التي في الضواحي، شيرازيات، الأعمال الكاملة (جزءان) النازلون على الريح، الإصلاح الهادئ (بحث تاريخي) غنوا غنوا (قصص للأطفال) قصة ملونة (قصص للأطفال)