حب
المرأة الستينية الجميلة، المرأة التي تعلق صورة شريك حياتها على الحائط، وتمسح الغبار عن زجاج الصورة وتقبلها وتغني لها كل ليلة، أصرت أن تدفن زوجها في تابوت من خشب البلوط القاسي، عندما حاولوا منعها لأسباب عديدة أصرت على موقفها هذا، وعندما سألوها عن السبب أجابتهم:
عندما نعود غداً إلى يافا، لن أتركه هنا في مقبرة المخيم، سيعود معي إلى رائحة البرتقال.
ذئب
الذئب الذي ترك الغابة خلفه، رسم غرفة من القصب وسعف النخيل على شاطئ البحر، غرفة دون أبواب وبنوافذ تطل على الجهات، الذئب الذي تعلم الغناء وصيد السمك وزراعة النبيذ، الذئب الذي صادق الموج والريح والليل والقمر وقع في الحب من حيث يدري ولا يدري، صار كزهرة تبّاع الشمس يدير رأسه حيث مشت، يتبع آثار خطواتها على الرمل ليمحوها من باب الغيرة، يحمل إليها كل مساء ما جمعه من سمك وصدف ونبيذ، كان يطيل الغناء تحت نافذتها حتى تنام، الذئب الذي تبعَ قلبه، كان يظن أن للملكة قلباً.
فم
لي فم واسع وعنيد ولا يمتثل لأوامري، مما سبب لي الكثير من المشاكل، مشاكل عندما لم يعجبه كلام الوزير وقال له: كذاب، مشاكل مع صاحب الحانة عندما قال له: غشاش، مشاكل مع أحد الأصدقاء عندما طلب منه أن يشهد زوراً أمام زوجته فقال لها: إنه خائن، مشاكل مع قائد الحزب عندما قال له: لقد (تكرشت) كثيراً يا رفيق، مشاكل مع إحدى الصديقات عندما سألته إن كانت تبدو جميلة في ثوبها الجديد فقال لها: كنت أظن أنه ثوب ابنتك الصغيرة، فدلقت عليه كوب قهوتها ومضت غاضبة.
لي فم واسع وعنيد ومشاكس، صرت أتركه في البيت خلفي كلما مضيت إلى المقهى!