Connect with us

ثقافة وفن

حكاية الشتاء.. الفصل الأخير من رحلة العمر

«تظن أنك في مأمن من هذه الأحداث، وأنها لن تنالك، وأنك الشخص الوحيد في هذا العالم الذي هو بمنأى عنها. لكن لا بد أن

«تظن أنك في مأمن من هذه الأحداث، وأنها لن تنالك، وأنك الشخص الوحيد في هذا العالم الذي هو بمنأى عنها. لكن لا بد أن يحين وقت خيبة الظن، فتراها تصيبك كالآخرين تماماً».

هكذا يستهل بول أوستر روايته السيرية (حكاية الشتاء) والتي يعني بها تلك المرحلة الأخيرة من العمر والتي يصبح فيها المرء قادراً على رؤية الأمور بوضوح نقية بيضاء كبياض الشتاء وثلوجه، هناك في نيوجرسي الأمريكية حيث يعيش الكاتب تلك المرحلة من عمره.

شدني أن يستخدم الكاتب الشتاء بدلاً من الخريف الذي اعتدنا على سماعه لوصف مرحلة آخر العمر وكذلك الربيع الذي يصف المرحلة المثمرة من العمر، وقادني ذلك إلى السؤال كيف إذاً نستخدم الصيف وماذا سيمثل من مراحلنا العمرية؟

(حكاية الشتاء) تأخذك في رحلة عبر حياة الكاتب والتي يرى أن جسده «يحوي قائمة آثار جروح مندملة، ولا سيما تلك المحفورة على وجهه وتتراءى له كل صباح عندما ينظر في مرآة الحمام».

ويذكر أنه نادرا ما يفكر في تلك الندوب، ولكن كلما أتت بباله يدرك أنها أمارات حياته الفارقة، وأن الخطوط المسننة المتنوعة والمختلفة المحفورة في جلدة وجهه بمنزلة حروف أبجدية سرية تسرد وقائع متصلة بماهيته وتعرّف عنه، لأن كل ندبة أثر لجرح مندمل، ولأن وراء كل جرح صدام مع العالم غير منتظر، أي حادث أو أمر لم يكن هناك موجب لوقوعه بما أن أي حادث هو أمر ينبغي عدم وقوعه.

حينما أقرأ (حكاية الشتاء) العنوان فحسب أشعر وكأنني أسافر في زاوية من زوايا العقل الباطن يمتد فيها طريق طويل على جانبيه زُرعت أشجار تقطر من أوراقها قطرات الندى والمكان مظلم وحول مصابيح الطريق تشاهد شيئاً من ضباب متناثر والهدوء يفرغ المكان ليعطي لخطوات الأقدام تأثير الإيقاع الذي يقول لك هذا المكان لك وحدك لكنه ليس مكاناً آمناً!

في تلك اللحظة تقفز في مخيلتي أصوات الرياح التي تربطني بمكانين لا ثالث لهما (الباحة/‏أكسفورد) فيهما شعرت بسطوة الرياح حينما تأتي لتخبرك بحقيقة البرد والخوف والقوة.. الرياح هي إحدى أدوات العذاب التي عذب الله بها العصاة في عصر من العصور.. لا أدري كيف من الممكن لشخص (مؤمن) أن يشعر بالأمان وقت الرياح.. ناهيك عن شخص يعيش حالة شك ثم تداهمه رياح عاتية فيشعر حينها وكأن الرب الذي يريد أن ينكر وجوده يرسلها إليه.

الشتاء هو ذلك البرد الشديد الذي يجعلك تعاني الألم والخوف والرهبة.. لكن ذلك لا يقاس بدرجة الحرارة المعلنة.. لأن الحقيقة أن درجة حرارة 8 تحت الصفر في برزبن الأسترالية لم تكن أبداً أبرد من درجة حرارة 4 فوق الصفر في الرياض أو حتى في القاهرة.

البرد حالة غريبة جداً حين تخضعها للمقارنة وفق درجات الحرارة ولذا أعتقد أن هناك مؤثراً آخر غير درجة الحرارة التي يتم قياسها عبر أجهزة الترمومتر ربما تتعلق بالموقع الجغرافي نفسه.. لا أعلم.

أعود إلى الشتاء الذي يعنيه بول أوستر ذلك الشتاء الذي جعل منه قادراً على النظر للأمور بحيادية مطلقة.

كتب أوستر عن مراحل حياته معتبراً أن تلك التنقلات جعلت منه ما هو عليه الآن وليس نتاج مرحلة دون أخرى.

يصف نفسه بأنه خليط من جميع حضارات الشرق ويصف نفسه «أنه مركّب أو مؤلف من جميع الأجناس المنتمية إلى نصف الكرة الشرقي، فيقول إن جزءا منه أفريقي وآخر عربي وآخر صيني وآخر هندي وآخر قوقازي، أي أنه خليط من حضارات متصارعة مختلفة ومتنوعة في جسد واحد».

يتحدث عن تأثره بالمفكر الفلسطيني ادوارد سعيد خصوصاً فيما يتعلق بالهوية يصف نفسه أنه دائما ضائع، يتخبط في الاتجاه المعاكس، يدور في دوائر، ويعجز عن التكيف مع الاتجاهات المكانية.

أتفهم رؤيته للمكان بتلك الصورة فأنا أشبهه في ذلك وأظن أن من أجبرته ظروف الحياة على التنقل من مكان إلى آخر سيتفهم ذلك الشعور الذي يجعل منك كائناً زمانياً لا يتأثر بالمكان ولا ينتمي إليه.

في نهاية حكايته (حكاية الشتاء) يسأل نفسه: كم صباحا تبقى من العمر؟» معلقاً «أن بابا أغلق وفتح آخر في رحلته الحياتية، وأنه أصبح في شتاء العمر»، ذلك الشعور وكأنك في حالة انتظار تعيش اليوم نفسه أما الغد فيبقى شيئاً مؤجلا لا يهم كثيراً، وهذا ما يفسر بالنسبة لي اختيار أوستر للشتاء بدلاً من الخريف الذي دائماً ما يعني «انتظار مولد جديد» حتى لو استخدمه العرب لنهاية رحلة الحياة.

Continue Reading

ثقافة وفن

بعد انتهاء العزاء.. نجل سليمان عيد يرثي والده

بكلمات مؤثرة، وجّه عبدو، نجل الفنان المصري الراحل سليمان عيد، رسالة إلى روح والده، وذلك بعد انتهاء عزائه أمس الذي

بكلمات مؤثرة، وجّه عبدو، نجل الفنان المصري الراحل سليمان عيد، رسالة إلى روح والده، وذلك بعد انتهاء عزائه أمس الذي أقيم في أحد المساجد بالقاهرة بحضور كثيف من نجوم الفن، إذ كتب عبر حسابه في فيسبوك: «أبويا يا أحلى ضحكة في حياتي إمبارح والنهار ده كل الناس جاتلي ودعيتلك، الحمد لله والشكر لله على نعمة حب الناس ليك متخافش يا حبيبي أنا كنت واقف راجل وهفضل راجل زي ما علمتني وكبرتني».

وتابع: «قلبي موجوع أوي يا أبويا بس والله العظيم مطمن إنك في أحلى وأعظم مكان عند اللي أحن مننا كلنا عليك وده اللي مصبر وجعي بحبك يا حبيبي وسندي وظهري وحشتني».

وشهد عزاء الراحل سليمان عيد أمس حضورا كثيفا من نجوم الفن والمشاهير لتقديم واجب العزاء لنجل الراحل وأسرته، منهم: يسرا، مي عمر، محمد سامي، إيمي سمير غانم، هشام جمال، نرمين الفقي، وفاء مكي، رامي رضوان، حسن الرداد، بجانب عدد كبير من أصدقاء وزملاء الراحل سليمان عيد، ومنهم: صلاح عبدالله، وكريم محمود عبدالعزيز، وأحمد السقا، ومحمود البزاوي، وعلاء مرسي وآخرون.

أخبار ذات صلة

وترك سليمان عيد بصمة مميزة في كل أعماله لدى الجمهور، ويعد فيلم فار بـ 7 أرواح آخر أعماله السينمائية التي تعرض حالياً في السينمات، وجمع العمل كوكبة من النجوم: إدوارد، ويزو، أحمد فتحي، عنبة، محمد لطفي، ليلى عز العرب، ندى موسى، وغيرهم، وكان من تأليف محمد شيبا، وإخراج شادي علي.

Continue Reading

ثقافة وفن

الرويشد يتجه إلى ألمانيا لاستكمال علاجه.. وابنته تدعمه برسالة مؤثرة

قرر الفنان الكويتي عبد الله الرويشد مغادرة الأراضي الكويتية متجهاً إلى ألمانيا مرة ثانية لاستكمال رحلة علاجه

قرر الفنان الكويتي عبد الله الرويشد مغادرة الأراضي الكويتية متجهاً إلى ألمانيا مرة ثانية لاستكمال رحلة علاجه وإجراء الفحوصات الطبية، وذلك بعد مروره بوعكة صحية خلال العام الماضي لا يزال يعاني من أثرها حتى الآن.

وأعلن الحساب الرسمي لـ«شركة روتانا» سفر عبد الله الرويشد إلى ألمانيا لاستكمال رحلة علاجه، حيث نشر مسؤول الصفحة على الحساب الرسمي بموقع انستغرام صورة له وهو داخل الطائرة المتجهة إلى ألمانيا، وكتب: «سفير الأغنية عبد الله الرويشد يغادر الكويت إلى ألمانيا لاستكمال رحلة العلاج وإجراء فحوصات طبية».

وطلبت شركة روتانا الدعاء للفنان عبد الله الرويشد بالشفاء العاجل، معلقة: «دعواتنا لك بالشفاء العاجل وترجع بالسلامة يا أبو خالد».

كما وجهت أصيل، ابنة عبد الله الرويشد، العديد من الرسائل والدعوات المؤثرة لوالدها قبل سفره لاستكمال رحلته العلاجية في ألمانيا، ونشرت صورة لها وهي تمسك يد والدها عبر حسابها بمنصة «إكس»، وقالت في تعليقها: «استودعتك الله يا حبيبي وترجع لنا أقوى من قبل والله يقويك ويطول لنا بعمرك يا أغلى إنسان».

أخبار ذات صلة

وكان عبد الله الرويشد كُرم في عدة مناسبات بالفترة الأخيرة وآخرها في مهرجان فبراير الكويت 2025، حيث أقيمت ليلة فنية استثنائية تحت شعار «ليلة للفن والتاريخ» تكريماً لمسيرته الفنية، حيث اجتمع نخبة من نجوم الغناء العربي للاحتفاء بعطائه الفني الممتد لأكثر من 4 عقود، بينما تلقى تكريماً خاصاً بجائزة الإنجاز مدى الحياة، خلال حفل «Joy Awards 2025» الذي أُقيم في 19 يناير الماضي بالرياض، تقديراً لمسيرته الفنية وتأثيره في الأغنية الخليجية.

يذكر أن مرض عبد الله الرويشد يرجع إلى مطلع العام 2024 بعدما تعرض لوعكة صحية، سافر على إثرها لتلقي العلاج في ألمانيا، برحلة علاجية استغرقت 6 أشهر، وعاد إلى وطنه الكويت محاطاً بأهله ومحبيه في أكتوبر الماضي.

Continue Reading

ثقافة وفن

«سينماء».. مرجعية حيّة للذاكرة السعودية

في مشهدٍ سينمائي آخذٍ في التشكّل بثقة وعمق، فاجأتنا هيئة الأفلام ممثلة في الأرشيف الوطني للأفلام بإطلاق مبادرة#سينماء،

في مشهدٍ سينمائي آخذٍ في التشكّل بثقة وعمق، فاجأتنا هيئة الأفلام ممثلة في الأرشيف الوطني للأفلام بإطلاق مبادرة#سينماء، بوصفها مشروعًا نوعيًا يُعيد تعريف العلاقة بين السينما والذاكرة، بين الصورة والوعي، وبين النقد والإنتاج الفني في المملكة، وذلك على هامش الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية.

«سينماء»، لن تكون مبادرة أرشيفية فحسب، بل رؤية متكاملة تسعى إلى ترسيخ المحتوى المعرفي السينمائي والثقافي من خلال أدوات دقيقة وشاملة؛ إذ تتضمن منصة إلكترونية غنية توثّق المنجزات، وتجمع الحوارات، وتعرض تجارب السينمائيين، كما تشمل مكتبة من ثلاثين كتابًا، من بينها كتاب الزميلة سهى الوعل (كلمتين ونص سينما)، الذي في رأيي يتوج خلاصة مواكبة إعلامية متواترة للإنتاج السينمائي، ويوثق جزءًا من مسيرة النقد السينمائي في المملكة.

أبرز ما يميز المبادرة هو بناء مرجعية حيّة للذاكرة السينمائية السعودية، تُتيح لصُنّاع الأفلام، والنقاد، والباحثين، ومحبي السينما، مساحةً للتأمل، وإعادة القراءة، والمشاركة.

«سينماء» ليست تكديسًا لمواد أرشيفية، بل محاولة واعية لتوليد المعنى، ولتدوين المرحلة، وتحفيز الخطاب النقدي؛ ليواكب تسارع الإنتاج السينمائي المحلي، ومساحة مفتوحة للرؤى والأسئلة والتجريب… خطوة نحو تكريس الثقافة السينمائية ليس بوصفها ترفًا بصريًّا، بل مجالٌ للمعرفة والتحوّل المجتمعي.

إنها بدايةٌ واعدةٌ؛ لأن من يُدرك قيمة الصورة يُدرك كيف يحفظ ذاكرته، وكيف يُعيد تشكيلها في المستقبل.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .