نقشَتْ على كفِّي سُروجاً ثمَّ أعطَتْني خُيولاً من دخان/ هذه الصحراءُ حنْظَلُها بيوتٌ من سرابٍ/ سقْفُها أشجارُ ماضٍ دونَ أجنحةٍ ولا قمرٍ يُصافحُهُ الفقيرُ/ وكذْبُها المفضوحُ جنّةُ زعفرانْ.
مُتلفّعاً ألَمي يُباغتُني قِماطُ الأرضِ/ فوقي غُصْنُ أحلامٍ تدلَّى بالزبَرْجدِ والمساءُ يلوكُني/ ويدايَ -من طولِ الجفافِ- قصيرتانْ.
احترْتُ في فلكِ الجهاتِ مُعلّقٌ ما بينَ بينَ أسوطُ أيامي فتلكِزُني المسافةُ / يرْكضُ الماضي معي والأرضُ تهزأُ بي/ كأنَّ الجنّةَ الأحلَى احتمالٌ في مهبِّ الريحِ والعشاقُ قد خسِروا الرِّهانْ.
أمشي إلى الأعلَى فأسقطُ تحتَ قافيتَينِ من وجَعِ السحابِ/ قصيدتي سفَرٌ إلى اللا شيء/ منذورٌ لموتي / كلّما نهضَتْ خيولي أوقعَتْها صولةُ الماشينَ عكْسَ الريحِ من أهلي/ ويطردُني المكان إلى الزمانْ!
قلِقٌ من المعْنَى/ أراوغهُ لأُنتجَ فخَّ أسئلتي على قدْرِ الهباءِ/ وأُسْرِحَ الماضي بقافيةٍ تمارسُ طيشَها في نزعةِ الديْجور/ أصحو من براثنِ غَيْبتي في هَيْلَمانِ الأرضِ/ والتاريخِ/ والرمزِ المقنّعِ بالخديعةِ/ مالَ فوقي الكونُ في تغريبَتي ما بين «بسْطارٍ» وأقبيةٍ / تُقلّبني دَواليبُ الخُواء/ إلامَ كلُّ الأرضِ مقبرةٌ وأسوارٌ تفخّخُها يدانْ؟
يا قلبُ يا ماءَ الوجودِ تعبْتَ وارتحَلَتْ بكَ الآلامُ من وعْدٍ لآخرَ/ كنتَ منزوعَ الأظافرِ تحتَمي بظلالِ خوفِكَ/ حاملاً رمْحاً بلا سنٍّ يُبارزُ غابةً في الليلِ والماضي حِصانْ.
هذا ارتحالٌ في السوادِ/ حكايةٌ عقَدَ الرواةُ خيوطَها/ وتناسلَتْ ما بين صحراءٍ وبحرٍ نائمَيْنِ على رفاتِ الواهمينَ من الجنودِ / يموجُ بين ضلوعِهمْ عشقٌ بلا سببٍ لفاتنةٍ تخونُ الصولجانْ.
وحدي ولا يسَعُ النهارُ حكايتي/ وأريدُ أن أمضي لوحدي هائماً في مسرحِ الهذَيان/ أحصي ما تواطأ والظلام/ حكايتي إسفنجةٌ للجرْح/ قلبٌ خانَ صاحبَهُ/ أمرُّ من الفجيعةِ مثل دمعِ الجرحِ يلعقُني رهانٌ زائفُ المعنَى وينفثُني دخانْ.
وورثْتُ عن جدّي حياةً (بين قوسَينِ) احتمَيْنا بالوعودِ/ أنا وظلّي في الظلام مُحاصران!